محمّد محيى الدين عبد الحميد
الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار العلوم الحديثة
الطبعة: ٠
الصفحات: ٦٨٦
وتمال الألف إذا كانت طرفا : بدلا من ياء ، أو صائرة إلى الياء ، دون زيادة أو شذوذ ؛ فالأول كألف «رمى ، ومرمى» والثانى كألف «ملهى» فإنها تصير ياء فى التثنية نحو «ملهيان».
واحترز بقوله : «دون مزيد أو شذوذ» مما يصير ياء بسبب زيادة ياء التصغير ، نحو «قفىّ» أو فى لغة شاذة ، كقول هذيل فى «قفا» إذا أضيف إلى ياء المتكلم «قفىّ».
وأشار بقوله : «ولما تليه ها التأنيث ما الها عدما» إلى أن الألف التى وجد فيها سبب الإمالة تمال ، وإن وليتها هاء التأنيث كفتاة.
* * *
وهكذا بدل عين الفعل إن |
|
يؤل إلى فلت ، كماضى خف ودن (١) |
أى : كما تمال الألف المتطرفة كما سبق تمال الألف الواقعة بدلا من عين فعل يصير عند إسناده إلى تاء الضمير على وزن فلت [بكسر الفاء] : سواء كانت العين واوا كخاف ، أو ياء كباع وكدان ؛ فيجوز إمالتها كقولك : «خفت ، ودنت ، [وبعت]».
__________________
(١) «وهكذا» الجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «بدل» مبتدأ مؤخر وبدل مضاف و «عين» مضاف إليه ، وعين مضاف و «الفعل» مضاف إليه «إن» شرطية «يؤل» فعل مضارع فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الفعل «إلى فلت» جار ومجرور متعلق بقوله يؤل «كماضى» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف ، أى وذلك كائن كماضى ، وماضى مضاف و «خف» قصد لفظه : مضاف إليه «ودن» معطوف على خف ، وقد قصد لفظه أيضا.
فإن كان الفعل يصير عند إسناده إلى التاء على وزن فلت ـ بضم الفاء ـ امتنعت الإمالة ، نحو «قال ، وجال» فلا تملها ، كقولك : قلت ، وجلت.
* * *
كذاك تالى الياء ، والفصل اغتفر |
|
بحرف او مع ها كـ «جيبها أدر» (١) |
كذاك تمال الألف الواقعة بعد الياء : متصلة بها نحو بيان ، أو منفصلة بحرف نحو يسار ، أو بحرفين أحدهما هاء نحو : أدر جيبها ؛ فإن لم يكن أحدهما هاء امتنعت الإمالة ؛ لبعد الألف عن الياء ، نحو بيننا ، والله أعلم.
* * *
كذاك ما يليه كسر ، أو يلى |
|
تالى كسر أو سكون قد ولى (٢) |
__________________
(١) «كذاك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «تالى» مبتدأ مؤخر ، وتالى مضاف و «اليا» مضاف إليه «والفصل» مبتدأ «اغتفر» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الفصل ، والجملة من اغتفر ونائب فاعله فى محل رفع خبر المبتدأ «بحرف» جار ومجرور متعلق بالفصل «أو» عاطفة «مع» معطوف على محذوف ، ومع مضاف و «ها» قصر للضرورة : مضاف إليه «كجيبها» الكاف جارة لقول محذوف ، جيب : مفعول مقدم لأدر ، وجيب مضاف وها : مضاف إليه «أدر» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
(٢) «كذاك» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «ما» اسم موصول : مبتدأ مؤخر «يليه» يلى : فعل مضارع ، والهاء مفعول به «كسر» فاعل يلى ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة «أو» عاطفة «يلى» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة «تالى» مفعول به ليلى ، وتالى مضاف و «كسر» مضاف إليه ، والجملة لا محل لها معطوفة على جملة الصلة «أو» عاطفة «سكون» معطوف على كسر «قد» حرف تحقيق «ولى» فعل ماض ،
كسرا ، وفصل الها كلا فصل يعدّ |
|
فـ «درهماك» من يمله لم يصد (١) |
أى : كذلك تمال الألف إذا وليتها كسرة ، نحو عالم ، أو وقعت بعد حرف يلى كسرة ، نحو كتاب ، أو بعد حرفين وليا كسرة أوّلهما ساكن ، نحو شملال ، أو كلاهما متحرك ولكن أحدهما هاء ، نحو يريد أن يضربها ، وكذلك يمال ما فصل فيه الهاء بين الحرفين اللذين وقعا بعد الكسرة أولهما ساكن ، نحو «هذان درهماك» والله أعلم.
* * *
وحرف الاستعلا يكفّ مظهرا |
|
من كسر او يا ، وكذا تكفّ را (٢) |
__________________
وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى سكون ، والجملة فى محل جر صفة لسكون.
