الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧١
أبوعبدالله الجذلي (١) قال له عمر : لقد حملت منه ثقلا ، فقال ما كان إلا مثل جنتي التي يدي. وفي رواية أبان : فوالله ما لقي علي من البأس تحت الباب أشد مالقي من لقع الباب.
الارشاد : لما انصروفوا من الحصون أخذه علي بيمناه ، فدحا به أذرعا من الارض ، وكان الباب يغلقه عشرون رجلا منهم.
علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن ابن عباس في خبر طويل وكان لا يقدر على فتحه إلا أربعون رجلا.
تاريخ الطبري قال أبورافع : سقط من شماله ترسه ، فقلع بعض أبوابه وتترس بها ، فلما فرغ عجز خلق كثير عن تحريكها.
روض الجنان قال بعض الصحابة : ما عجبنا يارسول الله من قوته في حمله و رميه وإتراسه ، وإنما عجبنا من إجساره وإحدى طرفيه على يده! فقال النبي صلىاللهعليهوآله كلاما معناه؟ يا هذا نظرت إلى يده فانظر إلى رجليه ، قال : فنظرت إلى رجليه فوجدتهما معلقين! فقلت : هذا أعجب رجلاه على الهواء! فقال صلىاللهعليهوآله : ليستا على الهواء وإنما هما على جناحي جبرئيل ، فأنشأ بعض الانصار يقول :
إن امرءا حمل الرتاج بخيبر |
|
يوم اليهود بقدرة لمؤيد |
حمل الرتاج رتاج باب قموصها |
|
والمسلمون وأهل خيبر شهد |
فرمى به ولقد تلكف رده |
|
سبعون كلهم له متسدد |
ردوه بعد تلكف ومشقه |
|
ومقال بعضهم لبعض ازدد (٢) |
بيان : رقع كمنع أسرع. وقموص : جبل بخيبر عليه حصن أبي الحقيق اليهودي. والزج : الرمي.
٥ ـ عم : روي عن عبدالرحمن بن أبي ليلى أن الناس قالوا له : قد أنكرنا
____________________
(١) في ( ك ) : أبوعبدالله الجدل.
(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ٤٤٢ ـ ٤٤٥.
من أمير المؤمنين أنه يخرج في البرد في الثوبين الخفيفين (١) وفي الصيف في الثوب الثقيل والمحشو ، فهل سمعت أباك يذكر أنه سمع من أمير المؤمنين في ذلك شيئا؟ قال : لا ، قال : وكان أبي يسمر مع علي (٢) بالليل فسألته قال : فسأله عن ذلك فقال : يا أمير المؤمنين إن الناس قد أنكروا ، وأخبره بالذي قالوا ، قال : أو ما كنت معنا بخيبر؟ قال : بلى ، قال : فإن رسول الله صلىاللهعليهوآله بعث أبابكر وعقد له لواء ، فرجع وقد انهزم هو وأصحابه ، ثم عقد لعمر فرجع منهزما بالناس ، (٣) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : والذي نفسي بيده لاعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله (٤) ، ليس بفرار ، يفتح الله على يديه ، فأرسل إلي وأنا أرمد ، فتفل في عيني وقال : اللهم اكفه أذى الحر والبرد ، فما وجدت حرا (٥) بعده ولا بردا. وفي رواية اخرى : فنفث في عيني فما اشتكيتها بعد ، وهز لي الراية (٦) فدفعها إلي ، فانطلقت ففتح لي ، ودعا لي أن لا يضرني حر ولا قر ، وروى حبيب بن أبي ثابت عن أبي الجعد مولى سويد ابن غفلة قال : لقينا عليا في ثوبين في شدة الشتاء ، فقلنا له : لا تغتر (٧) بأرضننا هذه فإنها أرض مقرة ليست مثل أرضك ، قال : أما إني قد كنت مقرورا (٨) فلما بعثني رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى خيبر قلت له : إني أرمد ، فتفل في عيني ودعالي ، فماوجدت بردا ولا حرا بعد ، ولا رمدت عيناي (٩).
____________________
(١) في المصدر : بالبرد في ثوبين خفيفين.
(٢) في المصدر : مع أمير المؤمنين.
(٣) في المصدر : مع الناس.
(٤) في المصدر بعد ذلك : ويحبه الله ورسوله.
(٥) في المصدر : بعده حرا.
(٦) في المصدر : فما أشتكيها بعد وهز الراية.
(٧) في المصدر : لا تغر.
(٨) أى كنت سريع التأثر من القر.
(٩) اعلام الورى ١٨٧ و ١٨٨.
١١٤
( باب )
* ( معجزات كلامه من اخباره بالغائبات ، وعمله باللغات ، وبلاغته ) *
* ( وفصاحته صلوات الله عليه ) *
١ ـ يج : روى جابر الجعفي عن الباقر عليهالسلام قال : خرج علي عليهالسلام بأصحابه إلى ظهر الكوفة ، قال (١) : أرأيتم إن قلت لكم : لا تذهب الايام حتى يحفر ههنا نهر يجري فيه الماء أكنتم مصدقي فيما قلت؟ قالوا : يا أمير المؤمنين ويكون هذا؟ قال : إي والله ، لكأني أنظر إلى نهر في هذا الموضع وقد جرى فيه الماء والسفن (٢) وانتفع به ، فكان كما قال (٣).
٢ ـ شا : قال أمير المؤمنين عليهالسلام وهو متوجه إلى قتل الخوارج (٤) : لولا أني أخاف أن تتكلموا (٥) وتتركوا العمل لاخبرتكم بما قضاه الله على لسان نبيه ـ عليه وآله السلام ـ فيمن قاتل هؤلاء القوم مستبصرا بضلالتهم ، وإن فيهم لرجلا يقال له (٦) ذو الثدية ، له ثدي كثدي المرأة ، وهم شر الخلق والخليقة ، وقاتلهم أقرب الخلق إلى الله (٧) وسيلة ، ولم يكن المخدج معروفا في القوم ، فلما قتلوا جعل عليهالسلام يطلبه في القتلى ويقول : والله ما كذبت ولا كذبت ، حتى وجد في القوم
____________________
(١) في المصدر : وقال.
