كان أسر قيس بن العيزارة حين أسرته فَهم ، فأخذ ثابت بن عامر سلاحه فلبس سيفه يجره على الحصى فوقره ، لأنه كان قصيرا.
ويقال : ابتَزَّ الرجلُ جارِيتَه من ثِيابها : إذا جَرَّدها ، ومنه قولُ امرىء القيس :
إذا ما الضَّجيع ابتزَّها مِن ثيابِها |
تمِيل عليه هَوْنةً غيرَ مِتْفالِ |
والبُزابزُ : الرجل الشديدُ القويّ وإن لم يكن شجاعا.
وقال أبو عمرو : رجل بَزْبَزٌ وبُزابِز.
والبَزْبَزةُ : شِدّة السَّوْق ، وأنشد :
ثم اعْتَلاها قَزَحا وارْتَهَزا |
وساقَها ثمَّ سِياقا بَزْبَزا |
قال : والبَزْبزة : معالَجة الشيء وإصلاحه ، يقال للشيء الّذي أجيد صنعتُه : قد بَزْبَزْتُه ، وأَنشَد :
وما يَستوِي هِلْبَاجَةٌ متَنفِّجٌ |
وذو شُطَبٍ قد بَزْبَزته البَزابزُ |
يقول : ما يستوِي رجلٌ ثقيلٌ ضَخْم كأنه لَبنٌ خاثرٌ ورجلٌ خفيفٌ ماضٍ في الأمور ، كأنه سَيْف ذو شُطب قد سَوّاه الصانعُ وصَقَله.
وقال أبو عمرو : البَزْباز : قَصَبة من حديدٍ على فَمِ الكِير تنفخُ النارَ.
وأَنشدَ :
إيها خُثَيْمُ حرّك البَزْبازَا |
إنّ لنا مجالسا كِنازا |
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : البَزْبَز : الغلامُ الخفيف الرُّوح. قال : والبِزِّيزَى السِّلاح ، وبَزْبَز الرجلُ وعَبَّدَ : إذا انهزَم وفَرّ.
وقال أبو عمرو : البَزَز : السِّلاحُ التامُّ.
[باب الزاي والميم]
ز م
زم. مز : [مستعملان].
زم : قال الليث : زَمَ : فِعْلٌ من الزِّمام ، تقول : زَمَمْتُ الناقَة أزمّها زَما.
قال : والعُصْفورُ تزمُ بصَوْتٍ له ضعيف ، والعِظامُ من الزَّنابير يَفْعلن ذلك.
قال : والذِّئب يأخذ السَّخْلَة فيَحمِلها ويَذهَب بها زاما ، أي : رافعا بها رأسَه ، تقول : قد ازدَمَ سَخْلةً فذَهَب بها.
وقال أبو عُبيد : الزَّمُ : التقدُّم ، وقد زَمَ يزِمّ : إذا تقدَّم.
وأَنشَد :
* أَن اخضَرَّ أو أَنْ زَمَ بالأنْف بازِلُهْ*
وزَمَ الرجلُ بأَنْفه : إذا شَمَخ ، فهو زَامٌ.
وقال اللّيث : زَمزَم العِلْجُ إذا تكَلَّف الكلامَ عند الأكل وهو مطبقٌ فَمَه.
ومن أمثالهم : حَوْلَ الصِّلِّيَان الزَّمْزمة ؛ والصِّلِّيانُ من أفْضل المَرعَى ، يُضرَب مَثَلا للرجل يَحُوم حَوْلَ الشيء ولا يُظهِرُ مَرامَه. وأَصلُ الزَّمْزَمة : صوتُ المَجوسيُ
وقد حَجا ؛ يقال : زَمْزَمَ وزَهْزَمَ ؛ وقال الأعشى :
* له زَهزَمٌ كالغَنّ*
فالمعنى في المَثَل : أن ما تسمع من الأصوات والجَلَب لطلب ما يُؤكَل ويتمتّع به.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : زَمزم : إذا حفظ الشيء. ومزمز : إذا تعتع إنسانا. قال : مزمّ وزام وازدم كله : إذا تكبر.
أبو عبيد عن أبي زيد : الزمزِمة من الناس : الخمسون ونحوها.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : هي زَمْزَمُ وزَمَّمُ وزُمَزِمٌ ، وهي الشُّباعةُ ، وهَزْمَةُ المَلِكِ ، ورَكْضَةُ جبريلَ لبئر زمزَم الّتي عند الكعبة.
والرّعدُ يُزمزِم ثم يُهَدْهِد ؛ وقال الراجز :
تَهِدُّ بين السَّحْر والغَلاصمِ |
هَدّا كهَدِّ الرَّعدِ ذي الزَّمازِمِ |
ابن السكّيت : الزَّمّ مَصدَرُ زَمَمْتُ البعيرَ : إذا عَلّقتَ عليه الزَّمام.
قال : وحَكَى ابنُ الأعرابيّ عن بعض الأعراب : لا والّذي وَجْهِي زَمَم بَيْتِه ما كان كذا وكذا ، أي : قُبالتَه.
وقال غيرُه : أمرٌ زَمَم وأَمَمٌ وصَدَرٌ ، أي : مُقارب.
والإِزْمِيم : الهِلال إذا دَقّ في آخِر الشهر واستَقْوَس ، قال ذو الرُّمة :
قد أَقطَع الخَرْقَ بالخَرْقاءِ لاهِيةً |
كأنما آلُها في الآلِ إزْمِيمُ |
شَبَّه شخصَها فيما شَخَص من الآل بهلالٍ دقّ كالعُرْجون لضُمْرِها. ويقال : مائة من الإبل زُمْزُوم ، مِثل الجُرْجور ، وقال الراجز :
* زُمْزومُها جِلَّتُها الخِيارُ*
أبو عبيدة : فرس مُزَمْزِم في صوتِه : إذا اضطرب فيه.
وزَمازِمُ النار : أصواتُ لَهَبِها ؛ وقال أبو صخر الهُذَليّ :
* زَمازِمُ فَوّارٍ من النّار شاصِب*
والعَرب تَحكِي عَزِيف الجِنّ باللّيل في الفَلَوات بزِيزِيم ، قال رؤبة :
* تَسمَع للجِنّ به زِيزِيمَا*
ويقال : ازدَمّ الشيءَ إليه : إذا مَدّه إليه.
مز : قال الليث : المِزُّ : اسمُ الشيءِ المَزِيز ، والفعل مَزَّ يَمَزّ ، وهو الّذي يقع مَوقِعا في بلاغته وكثرته وجَوْدته.
قال ابن الأعرابي : المِزُّ : الفَضْل ، يقال : هذا شيءٌ له مِزٌّ على هذا أي فَضْل. وهذا أَمَزُّ من هذا ، أي : أَفضَل. وشَيءٌ مَزِيز : فاضِلٌ.
وقال اللّيث : المُزُّ من الرُّمّان : ما كان طعمُه بين حُموضةٍ وحَلاوة.
قال : والمُزّة : الخَمْرة اللَّذيذة الطعْم ، وهي المُزَّاء ، جُعِل ذلك اسما لها ، ولو كان نعتا لقلتَ مُزَّى.
وقال ابنُ عُرْس في جُنَيد بنِ عبد الرحمن المُزِّي :
لا تَحسَبَن الحربَ نَوْمَ الضُّحَى |
وشُرْبَكَ المُزّاءَ بالباردِ |
فلمّا بلغه ذلك قال : كذَب عليّ! واللهِ ما شربتُها قطّ.
قال : والمُزّاء : من أسماء الخمر ؛ تكون فُعّالا من المزية وهو المفضلة تكون من أمزيت فلانا على فلان ؛ أي : فضلته.
أبو عبيد : المُزّاءُ : ضَرْبٌ من الشّراب يُسكِر.
وقال الأخطل :
بئس الصُّحاةُ وبئسَ الشُّرْبُ شرْبُهُم |
إذا جَرى فيهُم المُزّاءُ والسَكَرُ |
وقال شمر : قال بعضُهم : المُزّة : الخمرُ الّتي فيها مَزازة ؛ وهي طَعمٌ بين الحلَاوة والحموضة ؛ وأَنشدَ :
مُزّة قبلَ مَزْجِها فإذا ما |
مُزِجَتْ لَذَّ طعمُها من يَذُوقُ |
قال : وحَكى أبو زيد عن الكلابيّين : شرابكم مُزٌّ وقد مَزَّ شَرابُكم أقبحَ المزَازة والمُزوزة ، وذلك إذا اشتدت حُموضته.