(١) «كسرا» مفعول به لقوله «ولى» فى آخر البيت السابق «وفصل» مبتدأ ، وفصل مضاف و «الها» قصر للضرورة : مضاف إليه «كلا فصل» جار ومجرور متعلق بقوله «يعد» الآتى «يعد» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فصل الهاء الواقع مبتدأ ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «فدرهماك» الفاء للتفريع ، ودرهما : مبتدأ أول ، ودرهما مضاف والكاف مضاف إليه «من» اسم شرط : مبتدأ ثان «يمله» يمل : فعل مضارع فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى من الشرطية ، والهاء مفعول به ليمل «لم» نافية جازمة «يصد» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه ، والجملة فى محل جزم جواب الشرط ، وجملتا الشرط والجواب فى محل رفع خبر المبتدأ الذى هو اسم الشرط ، وجملة المبتدأ الذى هو اسم الشرط وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول الذى هو قوله درهماك.
(٢) «وحرف» مبتدأ ، وحرف مضاف و «الاستعلا» مضاف إليه «يكف» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى حرف الاستعلاء ، والجملة من يكف وفاعله ومفعوله فى محل رفع خبر المبتدأ «مظهرا» مفعول به ليكف «من كسر» بيان
إن كان ما يكفّ بعد متّصل |
|
أو بعد حرف أو بحرفين فصل (١) |
كذا إذا قدّم ما لم ينكسر |
|
أو يسكن اثر الكسر كالمطواع مر (٢) |
حروف الاستعلاء سبعة ، وهى : الخاء ، والصاد ، والضاد ، والطاء ، والظاء ، والعين ، والقاف ، وكل واحد منها يمنع الإمالة ، إذا كان سببها كسرة ظاهرة ، أو ياء موجودة ، ووقع بعد الألف متصلا بها ، كساخط ، وحاصل ، أو مفصولا بحرف كنافخ وناعق ، أو حرفين كمناشيط ومواثيق.
__________________
لقوله مظهراً ، أو متعلق به ، أو متعلق بيكف «أو» عاطفة «يا» قصر للضرورة : معطوف علي كسر «وكذا» جار ومجرور متعلق بتكف الآتي «تكف» فعل مضارع «را» قصر للضرورة : فاعل تكف.
(١) «إن» شرطية «كان» فعل ماض ناقص ، فعل الشرط «ما» اسم موصول : اسم كان ، وجملة «يكف» صلته «بعد» ظرف متعلق بمحذوف حال من اسم كان «متصل» خبر كان ، ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة «أو» عاطفة «بعد» معطوف على بعد الأول ، وبعد مضاف و «حرف» مضاف إليه «أو» عاطفة «بحرفين» جار ومجرور متعلق بقوله «فصل» الآتى «فصل» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه.
(٢) «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف يدل عليه ما قبله ، أى : يمال كذا «إذا» ظرف مضاف إلى جملة «قدم» الآتى ، وهو خال من معنى الشرط ، ومتعلقه هو متعلق الجار قبله «قدم» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المانع «ما» مصدرية ظرفية «لم» نافية جازمة «ينكسر» فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المانع «أو» عاطفة «يسكن» فعل مضارع معطوف على ينكسر «إثر» ظرف متعلق بقوله يسكن ، وإثر مضاف و «الكسر» مضاف إليه «كالمطواع» الكاف جارة لقول محذوف ، المطواع : مفعول تقدم على عامله «مر» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، وهو ـ بكسر الميم ـ أمر من ماره يميره ، أى أطعمه ، والميرة : الطعام.
وحكم حرف الاستعلاء فى منع الإمالة يعطى للراء التى هى غير مكسورة ـ وهى المضمومة ، نحو هذا عذار ، والمفتوحة ، نحو هذان عذاران ـ بخلاف المكسورة على ما سيأتى ، إن شاء الله تعالى.
وأشار بقوله : «كذا إذا قدّم ـ البيت» إلى أنّ حرف الاستعلاء المتقدم يكفّ سبب الإمالة ، ما لم يكن مكسورا ، أو ساكنا إثر كسرة ؛ فلا يمال نحو صالح ، وظالم ، وقاتل ، ويمال نحو طلاب ، وغلاب ، وإصلاح.
* * *
وكفّ مستعل ورا ينكفّ |
|
بكسر را كغارما لا أجفو (١) |
يعنى أنه إذا اجتمع حرف الاستعلاء ، أو الراء التى ليست مكسورة ، مع المكسورة غلبتهما المكسورة وأميلت الألف لأجلها ؛ فيمال نحو «على أبصارهم ، ودار القرار».
وفهم منه جواز إمالة نحو «حمارك» ؛ لأنه إذا كانت الألف تمال لأجل الراء المكسورة مع وجود المقتضى لترك الإمالة ـ وهو حرف الاستعلاء ، أو الراء التى ليست مكسورة ـ فإمالتها مع عدم المقتضى لتركها أولى وأحرى.
* * *
__________________
(١) «وكف» مبتدأ ، وكف مضاف و «مستعل» مضاف إليه «ورا» قصر للضرورة : معطوف على مستعل «ينكف» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى كف مستعل ، والجملة من ينكف وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ «بكسر» جار ومجرور متعلق بقوله ينكف ، وكسر مضاف و «را» مضاف إليه «كغارما» الكاف جارة لقول محذوف ، غارما : مفعول مقدم لقوله أجفو الآتى «لا» نافية «أجفو» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا.
