الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤١٩
يونس الأمر كما قال لك فيض اسكت واقبل فقال سمعت وأطعت ثم دخلت فقال لي أبو عبد الله عليهالسلام حين دخلت يا فيض زرقه قلت له قد فعلت (١).
٢٨ ـ ني : الغيبة للنعماني ابن عقدة عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن ابن فضال عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار قال : وصف إسماعيل أخي لأبي عبد الله عليهالسلام دينه واعتقاده فقال إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنكم ووصفهم يعني الأئمة واحدا واحدا حتى انتهى إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال وإسماعيل من بعدك قال أما إسماعيل فلا (٢).
٢٩ ـ كش : رجال الكشي الفطحية هم القائلون بإمامة عبد الله بن جعفر بن محمد عليهالسلام وسموا بذلك لأنه قيل إنه كان أفطح الرأس وقال بعضهم كان أفطح الرجلين وقال بعضهم إنهم نسبوا إلى رئيس من أهل الكوفة يقال له عبد الله بن فطيح والذين قالوا بإمامته عامة مشايخ العصابة وفقهاؤها مالوا إلى هذه المقالة فدخلت عليهم الشبهه لما روي عنهم عليهالسلام أنهم قالوا الإمامة في الأكبر من ولد الإمام إذا مضى إمام ثم منهم من رجع عن القول بإمامته لما امتحنه بمسائل من الحلال والحرام لم يكن عنده فيها جواب ولما ظهر منه من الأشياء التي لا ينبغي أن تظهر من الإمام ثم إن عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما فرجع الباقون إلا شذاذا منهم عن القول بإمامته إلى القول بإمامة أبي الحسن موسى عليهالسلام ورجعوا إلى الخبر الذي روي أن الإمامة ـ لا تكون في الأخوين بعد الحسن والحسين وبقي شذاذ منهم على القول بإمامته وبعد أن مات قال بإمامة أبي الحسن موسى عليهالسلام.
وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال لموسى يا بني إن أخاك سيجلس مجلسي ويدعي الإمامة بعدي فلا تنازعه بكلمة فإنه أول أهلي لحوقا بي (٣).
__________________
(١) غيبة النعماني ص ١٧٦.
(٢) نفس المصدر ص ١٧٦.
(٣) رجال الكشي ص ١٦٤.
بيان : قال الجوهري رجل أفطح بين الفطح أي عريض الرأس.
٣٠ ـ كش : رجال الكشي جعفر بن محمد عن الحسن بن علي بن النعمان عن أبي يحيى عن هشام بن سالم قال : كنا بالمدينة بعد وفاة أبي عبد الله عليهالسلام أنا ومؤمن الطاق وأبو جعفر والناس مجتمعون على أن عبد الله صاحب الأمر بعد أبيه فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس مجتمعون عند عبد الله وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله عليهالسلام أن الأمر في الكبير ما لم يكن به عاهة فدخلنا نسأله عما كنا نسأل عنه أباه فسألناه عن الزكاة في كم تجب قال في مائتين خمسة قلنا ففي مائة قال درهمان ونصف قلنا له والله ما تقول المرجئة هذا فرفع يده إلى السماء فقال لا والله ما أدري ما تقول المرجئة قال فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلى أين نتوجه أنا وأبو جعفر الأحول فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى ـ لا ندري إلى من نقصد وإلى من نتوجه نقول إلى المرجئة إلى القدرية إلى الزيدية إلى المعتزلة إلى الخوارج قال فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يومئ إلي بيده فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفر وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون على من اتفق شيعة جعفر عليه الصلاة والسلام فيضربون عنقه فخفت أن يكون منهم فقلت لأبي جعفر تنح فإني خائف على نفسي وعليك وإنما يريدني ليس يريدك فتنح عني لا تهلك وتعين على نفسك فتنحى غير بعيد وتبعت الشيخ وذلك أني ظننت أني لا أقدر على التخلص منه فما زلت أتبعه حتى ورد بي على باب أبي الحسن موسى عليهالسلام ثم خلاني ومضى فإذا خادم بالباب فقال لي ادخل رحمك الله قال فدخلت فإذا أبو الحسن عليهالسلام فقال لي ابتداء ـ لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية ولا إلى الزيدية ولا إلى المعتزلة ولا إلى الخوارج إلي إلي إلي قال فقلت له جعلت فداك مضى أبوك قال نعم قلت جعلت فداك من لنا بعده فقال إن شاء الله أن يهديك هداك قلت جعلت فداك إن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه قال يريد عبد الله أن لا يعبد الله قال قلت له جعلت فداك فمن لنا بعده
فقال إن شاء الله أن يهديك هداك أيضا قلت جعلت فداك أنت هو قال لي ما أقول ذلك قلت في نفسي لم أصب طريق المسألة قال قلت جعلت فداك عليك إمام قال لا فدخلني شيء لا يعلمه إلا الله إعظاما له وهيبة أكثر ما كان يحل بي من أبيه إذا دخلت عليه قلت جعلت فداك أسألك عما كان يسأل أبوك فقال سل تخبر ولا تذع فإن أذعت فهو الذبح فسألته فإذا هو بحر قال قلت جعلت فداك شيعتك وشيعة أبيك ضلال فألقي إليهم وأدعوهم إليك فقد أخذت علي بالكتمان قال من آنست منهم رشدا فألق عليهم وخذ عليهم بالكتمان فإن أذاعوا فهو الذبح وأشار بيده إلى حلقه قال فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر فقال لي ما وراك قال قلت الهدى قال فحدثته بالقصة ثم لقيت المفضل بن عمر وأبا بصير قال فدخلوا عليه وسلموا وسمعوا كلامه وسألوه ثم قطعوا عليه ثم قال ثم لقيت الناس أفواجا قال فكان كل من دخل عليه قطع عليه إلا طائفة مثل عمار وأصحابه فبقي عبد الله لا يدخل عليه أحد إلا قليلا من الناس قال فلما رأى ذلك وسأل عن حال الناس قال فأخبر أن هشام بن سالم صد عنه الناس فقال هشام فأقعد لي بالمدينة غير واحد ليضربوني (١).