(٢) في المصدر : واستمر.
(٣) الخرائج والجرائح : ١٢٢.
(٤) في المصدر : إلى قتال الخوراج.
(٥) في المصدر : أن تتكلوا.
(٦) في المصدر : لرجلا موذون اليد يقال له اه.
(٧) كذا في ( ك ). وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : أقرب خلق الله إلى الله اه.
وشق قميصه وكان على كتفه سلعة (١) كثدي المرأة ، عليها شعرات إذا جذبت انجذبت كتفه معها ، وإذا تركت رجع كتفه إلى موضعه ، فلما وجده كبر وقال : إن في هذا عبرة لمن استبصر (٢).
٣ ـ شا : روى أصحاب السيرة في حديثهم عن جندب بن عبدالله الازدي قال : شهدت مع علي عليهالسلام الجمل وصفين ، لا أشك في قتال من قاتله ، حتى نزلت النهروان ، فداخلني شك في قتال القوم وقلت : قراؤنا وخيارنا نقتلهم! إن هذا الامر عظيم ، فخرجت غدوة أمشي ومعي إداوة (٣) ماء ، حتى برزت من الصفوف فركزت رمحي ووضعت ترسي إليه ، واستترت من الشمس فإني لجالس حتى ورد علي أمير المؤمنين عليهالسلام فقال (٤) : يا أخا الازد أمعك طهور؟ قلت : نعم ، فناولته الاداوة ، فمضى حتى لم أره ، ثم أقبل وقد تطهر ، فجلس في ظل الترس ، فإذا فارس يسأل عنه ، فقلت : يا أمير المؤمنين هذا فارس يريدك ، قال : فأشر إليه ، فإشرت إليه فجاء فقال : يا أمير المؤمنين قد عبر القوم [ إليهم ] وقد قطعوا النهر ، فقال : كلاما عبروا ، فقال : بلى والله لقد فعلوا ، قال : كلا ما فعلوا ، قال : وإنه كذلك إذ جاء آخر فقال : يا أمير المؤمنين عبروا (٥) القوم ، قال : كلا ما عبروا ، قال : والله ما جئتك حتى رأيت الرايات في ذلك الجانب والاثقال ، قال : والله ما فعلوا وإنه لمصر عهم ومهراق دمائهم ، ثم نهض ونهضت معه ، وقلت في نفسي : الحمد لله الذي بصرني هذا الرجل وعرفني أمره هذا أحد الرجلين إما رجل كذاب جري ، أو على بينة من ربه وعهد من نبيه ، اللهم إني اعطيك عهدا تسألني عنه يوم القيامة إن أنا وجدت القوم قد عبروا أن أكون أول من يقاتله وأول من يطعن بالرمح في
____________________
(١) السلعة : خرج في البدن أو زيادة فيه كالغدة بين الجلد واللحم.
(٢) الارشاد : ١٥٠.
(٣) الاداوة : اناء صغير من جلد.
(٤) في المصدر : فقال لى.
(٥) في المصدر : قد عبروا.
عينه ، وإن كان القوم لم يعبروا أن أئتم (١) على المناجزة والقتال ، فدفعنا إلى الصفوف فوجدنا الرايات والاثقال كما هو (٢) ، قال : فأخذ بقفاي (٣) ودفعني ثم قال : يا أخا الازد أتبين لك الامر؟ قلت : أجل يا أمير المؤمنين ، فقال : شأنك بعدوك ، فقتلت رجلا من القوم ثم قتلت آخر ، ثم اختلفت أنا ورجل آخر أضربه ويضربني فوقعنا جميعا ، فاحتملني أصحابي وأفقت وقد فرغ من القوم (٤).
٤ ـ شا : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : يا أيها الناس إني دعوتكم إلى الحق فتوليتم عني ، وضربتكم بالدرة فأعييتموني ، أما إنه سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتى يعذبوكم بالسياط والحديد ، إنه من عذب الناس في الدنيا عذبه الله في الآخرة ، وآية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتى يحل بين أظهركم ، فيأخذ العمال وعمال العمال رجل يقال له يوسف بن عمر ، وكان الامر في ذلك كما قال عليهالسلام (٥).
٥ ـ شا : روى عبدالعزيز بن صهيب عن أبي العالية قال : حدثني مزرع بن عبدالله قال : سمعت أميرالمؤمنين عليهالسلام يقول (٦) : ليقبلن جيش حتى إذا كان بالبيداء خسف بهم ، فقلت له : إنك لتحدثني بالغيب ، قال : احفظ ما أقول لك والله ليكونن ما أخبرني به أمير المؤمنين ، وليؤخذن رجل فليقتلن (٧) وليصلبن بين شرفتين من شرف هذا المسجد ، قلت : إنك لتحدثني بالغيب ، قال : حدثني الثقة المأمون علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال أبوالعالية : فما أتت علينا
____________________
(١) في المصدر و ( ت ) : أن اقيم.
(٢) في المصدر : كما هى.
(٣) في المصدر : بقفائي.
(٤) الارشاد : ١٥٠ و ١٥١.
(٥) الارشاد ١٥٢.
(٦) في المصدر : يقول أم والله اه.
(٧) في ( ك ) : فيقتلن.
جمعة حتى اخذ مزرع فقتل وصلب بين الشرفتين ، قال : وقد كان حدثني بثالثة فسيتها (١).
٦ ـ شا : روى عثمان بن قيس (٢) العامري ، عن جابر بن الحر ، عن جويرية بن مسهر العبدي قال : لما توجهنا مع أمير المؤمنين عليهالسلام ، إلى صفين فلبغنا طفوف (٣) كربلاء وقف ناحية من المعسكر ، ثم نظر يمينا وشمالا واستعبر ثم قال : هذا والله مناخ ركابهم وموضع منيتهم ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ماهذا الموضع؟ فقال هذا كربلاء يقتل فيه قوم يدخلون الجنة بغير حساب ، ثم سار وكان الناس لا يعرفون تأويل ما قال حتى كان من أمر الحسين بن علي ـ صلوات الله عليهما ـ وأصحابه بالطف ما كان (٤).