وقال أبو سعيد : المَزّة ـ بفتح الميم ـ : الخمرُ ؛ وأنشد قولَ الأعشى :
* وقَهوةً مُزّةً رَاوُوقُها خَضِلُ*
وأنشد قولَ حسّان :
كأنَّ فاها قَهْوَةٌ مَزّة |
حديثةُ العهدِ بفضِّ الخِتَام |
أبو عُبيد عن أبي عمرو : التمزُّز : شربُ الشراب قليلا قليلا ، وهو أقلُّ من التمزُّز ، والمزّة من الرضاع مثل المصَّة.
قال طاوس : المزة الواحدة تُحرِّم ، والمزْمَزة والبزبزةُ : التحريكُ الشديد.
وقال الأصمعيّ : مَزْمَز فلانٌ فلانا : إذا حَرّكه وهي المَزْمَزَة.
قال : ومَصْمَص إناءه : إذا حرّكه وفيه الماءُ ليغسِلَه.
* * *
أبواب الثلاثي الصحيح من حرف الزاي
أبواب الزاي والطاء
ز ط د ، ز ط ت ، ز ط ظ ، ز ط ذ ز ط ث : مهملات.
ز ط ر
طرز. رطز. زرط. طزر : [مستعملات].
طرز : قال الليث : الطِّراز معروف ، وهو الموضعُ الذي تُنسج فيه الثياب الجياد.
وقال غيرُه : الطِّرَاز مُعَرَّب ، وأصلُه التقدير المستوِي بالفارسية ، جُعلت التّاء طاءً ، وقد جاءَ في الشِّعر العربيّ ، قال حسّان يَمدَح قوما :
* بِيضُ الوجوهِ من الطِّرازِ الأوّلِ*
وروَى ثعلبٌ عن ابن الأعرابيّ قال :
الطَّرْز : الشَّكل ، يقال : هذا طِرْزُ هذا ، أي : شَكله.
قال : ويقال للرّجل إذا تكلّم بشيءٍ هذا من طرازه ، أي من استنباطِه.
طزر : قال الليث : الطَّزَرُ : هو النَّبْتُ الصَّيْفي.
قلتُ : هذا معرّب وأصله تَزَر.
روى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنّه قال : الطَّزْرُ الدَّفع باللَّكْز.
يقال : طزَره طَزْرا : إذا دفعه.
رطز : أهملَه الليث.
وقال أبو عمرو في كتاب «الياقوتة» : الرَّطْزُ : الضعيف.
قال : وشَعْرٌ رَطَزٌ ، أي : ضعيف.
زرط : يقال : سَرَطَ الماء وزَرَطه وزرَدَه ، وهو الزَّرّاط والسَّرَّاط.
وروَى أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو أنه قرأ : الزَّرَاطَ بالزّاي خالصة ، ونحو ذلك روَى عُبيد بن عقيل عن أبي عمرو.
وروى الكسائي عن حمزَة : الزِّرَاطَ بالزاي ، خالصةً وكذلك روى بن أبي مُجالد عن عاصم ، وسائر الرُّواة رووْا عن أبي عمرو (الصِّراطَ) بالصاد.
قال ابن مجاهد : قرأ ابن كثير : (الصِّراطَ) بالصاد ، واختلف عنه. وقرأ بالصاد نافع وأبو عمرٍو وابن عامر وعاصم والكسائي.
قال غيره : وقرأ يعقوب الحضرمي : (السراط) بالسين.
ز ط ل
أهمل ، إلّا ما قال ابن دُريد : الزَّلْط :
المشْي السَّريع.
ز ط ن
استعمل من وجوهه : طنَزَ ـ زنَط.
الطَّنز : السُّخرية.
وفي «نوادر الأعراب» : هؤلاء قومٌ مَدْنَقَةٌ ودُنّاق ومَطْنَزَة : إذا كانوا لا خير فيهم ، هيّنةً أنفسُهم عليهم.
زنط : قال ابن دريد : تزانَط القومُ : إذا تزاحَموا.
ز ط ف
أهمل ، إلا ما قاله ابن دُريد.
فطزَ : إذا مات ، مثل : فَطَس.
ز ط ب
طبز ـ زبط : مستعملان.
طبز : أهمله الليث ، ورَوَى عمرو عن أبيه قال : الطِّبْزُ : رُكْنُ الجبل. والطِّبْزُ : الجَمل : ذو السَّنامَين الهائج.
وقال غيره : طبز فلانٌ جاريته طبْزا : إذا جامعَها.
زبط : أهمله الليث وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي : الزَّبْطُ : صياحُ البطة.
وروَى سلمة عن الفرّاء : الزَّبِيط صِياح البطة.
ز ط م
مطز : أهمله الليث وقال ابن دريد : المَطْز : النِّكاح.
أبواب الزاي والدال
زدت. زدظ. زدذ. زدث : أهملت وجوهها.
ز د ر
زرد. درز. دزر. زدر : مستعملة.
زرد : قال الليث : الزَّرد : حِلَقُ الدِّرع والمِغْفر.
سلمة عن الفراء : الزَّرْدةُ : حلقة الدِّرع ، والسَّرْد : ثقبها.
أبو عبيد عن الكسائي : سرطت الطعام وزردته ، وازدردته. أزْرُده زَردا وازدرده ازدرادا.
وقال غيره : يقال لفَلْهم المرأة : الزَّرَدان ، وله معنيان : أحدهما أنه ضِيق الخاتم ، يَزْرُد الأيْرَ إذا أولجه أي يخنُقُه ، ويقال : زرَد فلانٌ فلانا يَزْرُدُه زرْدا : إذا خنقه.
والمعنى الثاني : أنه سُمِّي زَرَداناً لازدراده الذَّكر إذا أُولج فيه.
وقالت خَلِعَةٌ من نساء العرب إنَّ هَني لزرَدان مُعتدل.
وقال بعضهم : سمّيَ الفلْهم زردانا لأنه يزدرد الذكَر ، أي : يخنقه لضيقه.
يقال : زَرَدت فلانا أزدرده : إذا خنقته فهو مزرود. كأنك خنقت مُزْدَرَدَه ، وهو حَلقهُ.
درز : قال الليث : الدَّرْزُ : دَرْزُ الثّوب ونحوه ، وهو معرب ، والجميعُ الدُّروز.
رَوَى أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ أنّه قال : الدَّرْز : نعيمُ الدّنيا ولذاتُها ، ويقال للدنيا : أمُ دَرْز.
قال : ودَرِزَ الرجلُ وذَرِزَ ـ بالدال والذال ـ إذا تمكَّنَ من نعيم الدنيا.
قال : والعربُ تقول للدَّعِيّ : هو ابن دَرْزة وابنُ تُرْنى ، وذلك إذا كان ابن أَمَةٍ تُساعِي فجاءت به من المُساعاة ، ولا يُعرَف له أب.
ويقال : هؤلاء أولادُ دَرْزة. وأولادُ فَرْتَنَى للسفِلة والسُّقاط ، قاله المبرد.
دزر : أهمَلَه الليث.
ورَوَى أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنه قال : الدَّزْرُ : الدفع ، يقال : دَزَره ودَسَرَه ودَفَعه بمعنًى واحد.
زدر : قرأ بعضُهم : «يومئذٍ يَزْدُرُ الناسُ أشتاتا» ، وسائرُ القراء قرأوا : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ) وهو الحقّ.
وقال ابن الأعرابيّ : يقال : جاءَ فلانٌ بَضرِب أَزْدَرَيه وأسْدَرَيْه ، إذا جاء فارغا.
ز د ل : مهمل.
ز د ن
استُعمِل من وجوهه : زند.
زند : قال اللّيث : الزَّنْدُ والزَّنْدة : خَشَبتان يُستقدَح بهما ، فالسُّفلى زَنْدة ، والزَّنْدان : عَظْما الساعِد ، أحدُهما أرقُّ من الآخَر ، فطَرفُ الزندِ الّذي يلِي الإبهامَ هو الكُوع ، وطَرف الزَّند الّذي يلي الخنْصِرَ الكُرْسُوع ، والرُّسْغُ مجتمعَ الزَّنْدَين ، ومِن عندِهما تُقطَعَ يَدُ السارق. ورجلٌ مُزَند : إذا كان بخيلا مُمْسكا.
وقال اللّيث : يقال للدَّعِيّ : مُزَنَّد.
أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ : زَنَدَ الرجلُ : إذا كَذَب ، وزَنَد : إذا بَخل ، وزَنَد : إذا عاقَب فوق ما لَه.
قال : وأخبَرَني عمرو عن أبيه أنه قال : يقال : ما يُزْندُك أحدٌ على فَضْل زَبد ، ولا يَزْندُك ولا يُزَنِّدك ولا يُحبك ولا يحزك ولا يَشفك ، أي : لا يَزِيدُك.