٣١ ـ كش : رجال الكشي حمدويه عن الخشاب عن أبي أسباط وغيره عن علي بن جعفر بن محمد قال : قال لي رجل أحسبه من الواقفة ما فعل أخوك أبو الحسن قلت قد مات قال وما يدريك بذلك قال قلت اقتسمت أمواله وأنكحت نساؤه ونطق الناطق من بعده قال ومن الناطق من بعده قلت ابنه علي قال فما فعل قلت له مات قال وما يدريك أنه مات قلت قسمت أمواله ونكحت نساؤه ونطق الناطق من بعده قال ومن الناطق من بعده قلت أبو جعفر ابنه قال فقال له أنت في سنك وقدرك وأبوك جعفر بن محمد تقول هذا القول في هذا الغلام قال قلت ما أراك إلا شيطانا
__________________
(١) رجال الكشي ص ١٨٢.
قال ثم أخذ بلحيته فرفعها إلى السماء ثم قال فما حيلتي إن كان الله رآه أهلا لهذا ولم ير هذه الشيبة لهذا أهلا (١).
٣٢ ـ كش : رجال الكشي نصر بن الصباح عن إسحاق بن محمد البصري عن الحسين بن موسى بن جعفر قال : كنت عند أبي جعفر عليهالسلام بالمدينة وعنده علي بن جعفر وأعرابي من أهل المدينة جالس فقال لي الأعرابي من هذا الفتى وأشار إلى أبي جعفر عليهالسلام قلت هذا وصي رسول الله صلىاللهعليهوآله قال يا سبحان الله ـ رسول الله قد مات منذ مائتي سنة وكذا وكذا سنة وهذا حدث كيف يكون هذا وصي رسول الله صلىاللهعليهوآله قلت هذا وصي علي بن موسى وعلي وصي موسى بن جعفر وموسى وصي جعفر بن محمد وجعفر وصي محمد بن علي ومحمد وصي علي بن الحسين وعلي وصي الحسين والحسين وصي الحسن والحسن وصي علي بن أبي طالب وعلي بن أبي طالب وصي رسول الله صلوات الله عليهم قال ودنا الطبيب ليقطع له العرق فقام علي بن جعفر فقال يا سيدي تبدأ بي لتكون حدة الحديد في قبلك قال قلت يهنئك هذا عم أبيه قال وقطع له العرق ثم أراد أبو جعفر عليهالسلام النهوض فقام علي بن جعفر عليهالسلام فسوى له نعليه حتى يلبسهما (٢).
٣٣ ـ كا : الكافي حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان عن عبد الله بن راشد قال : كنت مع أبي عبد الله عليهالسلام حين مات إسماعيل ابنه فأنزل في قبره ثم رمى بنفسه على الأرض مما يلي القبلة ثم قال هكذا صنع رسول الله صلىاللهعليهوآله بإبراهيم (٣).
٣٤ ـ كا : الكافي علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال : رأيت ابنا لأبي عبد الله عليهالسلام في حياة أبي جعفر عليهالسلام يقال له عبد الله فطيم (٤) قد
__________________
(١) نفس المصدر ص ٢٦٩.
(٢) المصدر السابق ص ٢٦٩.
(٣) الكافي ج ٣ ص ١٩٤ بزيادة في آخره.
(٤) الفطيم : الطفل الذي انتهت مدة رضاعه ففطم ، ودرج بمعنى مشى.
درج فقلت له يا غلام من ذا الذي إلى جنبك لمولى لهم فقال هذا مولاي فقال له المولى يمازحه لست لك بمولى فقال ذاك شر لك فطعن في جنازة الغلام فمات فأخرج في سفط إلى البقيع فخرج أبو جعفر عليهالسلام وعليه جبة خز صفراء وعمامة صفراء ومطرف خز أصفر فانطلق يمشي إلى البقيع وهو معتمد علي والناس يعزونه على ابن ابنه فلما انتهى إلى البقيع تقدم أبو جعفر عليهالسلام فصلى عليه وكبر عليه أربعا ثم أمر به فدفن ثم أخذ بيدي فتنحى بي ثم قال إنه لم يكن يصلى على الأطفال إنما كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يأمر بهم فيدفنون من وراء ولا يصلي عليهم وإنما صليت عليه من أجل أهل المدينة كراهية أن يقولوا لا يصلون على أطفالهم (١).
بيان : قد درج أي كان ابتداء مشيه قوله ذاك شر لك أي نفي كونك مولى لي شر لك إذ كونك مولى لي شرف لك.
قوله في جنازة الغلام كأنه من باب مجاز المشارفة وفي التهذيب (٢) جنان وهو أظهر وقيل هو حتار بالكسر قال في القاموس (٣) الحتار حلقة الدبر أو ما بينه وبين القبل أو الخط بين الخصيتين ورتق الجفن وشيء في أقصى فم البعير.
قوله من وراء في التهذيب والإستبصار من وراء وراء مكررا وقال في النهاية (٤) ومنه حديث الشفاعة يقول إبراهيم إني كنت خليلا من وراء وراء هكذا يروى مبنيا على الفتح أي من خلف حجاب.
ومنه حديث معقل أنه حدث ابن زياد بحديث فقال أشيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوآله أو من وراء وراء أي ممن جاء خلفه وبعده ويقال لولد الولد
__________________
(١) الكافي ج ٣ ص ٢٠٦.