٧ ـ ل : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن المعلى ، عن بسطام بن مرة ، عن إسحاق بن حسان ، عن الهيثم بن واقد ، عن علي بن الحسن العبدي ، عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال [ قال ] : أمرنا أمير المؤمنين عليهالسلام بالمسير إلى المدائن من الكوفة ، فسرنا يوم الاحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر ، فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى الخورنق ، فقالوا : نتنزه ، فإذا كان يوم الاربعاء خرجنا فلحقنا عليا عليهالسلام قبل أن يجتمع (٥) فبينماهم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال : بايعوا! هذا أمير المؤمنين ، فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم ، فارتحلوا ليلة الاربعاء ، فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين عليهالسلام يخطب ، ولم يفارق بعضهم بعضا ، فكانوا جميعا حتى نزلوا على باب المسجد فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا أيها الناس إن رسول الله إسر
____________________
(١) الارشاد : ١٥٤.
(٢) في المصدر : عثمان بن عيسى.
(٣) جمع الطف : ما أشرف من الارض. الجانب. الشاطئ. فناء الدار. سفح الجبل.
(٤) الارشاد : ١٥٦ و ١٥٧.
(٥) في المصدر و ( خ ) : قبل أن يجمع.
إلي ألف حديث لكل (١) حديث ألف باب ، لكل باب ألف مفتاح ، وإني سمعت الله جل جلاله يقول : « يوم ندعو كل اناس بإمامهم (٢) » وإني اقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب ، ولو شئت أن اسميهم لفعلت ، قال : فلقد رأيت عمرو بن حريث قد سقط كما يسقط السعفة حياء ولوما ( جبنا وفرقا خ ل ) (٣) ير : الحسين بن محمد عن المعلى مثله (٤).
يج : عن ابن نباتة مثله (٥).
٨ ـ قب : إسحاق بن حسان بإسناده عن الاصبغ مثله ، وفيه : فبايعه الثمانية ثم أفلتوه وارتحلوا ، وقالوا : إن علي بن أبي طالب عليهالسلام يزعم أنه يعلم الغيب فقد خلعناه وبايعنا مكانه ضبا ، فقدموا المدائن (٦).
٩ ـ ن : بالاسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم أنه قال : كأني بالقصور قد شيدت حول قبر الحسين ، كأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلى قبر الحسين ، ولا تذهب الليالي والايام حتى يسار إليه من الآفاق ، وذلك عند انقطاع ملك بني مروان (٧).
١٠ ـ ير : إبراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن داود القطان ، عن إبراهيم رفعه إلى أمير المؤمنين عليهالسلام قال : لو وجدت رجلا ثقة لبعثت معه المال إلى المدائن إلى شيعة (٨) ، فقال رجل من أصحابه في نفسه : لآتين أمير المؤمنين ولاقولن له : أنا أذهب به ، فهو يثق بي ، فإذا أنا أخذته أخذت طريق الكرخة! فقال : يا
____________________
(١) في المصدر و ( خ ) و ( م ) : في كل.
(٢) سورة بني اسرائيل : ٧١.
(٣) الخصال ٢ : ١٧٤ و ١٧٥. والسعفة ـ بالفتحات ـ. جريد النخل.
(٤) بصائر الدرجات : ٨٧.
(٥) الخرائج والجرائح : ١٢٠ و ١٢١.
(٦) مناقب آل أبى طالب ١ : ٤٢٠ و ٤٢١.
(٧) عيون الاخبار : ٢١٢.
(٨) كذا في ( ك ). وفي غيره من النسخ « إلى الشيعة ». وفي المصدر : إلى شيعتى خ ل.
أمير المؤمنين أنا أذهب بهذا المال إلى المدائن ، قال : فرفع إلي رأسه ثم قال : إليك عني حتى تأخذ طريق الكرخة (١).
قب : إبراهيم بن عمر رفعه إليه مثله (٢).
١١ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن عمرو بن عبدالعزيز ، عن بكار بن كردم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أن جويرية بن عمر العبدي خاصمه رجل في فرس انثى فادعيا جميعا الفرس ، فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : لواحد (٣) منكما البينة؟ فقالا : لا ، فقال لجويرية : أعطه الفرس ، فقال له : يا أمير المؤمنين عليهالسلام بلا بينة؟ فقال له : والله لانا أعلم بك منك بنفسك ، أتنسى صنيعك بالجاهلية الجهلاء؟ فأخبره بذلك (٤).
١٢ ـ ختص ، ير : عبدالله بن محمد ، عن ابن محبوب (٥) عن أبي حمزة ، عن سويد ابن غفلة قال : أنا عند (٦) أمير المؤمنين إذ أتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين جئتك من وادي القرى وقد مات خالد بن عرفطة ، فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : إنه لم يمت ، فأعادها عليه ، فقال له علي عليهالسلام : لم يمت والذي نفسي بيده لا يموت ، فأعادها عليه الثالثة فقال : سبحان الله اخبرك أنه مات وتقول لم يمت ، فقال له علي عليهالسلام : لم يمت والذي نفسي بيده ، لا يموت حتى يقود جيش ضلالة ، يحمل رايته حبيب بن جماز ، قال : فسمع بذلك حبيب فأتى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له : اناشدك في وإني لك شيعة ، وقد ذكرتني بأمر لا والله ما أعرفه من نفسي ، فقال له
____________________
(١) بصائر الدرجات : ٦٥. وفيه وفى غير ( ك ) من النسخ « خذ طريق الكرخة ». وفي هوامش النسخ « المكرجة خ ل في الموضعين ».
(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ٤١٨.
(٣) في المصدر : ألواحد.
(٤) بصائر الدرجات : ٦٧.
(٥) في الاختصاص : احمد وعبدالله ابنا محمد بن عيسى ، ومحمد بن الحسين بن أبى الخطاب عن ابن محبوب.
(٦) في الاختصاص : قال كنت عند اه.
علي عليهالسلام : إن كنت حبيب بن جماز لتحملنها (١) ، فولى حبيب بن جماز وقال : إن كنت جبيب بن جماز لتحملنها ، قال أبوحمزة : فوالله مامات حتى بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي عليهماالسلام وجعل خالد بن عرفطة على مقدمته وحبيب صاحب رايته (٢).