ولا تمل لسبب لم يتّصل |
|
والكفّ قد يوجبه ما ينفصل (١) |
إذا انفصل سبب الإمالة لم يؤثّر ، بخلاف سبب المنع ؛ فإنه قد يؤثر منفصلا ؛ فلا يمال «أتى قاسم» بخلاف «أتى أحمد».
* * *
وقد أمالوا لتناسب بلا |
|
داع سواه ، كعمادا ، وتلا (٢) |
قد تمال الألف الخالية من سبب الإمالة ؛ لمناسبة ألف قبلها ، مشتملة على سبب الإمالة ، كإمالة الألف الثانية من نحو «عمادا» لمناسبة الألف الممالة قبلها ، وكإمالة ألف «تلا» كذلك.
* * *
__________________
(١) «ولا» ناهية «تمل» فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «لسبب» جار ومجرور متعلق بتمل «لم» نافية جازمة «يتصل» فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود سبب ، والجملة من يتصل المجزوم بلم فاعله فى محل جر صفة لسبب «والكف» مبتدأ «قد» حرف تقليل «يوجبه» يوجب : فعل مضارع ، والهاء مفعول به ليوجب «ما» اسم موصول : فاعل يوجب ، والجملة من يوجب وفاعله فى محل رفع خبر المبتدأ «ينفصل» فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الاسم الموصول.
(٢) «قد» حرف تحقيق «أمالوا» فعل وفاعل «لتناسب ، بلا داع» جاران ومجروران يتعلقان بقوله أمالوا «سواه» سوى : نعت لداع ، وسوى مضاف والهاء مضاف إليه «كعمادا» الكاف جارة لقول محذوف ، عمادا : مقول لذلك القول المحذوف على إرادة لفظه «وتلا» قصد لفظه : معطوف على قوله عمادا.
ولا تمل ما لم ينل تمكّنا |
|
دون سماع غير «ها» وغير «نا» (١) |
الإمالة من خواصّ الأسماء المتمكّنة ؛ فلا يمال غير المتمكن إلا سماعا ، إلا «ها» و «نا» ؛ فإنهما يمالان قياسا مطّردا ، نحو «يريد أن يضربها» و «مرّ بنا» (٢).
* * *
والفتح قبل كسر راء فى طرف |
|
أمل ، كـ «للأيسر مل تكف الكلف» (٣) |
__________________
(١) «لا» ناهية «تمل» فعل مضارع مجزوم بلا الناهية ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «ما» اسم موصول : مفعول به لتمل «لم» نافية جازمة «ينل» فعل مضارع مجزوم بلم ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة هو فاعله ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «تمكنا» مفعول به لينل «دون» ظرف متعلق بتمل ، ودون مضاف ، و «سماع» مضاف إليه ، «غير» منصوب على الحال ، وقيل : منصوب على الاستثناء ، وغير مضاف و «ها» مضاف إليه ، وقد أراد لفظ ضمير المؤنثة الغائبة «وغير» معطوف على غير السابق ، وغير مضاف ، و «نا» ضمير المتكلم المعظم نفسه أو مع غيره : مضاف إليه ، وقد قصد لفظه أيضا.
(٢) قد أمالوا من الأسماء غير المتمكنة «ذا» الإشارية ، و «متى» و «أنى» و «ها» و «نا» وأمالوا من الحروف «بلى» و «يا» فى النداء ، و «لا» الجوابية وفى نحو قولهم «افعل هذا إمالا» قال قطرب : ولا يمال غير ذلك من الحروف ؛ إلا أن يسمى بحرف ويوجد فيه مع ذلك سبب الإمالة ، فلو سميت إنسانا بحتى أملتها ، لأن ألفها تصير ياء فى التثنية لكونها رابعة ، وإذا سميت بإلى لم تمل ؛ لأن ألفها تصير واوا فى التثنية ، لكون ذى الواو فى الثلاثى أكثر من ذى الياء.
(٣) «والفتح» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله «أمل» الآتى ـ «قبل» ظرف متعلق بأمل ، وقبل مضاف و «كسر» مضاف إليه ، وكسر مضاف و «راء» مضاف إليه «فى طرف» جار ومجرور متعلق بمحذوف نعت لراء «أمل» فعل أمر ،
كذا الّذى تليه «ها» التّأنيث فى |
|
وقف إذا ما كان غير ألف (١) |
أى : تمال الفتحة قبل الراء المكسورة : وصلا ، ووقفا ، نحو «بشرر» و «للايسر مل» وكذلك يمال ما وليه هاء التأنيث من [نحو] «قيّمه ، ونعمه».
* * *
__________________
وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «كللأيسر» الكاف جارة لقول محذوف للأيسر : جار ومجرور متعلق بقوله «مل» الآتى «مل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «تكف» فعل مضارع مبنى للمجهول مجزوم فى جواب الأمر ، ونائب الفاعل ـ وهو المفعول الأول ـ ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الكلف» مفعول ثان لتكف.