(٢) التهذيب ج ٣ ص ١٩٨ وفي المطبوع حديثا « فى جنازة الغلام » وأخرجه الشيخ أيضا في الاستبصار ج ١ ص ٤٧٩.
(٣) القاموس ج ٢ ص ٤.
(٤) النهاية ج ٤ ص ٢٠٧.
الوراء انتهى.
أقول : الظاهر أنه كناية إما عن عدم الإحضار في محضر الجماعة للصلاة عليه أو عدم إحضار الناس وإعلامهم لذلك.
ويحتمل أن يكون بيانا للضمير في يدفنون أي كان يأمر في أولاد أولاده بذلك ويحتمل وجها آخر وهو أن يكون المعنى أنه عليهالسلام كان يفعل ذلك بعد النبي صلىاللهعليهوآله وبعد الأزمنة المتصلة بعصره فيكون الغرض بيان كون هذا الحكم مستمرا من زمن النبي صلىاللهعليهوآله إلى الأعصار بعده ليظهر كون فعلهم على خلافه بدعة واضحة.
٣٥ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن محمد بن خلاد الصيقل عن محمد بن الحسن بن عماد قال : كنت عند علي بن جعفر بن محمد عليهالسلام جالسا وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه يعني أبا الحسن إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهالسلام المسجد مسجد رسول الله فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبل يده وعظمه فقال له أبو جعفر عليهالسلام يا عم اجلس رحمك الله فقال يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه ويقولون أنت عم أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل فقال اسكتوا إذا كان الله عز وجل وقبض على لحيته لم يؤهل هذه الشيبة وأهل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه أنكر فضله نعوذ بالله مما تقولون بل أنا له عبد (١).
٣٦ ـ يب : تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن النضر عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام فسطاطه وهو يكلم امرأة فأبطأت عليه فقال ادنه هذه أم إسماعيل جاءت وأنا أزعم أن هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجها عام أول كنت أردت الإحرام فقلت ضعوا لي الماء في الخباء فذهبت الجارية بالماء فوضعته فاستخففتها فأصبت منها فقلت اغسلي رأسك وامسحيه مسحا شديدا لا تعلم به مولاتك فإذا أردت الإحرام فاغسلي جسدك ولا تغسلي رأسك فتستريب مولاتك
__________________
(١) الكافي ج ١ ص ٣٢٢.
فدخلت فسطاط مولاتها فذهبت تتناول شيئا فمست مولاتها رأسها فإذا لزوجة الماء فحلقت رأسها وضربتها فقلت لها هذا المكان الذي أحبط الله فيه حجك (١).
بيان : قوله عليهالسلام فاستخففتها أي فوجدت إتيانها خفيفة سهلة ويحتمل أن يكون كناية عن المراودة من قولهم استخف فلانا عن رأيه أي حمله على الخفة والجهل وأزاله عن رأيه.
٣٧ ـ يب : تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن إسماعيل بن جابر قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام حين مات ابنه إسماعيل الأكبر فجعل يقبله وهو ميت فقلت جعلت فداك أليس لا ينبغي أن يمس الميت بعد ما يموت ومن مسه فعليه الغسل فقال أما بحرارته فلا بأس إنما ذلك إذا برد (٢).
٣٨ ـ كا : الكافي علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن حريز قال : كانت لإسماعيل بن أبي عبد الله دنانير وأراد رجل من قريش أن يخرج إلى اليمن فقال إسماعيل يا أبه إن فلانا يريد الخروج إلى اليمن وعندي كذا وكذا دينارا أفترى أن أدفعها إليه يبتاع لي بها بضاعة من اليمن فقال أبو عبد الله عليهالسلام يا بني أما بلغك أنه يشرب الخمر فقال إسماعيل هكذا يقول الناس فقال عليهالسلام يا بني لا تفعل فعصى إسماعيل أباه ودفع إليه دنانير فاستهلكها ولم يأته بشيء منها فخرج إسماعيل وقضي أن أبا عبد الله عليهالسلام حج وحج إسماعيل تلك السنة فجعل يطوف بالبيت ويقول اللهم آجرني وأخلف علي فلحقه أبو عبد الله عليهالسلام فهمزه بيده من خلفه وقال له مه يا بني فلا والله ما لك على الله هذا ولا لك أن يؤجرك ولا يخلف عليك وقد بلغك أنه يشرب الخمر فائتمنته فقال إسماعيل يا أبه إني لم أره يشرب الخمر إنما سمعت الناس يقولون فقال يا بني إن الله عز وجل يقول في كتابه : « يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ » (٣)
__________________
(١) التهذيب ج ١ ص ١٣٤ وأخرجه الشيخ في الاستبصار ج ١ ص ١٢٤.
(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٤٢٩.
(٣) سورة التوبة ، الآية : ٦١.
يقول يصدق لله ويصدق للمؤمنين فإذا شهد عندك المؤمنون فصدقهم ولا تأتمن شارب الخمر فإن الله عز وجل يقول في كتابه : « وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ » (١) فأي سفيه أسفه من شارب الخمر إن شارب الخمر لا يزوج إذا خطب ولا يشفع إذا شفع ولا يؤتمن على أمانة فمن ائتمنه على أمانة فاستهلكها لم يكن للذي ائتمنه على الله أن يؤجره ولا يخلف عليه (٢).
أقول : أوردنا بعض أحوال محمد بن جعفر في باب احتجاج الرضا عليهالسلام على أرباب الملل وبعض أحوال إسماعيل في باب مكارم أخلاق أبيه ع.