أقول : رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة من كتاب الغارات لابن هلال الثقفي عن ابن محبوب عن الثمالي عن ابن غفلة (٣).
١٣ ـ ى : عبدالله بن جعفر ، عن أحمد بن محمد بن إسحاق الكرخي ، عن عمه محمد بن عبدالله بن جابر الكرخي ـ وكان رجلا خيرا كاتبا كان لاسحاق بن عمار ثم تاب من ذلك ـ عن إبراهيم الكرخي قال : كنت عند أبي عبدالله عليهالسلام فقال : يا إبراهيم أين تنزل من الكرخ؟ قلت : من موضع (٤) يقال له شادروان ، قال : فقال لي : تعرف قطفتا (٥) قال : إن أمير المؤمنين عليهالسلام حين أتى أهل النهروان نزل قطفتا فاجتمع إليه أهل بادرويا (٦) ، فشكوا إليه ثقل خراجهم وكلموه بالنبطية ، وأن لهم جيرانا أوسع أرضا وأقل خراجا ، فأجابهم بالنبطية « رعرو رضا (٧) من
____________________
(١) في البصائر و ( خ ) و ( م ) : فتحملهنها وفي الاختصاص : فلا يحملها غيرك ـ او فتحملنها ـ.
(٢) الاختصاص : ٢٨٠ بصائر الدرجات : ٨٥. والمتن موافق له. وبين المصدرين اختلافات يسيرة. وتوجد الرواية في اعلام الورى : ١٧٧ والارشاد : ١٥٥ و ١٥٦ (٣) شرح النهج ١ : ٢٥٣.
(٤) كذا في ( ك ) وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : في موضع (٥) قال في المراصد ( ٣ : ١١٠٧ ) : قطفتا ـ بالفتح ثم الضم والفاء ساكنة وتاء مثناة من فوق والقصر ـ محلة كبيرة ذات اسواق بالجانب الغربى من بغداد ، مجاورة لمقبرة الدير التى بها قبر معروف الكرخى ، بينها وبين دجلة اقل من ميل ، وهى مشرفة على نهر عيسى ، وتتصل العمارة منها إلى دجلة.
(٦) وقال فيه أيضا (١ : ١٤٩) : بادوريا ـ بالواو والراء وياء وألف ـ طسوج من كورة الاستان بالجانب الغربى من بغداد ، وهو اليوم محسوب من كورة نهر عيسى.
(٧) كذا في ( ك ). وفي غيره من النسخ وكذا المصدر : ورظا.
عوديا » قال : فمعناه : رب رجز صغير خير من رجز كبير (١).
بيان : يمكن أن يكون المراد بالرجز النوع المعروف من الشعر وإنما ذكره عليهالسلام على سبيل المثل ، ويحتمل أن يكون في الاصل الجرز بضمتين ، وهي أرض لا نبات بها ، أو الجزر بالتحريك أي الشاة السمينة فيكون أيضا مثلا.
١٤ ـ ختص ، ير : إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن إبراهيم بن أيوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : بينا أمير المؤمنين عليهالسلام في مسجد الكوفة إذ جاءت امرأة تستعدي على زوجها ، فقضى لزوجها عليها فغضبت فقالت : والله ما الحق فيما قضيت وما تقضي بالسوية ، ولا تعدل في الرعية ولا قضيتك عند الله بالمرضية ، فنظر إليها مليا ثم قال لها : كذبت يا جريئة يا بذية أيا سلسع ـ إي التي لا تحبل من حيث تحبل النساء ـ قال (٢) : فولت المرأة هاربة تولول وتقول : ويلي ويلي لقد هتكت يا ابن أبى طالب سترا (٣) كان مستورا ، قال : فلحقها عمرو بن حريث فقال لها : يا أمة الله لقد استقبلت عليا بكلام سررتني (٤) ثم إنه نزغك بكلمة (٥) فوليت عنه هاربة تولولين ، قالت : إن عليا عليهالسلام والله أخبرني بالحق وبما أكتمه من زوجي مند ولي عصمتي ومن أبوي ، فرجع عمرو إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فأخبره بما قالت له المرأة ، وقال له فيما يقول : ما نعرفك بالكهانة قال له يا عمرو : ويلك إنها ليست بالكهانة (٦) ولكن الله خلق الارواح قبل الابدان بألفي عام ، فلما ركب الارواح في أبدانها كتب بين أعينهم مؤمن أم كافر ، وماهم به مبتلون ، وماهم عليه من شر أعمالهم وحسنهم (٧) في قدر اذن الفأرة ، ثم أنزل بذلك
____________________
(١) بصائر الدرجات : ٩٦.
(٢) في الاختصاص : يا سلفع يا سلقلقية يا التى لا تحمل من حيث تحمل النساء.
(٣) في البصائر : سرا
(٤) في البصائر : سررتينى.
(٥) نزغه بكلمة أى نخسه وطعن فيه.
(٦) في البصائر : بالكهانة شئ. وفي الاختصاص : بالكهانة منى.
(٧) في البصائر : من سيئ اعمالهم وحسنه. وفي الاختصاص : من سيئ عملهم وحسنه.
قرآنا على نبيه فقال : « إن في ذلك لآيات للمتوسمين (١) » وكان رسول الله هو المتوسم ثم أنا من بعده والائمة من ذريتي من بعدي هم المتوسمون ، فلما تأملتها عرفت ماهي عليها بسيماها (٢).
ير : عبدالله بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن هارون بن الجهم ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام مثله (٣).