(١) «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «الذى» اسم موصول : مبتدأ مؤخر «تليه» تلى : فعل مضارع ، والهاء مفعول به «ها» قصر للضرورة : فاعل تلى ، وهاء مضاف و «التأنيث» مضاف إليه ، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها صلة الموصول «فى وقف» جار ومجرور متعلق بتليه «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط «ما» زائدة «كان» فعل ماض ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الذى تليه ها التأنيث «غير» خبر كان ، وغير مضاف و «ألف» مضاف إليه.
* * *
التّصريف
حرف وشبهه من الصّرف برى |
|
وما سواهما بتصريف حرى (١) |
التصريف عبارة عن : علم يبحث فيه عن أحكام بنية الكلمة العربية ، وما لحروفها من أصالة وزيادة ، وصحة وإعلال ، وشبه ذلك.
ولا يتعلق إلا بالأسماء المتمكنة والأفعال (٢) ؛ فأما الحروف وشبهها فلا تعلّق لعلم التصريف بها.
* * *
وليس أدنى من ثلاثىّ يرى |
|
قابل تصريف سوى ما غيّرا (٣) |
__________________
(١) «حرف» مبتدأ «وشبهه» الواو عاطفة ، وشبه : معطوف على حرف ، وشبه مضاف والهاء مضاف إليه «من الصرف» جار ومجرور متعلق بقوله برى الآتى «برى» خبر المبتدأ وما عطف عليه ، وزنة فعيل يخبر بها عن الواحد والمتعدد «وما» اسم موصول مبتدأ «سواهما» سوى : ظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول ، وسوى مضاف والضمير مضاف إليه «بتصريف» جار ومجرور متعلق بقوله حرى الآتى «حرى» خبر المبتدأ.
(٢) المراد بالأفعال هنا المتصرفة ، لا مطلقا ، والتصريف أصل فى الأفعال لكثرة تغيرها وظهور الاشتقاق فيها ، بخلاف الأسماء.
(٣) «وليس» فعل ماض ناقص «أدنى» اسم ليس ، وخبرها جملة يرى ومعمولاته «من ثلاثى» جار ومجرور متعلق بأدنى «يرى» فعل مضارع مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ـ وهو المفعول الأول ـ ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى أدنى ، والجملة فى محل نصب خبر ليس كما قلنا «قابل» مفعول ثان ليرى ، وقابل مضاف و «تصريف» مضاف إليه «سوى» أداة استثناء ، وسوى مضاف و «ما» نكرة موصوفة أو اسم موصول : مضاف إليه «غيرا» غير : فعل ماض مبنى للمجهول ، والألف للاطلاق ، ونائب
يعنى أنه لا يقبل التصريف من الأسماء والأفعال ما كان على حرف واحد أو على حرفين ، إلا إن كان محذوفا منه ؛ فأقلّ ما تبنى عليه الأسماء المتمكنة والأفعال ثلاثة أحرف ، ثم قد يعرض لبعضها نقص كـ «يد» و «قل» و «م الله» و «ق زيدا».
* * *
ومنتهى اسم خمس ان تجرّدا |
|
وإن يزد فيه فما سبعا عدا (١) |
الاسم قسمان : مزيد فيه ، ومجرد عن الزيادة.
فالمزيد فيه هو : ما بعض حروفه ساقط وضعا ، وأكثر ما يبلغ الاسم بالزيادة سبعة أحرف ، نحو : احرنجام ، واشهيباب.
والمجرد عن الزيادة هو : ما بعض حروفه ليس ساقطا فى أصل الوضع ، وهو : إما ثلاثى كفلس ، أو رباعى كجعفر ، وإما خماسى ـ وهو غايته ـ كسفرجل.
* * *
__________________
الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصوفة أو الموصولة ، والجملة من الفعل المبنى للمجهول ونائب فاعله لا محل لها من الإعراب صلة ما الموصولة ، أو فى محل جر صفة لما النكرة.
(١) «ومنتهى» مبتدأ ، ومنتهى مضاف و «اسم» مضاف إليه «خمس» خبر المبتدأ «إن» شرطية «تجردا» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه ، والألف للاطلاق ، وجواب الشرط محذوف «وإن» شرطية «يزد» فعل مضارع مبنى للمجهول ، فعل الشرط «فيه» جار ومجرور متعلق بيزد «فما» الفاء واقعة فى جواب الشرط. ما : نافية «سبعا» مفعول به تقدم على عامله وهو قوله عدا ـ بمعنى زاد ـ الآتى «عدا» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه ، والجملة فى محل جزم جواب الشرط.
وغير آخر الثّلاثى افتح وضمّ |
|
واكسر ، وزد تسكين ثانيه تعمّ (١) |
العبرة فى وزن الكلمة بما عدا الحرف الأخير منها ، وحينئذ فالاسم الثلاثى : إما أن يكون مضموم الأول أو مكسورة أو مفتوحه ، وعلى كل من هذه التقادير : إما أن يكون مضموم الثانى أو مكسوره أو مفتوحه ، أو ساكنه ، فتخرج من هذا اثنا عشر بناء حاصلة من ضرب ثلاثة فى أربعة ، وذلك نحو : قفل ، وعنق ، ودئل ، وصرد ، ونحو : علم ، وحبك ، وإبل ، وعنب ، ونحو : فلس ، وفرس ، وعضد ، وكبد.