٣٩ ـ محص : التمحيص بإسناده عن عبد الله بن سنان قال سمعت معتبا يحدث أن إسماعيل بن أبي عبد الله عليهالسلام حم حمى شديدة فأعلموا أبا عبد الله عليهالسلام بحماه فقال ائته فسله أي شيء عملت اليوم من سوء فعجل الله عليك العقوبة قال فأتيته فإذا هو موعوك فسألته عما عمل فسكت وقيل لي إنه ضرب بنت زلفى اليوم بيده فوقعت على دراعة الباب فعقر وجهها فأتيت أبا عبد الله عليهالسلام فأخبرته بما قالوا فقال الحمد لله إنا أهل بيت يعجل الله لأولادنا العقوبة في الدنيا ثم دعا بالجارية فقال اجعلي إسماعيل في حل مما ضربك فقالت هو في حل فوهب لها أبو عبد الله عليه السلام شيئا ثم قال لي اذهب فانظر ما حاله قال فأتيته وقد تركته الحمى.
٤٠ ـ ير : بصائر الدرجات فضالة عن ابن عميرة عن ابن مسكان عن عمار بن حيان قال : أخبرني أبو عبد الله عليهالسلام ببر ابنه إسماعيل له وقال لقد كنت أحبه وقد ازداد إلي حبا الخبر (٣).
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٥.
(٢) الكافي ج ٦ ص ٢٩٩.
(٣) وقع وهم من النساخ في وضع رمز ( ير ) الذي هو رمز لبصائر الدرجات ، والصواب ( ين ) الذي هو رمز لكتاب الزهد للحسين بن سعيد الأهوازى ، كما في ج ١٦ ص ٢٥ باب بر الوالدين من البحار ، والحديث موجود في كتاب الزهد المذكور باب بر الوالدين والقرابة والعشيرة والقطيعة وهو الحديث الثالث من الباب ، وتمام الخبر نقلا.
أقول : سيأتي تمامه في باب بر الوالدين.
٤١ ـ كتاب زيد النرسي : عن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما بدا لله بداء أعظم من بداء له في إسماعيل ابني (١).
٤٢ ـ ومنه : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إني ناجيت الله ونازلته في إسماعيل ابني أن يكون من بعدي فأبى ربي إلا أن يكون موسى ابني (٢).
٤٣ ـ ومنه : عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إن شيطانا قد ولع بابني إسماعيل يتصور في صورته ليفتن به الناس وإنه لا يتصور في صورة نبي ولا وصي نبي فمن قال لك من الناس إن إسماعيل ابني حي لم يمت فإنما ذلك الشيطان تمثل له في صورة إسماعيل ما زلت أبتهل إلى الله عز وجل في إسماعيل ابني أن يحييه لي ويكون القيم من بعدي فأبى ربي ذلك وإن هذا شيء ليس إلى الرجل منا يضعه حيث يشاء وإنما ذلك عهد من الله عز وجل يعهده إلى من يشاء فشاء الله أن يكون ابني موسى وأبى أن يكون إسماعيل ولو جهد الشيطان أن يتمثل بابني موسى ما قدر على ذلك أبدا والحمد لله (٣).
__________________
عنه : ان رسول الله « ص » أتته أخته من الرضاعة ، فلما أن نظر إليها سربها وبسط رداءه لها فأجلسها عليه ، ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها ثم قامت فذهبت ، ثم جاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها ، فقيل يا رسول الله صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل؟ فقال : لانها كانت أبر بأبيها منه.
(١) أصل زيد النرسى ص ٤٩ من الأصول الستة عشر طبع ايران.
(٢) أصل زيد النرسى ص ٤٩ من الأصول الستة عشر طبع ايران.
(٣) أصل زيد النرسى ص ٤٩ من الأصول الستة عشر طبع ايران.
٩
(باب)
*(أحوال أقربائه وعشائره وما جرى بينه وبينهم)*
*(وما وقع عليهم من الجور والظلم)*
*(وأحوال من خرج في زمانه عليهالسلام من بني الحسن عليهالسلام)*
(وأولاد زيد وغيرهم)
١ ـ ير : بصائر الدرجات إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران الهمداني عن يونس عن علي الصائغ قال : لقي أبا عبد الله عليهالسلام محمد بن عبد الله بن الحسن فدعاه محمد إلى منزله فأبى أن يذهب معه وأرسل معه إسماعيل وأومأ إليه أن كف ووضع يده على فيه وأمره بالكف فلما انتهى إلى منزله أعاد إليه الرسول ليأتيه فأبى أبو عبد الله عليه السلام وأتى الرسول محمدا فأخبره بامتناعه فضحك محمد ثم قال ما منعه من إتياني إلا أنه ينظر في الصحف قال فرجع إسماعيل فحكى لأبي عبد الله عليهالسلام الكلام فأرسل أبو عبد الله عليهالسلام رسولا من قبله وقال إن إسماعيل أخبرني بما كان منك وقد صدقت إني أنظر في « الصُّحُفِ الْأُولى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى » فسل نفسك وأباك هل ذلك عندكما قال فلما أن بلغه الرسول سكت فلم يجب بشيء وأخبر الرسول أبا عبد الله عليهالسلام بسكوته فقال أبو عبد الله عليهالسلام إذا أصاب وجه الجواب قل الكلام (١).
٢ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن الحسن بن فضال عن أبيه عن ابن بكير وأحمد بن محمد عن محمد بن الملك قال : كنا عند أبي عبد الله عليهالسلام نحوا من ستين رجلا وهو وسطنا فجاء عبد الخالق بن عبد ربه فقال له كنت مع إبراهيم بن محمد جالسا فذكروا أنك تقول إن عندنا كتاب علي فقال لا والله ما ترك علي كتابا وإن كان ترك علي كتابا ما هو إلا إهابين ولوددت أنه عند غلامي هذا فما أبالي عليه
__________________
(١) بصائر الدرجات ج ٣ باب ١٠ ص ٣٧.