وقال أبو عبيدة : يقال للدُّرْجة التي تدَسّ في حياء الناقة إذا ظئرتْ على وَلدِ غيرها : الزَّنْدُ والنُّدْأةُ.
وقال ابن شُميل : وزُنِّدت الناقةُ : إذا كان في حيائها قَرَنٌ ، فثَقَبوا حياءَها من كلّ ناحية ثم جَعلوا في تلك الثّقب سُيُورا وعَقَدُوها عَقْدا شديدا ، فذلك الزنيد.
وقال أَوسُ بن حَجَر :
أَبَنِي لُبَيْنَى إنّ أُمَّكُمُ |
دَحَقَتْ فَخَرق ثَفْرَها الزَّنْدُ |
ويقال : تَزنَّد الرجلُ : إذا ضاق صدره ؛ قال عديّ :
إذا أنت فاكَهْت الرجال فلا تلغ |
وقل مثل ما قالوا ولا تتزيّد |
ورجل مزنّد : سريع الغضب.
ز د ف
فزد. زفد. زدف : مستعملة.
فزد : أبو عبيد عن الأصمعيّ : تقول العَرَب لمن يَصِل إلى طَرَفٍ مِن حاجَتِه وهو يطلب نهايَتها : لَم يحْرَمْ مَنْ فُزْدَ لَهُ ، وبعضُهم يقول : مَنْ فُصْدَ له ؛ وهو الأصل ، فقُلِبت الصاد زايا ، فيقال له : اقنَعْ بما رُزِقْتَ منها ، فإنّك غيرُ محروم ؛ وأصلُ قولهم : مَنْ فُزْدَ له ، أو فُصْدَ له : فُصِدَ له ، ثم سُكِّنت الصاد فقيل : فُصْدَ ؛ لأنّه أخفّ ، وأصلُه من الفَصد ، وهو أَن يؤخذ مَصِيرٌ فيُلقَم عِرقا مفصودا في يد البعير حتّى يمتلىء دَما ، ثم يُشوَى ويُؤكلَ ، وكان هذا من مآكل العرب في الجاهليّة ، فلمّا نزل تحريم الدّم تَرَكوه.
زفد : في «نوادر الأعراب» : يقال : صَمَّمتُ الفرسَ الشعيرَ فانصَمّ سمنا ، وحَشَوْتُه إيّاه ، وزَفَدْتُه إِيّاه ، وزَكَتُّه إِيّاه ، ومعناه كلّه المِلء.
زدف : يقال : أَسْدَفَ عليه السِّتر ، وأَزْدَفَ عليه السِّتْر.
ز د ب
استُعمِل من وجوهه : زبد.
زبد : اللّيث : أَزْبَدَ البحرُ إزْبادا فهو مُزْبِد.
وتَزَبَّدَ الإنسان : إذا غَضِب فظَهر على صِماغَيْه زَبَدَتان ، والزُّبْدُ : زُبْد السَّمن ، قَبلَ يُسْلأ ، والقِطْعة منه زُبْدة ، وهو ما خَلَص من اللّبن إذا مُخِض ، وإذا أَخذَ الرجلُ صفوَ الشيء قيل : قد تَزَبّده ، ومن أمثالهم : قد صَرّح المَحْضُ عن الزَّبَد ، يَعنُون بالزَّبَد رغْوَةَ اللّبن ، والصَّريحُ : اللبنُ المَحْض الّذي تحت الرّغوة ، يُضرَب مَثلا للصِّدق الّذي تتبين حقيقتُه بعد الشّك فيه.
ويقال : ارتجنَتِ الزُّبدةُ إذا اختلَطَت باللّبن فلم تخلَص منه ، وإذا خَلَصت الزُّبدة فقد ذهب الارتجال ، يُضرب هذا مَثَلا للأمر الذي يَلتبِس فلا يُهتدَى لوجه الصواب فيه.
والزَّبدُ : زبدُ الجمَل الهائج ، وهو لُغامُه الأبيضُ الذي يجتمِع على مَشافره إذا هاج. وللبحرِ زَبدٌ : إذا ثارَ مَوْجُه. وزَبدُ اللّبن : رغْوَته.
وفي الحديث : أنّ رجلا من المشركين أهدَى النبيّ صلىاللهعليهوسلم هديّة فَردَّها وقال : «إنا لا نقبَل زَبْدَ المشركين».
أبو عبيد عن الأصمعيّ : يقال : زَبدْتُ فلانا أزْبِدُه : إذا أعطيتَه ، فإِن أطعمته زُبْدا قلتَ : أَزبُدُهُ زَبْدا ـ بضم الباء ـ من أَزْبُده.
أبو عمرو : تزبّدَ فلانٌ يَمينا فهو متزبِّد : إذا حَلف بها ؛ وأَنشد :
تزَبَّدها حَذّاءَ يَعلمُ أنّه |
هو الكاذبُ الآتي الأمورَ البُجارِيَا |
قال : الحَذّاء : الأُمور المنكَرة. وتَزَبَّدها : ابتَلَعها ابتلاعَ الزُّبدة ، ونحوٌ منه قولهم :
جَذَّها جَذَّ العَيْر الصِّلِّيانة.
والزُّبّاد : نبتٌ معروف ، والزُّبّاد : الزُّبد ، ومنه قولهم : اختَلَط الخاثِرُ بالزُّبّاد ، وذلك إذا ارتَجَن ، يُضرَب مَثلا لاختلاط الحقّ بالباطل.
وزُبَيد : قبيلةٌ من قبائل اليَمن. وزَبِيد : مدينةٌ من مُدُن اليَمَن. وزُبَيْدة : لقبُ امرأة ، قيل لها : زُبَيدة لنَعْمة كانت في بَدَنها ، وهي أمّ الأمين محمد. ويقال : زَبّدَتِ المرأةُ قُطْنَها : إذا نَتَفَته وجوّدَتّه لَتغزِلَه.
ز د م
مزد : يقال : ما وَجَدْنا لها العامَ مَصْدَةً ولا مَزْدَة ، أي : لم نَجِد لها بَرْدا.
باب الزاي والتاء
ز ت ظ ـ ز ت ذ ـ ز ت ث : أهملت وجوهها.
ز ت ر
استعمل من وجوهها : ترز. زرت.
ترز : قال الليث : ترَز الرجلُ : إذا مات ويَبِس ، والتّارِزُ : اليابس بلا رُوح.
وقال أبو ذُؤَيْب :
فَكَبَا كما يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزٌ |
بالخَبْتِ إِلا أنّه هو أَبْرَعُ |
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : تَرِز الرجل : إذا ماتَ ، بكسر الراء. وتَرِزَ الماءُ : إذا جَمَد.
قلتُ : وغيرُه يجيز تَرَز ـ بالفتح ـ إذا هَلَك.
زرت : أهمَلَه الليث.
وقال غيرُه : زَرَدَه وزَرَتَه : إذا خَنَقَهُ.
[ز ت ل]
لتز : أهمله الليث. وقال ابن دريد : اللَّتْز : الدَّفْع ، وقد لَتَزَه لَتْزا : إذا دَفَعه.
ز ت ن
زتن : الزَّيْتون : معروف ، والنون فيه زائدة ، ومِثلُه قَيْعُون أصلُه القَيْع ، وكذلك الزَّيْتون : شَجرةُ الزَّيت وهو الدّهن.
ز ت ف
استُعمل من وجوهه : زفت.
زفت : قال الليث : الزِّفْتُ : القِير. ويقال لبعض أوعيةِ الخَمْر : المزَفَّت ، وهو المقيَّر بالزِّفت. ونَهَى النبيُّ صلىاللهعليهوسلم عن الانتباذ في الوِعَاء المزفَّت ، والزِّفتُ غيرُ القِيرِ الذي تُقَيَّرُ به السُّفُن ، وهو شيءٌ لَزِج أسوَدُ يُمَتَّن به الزِّقاق للخَمْر والخَلّ. وقِيرُ السُّفنِ. يُيَبّس عليها ، وزِفْتُ الزِّقاق لا ييْبَس.
وفي «النَّوادر» : زَفَتَ فلانٌ في أُذُن فلانٍ الحديث زَفْتا ، وكَتَّه في أُذُنه كَتّا بمعنًى.
ز ت ب : مهمل.
ز ت م
استعمل من وجوهه : زمت ـ متز.
زمت : قال الليث : الزَّمِيت : السَّاكت.
ورجل متزمِّت وزِمِّيت ، وفيه زَماتَةٌ.