* * *
وفعل أهمل ، والعكس يقلّ |
|
لقصدهم تخصيص فعل بفعل (٢) |
__________________
(١) «وغير» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله افتح الآتى ـ وغير مضاف و «آخر» مضاف إليه ، وآخر مضاف و «الثلاثى» مضاف إليه «افتح» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «وضم ، واكسر» كل منهما فعل أمر معطوف على افتح «وزد» فعل أمر ، وفيه ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت فاعل «تسكين» مفعول به لزد ، وتسكين مضاف وثانى من «ثانيه» مضاف إليه ، وثانى مضاف والهاء مضاف إليه «تعم» فعل مضارع مجزوم فى جواب الأمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت.
(٢) «وفعل» مبتدأ «أهمل» فعل ماض مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى فعل ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «والعكس» مبتدأ «يقل» فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى العكس ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ «لقصدهم» الجار والمجرور متعلق بيقل ، وقصد مضاف والضمير مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله «تخصيص» مفعول به للمصدر ـ وهو قصد ـ وتخصيص مضاف و «فعل» مضاف إليه «بفعل» جار ومجرور متعلق بتخصيص.
يعنى أن من الأبنية الاثنى عشر بناءين أحدهما مهمل والآخر قليل.
فالأول : ما كان على وزن فعل ـ بكسر الأول ، وضم الثانى ـ وهذا بناء من المصنف على عدم إثبات حبك.
والثانى : ما كان على وزن فعل ـ بضم الأول ، وكسر الثانى ـ كدئل ، وإنما قلّ ذلك فى الأسماء لأنهم قصدوا تخصيص هذا الوزن بفعل ما لم يسمّ فاعله كضرب وقتل.
* * *
وافتح وضمّ واكسر الثانى من |
|
فعل ثلاثىّ ، وزد نحو ضمن (١) |
ومنتهاه أربع إن جرّدا |
|
وإن يزد فيه فما ستّا عدا (٢) |
الفعل ينقسم إلى مجرد ، و [إلى] مزيد فيه ، كما انقسم الاسم إلى ذلك ،
__________________
(١) «وافتح» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «وضم ، واكسر» كذلك «الثانى» تنازعه الأفعال الثلاثة ، وكل منها يطلبه مفعولا به «من فعل» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الثانى «ثلاثى» نعت لفعل «وزد» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «نحو» مفعول به لزد ، ونحو مضاف و «ضمن» قصد لفظه : مضاف إليه.
(٢) «ومنتهاه» منتهى : مبتدأ ، ومنتهى مضاف والهاء مضاف إليه «أربع» خبر المبتدأ «إن» شرطية «جردا» جرد : فعل ماض مبنى للمجهول فعل الشرط ، والألف للاطلاق ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المضاف إليه ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام «وإن» الواو حرف عطف ، إن : شرطية «يزد» فعل مضارع مبنى للمجهول ، فعل الشرط «فيه» جار ومجرور متعلق بقوله يزد «فما» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، وما : نافية «ستا» مفعول به تقدم على عامله ، وهو قوله عدا الآتى «عدا» فعل ماض ـ ومعناه جاوز ـ وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والجملة فى محل جزم جواب الشرط.
وأكثر ما يكون عليه المجرد أربعة أحرف ، وأكثر ما ينتهى فى الزيادة إلى ستة.
وللثلاثى المجرد أربعة أوزان : ثلاثة لفعل الفاعل ، وواحد لفعل المفعول ؛ فالتى لفعل الفاعل فعل ـ بفتح العين ـ كضرب ، وفعل ـ بكسرها ـ كشرب ، وفعل ـ بضمها ـ كشرف.
والذى لفعل المفعول فعل ـ بضم الفاء ، وكسر العين ـ كضمن.
ولا تكون الفاء فى المبنى للفاعل إلا مفتوحة ، ولهذا قال المصنف «وافتح وضم واكسر الثانى» فجعل الثانى مثلّثا ، وسكت عن الأول ؛ فعلم أنه يكون على حالة واحدة ، وتلك الحالة هى الفتح.
[وللرباعىّ المجرد ثلاثة أوزان : واحد لفعل الفاعل ، كدحرج ، وواحد لفعل المفعول كدحرج ، وواحد لفعل الأمر كدحرج](١).
وأما المزيد فيه ؛ فإن كان ثلاثيا صار بالزيادة على أربعة أحرف : كضارب ، أو على خمسة : كانطلق ، أو على ستة : كاستخرج ، وإن كان رباعيّا صار بالزيادة على خمسة : كتدحرج ، أو على ستة : كاحرنجم.
* * *
__________________
(١) الحق أن المعتبر من هذه الأوزان الثلاثة وزن واحد ، وهو وزن الماضى المبنى للمعلوم ، فأما وزن الأمر ووزن المبنى للمجهول ففرعان عنه.
فإن قلت : فلماذا ذكر الشارح ههنا وزن الأمر ، ولم يذكر وزن الأمر حين تعرض لأوزان الثلاثى المجرد؟ فهو لم يسلك طريقا واحدا فى الموضعين ، ولو أنه سلك طريقا واحدا لترك هنا وزن الأمر أو لذكره هناك.