قال فجلس أبو عبد الله عليهالسلام ثم أقبل علينا فقال ما هو والله كما يقولون إنهما جفران مكتوب فيهما ـ لا والله إنهما لإهابان عليهما أصوافهما وأشعارهما مدحوسين كتبا في أحدهما وفي الآخر سلاح رسول الله صلىاللهعليهوآله وعندنا والله صحيفة طولها سبعون ذراعا ما خلق الله من حلال وحرام إلا وهو فيها حتى إن أرش الخدش وقال بظفره على ذراعه فخط به وعندنا مصحف فاطمة عليها السلام أما والله ما هو في القرآن (١).
بيان : مدحوسين أي مملوءين.
٣ ـ ير : بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن البزنطي عن حماد بن عثمان عن علي بن سعيد قال : كنت جالسا عند أبي عبد الله عليهالسلام فقال رجل جعلت فداك إن عبد الله بن الحسن يقول ما لنا في هذا الأمر ما ليس لغيرنا فقال أبو عبد الله عليهالسلام بعد كلام أما تعجبون من عبد الله يزعم أن أباه عليا لم يكن إماما ويقول إنه ليس عندنا علم وصدق والله ما عنده علم ولكن والله وأهوى بيده إلى صدره إن عندنا سلاح رسول الله صلىاللهعليهوآله وسيفه ودرعه وعندنا والله مصحف فاطمة ما فيه آية من كتاب الله وإنه لإملاء من إملاء رسول الله وخطه علي بيده والجفر وما يدرون ما هو مسك شاة أو مسك بعير (٢).
٤ ـ ير : بصائر الدرجات ابن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن علي بن سعيد قال : كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليهالسلام وعنده أناس من أصحابنا فقال له معلى بن خنيس جعلت فداك ما لقيت من الحسن بن الحسن ثم قال له الطيار جعلت فداك بينا أنا أمشي في بعض السكك إذ لقيت محمد بن عبد الله بن الحسن على حمار حوله أناس من الزيدية فقال لي أيها الرجل إلي إلي فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله من شاء أقام ومن شاء ظعن فقلت له اتق الله ولا يغرنك
__________________
(١) نفس المصدر ج ٣ باب ١٤ ص ٤٠.
(٢) المصدر السابق ج ٣ باب ١٤ ص ٤١ بزيادة في آخره.
هؤلاء الذين حولك فقال أبو عبد الله عليهالسلام للطيار فلم تقل له غيره قال لا قال فهلا قلت إن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال ذلك والمسلمون مقرون له بالطاعة فلما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله ووقع الاختلاف انقطع ذلك فقال محمد بن عبد الله بن علي العجب لعبد الله بن الحسن إنه يهزأ ويقول هذا في جفركم الذي تدعون فغضب أبو عبد الله عليهالسلام فقال العجب لعبد الله بن الحسن يقول ليس فينا إمام صدق ما هو بإمام ولا كان أبوه إماما يزعم أن علي بن أبي طالب عليهالسلام لم يكن إماما ويردد ذلك وأما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال وحرام إملاء رسول الله صلىاللهعليهوآله وخط علي عليهالسلام بيده وفيه مصحف فاطمة ما فيه آية من القرآن وإن عندي خاتم رسول الله ودرعه وسيفه ولواءه وعندي الجفر على رغم أنف من زعم (١).
٥ ـ ير : بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم وجعفر بن بشير عن عنبسة عن ابن خنيس قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام إذ أقبل محمد بن عبد الله بن الحسن فسلم عليه ثم ذهب ورق له أبو عبد الله عليهالسلام ودمعت عينه فقلت له لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع قال رققت له لأنه ينسب في أمر ليس له لم أجده في كتاب علي من خلفاء هذه الأمة ولا ملوكها (٢).
٦ ـ ير : بصائر الدرجات ابن يعقوب عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن جماعة سمعوا أبا عبد الله عليهالسلام يقول وقد سئل عن محمد فقال إن عندي لكتابين فيهما اسم كل نبي وكل ملك يملك ـ لا والله ما محمد بن عبد الله في أحدهما (٣).
٧ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الأهوازي عن القاسم بن محمد عن عبد الصمد بن بشير عن فضيل سكرة قال : دخلت على أبي عبد الله عليهالسلام قال يا فضيل
__________________
(١) بصائر الدرجات ج ٣ باب ١٤ ص ٤١.
(٢) نفس المصدر ج ٤ باب ٢ ص ٤٥.
(٣) المصدر السابق ج ٤ باب ٢ ص ٤٥.
أتدري في أي شيء كنت أنظر فيه قبل قال قلت لا قال كنت أنظر في كتاب فاطمة عليهالسلام فليس ملك يملك وفيه مكتوب اسمه واسم أبيه فما وجدت لولد الحسن فيه شيئا (١).
بيان : لعل المراد أولاد الحسن عليهالسلام الذين كانوا في ذلك الزمان.
٨ ـ ير : بصائر الدرجات علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن العيص بن القاسم عن ابن خنيس قال قال أبو عبد الله عليهالسلام ما من نبي ولا وصي ولا ملك إلا في كتاب عندي ـ لا والله ما لمحمد بن عبد الله بن الحسن فيه اسم (٢).
٩ ـ ير : بصائر الدرجات عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن صفوان عن العيص عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله (٣).
١٠ ـ ج : الإحتجاج روي عنه عليهالسلام أنه قال : ليس منا إلا وله عدو من أهل بيته فقيل له ـ بنو الحسن لا يعرفون لمن الحق قال بلى ولكن يمنعهم الحسد (٤).
١١ ـ ج : الإحتجاج عن ابن أبي يعفور قال : لقيت أنا ومعلى بن خنيس الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال يا يهودي فأخبرنا بما قال جعفر بن محمد عليهالسلام فقال هو والله أولى باليهودية منكما إن اليهودي من شرب الخمر (٥).