وقال ابن بُزُرج : الزُّمَّتُ : طائر أسوَد يتلوّن في الشمس ألوانا ، أحمرُ المِنقار والرِّجْلين دُونَ الغُداف شيئا. ويقال :
ازْمَأَتَ يَزْمَئِتُ ازمِئْتاتا : فهو مُزمئت : إذا تلوَّن ألوانا متغايرة.
وقال ابن الأعرابي : رجلٌ زَمِيت وزِمِّيت : إذا تَوَقَّر في مَجلِسه.
وفي حديث النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه كان مِن أَزْمَتِهم في المَجْلس، أي : من أَرْزَنِهِمْ وأَوْقَرِهم ، وأنشد غيره في الزِّمِّيت بمعنى الساكت :
والقبرُ صِهْرٌ ضامِنٌ زِمِّيتُ |
ليس لمن ضُمّنه تربيت |
متز : أهمَله الليث.
وقال ابن دُرَيد : مَتزَ فلانٌ بسَلْحِه : إذا رَمَى به ، ومَتَس بسَلْحِه مِثْله ولم أسمعهما لغيره.
والزاي قد أهملت مع الظاء ومع الذال ومع الثاء إلى آخر الحروف.
باب الزاي والراء
ز ر ل : مهمل.
ز ر ن
نزر. رزن. زنر. رنز. نرز (١) [مستعملة].
نزر : أبو العبَّاس عن ابن الأعرابيّ : النَّزْرُ : الإِلْحاح في السؤال.
وفي الحديث : أنّ عُمَر رضياللهعنه كان يساير النبي صلىاللهعليهوسلم في سَفَر فسأله عن شيء فلم يُجِبه ، ثم عاد فسأَله فَلم يُجِبه ، فقال لنفسه كالمبكِّت لها : ثَكِلَتْك أمُّك يا بنَ الخَطَّاب. نَزَرْتَ برسول الله مرارا لا يُجيبُك.
قلت : ومعناه أنّك أَلححْتَ عليه في المسألة إلحاحا أدَّبك بسكوته عنك ، وقال كثيّر :
لَا أَنْزُر النَّائلَ الخَليلَ إذا |
ما اعْتَلَ نَزْرُ الظُّئُور لَم تَرمِ |
أراد لم تَرْأم ، فحذف الهجرة ويقال : أعطاه عطاءً نَزْرا ، وعطاءً مَنْزورا : إذا أَلحَ
__________________
(١) سقط شرح هذه المادة في المطبوعة. وفي «اللسان» (نرز): «النَّرزُ : فِعلٌ مماتٌ وهو الاستخفاء من فزع ، وبه سمي الرجل نرذَةَ ونارِزة ، ولم يجئ في كلام العرب نون بعدها راء إلا هذا ، وليس بصحيح.
ابن الأعرابي : نَرْزٌ موضع ، قال : وأما النَّريزِيُّ الحاسب فلا أدري إلى أَي شيء نسب» ا. ه.
عليه فيه. وعطاءً غَير مَنْزور : إذا لم يُلِحّ عليه فيه ، بل أعطاه عَفْوا ؛ ومنه قولُه :
فَخذْ عَفْوَ ما آتاك لا تَنْزُرَنَّه |
فعندَ بُلوغِ الكدْرِ رَنقُ المشَارِبِ |
وقال اللّيث : نَزُر الشيءُ يَنزُر نَزارةً ونزرا وهو نَزْر ، وعَطاءٌ مَنْزور : قليل.
وامرأةٌ نَزُرٌ : قليلة الوَلَد ، ونِسْوة نُزُر.
وقال أبو زيد : رَجُل نَزْر ونِزر ونزيرُ نَزرُ نَزارةً. إذا كان قَليل الخير ، وأَنزَره الله ، وهو رجل منْزور.
ويقال لكلّ شيء يقلّ : نَزُور ؛ ومنه قول زيد بنِ عَدِيّ :
أو كَماءِ المَثْمُودِ بعدِ جَمامٍ |
رَذِمِ الدَّمْعِ لا يئوب نَزُورَا |
وجائز أن يكون النَّزُور بمعنى المَنْزور ، فَعولٌ بمعنى مفعول.
وجائز أن يكون النزور من الإبل التي لا تكاد تلقح إلا وهي كارهة. ناقة نزور بينة النزار. والنَّزور أيضا : القليلة اللبن ؛ وقد نزرت نزرا. قال : والناتق إذا وجدت مَسَّ الفحل لَقحت. وقد نتقت تنتق : إذا حملت. قال شمر : قال عدة من الكلابيين : النزور : الاستعجال والاستحثاث ؛ يقال : نزره إذا أعجله.
ويقال : ما جئت إلا نزرا ، أي : بطيئا.
النضر : النزور : القليل الكلام لا يتكلم حتى تنزره. والنزور : الناقة التي مات ولدها وهي ترأم ولد غيرها فلا يجيء لبنها إلّا نزرا. قال الأصمعي : نزر فلان فلانا : إذا استخرج ما عنده قليلا قليلا.
وتنزّر : إذا انتسب إلى نزار بن معد.
رزن : شمر : قال الأصمعيّ : الرُّزون : أماكنُ مرتفِعةٌ يكون فيها الماء ، واحدها رَزْن ، قال : ويقال : الرَّزْن : المكانُ الصُّلْب فيه طُمَأنينة يُمسِك الماء ؛ وقال أبو ذُؤَيب في الرُّزُون :
حتى إذا جَزَرَتْ مِياهُ رُزُونِه |
وبأيِّ حَزِّ مُلاوَةٍ يتقطَّعُ |
وقال ابن شميل : الرَّزْن : مكانٌ مُشرِف غليظ إلى جَنْبِه ، ويكون منفرِدا وحدَه ، ويَقُودُ على وَجْه الأرض للدعوة حجارةً ليس فيها من الطِّين شيء لا ينبت وظهرُه مُسْتوٍ ؛ ويقال : شيءٌ رزينٌ وقَدْ رَزَنْتُه بيَدِي : إذا ثَقَلْته. وامرأةٌ رَزانٌ : إذا كانت ذات وقارٍ وعَفاف. ورجلٌ رَزِين ؛ وقد تَرزَّنَ الرجلُ في مجلِسه : إذا توقَّر فيه.
ويقال للكوَّة النافذة : الرَّوْزَن ، وأحسبه معرّبا وهي الرَّوازِن ، تكلّمت بها العرب.
وتجمَع الرِّزن أَرْزانا. قال الأصمعيّ فيما رَوَى عنه ابنُ السكّيت : الأَرْزان جمع رِزْن ، وأَنشَد لساعدة :
* ظَلَّتْ صُوافِنَ بالأرْزانِ صادِيَةً*
الليث : الأرزن : شجر تتخذ منه عِصِيٌّ صلبة ؛ وأنشد :
* ونبعةٍ تَكْسِرُ صُلْبَ الأَرْزَنِ *
زنر : أبو عمرو : الزَّنانِيرُ : الحَصَى الصِّغار.
وقال أبو زبيد :
تَحِنُّ لِلظِّمْءِ ممّا قد أَلمَّ بها |
بالهَجْلِ منها كأصوات الزنانِيرِ |
وقال الليث : واحدُ زَنانير الحَصى : زُنَّيْرة وزُنّارَة. والزُّنّار : ما يَلبَسُه الذِّمِّيُّ يَشُده على وَسَطه.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : زَنَرْتُ القِرْبَةَ : إذا ملأتَها ، وزَمَرْتها مِثله.
قال : وامرأةٌ مُزَنَّرَة : طويلةٌ عظيمةُ الجسم.
وفي «النوادر» : زَنَّرَ فلانٌ عينَه إليّ : إذا شَدَّ إليه النَّظَر.
(وقال اللّيث : الأَرْزَن : شجرٌ تُتَّخَذ منه عِصِيٌّ صُلْبَة ؛ وأَنْشَد :
* ونَبْعَةٍ تَكْسِرُ صُلْبَ الأَرْزَنِ (١) *
[رنز] : (والتَّنَزُّر : الانتسابُ إلى نِزارِ بنِ مَعد) (٢). والرُّنْز لغةٌ في الرُّزّ.
ز ر ف
زفر. زرف. فرز. فزر. رزف. رفز.
فرز : قال أبو عُبيد : فرَزتُ الشيءَ : قسَمْتُه ، وكذلك أَفْرَزْته والفريز : النصيب. قال شمر : سهمٌ مُفْرزٌ ومفروز : معزول ؛ كتبتُه من نسخة الأيادي. والفِرزِ : الفرد. وفي الحديث : «من أخذ شفعا فهو له ، ومن أخذ فِرزا فهو له» ؛ هذا ذكره الليث.