١٥ ـ ختص ، ير : الحسين بن علي الدينوري ، عن محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن غياث ، عن عمرو بن ثابت ، عن ابن أبي حبيب ، عن الحارث الاعور قال : كنت ذات يوم مع أمير المؤمنين عليهالسلام في مجلس القضاء إذ أقبلت امرأة مستعدية على زوجها ، فتكلمت بحجتها ، فتلكم (٤) الزوج بحجته ، فوجب (٥) القضاء عليها ، فغضبت غضبا شديدا ثم قالت : والله يا أمير المؤمنين لقد حكمت علي بالجور ، وما بهذا أمرك الله تعالى! فقال لها : يا سلفع يا ميع يا قردع بل حكمت عليك بالحق الذي علمته ، فلما سمعت منه (٦) هذا الكلام ولت هاربة ولم ترد عليه جوابا ، فأتبعها عمرو بن حريث فقال لها : والله يا أمة الله لقد سمعت منك اليوم عجبا ، وسمعت أمير المؤمنين قال لك قولا فقمت من عنده هاربة مارددت عليه حرفا (٧) فأخبرني عافاك الله ما الذي قال لك حتى لم تقدري أن تردي عليه حرفا؟ قالت : يا عبدالله لقد أخبرني بأمر ما يطلع (٨) عليه إلا الله تبارك وتعالى وأنا ، وما قمت من عنده إلا مخافة
____________________
(١) سورة الحجر : ٧٥.
(٢) الاختصاص : ٣٠٢. بصائر الدرجات : ١٠٢ و ١٠٣. والرواية منقولة منه. ويوجد مثلها في الخرائج : ١٢١.
(٣) بصائر الدرجات : ١٠٣. وفيه : عباد بن سليمان.
(٤) في الاختصاص : وتكلم.
(٥) في الاختصاص : فوجه.
(٦) في البصائر : عنه. وفي الاختصاص : فلما سمعت منه الكلام.
(٧) في الاختصاص : جوابا.
(٨) في الاختصاص : لم يطلع.
أن يخبرني بأعظم مما رماني به ، فصبر (١) على واحدة كان أجمل من أن أصبر على واحدة بعدها اخرى (٢) ، فقال لها عمرو : فأخبرني عافاك الله ما الذي قال لك؟ قالت : يا عبدالله إنه قال لي ما أكره (٣) ، وبعد فإنه قبيح أن يعلم الرجال (٤) ما في النساء من العيوب ، فقال لها : والله ما تعرفيني ولا أعرفك لعلك لا تراني ولا أراك بعد يومي هذا ، فقال عمرو : فلما رأتني قد ألححت عليها قالت : أما قوله لي : « يا سلفع » فوالله ما كذب علي إني لا أحيض من حيث تحيض النساء ، وأما قوله : « يا مهيع » فإني والله صاحبة النساء وما أنا بصاحبة الرجال ، وأما قوله : « يا قردع » فإني المخربة بيت زوجي وما ابقي عليه فقال لها : ويحك ما علمه بهذا؟ أتراه ساحرا أو كاهنا أو مخدوما أخبرك بما فيك؟ وهذا علم كبير (٥) ، فقالت له : بئس ما قلت له يا عبدالله ، ليس هو بساحر ولا كاهن ولا مخدوم ، ولكنه من أهل بيت النبوة وهو وصي رسول الله ووارثه ، وهو يخبر الناس بما ألقى إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ولكنه (٦) حجة الله على هذا الخلق بعد نبينا (٧).
قال : وأقبل عمرو بن حريث إلى مجلسه ، فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : يا عمرو بما استحللت أن ترميني بمارميتني به؟ قال (٨) : أما والله لقد كانت المرأة أحسن قولا في منك ، ولاقفن أنا وأنت من الله موقفا ، فانظر كيف تخلص (٩) من الله ، فقال : يا أمير المؤمنين أنا تائب إلى الله وإليك مما كان ، فاغفر لي غفر الله لك ، فقال : لا
____________________
(١) في ( خ ) و ( م ) وكذا البصائر « فصبرت ». وفي الاختصاص : فصبرى.
(٢) في الاختصاص : على واحدة بعد واحدة.
(٣) في الاختصاص : انى لا اقول ذلك لانه قال ما في وما أكره.
(٤) في البصائر : الرجل.
(٥) في المصدرين : علم كثير.
(٦) في الاختصاص : بما القى إليه رسول الله وعلمه ، لانه ، اه.
(٧) في الاختصاص : بعد نبيه.
(٨) ليست كلمة « قال » في الاختصاص.
(٩) في الاختصاص : تتخلص.
والله لا أغفر لك هذا الذنب أبدا حتى أقف أنا وأنت بين يدي من لا يظلمك شيئا (١)
بيان : قد أوردنا مثله في باب أنهم المتوسمون ، وباب علمه عليهالسلام ، ولم أر السلفع والسلسع والمهيع والقردع بتلك المعاني التي وردت في هذه الاخبار ، بل بعضها لم يرد بمعنى اصلا ، ولعلها كانت من لغاتهم المولدة ، ويحتمل تصحيف الرواة أيضا ، وفي رواية الرواندي في الخرائج « السلقلق » مكان « السلفع » وفي القاموس : السلقان : التي تحيض من دبرها (٢).
١٦ ـ ختص ، ير : أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن غير واحد منهم بكار بن كردم (٣) وعيسى بن سليمان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سمعناه وهو يقول : جاءت امرأة شنيعة إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وهو على المنبر وقد قتل أباها وأخاها ، فقالت : هذا قاتل الاحبة فنظر إليها (٤) فقال لها : يا سلفع يا جريئة يا بذية يا مذكرة (٥) ، يا التي لا تحيض كما تحيض النساء ، يا التي على هنها شئ بين مدلى قال : فمضت وتبعها عمرو بن حريث لعنه الله ـ وكان عثمانيا ـ فقال لها : أيتها المرأة ما يزال يسمعنا ابن أبي طالب العجائب فما ندري حقها من باطلها ، وهذه داري فادخلي فإن لي امهات أولاد حتى ينظرن حقا أم باطلا ، وأهب لك شيئا ، قال : فدخلت ، فأمر امهات أولاده فنظرن ، فإذا شئ على ركبها مدلى ، فقالت : ياويلها اطلع منها علي بن أبي طالب عليهالسلام على شئ لم يطلع عليه إلا امي أو قابلتي ، قال : فوهب لها عمرو بن حريث لعنه الله شيئا (٦).
____________________
(١) الاختصاص : ٣٠٥ و ٣٠٦. بصائر الدرجات : ١٠٤ و ١٠٥.
(٢) القاموس ٣ : ٢٤٦.