١٢ ـ ج : الإحتجاج بهذا الإسناد قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول لو توفي الحسن بن الحسن بالزنا والربا وشرب الخمر كان خيرا مما توفي عليه (٦).
١٣ ـ ن : عيون أخبار الرضا عليهالسلام أبي عن أحمد بن إدريس عن سهل عن علي بن الريان عن الدهقان عن الحسين بن خالد الكوفي عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : قلت
__________________
(١) المصدر السابق ج ٤ باب ٢ ص ٤٥.
(٢) المصدر السابق ج ٤ باب ٢ ص ٤٥.
(٣) المصدر السابق ج ٤ باب ٢ ص ٤٥.
(٤) الاحتجاج ص ٢٠٤.
(٥) نفس المصدر ص ٢٠٤.
(٦) المصدر السابق ص ٢٠٤.
جعلت فداك حديث كان يرويه عبد الله (١) بن بكير عن عبيد بن زرارة قال لقيت أبا عبد الله عليهالسلام في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبد الله بن الحسن فقلت له جعلت فداك إن هذا قد ألف الكلام وسارع الناس إليه فما الذي تأمر به قال فقال اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والأرض الخبر (٢).
١٤ ـ كشف : كشف الغمة عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر قال : وقع بين جعفر عليهالسلام وعبد الله بن الحسن كلام في صدر يوم فأغلظ له في القول عبد الله بن حسن ثم افترقا وراحا إلى المسجد فالتقيا على باب المسجد فقال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام لعبد الله بن الحسن كيف أمسيت يا أبا محمد فقال بخير كما يقول المغضب فقال يا أبا محمد أما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب فقال لا تزال تجيء بالشيء لا نعرفه قال فإني أتلو عليك به قرآنا قال وذلك أيضا قال نعم قال فهاته قال قول الله عز وجل « وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ » (٣) قال فلا تراني بعدها قاطعا رحمنا (٤).
١٥ ـ عم : إعلام الورى من كتاب نوادر الحكمة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي محمد الحميري عن الوليد بن العلاء بن سيابة عن زكار بن أبي زكار الواسطي قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام إذ أقبل رجل فسلم ثم قبل رأس أبي عبد الله عليهالسلام قال فمس أبو عبد الله عليهالسلام ثيابه وقال ما رأيت كاليوم ثيابا أشد بياضا ولا أحسن منها
__________________
(١) ما بين القوسين ساقط من مطبوعة الكمباني وهو في المصدر.
(٢) عيون أخبار الرضا (ع) ج ١ ص ٣١٠ بتفاوت ، وتمام الخبر قال : وكان عبد الله بن بكير يقول : والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم ، قال : فقال لي أبو الحسن عليهالسلام : ان الحديث على ما رواه عبيد وليس على ما تأوله عبد الله بن بكير ، انما عنى أبو عبد الله عليهالسلام بقوله : ما سكنت السماء ، من النداء باسم صاحبكم ، وما سكنت الأرض من الخسف بالجيش.
(٣) سورة الرعد ، الآية : ٢١.
(٤) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٨١.
فقال جعلت فداك هذه ثياب بلادنا وجئتك منها بخير من هذه قال فقال يا معتب اقبضها منه ثم خرج الرجل فقال أبو عبد الله عليهالسلام صدق الوصف وقرب الوقت هذا صاحب الرايات الذي يأتي بها من خراسان ثم قال يا معتب الحقه فسله ما اسمه ثم قال لي إن كان عبد الرحمن فهو والله هو قال فرجع معتب فقال قال اسمي عبد الرحمن قال زكار بن أبي زكار فمكث زمانا فلما ولي ولد العباس نظرت إليه وهو يعطي الجند فقلت لأصحابه من هذا الرجل فقالوا هذا عبد الرحمن أبو مسلم.
وذكر ابن جمهور العمي في كتاب الواحدة قال حدث أصحابنا أن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن قال لأبي عبد الله والله إني لأعلم منك وأسخى منك وأشجع منك فقال أما ما قلت إنك أعلم مني فقد أعتق جدي وجدك ألف نسمة من كد يده فسمهم لي وإن أحببت أن أسميهم لك إلى آدم فعلت وأما ما قلت إنك أسخى مني فو الله ما بت ليلة ولله علي حق يطالبني به وأما ما قلت إنك أشجع فكأني أرى رأسك وقد جيء به ووضع على حجر الزنابير يسيل منه الدم إلى موضع كذا وكذا قال فصار إلى أبيه وقال يا أبت كلمت جعفر بن محمد بكذا فرد علي كذا فقال أبوه يا بني آجرني الله فيك إن جعفرا أخبرني أنك صاحب حجر الزنابير (١).
١٦ ـ كش : رجال الكشي حمدويه عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد قال : لقيت الحسن بن الحسن فقال أما لنا حق أما لنا حرمة إذا اخترتم منا رجلا واحدا كفاكم فلم يكن له عندي جواب فلقيت أبا عبد الله عليهالسلام فأخبرته بما كان من قوله فقال لي القه فقل له أتيناكم فقلنا هل عندكم ما ليس عند غيركم فقلتم لا فصدقناكم وكنتم أهل ذلك وأتينا بني عمكم فقلنا هل عندكم ما ليس عند الناس فقالوا نعم فصدقناهم وكانوا أهل ذلك قال فلقيته فقلت له ما قال لي
__________________
(١) إعلام الورى ص ٢٧٢.
فقال لي الحسن فإن عندنا ما ليس عند الناس فلم يكن عندي شيء فأتيت أبا عبد الله عليهالسلام فأخبرته فقال لي القه وقل إن الله عز وجل يقول في كتابه « ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ » (١) فاقعدوا لنا حتى نسألكم قال فلقيته فحاججته بذلك فقال أفما عندكم شيء إلا تعيبونا إن كان فلان تفرغ وشغلنا فذاك الذي يذهب بحقنا (٢).