قلت : لا أعرف الفِرز بمعنى الفَرْد ؛ إنّما الفِرْز ما فُرِزَ من النَّصيب المَفْروز لصاحبه ، واحدا كان أو اثنين.
وقال أبو عمرو : الفَرْز : فُرْجَة بين جَبَلين.
وقال غيرُه : هو موضع مطمئنّ من رَبْوَتَيْن ؛ وقال رؤبة :
* كم جاوَزَتْ مِنْ حَدَبٍ وفَرْزِ*
فزر : أبو عبيد عن أبي زيد : الفِزْرُ من الضَّأْن : ما بين العَشَرَة إلى الأربعين.
قال شمر : الصّبة ما بين العشر إلى الأربعين من المعزى.
ثعلب عن ابن الأعرابي : الفِزْرُ : ابن البَبْر ، وبنْتُه الفِزْرَة. قال : أُنْثَاهُ الفَزارة ، والبَبْرُ يقال له : الْهَدَبَّس. قال أبو عمر :
وأَنشدنا المبرّد :
ولقد رأيتُ هَدَبَّسا وفَزارةً |
والفِزْرُ يَتْبَعُ فِزْرَهُ كالضَّيْوَنِ |
قال أبو عمرو : سألتُ أبا العبّاس عن البيتِ فلم يَعْرِفه ، وهذه الحروف ذَكَرها اللّيث في كتابه ، وهي كلُّها صحيحة.
أَقْرَأَنا المنذريُّ لأبي عُبَيد فيما قَرأ عَلَى ابن الهيثم ، قال ابن الكلبيّ : من أمثالهم في ترك الشيء : لا أفعل ذلك مِعْزَى الفِزْر ، قال : والفِزْر هو سعدُ بنُ زيد مناةَ
__________________
(١) تكرار ، تقدم في مادة (رزن).
(٢) تكرار ، تقدم في مادة (نزر).
ابن تميم. قال : وكان وَافَى الموسمَ بمِعزَى فأنهَبَهَا هناك ، فتفرّقتْ في البلاد ، فمعناهم في مِعْزَى الْفِزْرِ أن يقولوا : حتى تَجتمعَ تلك ، وهي لا تَجتمِع الدَّهرَ كلَّه.
قال ابنُ الكلبيّ : إنَّما سُمِّيَ الفِزْرُ لأنّه قال : من أَخَذَ منها واحدةً فهي له ، لا يُؤخذ منها فِزْر وهو الاثنان.
قال أبو عُبيد : وقال أبو عُبيدة نحوَ هذا الحديث ، وإلّا أنّه قال : الفِزْر هو الجَدْي نفسُه.
وقال المنذريّ : قال أبو الهيثم : لا أعرِفُ قولَ ابن الكلبيّ هذا.
قلتُ أَنا : وما رأيتُ أحدا يَعْرِفه.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : الفَزْرُ : الفَسْخ والفَزَر : ريح الحَدَبة. ويقال : فَزَرْتُ الجُلَّة وأَفْزَرْتها وفَزَّرتَها : إذا فَتَّتَّها.
أبو عُبَيد عن أبي عَمْرو : رجلٌ أَفْزَر : هو الّذي في ظَهْرِه عُجْرة عظيمة.
شمر : الفَزْرُ : الكَسْر.
قال : وكنت بالبادية فرأيتُ قِبابا مضروبة فقلت لأعرابيّ : لِمَنْ هذه القِباب؟ فقال : لبني فَزارة فَزَرَ اللهُ ظهورَهم. فقلت : ما تَعني به؟ فقال : كَسَرَ الله.
وقال اللّيث : الفُزُور : الشُّقوق والصُّدوع.
وتَفزَّرَ الثوبُ وتَفَزَّر الحائِطُ : إذا تَشَقَّق.
قال ؛ والفِزْرُ : هَنَةٌ كنَبْخَةٍ تَخْرُج في مَعْرِز الفَخِذ دُوَيْنَ مُنتهَى العانة كغُدَّةٍ من قرحةٍ تخرج باليد أو جِراحة.
وقال ابن شُمَيل : الفازِر : الطريقُ تَعلُو النِّجَافَ والقُورَ فتَفْرِزُها كأنّها تَخُدُّ في رؤوسِها خُدُودا ، تقول : أَخذْنا الفازِرَ ، وأَخذنا في طريقٍ فازِر ، وهو طريقٌ أَثَّرَ في رؤوس الجبال وفَقَرها. ويقال : فَزَرْتُ أنفَ فلانٍ فزرا ، أي : ضربته بشيء فشققته ، فهو مَفْزُورُ الأنْف.
وفي الحديث : كان سَعْدٌ مَفْزُورَ الأنْف.
وقال بعضُ أهلِ اللُّغة : الفَرْزُ قريبٌ من الفَزْرِ ، تقول : فَرَزْتُ الشيْءَ من الشيْء ، أي : فصلته. وتكلَّمَ فلانٌ بكلامٍ فارِزٍ ، أي : فَصَلَ به بين أمرين. قال : ولسانٌ فارِزٌ : بيِّنٌ فاصل ، وأنشَد :
إنِّي إذا ما نَشَرَ المُنَاشِرُ |
فرَّجَ عن عِرْضِي لِسَانٌ فارِزُ |
ويقال : فرزت الشيءَ من الشيء ، وأفرزته لغتان جيدتان جاء بهما أبو عُبيد في باب فعلت وأفعلت بمعنى واحد.
وقال أبو زيد : قال القُشَيْرِيّ : يُقال للقُرْصَةِ : فِرْزَة ، وهي النَّوْبَة.
وقال اللّيث : الفارِزة : طريقةٌ تأخذ في رَمْلة في دَكادِكَ ليِّنة ، كأنّها صَدْع من الأرض مُنقاد طويلٌ خِلْقَة ؛ والفِرزانُ معروف ، فرزان الشّطرنج ، وجمعه فرازين.
زرف ـ رزف : ثعلب عن ابن الأعرابيّ : زَرَف يَزرِف زُرُوفا ، وزَرَف يَزرِف زَرِيفا : إذا دناه منه ، وقال لَبيد :
بالغُراباتِ فَزَرّافاتِها |
فبِخِنزِيرٍ فأطرافِ حُبَلْ |
أي : ما دنا منها.
قال : وأزْرَفَ وأَزلَف : إذا تَقدَّم. وأَزْرَف : إذا اشتَرَى الزَّرافة. قال : وهي الزُّرافة والزَّرافة ، والفتحُ والتخفيف أفصَحُها.
وقال اللّيث : الزرافة : اشْتُرقا وبَلَنْق.
أبو عبيد عن القَنانيّ : أتَوني بزَرّافتهم : يعني بجَماعتهم.
وقال : وغيرُه القَنانيّ مخفّف الزرافة ، والتّخفيف أجوَد ، ولا أحفَظُ التشديد عن غيره.
وقال ابن الأعرابيّ : أَزْرَف وأرْزَف : إذا تقدم.
وروى عنه : رَزَفَ.
أبو العبّاس : زَرَفتُ إليه وأزْرَفْتُ : إذا تقدّمت إليه ، وأنشَد :
* تُضَحِّي رُوَيْدا وتُمسِي زَرِيفَا*
وقال أبو عبيد فيما أقرأني الإياديّ له : زَرَفَتِ الناقةُ : أسرَعتْ. وأزْرَفْتها أنا : أَخْبَيْتُها في السَّير. ورواه الصرّام عن شمر : زَرَفَت وأزرَفْتُها ، الزاي قبل الراء.
وقال اللّيث : ناقةٌ زَرُوف : طويلةُ الرِّجلين واسعةُ الخَطْو. قال : وأَزْرَف القومُ إزْرافا : إذا أُعجلوا في هزيمة أو نحوها.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : زَرِف الجُرحُ يَزرَفُ زَرَفانا : إذا انتَقَض ونُكِس.
وقال غيرُه : خِمْسٌ مُزَرِّف : مُتْعِبٌ ، وقال مُلَيْح :
* يَسيرُ بها للقَومِ خِمْسٌ مُزَرِّف *
زفر : قال اللّيث : الزَّفْر والزَّفير : أن يَملأ الرجلُ صَدرَه غَمّا ثم يَزْفِرُ به. والشَّهِيق : مَدُّ النَّفَس ثم يَرْمِي به.
وقال الفرّاء في قول الله تعالى : (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) [هود : ١٠٦] ، الزَّفير : أوّل نَهِيق الحمار وشبهِه ، والشَّهِيقُ آخرُه.
وقال الزّجاج : الزَّفِير من شَديد الأَنين وقَبيحِه. والشَّهِيق : الأنينُ الشديدُ المرتفع جدّا.