فالجواب عن هذا أن وزن الأمر هنا مجرد كوزن الماضى ، فعده منه ، أما فى الثلاثى فوزن الأمر منه لا يكون إلا مزيدا فيه همزة الوصل فى أوله ، فلم يعده هناك ؛ لأنه كان بصدد تعداد المجرد من الأوزان.
لاسم مجرّد رباع فعلل |
|
وفعلل وفعلل وفعلل (١) |
ومع فعلّ فعلل ، وإن علا |
|
فمع فعلّل حوى فعلللا (٢) |
كذا فعلّل وفعللّ ، وما |
|
غاير للزّيد أو النّقص انتمى (٣) |
الاسم الرباعىّ المجرد له ستة أوزان :
الأول : فعلل ـ بفتح أوله وثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : جعفر (٤)
__________________
(١) «لاسم» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «مجرد» نعت لاسم «رباع» حذفت منه ياء النسبة للضرورة : نعت ثان لاسم «فعلل» مبتدأ مؤخر «وفعلل ، وفعلل ، وفعلل» معطوفات على المبتدأ.
(٢) «ومع» ظرف متعلق بمحذوف حال مما قبله ، ومع مضاف و «فعل» مضاف إليه «فعلل» معطوف على فعلل بالواو التى فى أول البيت «إن» شرطية «علا» فعل ماض ، فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم ، ومعنى علا زاد «فمع» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، مع : ظرف متعلق بمحذوف حال من فعلل الآتى ، ومع مضاف و «فعلل» مضاف إليه «حوى» فعل ماض ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم أيضا «فعللا» مفعول به لحوى ، والجملة فى محل جزم جواب الشرط على تقدير قد داخلة على الفعل الماضى.
(٣) «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «فعلل» مبتدأ مؤخر ، «وفعلل» معطوف عليه «وما» اسم موصول : مبتدأ «غاير» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما الموصولة ، والجملة لا محل لها صلة الموصول «للزيد» جار ومجرور متعلق بقوله «انتمى» الآتى «أو» عاطفة «النقص» معطوف على الزيد «انتمى» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه ، والجملة فى محل رفع خبر المبتدأ.
(٤) الجعفر فى الأصل : النهر ، وقيل : النهر الملآن خاصة ، وأنشد ابن جنى :
إلى بلد لابقّ فيه ولا أذى |
|
ولا نبطيّات يفجّرن جعفرا |
الثانى : فعلل ـ بكسر أوله وثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : زبرج (١).
الثالث : فعلل ـ بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح ثالثه ـ نحو : درهم [وهجرع](٢).
الرابع : فعلل ـ بضم أوله وثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : برثن (٣).
الخامس : فعلّ ـ بكسر أوله ، وفتح ثانيه ، وسكون ثالثه ـ نحو هزبر (٤).
السادس : فعلل ـ بضم أوله ، وفتح ثالثه ، وسكون ثانيه ـ نحو : جخدب (٥).
وأشار بقوله : «فإن علا ـ إلخ» إلى أبنية الخماسى ، وهى أربعة :
الأول : فعلّل ـ بفتح أوله وثانيه ، وسكون ثالثه ، وفتح رابعه ـ نحو : سفرجل.
الثانى : فعللل ـ بفتح أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح ثالثه ، وكسر رابعه ـ نحو : جحمرش (٦).
الثالث : فعلّل ـ بضم أوله ، وفتح ثانيه ، وسكون ثالثه ، وكسر رابعه ـ نحو : قذعمل (٧).
__________________
(١) الزبرج : السحاب الرقيق ، أو السحاب الأحمر ، وهو أيضا الذهب.
(٢) الهجرع : الطويل الممشوق ، أو الطويل الأعرج ، وفيه لغة بوزن جعفر.
(٣) البرثن ـ بثاء مثلثة ـ واحد براثن الأسد ، وهى مخالبه.
(٤) الهزبر : الأسد.
(٥) الجخدب : الجراد الأخضر الطويل الرجلين ، أو هو ذكر الجراد.
(٦) الجحموش ، من النساء : الثقيلة السمجة ، أو هى العجوز الكبيرة ، والجحموش من الإبل : الكبيرة السن ، وتجمع على جحامر. وتصغر على جحيمر ، بحذف الشين ؛ لأنها تخل بالصيغة.
(٧) القذعمل ، من الإبل : الضخم ، ومن النساء : القصيرة.
الرابع : فعللّ ـ بكسر أوله ، وسكون ثانيه ، وفتح ثالثه ، وسكون رابعه ـ نحو : قرطعب (١).
وأشار بقوله : «وما غاير ـ إلخ» إلى أنه إذا جاء شىء على خلاف ما ذكر ، فهو إما ناقص ، وإما مزيد فيه ؛ فالأول كيد ودم ، والثانى كاستخراج واقتدار.
* * *
والحرف إن يلزم فأصل ، والّذى |
|
لا يلزم الزّائد ، مثل تا احتذى (٢) |
الحرف الذى يلزم تصاريف الكلمة هو الحرف الأصلىّ ، والذى يسقط فى بعض تصاريف الكلمة هو الزائد ، نحو ضارب ومضروب.