بيان : إلا تعيبونا أي إلا أن تعيبونا ويمكن أن يقرأ ألا بالفتح ليكون بدلا أو عطف بيان لقوله شيء وفلان كناية عن الصادق عليهالسلام وغرضه أن تفرغه صار سببا لأعلميته واشتغالنا بالأمور سببا لجهلنا.
١٧ ـ غط : الغيبة للشيخ الطوسي جماعة عن البزوفري عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن هشام بن أحمر عن سالمة مولاة أبي عبد الله قالت كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام حين حضرته الوفاة وأغمي عليه فلما أفاق قال أعطوا الحسن بن علي بن الحسين وهو الأفطس سبعين دينارا وأعط فلانا كذا وفلانا كذا فقلت أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك قال تريدين أن لا أكون من الذين قال الله عز وجل : « وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ » (٣) نعم يا سالمة إن الله خلق الجنة فطيبها وطيب ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة ألفي عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم (٤).
١٨ ـ عم (٥) : إعلام الورى شا ، الإرشاد وجدت بخط أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأصفهاني في أصل كتابه المعروف بمقاتل الطالبيين (٦) أخبرني عمر بن عبد الله عن عمر بن
__________________
(١) سورة الاحقاف ، الآية : ٤.
(٢) رجال الكشي ص ٢٣٠.
(٣) سورة الرعد ، الآية : ٢١.
(٤) الغيبة للشيخ الطوسي ص ١٢٨.
(٥) إعلام الورى ص ٢٧١ ـ ٢٧٢.
(٦) مقاتل الطالبيين ص ٢٠٥ ـ ٢٠٨.
شيبة عن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي وابن داجة قال أبو زيد وحدثني عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة عن الحسين بن أيوب مولى بني نمير عن عبد الأعلى بن أعين قال وحدثني إبراهيم بن محمد بن أبي الكرام الجعفري عن أبيه قال وحدثني محمد بن يحيى عن عبد الله بن يحيى قال وحدثني عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه وقد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين أن جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء وفيهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وأبو جعفر المنصور وصالح بن علي وعبد الله بن الحسن وابناه محمد وإبراهيم ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان فقال صالح بن علي قد علمتم أنكم الذين تمد الناس إليهم أعينهم وقد جمعكم الله في هذا الموضع فاعقدوا بيعة لرجل منكم تعطونه إياها من أنفسكم وتواثقوا على ذلك حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين فحمد الله عبد الله بن الحسن وأثنى عليه ثم قال قد علمتم أن ابني هذا هو المهدي فهلم لنبايعه.
وقال أبو جعفر لأي شيء تخدعون أنفسكم والله لقد علمتم ما الناس إلى أحد أمور أعناقا ولا أسرع إجابة منهم إلى هذا الفتى يريد به محمد بن عبد الله قالوا قد والله صدقت إن هذا الذي نعلم فبايعوا محمدا جميعا ومسحوا على يده.
قال عيسى وجاء رسول عبد الله بن حسن إلى أبي أن ائتنا فإنا مجتمعون لأمر وأرسل بذلك إلى جعفر بن محمد عليهالسلام وقال غير عيسى إن عبد الله بن الحسن قال لمن حضر ـ لا تريدوا جعفرا فإنا نخاف أن يفسد عليكم أمركم.
قال عيسى بن عبد الله بن محمد فأرسلني أبي أنظر ما اجتمعوا له فجئتهم ومحمد بن عبد الله يصلي على طنفسة رحل مثنية فقلت لهم أرسلني أبي إليكم أسألكم لأي شيء اجتمعتم فقال عبد الله اجتمعنا لنبايع المهدي محمد بن عبد الله قال وجاء جعفر بن محمد فأوسع له عبد الله بن الحسن إلى جنبه فتكلم بمثل كلامه فقال جعفر لا تفعلوا فإن هذا الأمر لم يأت بعد أن كنت ترى يعني عبد الله أن ابنك هذا هو المهدي فليس به ولا هذا أوانه وإن كنت إنما تريد أن تخرجه غضبا لله وليأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر فإنا والله لا ندعك وأنت شيخنا ونبايع ابنك في هذا الأمر.
فغضب عبد الله بن الحسن وقال لقد علمت خلاف ما تقول والله ما أطلعك على غيبه ولكن يحملك على هذا الحسد لابني فقال ما والله ذاك يحملني ولكن هذا إخوته وأبناؤهم دونكم وضرب بيده على ظهر أبي العباس ثم ضرب بيده على كتف عبد الله بن الحسن وقال إنها والله ما هي إليك ولا إلى ابنيك ولكنها لهم وإن ابنيك لمقتولان ثم نهض فتوكأ على يد عبد العزيز بن عمران الزهري فقال أرأيت صاحب الرداء الأصفر يعني أبا جعفر فقال له نعم قال قال إنا والله نجده يقتله.
قال له عبد العزيز : أيقتل محمدا قال نعم فقلت في نفسي حسده ورب الكعبة ثم قال والله ما خرجت من الدنيا حتى رأيته قتلهما قال فلما قال جعفر عليهالسلام ذلك ونهض وافترقوا تبعه عبد الصمد وأبو جعفر فقالا يا أبا عبد الله أتقول هذا قال نعم أقوله والله وأعلمه (١).
قال أبو الفرج (٢) وحدثني علي بن العباس المقانعي عن بكار بن أحمد عن حسن بن حسين عن عنبسة بن بجاد العابد قال : كان جعفر بن محمد عليهالسلام إذا رأى محمد بن عبد الله بن الحسن تغرغرت عيناه ثم يقول بنفسي هو إن الناس ليقولون فيه وإنه لمقتول ليس هو في كتاب علي من خلفاء هذه الأمة (٣).