(٣) في الاختصاص : عن رجل عن غير واحد من أصحابنا منهم اه وفي البصائر : عن غير واحد منهم عن بكار بن كردم.
(٤) في الاختصاص : فنظر إليها أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : يا سلفع اه.
(٥) ليست هذه الكلمة في البصائر. وفي الاختصاص : يا منكرة.
(٦) الاختصاص : ٣٠٣ و ٣٠٤. بصائر الدرجات : ١٠٤.
يج : عنه عليهالسلام مثله (١).
أقول : رواه ابن أبي الحديد من كتاب الغارات عن محمد بن جبلة الخياط عن عكرمة عن يزيد الاحمسي ، وفيه « يا سلقلق ويا جلعة » ثم قال ابن أبي الحديد : السلقلق : السليط ، وأصله من السلق ، وهو الذئب. والجلعة : البذية اللسان. والركب : منبت العانة (٢).
١٧ ـ ختص ، ير : عباد بن سليمان ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن هارون بن الجهم ، عن سعد الخفاف ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : بينا أمير المؤمنين يوما جالس في المسجد وأصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته ، فقال : يا أمير المؤمنين إن الله يعلم أني أدينه بحبك في السر كما أدينه بحبك في العلانية ، وأتولاك في السر كما أتولاك في العلانية فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : صدقت أما فاتخذ للفقر جلبابا فإن الفقر أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي ، قال : فولى الرجل وهو يبكي فرحا لقول أمير المؤمنين عليهالسلام « صدقت ». قال رجل من الخوارج يحدث صاحبا (٣) له قريبا من أمير المؤمنين عليهالسلام فقال أحدهما لصاحبه : تالله إن رأيت كاليوم قط ، إنه أتاه رجل فقال له : صدقت ، فقال له الآخر : أنا ما أنكرت من ذلك ، لم يحد بدا من أن إذا قيل له : « احبك » أن يقول له : « صدقت » (٤) تعلم أني أنا احبه (٥) قال : لا ، قال : فأنا أقوم فأقول له مثل مقالة الرجل فيرد علي مثل مارد عليه ، قال (٦) : فقام الرجل فقال له مثل مقالة الاول ، فنظر إلى مليا ثم قال له : كذبت لا والله ما تحبني ولا
____________________
(١) الخرائج والجرائح : ١٢١.
(٢) شرح النهج ١ : ٢٥٤.
(٣) في الاختصاص : قال وكان هناك رجل من الخوارج وصاحبا له اه.
(٤) في الاختصاص : ما انكرت ذلك ، أتجد بدا من أن إذا قيل له « انى احبك » أن يقول : « صدقت »؟.
(٥) كذا في النسخ. وفي البصائر : تعلم أنى لاحبه؟ وفي الاختصاص : أتعلم أنى أحبه.
(٦) في المصدرين : قال نعم فقام الرجل.
احبك ، قال : فبكى الخارجي فقال : يا أمير المؤمنين لتستقبلني بهذا ولقد (١) علم الله خلافه ، ابسط يديك (٢) ابايعك ، قال : على ماذا؟ قال : على ماعمل أبوبكر وعمر (٣)! قال : فمد يده وقال له : اصفق لعن الله الاثنين ، والله لكأني بك قد قتلت على ضلال ووطئت وجهك دواب العراق ، فلا تغرنك قوتك (٤) ، قال : فلم يلبث أن خرج عليه أهل النهروان وخرج الرجل معهم فقتل (٥).
١٨ ـ يج : روي عن أبي جعفر عن أبيه عليهماالسلام قال : مر علي عليهالسلام بكربلاء فقال لمامر به أصحابه وقد اغرورقت عيناه يبكي ويقول : هذا مناخ ركابهم ، وهذا ملقى رحالهم ، ههنا مراق دمائهم ، طوبى لك من تربة عليها تراق دماء الاحبة.
وقال الباقر عليهالسلام : خرج علي يسير بالناس حتى إذا كان بكربلاء على ميلين أو ميل تقدم بين أيديهم حتى طاف بمكان يقال لها المقدفان (٦) ، فقال : قتل فيها مائتا نبي ومائتا سبط كلهم شهداء ، ومناخ ركاب ومصارع عشاق شهداء ، لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من بعدهم (٧).
١٩ ـ يج : روي عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام قال : جمع أمير المؤمنين عليهالسلام بنيه ـ وهم اثنا عشر ذكرا ـ فقال لهم : إن الله أحب أن يجعل في سنة من يعقوب إذ جمع بنيه ـ وهم اثنا عشر ذكرا ـ فقال لهم : إني اوصي إلى يوسف فاسمعوا
____________________
(١) في المصدرين : تستقبلنى بهذا وقد اه.
(٢) في الاختصاص : يدك.
(٣) في المصدرين : قال على ما عمل زريق وحبتر.
(٤) في الاختصاص : ولا يعرفك قومك.
(٥) الاختصاص : ٣١٢. بصائر الدرجات : ١١٤. وفيه : وخرج الرجيم.
(٦) في ( خ ) : المقدفات.
(٧) هذه الرواية وما يليها إلى الرواية السادس والثلاثين المنقولة من الخرائج لا توجد في المطبوع منه ، وقد أشرنا سابقا إلى الاختلافات الموجودة بين النسخ المطبوعة والمخطوطة من هذا الكتاب وأن الخطوطة منه تزيد على المطبوعة بكثير.
له وأطيعوا ، وأنا اوصي إلى الحسن والحسين فاسمعوا لهما وأطيعوا ، فقال له عبدالله ابنه ، دون محمد بن علي؟ ـ يعني محمد بن الحنفية ـ فقال له : أجرأة علي في حياتي؟ كأني بك قد وجدت مذبوحا في فسطاطك لا يدرى من قتلك ، فلما كان في زمان المختار أتاه فقال : لست هناك ، فعضب فذهب إلى مصعب بن الزبير وهو بالبصرة فقال : ولني قتال أهل الكوفة ، فكان على مقدمة مصعب ، فالتقوا بحروراء ، فلما حجر الليل بينهم أصبحوا وقد وجدوه مذبوحا في فسطاطه لا يدرى من قتله.