* * *
بضمن فعل قابل الأصول فى |
|
وزن ، وزائد بلفظه اكتفى (٣) |
__________________
(١) القرطعبة : الخرقة البالية ، وليس له قرطعبة : أى ليس له شىء.
(٢) «والحرف» مبتدأ «إن» شرطية «يلزم» فعل مضارع ، فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الحرف الواقع مبتدأ «فأصل» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، أصل : خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : فهو أصل ، والجملة من المبتدأ والخبر فى محل جزم جواب الشرط ، وجملة الشرط والجواب فى محل رفع خبر المبتدأ «والذى» اسم موصول : مبتدأ «لا» نافية «يلزم» فعل مضارع ، وفيه ضمير مستتر جوازا تقديره هو يعود إلى الذى لا يلزم الواقع مبتدأ فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة «الزائد» خبر المبتدأ «مثل» خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير : وذلك مثل ، ومثل مضاف و «تا» قصر للضرورة : مضاف إليه ، وتا مضاف و «احتذى» قصد لفظه : مضاف إليه.
(٣) «بضمن» جار ومجرور متعلق بقوله «قابل» الآتى ، وضمن مضاف ، و «فعل» مضاف إليه «قابل» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «الأصول» مفعول به لقابل «فى وزن» جار ومجرور متعلق بقابل «وزائد» مبتدأ
وضاعف اللّام إذا أصل بقى |
|
كراء جعفر وقاف فستق (١) |
إذا أريد وزن الكلمة قوبلت أصولها بالفاء والعين واللام ؛ فيقابل أولها بالفاء ، وثانيها بالعين ، وثالثها باللام ، فإن بقى بعد هذه الثلاثة أصل عبّر عنه باللام.
فإن قيل : ما وزن ضرب؟ فقل : فعل ، وما وزن زيد؟ فقل : فغل ، وما وزن جعفر؟ فقل : فعلل ، وما وزن فستق؟ تقل : فعلل ، وتكرّر اللام على حسب الأصول.
وإن كان فى الكلمة زائد عبّر عنه بلفظه ؛ فإذا قيل : ما وزن ضارب؟ فقل : فاعل ، وما وزن جوهر؟ فقل : فوعل ، وما وزن مستخرج؟ فقل : مستفعل.
هذا إذا لم يكن الزائد ضعف حرف أصلى ؛ فإن كان ضعفه عبر عنه بما عبّر به عن ذلك الأصلى ، وهو المراد بقوله :
* * *
__________________
«بلفظه» الجار والمجرور متعلق بقوله «اكتفى» الآتى على أنه نائب فاعله ، وجاز تقدمه لأنه فى صورة الفضلة ولا يلتبس بالمبتدأ ، وقد تقدم ذكر ذلك مرارا فى نظائره من كلام الناظم ، ولفظ مضاف ، والهاء مضاف إليه «اكتفى» فعل ماض مبنى للمجهول ، والجملة منه ومن نائب فاعله المستتر فيه فى محل رفع خبر المبتدأ.
(١) «وضاعف» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «اللام» مفعول به لضاعف «إذا» ظرف تضمن معنى الشرط «أصل» فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده ، والتقدير : إذا بقى أصل ، والجملة من بقى المحذوف وفاعله فى محل جر بإضافة إذا إليها «بقى» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه ، والجملة من بقى المذكور وفاعله لا محل لها مفسرة «كراء» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير : وذلك كائن كراء ، وراء مضاف ، و «جعفر» مضاف إليه «وقاف» معطوف على راء ، وقاف مضاف و «فستق» مضاف إليه.
وإن يك الزائد ضعف أصلى |
|
فاجعل له فى الوزن ما للأصل (١) |
فتقول فى وزن اغدودن (٢) : افعوعل ؛ فتعبّر عن الدال الثانية بالعين كما عبرت بها عن الدال الأولى ؛ لأن الثانية ضعفها ، وتقول فى وزن قتّل : فعّل ، ووزن كرّم فعّل ؛ فتعبر عن الثانى بما عبرت به عن الأول ، ولا يجوز أن تعبر عن هذا الزائد بلفظه ؛ فلا تقول فى وزن اغدودن افعودل ، ولا فى وزن قتّل فعتل ، ولا فى وزن كرّم فعرل (٣)
* * *
واحكم بتأصيل حروف سمسم |
|
ونحوه ، والخلف فى كلملم (٤) |
__________________
(١) «وإن» شرطية «يك» فعل مضارع ناقص ، فعل الشرط ، وهو مجزوم بسكون النون المحذوفة للتخفيف «الزائد» اسم يك «ضعف» خبر يك ، وضعف مضاف و «أصلى» مضاف إليه «فاجعل» الفاء واقعة فى جواب الشرط ، واجعل : فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «له ، فى الوزن» جاران ومجروران متعلقان باجعل «ما» اسم موصول : مفعول أول لاجعل ، والمفعول الثانى الجار والمجرور الأول «للأصل» جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول الواقع مفعولا أول لاجعل.