بيان : مار الشيء يمور مورا أي تحرك وجاء وذهب ومور العنق هنا كناية عن شدة التسليم والانقياد له وخفض الرءوس عنده.
١٩ ـ كا : الكافي بعض أصحابنا عن محمد بن حسان عن محمد بن زنجويه عن عبد الله بن الحكم الأرمني عن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الجعفري قال : أتينا خديجة بنت
__________________
(١) الإرشاد للمفيد ص ٢٩٤ ـ ٢٩٦.
(٢) مقاتل الطالبيين ص ٢٠٥.
(٣) إعلام الورى ص ٢٧٢ ، الإرشاد ص ٢٩٦.
عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام نعزيها بابن بنتها فوجدنا عندها موسى بن عبد الله بن الحسن فإذا هي في ناحية قريبا من النساء فعزيناهم ثم أقبلنا عليه فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الراثية قولي فقالت :
اعدد رسول الله واعدد بعده |
|
أسد الإله وثالثا عباسا |
واعدد علي الخير واعدد جعفرا |
|
واعدد عقيلا بعده الرؤاسا |
فقال أحسنت وأطربتيني زيديني فاندفعت تقول :
ومنا إمام المتقين محمد |
|
وحمزة منا والمهذب جعفر |
ومنا علي صهره وابن عمه |
|
وفارسه ذاك الإمام المطهر |
فأقمنا عنده حتى كاد الليل أن يجيء ثم قالت خديجة سمعت عمي محمد بن علي صلوات الله عليه وهو يقول إنما تحتاج المرأة في المأتم إلى النوح لتسيل دمعتها ولا ينبغي لها أن تقول هجرا فإذا جاء الليل فلا تؤذي الملائكة بالنوح ثم خرجنا فغدونا إليها غدوة فتذاكرنا عندها اختزال منزلها من دار أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام فقال (١) هذه دار تسمى دار السرق فقالت هذا ما اصطفى مهدينا تعني محمد بن عبد الله بن الحسن تمازحه بذلك فقال موسى بن عبد الله ـ والله لأخبرنكم بالعجب رأيت أبي رحمه الله لما أخذ في أمر محمد بن عبد الله وأجمع على لقاء أصحابه فقال لا أجد هذا الأمر يستقيم إلا أن ألقى أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام فانطلق وهو متكئ علي فانطلقت معه حتى أتينا أبا عبد الله فلقيناه خارجا يريد المسجد فاستوقفه أبي وكلمه فقال له أبو عبد الله عليهالسلام ليس هذا موضع ذلك نلتقي إن شاء الله.
فرجع أبي مسرورا ثم أقام حتى إذا كان الغد أو بعده بيوم انطلقنا حتى أتيناه فدخل عليه أبي وأنا معه فابتدأ الكلام ثم قال له فيما يقول قد علمت (٢)
__________________
(١) القائل هو موسى بن عبد الله المعروف بالجون.
(٢) على صيغة المتكلم ، ويحتمل الامر وفديتك معترضة أي فديتك بنفسى ، « منه ره » عن هامش المطبوعة.
جعلت فداك أن السن (١) لي عليك فإن في قومك من هو أسن منك ولكن الله عز وجل قد قدم لك فضلا ليس هو لأحد من قومك وقد جئتك معتمدا لما أعلم من برك واعلم فديتك أنك إذا أجبتني لم يتخلف عني أحد من أصحابك ولم يختلف علي اثنان من قريش ولا غيرهم فقال له أبو عبد الله عليهالسلام إنك تجد غيري أطوع لك مني ولا حاجة لك فو الله إنك لتعلم أني أريد البادية أو أهم بها (٢) فأثقل عنها وأريد الحج فما أدركه إلا بعد كد وتعب ومشقة على نفسي فاطلب غيري وسله ذلك ولا تعلمهم أنك جئتني فقال له إن الناس مادون أعناقهم إليك وإن أجبتني لم يتخلف عني أحد ولك أن لا تكلف قتالا ولا مكروها قال وهجم علينا ناس فدخلوا وقطعوا كلامنا فقال أبي جعلت فداك ما تقول فقال نلتقي إن شاء الله فقال أليس على ما أحب قال على ما تحب إن شاء الله من إصلاح حالك.
ثم انصرف حتى جاء البيت فبعث رسولا إلى محمد في جبل بجهينة يقال له الأشقر على ليلتين من المدينة فبشره وأعلمه أنه قد ظفر له بوجه حاجته وما طلب ثم عاد بعد ثلاثة أيام فوقفنا بالباب ولم نكن نحجب إذا جئنا فأبطأ الرسول ثم أذن لنا فدخلنا عليه فجلست في ناحية الحجرة ودنا أبي إليه فقبل رأسه ثم قال جعلت فداك قد عدت إليك راجيا مؤملا قد انبسط رجائي وأملي ورجوت الدرك لحاجتي.
فقال له أبو عبد الله عليهالسلام يا ابن عم إني أعيذك بالله من التعرض لهذا الأمر الذي أمسيت فيه وإني لخائف عليك أن يكسبك شرا فجرى الكلام بينهما
__________________
(١) ان السن لي عليك أي أنا أسن منك ، وغرضه من هذه الكلمات نفى امامته عليهالسلام حتى يستقيم تكليفه بالبيعة ، ولم يعلم انها تدل على عدم امامة ابنه ايضا ، مع ان قوله قدم لك فضلا حجة عليه ولم يشعر به. ( منه ره ) عن هامش المطبوعة.
(٢) الهم فوق الإرادة وكلمة « أو » بمعنى بل ، أو الشك من الراوي « منه ره » عن هامش المطبوعة.