وقال اللّيث : المزفورُ من الدّوابُ : الشديدُ تلاحم المفَاصِل. وتقول : ما أشَدّ زَفْرَةَ هذا البعير ، أي : هو مَزْفُور الحَلق.
وقال أبو عُبيدة : يقال للفَرسِ : إنه لعظيمُ الزُّفْرة ، أي : عظيمُ الجوف ، وقال الجَعْدِيّ :
خِيطَ على زَفْرَةٍ فتَمَّ وَلَمْ |
يَرْجِع إلى دِقّةٍ ولا هَضَمِ |
يقول : كأنَّه زافِرٌ أبدا من عظم جَوْفه ، فكأنَّه زَفَرَ فَخِيطَ على ذلك.
وقال ابن السكّيت في قول الرّاعي يصف إبلا :
حُوزيةٌ طُوِيَتْ على زَفَراتها |
طَيَّ القَنَاطِرِ قد نَزَلْنَ نُزُولا |
فيه قولان : أحدُهما : كأنّها زَفَرَتْ ثم خَلِقتْ على ذلك ، والقول الآخَر : الزَّفْرَة : الوَسَط ، والقَناطِرُ الأزَج.
شمر : الزُّفَر من الرِّجال : القَوِيُّ على
الحمالاتِ ، يقال : زفَر وازْدَفَر : إذا حمل.
وقال الكُمَيت :
رِئابُ الصُّدوع غِياثُ المَضو |
عِ لأمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ |
وفي الحديث : أنّ امرأةً كانت تَزْفِر القِرَب يومَ خَيْبر تسقي الناسَ، أي : تَحمِل القِرب المملوءَة ماءً.
وقال الليث : الزِّفْر : القِرْبة. والزّافر : الّذي يُعِين على حَمْل القِرْبة ، وأَنشَد :
يا بنِ الّتي كانت زمانا في النَّعَمْ |
تَحمِل زَفْرا وتَؤُولُ بالغَنَمْ |
وقال آخر :
إذا عَزَبوا في الشاءِ عَنّا رأَيتَهمْ |
مَداليجَ بالأزْفارِ مِثْلَ العَواتِقِ |
والزَّوافِر : الإماء اللّواتي يَزْفِرْن القِرَب.
أبو عبيد عن أبي عمرو قال : زافرةُ القومِ أنصارُهم.
سلَمَة عن الفرّاء : جاءنا فلان ومعه زافِرَتُه ، يعني رَهْطَه وقومَه.
أبو عبيد عن الأصمعيّ قال : ما دُونَ الرِّيش من السَّهم فهو الزّافرة ، وما دُون ذلك إلى وَسَطه فهو المَتْن.
وقال ابن شُمَيل : زافرةُ السهم أَسفلُ من النِّصف بقليل إلى النَّصل.
أبو الهيثم : الزافرة الكاهل وما يليه. وزفر يزفر : إذا استقى فحمل.
وقال أبو عمرو : الزِّفْر : السِّقاء الّذي يَحمِل الراعي فيه ماءَه ، ويقال : للجَمَل الضَّخْم : زَفَر ، وللأسَدَ : زُفَر ، وللرّجل الجَواد : زُفَر.
وقال أبو عُبيدة في جُؤْجُؤ الفَرَس : المُزْدَفَر ، وهو الموضع الّذي يَزْفِر منه ، وأَنشَد :
ولَوْحُ ذِرَاعَيْنِ في برْكَةٍ |
إلى جُؤجؤٍ حَسَنِ المُزْدَفَرْ |
رفز : أهمَلَه الليث.
وقرأت في بعض الكُتب شعرا لا أَدرِي ما صحّته :
وبلدة للدّاءُ فيها غامِر |
مَيْتٌ بها العِرْق الصحيحُ الرّافِزُ |
هكذا قيّده كاتبُه ، وفسّره : رَفَزَ العِرْق إذا ضَرَب. وإن عِرْقه لرَفّاز ، أي : نَبَّاض.
قلت : لا أعرف الرَّفّاز بمعنى النَّبّاض ؛ ولعلّه راقِزٌ بالقاف بمعنى راقِص.
ز ر ب
زرب ـ زبر ـ برز ـ ربز ـ بزر ـ رزب : مستعملات.
بزر : قال الليث : البَزْر : كلُّ حَب يُنثَر للنَّبات ، تقول : بزَرْتُه وبَذَرتُه.
أبو عبيد عن الأمويّ : بَزرْتهُ بالعَصَا بَزْرا : إذا ضَربتَه بها.
ابن نجدة عن أبي زيد : يقال للعَصَا : البَيْزارةُ والقَصيدةُ.
وقال اللّيث : المبْزَرُ : مِثلُ خَشَبة القَصّارِين
تُبزَر به الثّياب في الماء.
قال : والبَيْزارُ : الّذي يَحمِل البازيّ.
قلتُ : وغيرُه يقول : البازِيار ، وكلاهُمَا دخيل. والبُزُور : الحُبُوب الّتي فيها صِغَر ، مثل حُبُوب البَقْل وما أَشبَهها.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : المبْزورُ : الرجلُ الكثيرُ الوَلَدِ ، يقال : ما أكثَر بَزْرَه ، أي : وَلَده. وعزَّةٌ بَزَرَى : ذاتُ عَدَد كثير وأنشدَ :
أَبَتْ لي عِزّةٌ بَزَرَى بزوخ |
إذا ما رامَها عِزٌّ يَدُوخُ |
قال : بَزَرَى عددٌ كثير ، وأَنشَد :
قد لَقِيَتْ سِدْرَةُ جَمْعا ذَا لُهًى |
وعَدَدا فَخْما وعِزّا بَزَرَى |
قال : والبَزَرى لَقب لبني أبي بكر بن كلاب ، وتبزَّر الرجلُ : إذا انتمى إليهم.
وقال القَتّال الكِلابيّ :
إذا ما تَجَعْفَرتُمْ علينا فإنّنا |
بَنُو البَزَرَى من عِزّةٍ تَتَبزّرُ |
قال : والبَزْراء : المرأةُ الكثيرةُ الوَلَد.
والزَّبْراءُ : الصُّلْبة على السَّير.
والبَزْر : المُخاط. والبَزْرُ : الأَوْلاد.
زبر : قال الليث : الزَّبْر : طيُّ البِئْر ، تقول : زَبَرْتُها ، أي : طَوَيتُها.
أبو عُبيد عن الأصمعيّ : إذا لم يكن للرجل رأيٌ قيل : ما لَه زَبْر وجُولٌ.
ثعلب عن ابن الأعرابي : الزَّبْرُ : الصَّبْر ، يقال : ما لَه صَبْرٌ ولا زَبْر.
وأخبَرَني المُنذِريّ عن أبي الهَيْثَم يقال للرجل الّذي لا عَقَل له ولا رَأْي له زَبْر وجُول ولا زبْرَ له ولا جُول.
قال : وأصلُ الزَّبْر طَيُّ البئر إذا طُوِيت تماسكتْ واستَحكمتْ.
قال : والزَّبْر : الزَّجْر ، لأنّ من زَبَرْتَه عن الغَيّ فقد أحكَمْتَه ، كزَبْر البِئْر بالطَّي.
قال : وأخبَرَني الحَرّاني عن ابن السكّيت قال أبو عبيدة : زَبَرْتُ الكتابَ وذَبَرْتُه : إذا كتَبْتَه.
قال : وقال الأصمعي : زَبَرْتُ الكتابَ : كتبتُه ، وذَبَرْتُه : قَرأْتُه.
وقال أعرابيّ : إني لأعرِف تَزْبِرَتي ، أي : كتابتي.
وقال اللّيث : الزَّبُور : الكتاب ، وكلُّ كتابِ زَبُور ، وقال الله جَلَّ وعزّ : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) [الأنبياء :
١٠٥].
ورُوِي عن أبي هُرَيرة أنّه قال : الزَّبور : ما أُنزِل على داود (مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) من بَعْدَ التوراة.
وقرأ سَعِيد بنُ جُبَير : (ولقد كتبنا في الزُّبور) بضم الزاي.
وقال : الزُبُور : التّوراة والإنجيل والقرآن.
قال : والذِّكر : الّذي في السماء.
وقيل : الزَّبور فَعولٌ بمعنى مفعول ، كأنه زُبِر ، أي : كُتِب.
وقال ابن كناسة : من كواكب الأسَد : الخراتانِ ، وهما كوكبان بينهما قَدْرُ سَوْط ، وهما كتفا الأسد ، وهما زُبْرةُ الأسد ، وهي كلُّها يمانية ، وأصلُ الزُّبرة : الشَّعر الذي بين كتفَي الأسد.