٢٠ ـ يج : روي عن عبدالحميد الاودي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن جبير الخابور كان صاحب بيت مال معاوية وكانت له ام عجوز بالكوفة كبيرة ، فقال لمعاوية : إن لي اما بالكوفة عجزوا اشتقت إليها ، فائذن لي حتى آتيها فأقضي من حقها علي ، فقال معاوية : ما تصنع بالكوفة فإن فيها رجلا ساحرا كاهنا يقال له علي بن أبي طالب ، وما آمن أن يفتنك ، فقال جبير : مالي ولعلي وإنما آتي امي وأزورها وأقضي من حقها ما يجب علي ، فقال معاوية : ما تصنع بالكوفة؟ فأذن له فقدم جبير الخابور فقال عليهالسلام له : أما إنك كنز من كنوز الله زعم لك معاوية أني كاهن ساحر ، قال : إي والله قال ذلك معاوية ، ثم قال : ومعك مال قد دفنت بعضه في عين التمر ، قال : صدقت يا أمير المؤمنين لقد كان كذلك؟ قال علي : يا حسن ضمه إليك فأنزله وأحسن إليه ، فلما كان من الغد دعاه ثم قال لاصحابه : إن هذا يكون في جبل الاهواز (١) في أربعة آلاف مدججين في السلاح ، فيكونون معه حتى يقوم قائمنا أهل البيت فيقاتل معه.
بيان : رجل مدجج ومدجج (٢) أي شاك في السلاح ، وإنما أخبره عليهالسلام بما يكون منه في الرجعة.
٢١ ـ يج : روي عن أبي ظبية قال : جمع علي عليهالسلام العرفاء ثم أشرف عليهم فقال : افعلوا كذلك ، قالوا : لا نفعل ، قال عليهالسلام : أما والله ليستعملن عليكم اليهود
____________________
(١) في ( خ ) : في جبل لاهواز.
(٢) بالجيمين المعجمتين.
والمجوس ثم لاتمتعون ، فكان ذلك كذلك.
٢٢ ـ يج : روي عن أبي بصير عن أحدهما عليهماالسلام قال : أراد قوم بناء مسجد بساحل عدن ، فكلما بنوه سقط ، فأتوا أبابكر فقال : استأنفوا من البناء وافعلوا ففعلوا وأحكموا فسقط ، فعادوا ، فخطب الناس وناشدهم : إن كان لواحد منكم به علم فليقل ، فقال علي عليهالسلام : احفروا في ميمنة القبلة وميسرتها فإنه يظهر لكم قبران عليهما كوبة ، مكتوب عليها « أنا رضوى واختي حيا ابنتا تبع ، لا نشرك بالله شيئا » فاغسلوهما وكفنوهما وصلوا عليهما وادفنوهما ، ثم ابنوا مسجدكم فإنه يقوم بناؤه ، ففعلوا فكان كذا فقام البناء.
نجم : من كتاب الدلائل للحميري بإسناده إلى أبي بصير مثله (١).
١٣ ـ يج : روي أن عليا عليهالسلام قال يوما : لو وجدت رجلا ثقة لبعثت معه بمال إلى المدائن إلى شيعتي ، فقال رجل في نفسه : لآتينه ولاقولن : أنا أذهب بالمال فهو يثق بي ، فإذا أنا أخذته أخذت طريق الشام إلى معاوية ، فجاء إلى علي عليهالسلام فقال : أنا أذهب بالمال ، فرفع رأسه فقال : إليك عني تأخذ طريق الشام إلى معاوية؟.
٢٤ ـ يج : روى داود العطار قال : قال رجل : سألني رجل عن خاصة أمير المؤمنين عليهالسلام فقال لي : انطلق حتى نسلم على أمير المؤمنين عليهالسلام قال و : كنت لا احب ذلك ، فلم يزل بي حتى أتيت معه فسلمنا عليه ، فرفع أمير المؤمنين عليهالسلام الدرة فضرب بها ساقي ، فنزوت فقال : أترى أنك مكرة؟ إنك ميسرة ثم ذهبت ، فقيل لي : صنع بك أمير المؤمنين مالم يصنع إلى أحد ، قال : إني كنت مملوكأ لآل فلان وكان اسمي ميسرة ، ففارقتهم وادعيت إلى من لست أنا منه فسماني أمير المؤمنين باسمي.
٢٥ ـ يج : روى معاوية بن جرير الحضرمي قال : عرض الخيل (٢) على علي
____________________
(١) فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم : ٢٢٣.
(٢) الخيل تستعمل على المجاز للفرسان وركاب الخيل.
عليهالسلام ، فجاء ابن ملجم إليه فسأله عن اسمه ونسبه ، فانتهى إلى غير أبيه ، قال : كذبت ، حتى انتهى إلى أبيه قال : صدقت.
٢٦ ـ يج : روي عن أبي الصيرفي عن رجل من مراد قال : كنت واقفا على رأس أمير المؤمنين عليهالسلام يوم البصرة إذ أتاه ابن عباس بعد القتال ، فقال : إن لي حاجة ، فقال عليهالسلام : ما أعرفني بالحاجة التي جئت فيها ، تطلب الامان لابن الحكم؟ قال : نعم اريد أن تؤمنه ، قال : آمنته ولكن اذهب وجئني به ، ولا تجئني به إلا رديفا فإنه أدل له ، فجاء به ابن عباس ردفا خلفه كأنه قرد ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : أتبايع؟ قال : نعم وفي النفس ما فيها ، قال : الله أعلم بما في القلوب فلما بسط يده ليبايعه أخذ كفه عن كف مروان فنترها فقال : لا حاجة لي فيها إنها كف يهودية ، لو بايعني بيده عشرين مرة لنكث باسته ، ثم قال : هيه يا ابن الحكم خفت على رأسك أن تقع في هذه المعمعة ، كلا والله حتى يخرج من صلبك فلان وفلان يسومون هذه الامة خسفا ويسقونه كأسا مصبرة.
بيان : قال الجزري : النتر : جذب فيه قوة وجفوة (١). وقال : هيه بمعنى ايه ، فأبدل من الهمزة هاء ، وايه اسم سمي به الفعل ومعناه الامر ، تقول للرجل : « ايه » بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما ، فإن نونت استزدته من حديث ما غير معهود (٢). وقال : المعمعة : شدة الحرب والجد في القتال (٣).