(٢) تقول : اغدودن الشعر ، وذلك إذا طال ، وتقول : اغدودن النبات ، وذلك إذا اخضر حتى يضرب إلى السواد.
(٣) حاصل ما ذكر الناظم والشارح أن كل زائد يعبر عنه فى الميزان بلفظه ، إلا شيئين ؛ أولهما الحرف الزائد لتكرير حرف أصلى ؛ فإنه يعبر عنه بما عبر به عن الأصلى ، فإن كان تكريرا للعين نحو قتل وكرم عبر عنه بالعين ، وإن كان تكريرا للام نحو اقعنسس عبر عنه باللام ، وثانيهما : الحرف المبدل من تاء افتعال .. نحو اصطبر ـ فإنه يعبر عنه بالتاء.
(٤) «واحكم» فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «بتأصيل»
المراد يسمسم الرباعىّ الذى تكرّرت فاؤه وعينه ، ولم يكن أحد المكررين صالحا للسقوط ، فهذا النوع يحكم على حروفه كلها بأنها أصول ؛ فإذا صلح أحد المكررين للسقوط ففى الحكم عليه بالزيادة خلاف ـ وذلك نحو «لملم» أمر من لملم ، و «كفكف» أمر من كفكف ؛ فاللام الثانية والكاف الثانية صالحان للسقوط ، بدليل صحة لمّ وكفّ ـ فاختلف الناس فى ذلك ؛ فقيل : هما مادتان ، وليس كفكف من كف ولا لملم من لمّ ؛ فلا تكون اللام والكاف زائدتين ؛ وقيل : اللام زائدة وكذا الكاف ، وقيل : هما بدلان من حرف مضاعف ، والأصل لمّم وكفّف ، ثم أبدل من أحد المضاعفين : لام فى لملم ، وكاف فى كفكف.
* * *
فألف أكثر من أصلين |
|
صاحب ـ زائد بغير مين (١) |
إذا صحبت الألف ثلاثة أحرف أصول حكم بزيادتها ، نحو : ضارب
__________________
جار ومجرور متعلق باحكم ، وتأصيل مضاف ، و «حروف» مضاف إليه ، وحروف مضاف و «سمسم» مضاف إليه «ونحوه» نحو : معطوف بالواو على سمسم ونحو مضاف والهاء مضاف إليه «والخلف» مبتدأ «فى» حرف جر «كلملم» الكاف اسم بمعنى مثل مجرور المحل بفى ، والكاف مضاف ولملم : مضاف إليه ، وقد قصد لفظه ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الذى هو قوله : الخلف.
(١) «فألف» مبتدأ «أكثر» مفعول تقدم على عامله ـ وهو قوله «صاحب» الآتى ـ «من أصلين» جار ومجرور متعلق بأكثر «صاحب» فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ألف ، والجملة فى محل رفع صفة لألف «زائد» خبر المبتدأ «بغير» جار ومجرور متعلق بزائد ، وغير مضاف و «مين» مضاف إليه.
وغضبى ، فإن صحبت أصلين فقط فليست زائدة ، بل هى إما أصل : كإلى (١) ، وإما بدل من أصل : كقال وباع.
* * *
واليا كذا والواو إن لم يقعا |
|
كما هما فى يؤيؤ ووعوعا (٢) |
أى : كذلك إذا صحبت الياء أو الواو ثلاثة أحرف أصول ، فإنه يحكم بزيادتهما ، إلا فى الثنائى المكرر.
فالأول : كصيرف (٣) ، ويعمل (٤) ، وجوهر ، وعجوز.
والثانى : كيؤيؤ (٥) ـ لطائر ذى مخلب ـ ووعوعة ـ مصدر وعوع إذا صوّت.
__________________
(١) الإلى ـ بكسر الهمز ، بزنة الرضى ـ النعمة ، وهو واحد الآلاء ، فى نحو قوله تعالى : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)
(٢) «اليا» قصر للضرورة : مبتدأ «كذا» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر «والواو» مبتدأ ، وخبره محذوف لدلالة خبر الأول عليه : أى والواو كذلك «إن» «شرطية» و «لم» نافية جازمة «يقعا» فعل مضارع مجزوم بلم ، وألف الاثنين فاعل ، والجملة فى محل جزم فعل الشرط «كماهما» فى موضع الحال من ألف الاثنين ، أو نعت مصدر محذوف على تقدير مضاف بين الكاف ومدخولها ، والتقدير : إن لم يقعا وقوعا كوقوعهما ، فحذف المضاف وعوض عنه «ما» فانفصل الضمير ، و «فى يؤيؤ» جار ومجرور متعلق : إما بالمضاف المحذوف ، وإما بالكاف لما فيها من معنى التشبيه «ووعوعا» الواو حرف عطف ، وعوعا : أصله فعل ماض معطوف على يؤيؤ بعد أن قصد لفظه.
(٣) الصيرف : الحمال المتصرف فى أموره.
(٤) اليعمل : البعير القوى على العمل ، والناقة يعملة.
(٥) اليؤيؤ : طائر من الجوارح كالباشق ، ويجمع على يأيىء بزنة مساجد.