وقال الليث : الزُّبْرة : شعْرٌ مجتمعٌ على موضع الكاهل من الأسد ، وفي مِرْفَقَيْهِ ، وكلُّ شعر يكون كذلك مجتمعا فهو زُبْره.
قال : وزُبْرَة الحديد : قطعةٌ ضخمةٌ منه.
وقال الفرّاء في قوله : (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً) [المؤمنون : ٥٣] ، من قرأ بفتح الباء أراد قِطعا ، مثل قوله : (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ) [الكهف : ٩٦].
قال : والمعنى في زُبُر وزُبَر واحد ، والله أعلم.
وقال الزّجّاج : ومن قرأ زُبُراً أراد كُتُبا ، جمع زبور ومن قرأ زُبَرا ، أراد قِطَعا ، جمع زُبْرة ، وإنما أراد تفرَّقوا في دينهم.
وقال الليث : الأزْبَرُ : الضخمُ زُبْرة الكاهل ، والأنثى زَبْرَاء ، وكان للأحنف خادمٌ تسمَّى زَبْرَاء ، فكانت إذا غضِبتْ قال الأحنف : هاجتْ زَبْرَاء ، فذهبَتْ مثلا حتى قيل لكل من هاج غضبُه : هاجت زَبْرَاؤُه.
وقال ابن السكيت : هو زِئْبِر الثَّوب. وقد قيل : زِئْبُرُ بضم الباء ، ولا يقال زِئْبَر وقد زأْبَرَ الثّوبُ فهو مُزَأْبَر.
وقال الليث : الزِّئبُرُ ـ بضم الباء ـ زِئْبُر الخزِّ والقَطيفة والثوب ونحوه ؛ ومنه اشتُق ازبِئْرَار الهِرِّ : إذا وفَى شَعرُه وكَثُرَ ، وقال المرَّار :
فهْوَ وَرْدُ اللّون في ازْبِئْرَارِه |
وكُمَيْتُ اللَّوْنِ ما لم يَزْبَئِرّ |
أبو زيد : ازبأَرَّ الوبَر والنبات : إذا نَبَتَ.
أبو عبيد عن أبي عمرو : الزِّبِرُّ من الرجال : الشديد.
وقال أبو محمد الفَقْعَسِيّ :
* أكون ثَمّ أسدا زِبِرّا*
وزُبْرة الأسَد : منزلٌ من منازل القَمر ، وقد مَرَّ تفسيره.
سَلمة عن الفرّاء : الزَّبير : الدّاهية.
والزّبير : الحمأَة. وأَنشد :
* تُلاقي من آلِ الزُّبيْرِ الزَّبِيرَا*
وقال ابن الأعرابيّ : ازْبَرَّ الرجلُ : إذا عَظمَ جسمُه ، وازْبَر : إذا شَجُع.
أبو عُبَيد عن أبي زيد : أَخذ الشيء بزَغْبَرِه : إذا أخذه كله ، فلم يدعْ منه شيئا ، وكذلك أخذَه بزَوْبَرِه وبزأبره.
وقال ابن حبيب : الزَّوْبر : الداهية في قول الفَرَزْدَق :
إذا قال غاوٍ من مَعَدٍّ قصيدةً |
بها جَرَبٌ قامت عليَ بزَوْبَرَا |
أي : قامت عليَّ بداهيَة.
وقال غيره : معناه : أَنها تُنسَب إليَّ كلُّها ولم أَقُلْها.
ربز : روَى شَمر في كتابه حديثا لعبد الله بن بُسْر أنه قال : جاءَ رسولُ الله صلىاللهعليهوسلم إلى داري فوضعْنا له قطيفةً رَبيزَةً.
قال شمر : حدثني أبو محمد عن المظفّر أنه قال : كَبْشٌ ربيز ، أي : ضخم ، وقد رَبُزَ كَبْشُكَ ربازةً ، أي : ضَخْم. وقد أَرْبَزْته أنا إرْبازا.
قال شمر : وقال أبو عَدْنان : الرَّبيز : الرجلُ الظريف الكيس.
وقال أبو زيد : الرَّبيز والزَّميز من الرجال : العاقل الثّخين. وقد رَبُزَ ربازَة ، ورَمُز رمازةً بمعنى واحد.
وقال غيره : فلانٌ رَبيز ورَمِيز : إذا كان كثيرا في فنِّه ، وهو مُرْتَبزٌ ومُرْتمز.
زرب ـ رزب : أبو عُبَيد عن الكسائي : الزُّرِيبةُ : حظيرةٌ من خَشب تُعمل للغنم ، يقال منه : زَرَبْتُها أَزْرُبُها زَرْبا.
قال : وقال أبو عمرو : الزَّرْبُ : المَدْخَل ، ومنه زَرْبُ الغَنَم.
وقال غيره : انْزَرَب في الزَّرْب انْزِرابا : إذا دَخَل فيه.
وقال ابن الأعرابي : الزِّرْب : مَسِيل الماء. والزَّرْبُ : الحَظِيرة.
قال : وزَرِب الماءُ وسَرِب : إذا سالَ.
وقال ابن السكّيت : زَرِيبةُ السَّبع : موضعهُ الّذي يَكتنُّ فيه.
وقال الليْث : الزَّرِبُ : موضعُ الغَنَم ، يسمَّى زَرْبا وزَرِيبة.
قال : والزَّرْبُ : قُتْرة الرّامي ، قال رُؤبةُ :
* في الزَّرْب لو يَمضَغُ شَرْبا ما بَصَقْ*
وقال الزّجّاج في قوله جلّ وعزّ : (وَزَرابِيُ مَبْثُوثَةٌ (١٦)) [الغاشية : ١٦] ، الزَّرابيّ : البُسُطُ واحدتُها زَرْبِيَّة.
وقال الفرّاء : هي الطَّنافِس لها خَمْل رَقيق.
وأخبَرَني ابن رزين عن محمّد بنِ عمرو عَن الشاه المؤرّج أنه قال في قول الله جلّ وعزّ : (وَزَرابِيُ مَبْثُوثَةٌ (١٦)) قال : زَرابيّ النَّبت إذا اصفَرَّ واحمَرَّ وفيه خُضْرة وقد ازْرَبَ ، فلمّا رأَوا الألْوان في البُسُط والفُرُش والقُطُف شَبَّهوها بزَرابيِ النَّبْت ، وكذلك العَبْقَرِيّ من الثِّياب والفُرُش.
وعن أبي هريرة رضياللهعنه أنه قال : ويل للعرب من شر اقترب. ويل للزَّرْبيّة.
قيل : وما الزربيّة؟ قال : الذين يدخلون على الأمراء ، فإذا قالوا شرا أو قالوا شيئا قالوا صَدَقَ.
ثعلب عن ابن الأعرابي : الزِّرْيابُ : الذَّهب.
والزِّريابُ : الأصفَر من كل شيء. قال : ويقال للمِيزابِ : المِزْرابُ والمِرْزابُ.
وقال اللّيث : المِرْزابُ لغة المِيزابُ.
وقال ابن السكّيت : هو المِيزَابُ ، وجمعُه المَآزِيب ولا يقال المِزْرَاب ونحو ذلك قال الفرّاء وأبو حاتم.
وقال اللّيث : المِرْزَابَة : شِبه عُصَيَّةٍ من
حَديد ، والإرْزَبَّة لغةٌ فيها إذا قالوها بالميم خفّفوا الباء ، وأَنشَدَ :
* ضَرْبك بالمِرْزَبَة العُودَ النَّخِرْ*
قلتُ : ونحو ذلك رَوى أبو عبيد عن الفرّاء.
وكذلك قال ابنُ السكّيت مثله في المرزبة والإرزبة. أبو عبيد عن الأصمعيّ : رجلٌ أرْزَبٌ : إذا كان قصيرا غليظا.
أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : رجلٌ أرْزَبٌ : كبير ، ورجلٌ قِرْشَبٌّ : سَيّءُ الحال.
وقال أيضا : الإرْزَبُ : العظيمُ الجِسم الأحمقُ ، وأَنشَد الأصمعيّ :
* كَزُّ المُحَيَّا أُنَّحٌ أرْزَبُّ*
برز : في حديث أمّ مَعبد الخُزاعية : أنها كانت امرأة برزة تَختبىء بفناء قُبتها.
قال أبو عُبيد : البَرْزَةُ من النِّساء : الجليلةُ التي تظهَر للناس ويجلس إليها القومُ.
وأخبرَني المنذريُّ عن أبي العباس عن ابن الأعرابي قال : قال الزُّبَيْرِيّ : البرزةُ من النساء التي ليستْ بالمُتزايلة ولا المُحْزَمِّقة [المُخْرَمِّقَة].