٢٧ ـ يج : عن مينا قال : سمع علي عليهالسلام ضوضاء في عسكره ، فقال : ما هذا؟ قالوا : هلك معاوية ، قال : كلا والذي نفسي بيده لن يهلك حتى تجتمع عليه هذه الامة ، قالوا : فبم تقاتله؟ قال : ألتمس العذر فيما بيني وبين الله تعالى.
قب : عبدالرزاق عن أبيه عن مينا مثله (٤).
____________________
(١) النهاية ٤ : ١٢٤.
(٢) النهاية ٤ : ٢٦٢.
(٣) النهاية ٤ : ١٠٠.
(٤) مناقب آل ابى طالب ١ : ٤١٨ و ٤١٩.
٢٨ ـ يج : من معجزاته صلوات الله عليه أن الاشعث بن قيس استأذن على علي عليهالسلام فرده قنبرا (١) فأدمى أنفه ، فخرج علي عليهالسلام فقال : مالي ولك يا أشعث؟ أما والله لو بعبد ثقيف تمرست (٢) لا قشعرت شعيرات استك ، قال : ومن غلام ثقيف؟ قال : غلام يليهم (٣) لايبقي من العرب إلا أدخلهم الذل ، قال : كم يلي؟ قال : عشرين إن بلغها ، قال الرواي : فولى الحجاج سنة خمس وسبعين ومات سنة تسعين.
بيان : قال الجزري : فيه « إن من اقتراب الساعة أن يتمرس الرجل بدينه كما يتمرس البعير بالشجرة » أي يتلعب بدينه ويعبث به كما يعبث البعير بالشجرة ويتحكك بها ، والتمرس ، شدة الالتواء (٤).
أقول : في سنة خمس وسبعين ولى عبدالملك الحجاج على العراق ، لكن في سنة ثلاث وسبعين ولاه الجيش لقتال عبدالله بن الزبير ، وكان واليا على العراق إلى سنة خمس وتسعين ، فكانت ولايته تمام العشرين كما ذكره عليهالسلام فلعل الخمس سقط من النساخ ، ولعل قوله عليهالسلام : « إن بلغها » للتبهيم لئلا يغتر الملعون بذلك أو لنقص أشهر عن العشرين.
٢٩ ـ يج : ومنها ما انتشرت به الآثار عنه عليهالسلام من قوله قبل قتاله الفرق الثلاثة بعد بيعته « امرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين » يعني الجمل و صفين والنهروان فقاتلهم ، وكان الامر فيما خبربه على ما قال : وقال عليهالسلام لطلحة والزبير حين استأذناه في الخروج إلى العمرة : لا والله ما تريدان العمرة ولكن تريدان البصرة ، فكان كما قال. وقال عليهالسلام لابن عباس وهو يخبره به عن استيذانهما في العمرة : إني أذنت لهما مع علمي بما انطويا عليه من الغدر ، فاستظهرت بالله عليهما ، وإن الله سيرد كيدهما ويظفرني بهما ، وكان كما قال.
____________________
(١) كذا في ( ك ) : وفي غيره من النسخ « فتبرأ » وكلاهما سهو والصحيح « فرده قنبر ».
(٢) كذا في جميع النسخ.
(٣) كذا في ( ك ) وفي غيره النسخ : بينهم.
(٤) النهاية ٤ : ٨٩.
وقال بذي قار وهو جالس لاخذ البيعة : يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل لا يزيدون رجلا ، ولا ينقصون رجلا ، يبايعوني على الموت ، قال ابن عباس : فجزعت لذلك وخفت أن ينقص القوم من العدد أو يزيدوا عليه فيفسدوا الامر علينا ، وإني احصي القوم فاستوفيت عددهم تسع مائة رجل وتسعة وتسعين رجلا ، ثم انقطع مجئ القوم فقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ماذا حمله على ما قال؟ فبينما أنا مفكر في ذلك إذ رأيت شخصا قد أقبل حتى دنا ، وهو رجل عليه قباء صوف ومعه سيف وترس و إداوة ، فقرب من أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : امدديك لابايعك ، قال علي عليهالسلام : وعلى ما تبايعني؟ قال : على السمع والطاعة والقتال بين يديك أو يفتح الله عليك فقال : ما اسمك؟ قال : اويس القرني ، قال : نعم الله أكبر فإنه أخبرني حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله أني ادرك رجلا من امته يقال له اويس القرني ، يكون من حزب الله ، يموت على الشهادة ، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر ، قال ابن عباس : فسري عنا.
٣٠ ـ يج : روي أن يهوديا قال لعلي عليهالسلام : إن محمدا صلىاللهعليهوآله قال : إن في كل رمانة حبة من الجنة ، وأنا كسرت واحدة وأكلتها كلها ، فقال عليهالسلام : صدق رسول الله صلىاللهعليهوآله وضرب يده على لحيته فوقعت حبة رمان فتناولها عليهالسلام وأكلها ، وقال : لم يأكلها الكافر والحمد لله.
٣١ ـ يج : من معجزاته صلوات الله عليه ما تواترت به الروايات من نعيه نفسه قبل موته ، وأنه يخرج من الدنيا شهيدا من قوله : والله ليخضبنها من فوقها ـ فأومأ إلى شيبته ـ ما يحبس أشقاها أن يخضبها بدم.
وقوله عليهالسلام : أتاكم شهر رمضان وفيه تدور رحى السلطان (١) ألا وإنكم حاجو العام صفا واحدا ، وآية ذلك أني لست فيكم. وكان يفطر في هذا الشهر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبدالله بن جعفر زوج زينب بنته لاجلها لا يزيد على ثلاث لقم ، فقيل له في ذلك ، فقال : يأتيني أمر الله وأنا خميص ، إنما هي ليلة أو ليلتان ، فاصيب من الليل. وقد توجه إلى المسجد في الليلة التي ضربه
____________________
(١) الشيطان ظ كما يأتى في الحديث المتمم للاربعين من المناقب.