قال : والمتزايلة : التي تُزايلك بوجهها تستُره عنك وتنكَبُّ إلى الأرض.
قال : والمحْزَمِّقة[المُخْرَمِّقَة] : التي لا تتكلم إذا كُلِّمت.
الليث : رجلٌ بَرْز طاهرُ الخُلُق عفيف.
وامرأةٌ برْزة : موثوقٌ برأيها وعفافِها ، وقال العجاج :
* بَرْزٌ وذُو العفافة البَرْزِيُ *
ويقال : برزٌ ، أي : هو منكشف الشأن ظاهره.
قال : والبَرازُ : المكانُ الفضاء من الأرض البعيدُ الواسع ، وإذا خرج الإنسانُ إلى ذلك الموضع قيل : قد برَز. وإذا تسابقت الخيلُ قيل لسابقها : قد برَّز عليها ، وإذا قيل مخفَّف فمعناه ظهرَ بعدَ الخفاء ، وإنما قيل في التَغوُّط : تَبرَّز فلانٌ كنايةً أي خرج إلى بَرازٍ من الأرض.
والمبارزة : الحرب. والبِرازُ : أُخذ من هذا ، تبارزَ القِرْنان.
ثعلب عن ابن الأعرابيّ : أبرز الرجلُ : إذا عزم على السَّفر.
وبرزَ : إذ ظهر بعد خموله. وبرز : إذا خرج إلى البِراز وهو الغائط.
وقال في قول الله تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً) [الكهف : ٤٧] ، أي : ظاهرة بلا جبل ولا تلّ ولا رمل.
أبو عبيد عن أبي عمرو : المبْرُوز من أبرَزْت ، قال لبيد :
أو مُذْهَبٌ جَدَدٌ على ألواحه |
الناطقُ المَبروزُ والمختومُ |
وقال ابن هانىء : أبرزتُ الكتابَ : أخرجته ، فهو مَبْروز.
وقد أعطَوْه كتابا مَبْروزا ، وهو المنْشور ، وقد برزته برزا.
وقال الفرّاء : إنّما أجازوا المَبْرُوزَ وهو من أَبرَزْت لأن يَبرُز لفظه واحد من الفعلين.
وقال أبو حاتم في بيت لَبيد إنما هو :
* النّاطقُ المُبْرَزُ*
مُزاحَف ، فغيّره الرُّواة فِرارا من الزِّحاف.
أبو العبّاس عن ابن الأعرابي : الإبرِيزُ : الحَلْيُ الصافي من الذهب ، وأَبرَزَ إذا اتَّخَذ الإبْرِيزَ.
وعن أبي أمامة رضياللهعنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إن الله ليُجرّب أحدَكم بالبلاءَ كما يُجرّب أحدُكم ذهبَه بالنار! فمنه ما يخرج كالذهب الإبريز (١) ، فذلك الذي نجاه الله من السيئات. ومنهم من يخرج من الذهب دُون ذلك ، وهو الذي يشك بعض الشك ، ومنهم من يخرج كالذهب الأموه ، فذلك الذي أُفْتِن».
قال شمر : الإبريز من الذهب : الخالص ، وهو الإبرزي والعِقيانُ والعسجدُ. وقال النابغة :
مزيّنة بالإبرزي وجوها بأرضع |
الثّدي والمُرْشفاتِ الحواضِنِ |
ز ر م
رمز ـ زرم ـ زمَز ـ رزم ـ مرز ـ مزر : مستعملات.
زرم : في الحديث : «أنَّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم أتِي بالحَسَن بن علي رضياللهعنهما فوُضع في حِجْره فبَال عليه ، فأُخذ فقال : لا تُزْرِموا ابني ، ثم دعا بماءٍ فصَبّه عليه».
قال أبو عبيد : قال الأصمعي : الإزرامُ : القطع ، يقال للرجل إذا قطع بوله : قد أزرمْتَ بَوْلَكَ. وأَزرمه غيرُه ، أي : قطعه.
وزَرِمَ البول نفسه إذا انقطع. وقال عَدِيّ بن زيد :
أو كماء لثمودَ بعد جمام |
زرِم الدَّمعِ لا يَئُوب نزورَا |
قال : فالزَّرِم القليل المنقطع.
قال الليث : الزَّرم من السَّنانير والكلاب : ما يبقي جَعْرُه في دُبُرِه ، والفعل منه زَرِم ، وكذلك السِّنَّوْرُ يسمى أزْرم.
ويقال : زرمَ البيعُ : إذا انقطع.
ثعلب عن ابن الأعرابي : رجلٌ زرِم : وهو الذَّليل القليلُ الرَّهْط ، قال الأخطل :
لولا بلاءُكُم في غيرِ واحدةٍ |
إذا لقُمْتُ مقامَ الخائف الزَّرِم |
أبو عمرو : الزرمُ : الناقة التي يقع بولها قليلا قليلا ، يقال لها إذا فعلت ذلك : قد أوزغت وأوسغت وشلشلت وأنعصت وأزرمت.
أبو عبيد عن الأصمعي : الزَّرم : المضيق عليه.
__________________
(١) في المطبوع : «كالإبز» وكذلك فيه الحديث : «عن أبي أسامة» ، والمثبت من «اللسان» (٥ / ٣١١) (ب ر ز).
أبو عُبيد عن الأصمعيّ : المزْرَئِمُ : المنقبض ، الزايُ قبلَ الراء.
قال أبو عبيد : والمرْزَئِمُ : المقشعِرُّ المجتمع الراء قبل الزاي.
قلت : الصواب : «المزرئم» الزاي قبل الراء : كذا رواه ابن جعلة. شك أبو بكر في «المقشعر المجتمع» أنه مزرئم أو مزدنم.
وقال أبو زيد في كتاب «الهمز» : ارزَأَمَ الرجلُ فهو مُرْزَئِمٌ : إذا غضب.
وقال الأصمعيّ : المُرْمَئزُّ : اللازمُ مكانَه لا يَبرَح.
رزم : أبو عبيد عن أبي زيد : الرّازمُ : البعيرُ الّذي لا يتحرّك هُزالا ، وقد رَزَم يَرْزُم رُزاما. والرازخُ نحوَه.
قال : ويقال : أَرْزَمَت الناقةُ أرْزاما : وهو صوتٌ تُخرِجه من حَلْقها ، لا تَفتَح به فاها ، والاسم منه الرَّزمة ، وذلك على ولدِها حين ترْأَمُه ، والحَنينُ أشدُّ من الرِّزَمة.
وقال أبو عبيد : والإرزام : صوتُ الرّعد ، وأنشَد :
* وعَشِيّةٍ مُتجاوِبٍ إرْزامُها*
شَبّه رَزَمة الرّعد برزَمة الناقة.
اللّيث : الرِّزْمةُ من الثياب : ما شُدَّ في ثوبٍ واحد ، يقال : رَزَّمْت الثيابَ تَرْزيما.
ورُوِي عَنْ عمرَ أنّه قال : إذا أَكلْتم فرازِمُوا.
رُوِي عن الأصمعيّ أنه قال : المُرازَمة في الطّعام المعاقَبة ، يأكل يوما لَحما ، ويوما عَسَلا ، ويوما لَبَنا ، وما أشبَه ذلك لا يُداوِم على شيء واحد. وأصلُه في الإبل إذا رَعَت مرّة حَمْضا ، ومَرّة خُلّة فقد رازمَتْ.
وقال الراعي يخاطب ناقتَه :
كلِي الحَمْضَ عامَ المُقْحِمين ورازِمِي |
إلى قابِلٍ ثم اعذِرِي بعدَ قابِلِ |
أبو العبّاس عن ابن الأعرابيّ أنّه سئل عن قوله : إذا أكلتم فرازِمُوا ، فقال معناه : اخلِطوا الأكلَ بالشُّكْر ، وقولوا بين اللُّقَم : الحمد لله.
وقيل : المُرازَمة : أن تأكل اللّين واليابس ، والحلوَ والحامضَ ، والجَشَب والمأدوم ، فكأنّه قال : كلوا سائغا مع جَشِب غير سائغ.
أبو عبيد عن الكسائيّ : رازَمَ القومُ دارَهمْ : إذا أَطالوا المُقامَ بها.
ابن الأنباري : الرِّزْمة معناها في كلام العرب : التي فيها ضروب من ثياب وأخلاط.
قولهم : رازم في أكله : إذا خلط بعضا ببعض.
وفي حديث عمر رضياللهعنه أنه أعطى رجلا ثلاث جزائر ـ وجعل غرائر عليهن