الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٦٣
٩ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى ، عن عم أبيه عبدالله بن موسى ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين عن أبيه عليهمالسلام قال : قال عمر بن الخطاب : عيادة بني هاشم سنة وزيارتهم نافلة (١).
١٠ ـ يد : عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله من ولد عمار ، عن عبدالله بن يحيى بن عبدالباقي ، عن علي بن الحسن المعافى ، عن عبدالله بن يزيد ، عن يحيى بن عقبة ، عن ابن أبي الغيرار ، عن محمد بن حجار ، عن يزيد بن الاصم قال : سأل رجل عمر بن الخطاب فقال : : يا أميرالمؤمنين ما تفسير « سبحان الله »؟ قال : إن في هذا الحائط رجلا كان إذا سئل أنبأ وإذا سكت ابتدأ ، فدخل الرجل فإذا هو علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال : يا أبا الحسن ما تفسير « سبحان الله »؟ قال : هو تعظيم هوتعظيم جلال الله عزوجل وتنزيهه عماقال فيه كل مشرك ، فإذا قالها العبد صلى عليه كل ملك (٢).
١١ ـ فض : عن القاضي الكبير أبي عبدالله محمد بن علي بن محمد المغازلي يرفعه إلى حارثة بن زيد قال : شهدت إلى عمر بن الخطاب حجته في خلافته ، فسمعته يقول : « اللهم قد تعلم جيئتي لبيتك وكنت مطلعا من سترك » فلما رآني أمسك ، فحفظت الكلام ، فلما انقضى الحج وانصرف إلى المدينة تعمدت إلى الخلوة ، فرأيته على راحلته وحده ، فقلت له : يا أميرالمؤمنين بالذي هو إليك أقرب من حبل الوريد إلا أخبرتني عما أريد أن أسألك عنه ، فقال : اسأل عما شئت فقلت له : سمعتك يوم كذا وكذا ، فكأني ألقمته حجرا ، فقلت له : لا تعضب فو الذي أنقذني من الجهالة وأدخلني في هداية الاسلام ما أردت بسؤالي إلا وجه الله عزوجل ، قال : فعند ذلك ضحك وقال : يا حارثة دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد اشتد وجعه ، فأحببت الخلوة معه ، وكان عنده علي بن أبي طالب عليهالسلام والفضل بن العباس ، فجلست حتى نهض ابن العباس وبقيت أنا وعلي عليهالسلام فبينت لرسول الله
____________________
(١) أمالى الطوسى : ٢١٤.
(٢) التوحد للصدوق : ٣٢٨.
صلىاللهعليهوآله ما أردت ، فالتفت إلي وقال : يا عمر جئت لتسألني إلى من يصير هذا الامر من بعدي ، فقلت : صدقت يا رسول الله ، فقال : يا عمر هذا وصيي وخليفتي من بعدي ، فقلت : صدقت يا رسول الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هذا خازن سري ، فمن أطاعه فقد أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله ومن تقدم عليه فقد كذب بنبوتي. ثم أدناه فقبل بين عينيه ، ثم أخذه فضمه إلى صدره ، ثم قال : وليك الله ناصرك الله ، والى الله من والاك وعادى من عاداك ، و أنت وصيي وخليفتي في امتي ، وعلا بكاؤه وانهملت عيناه بالدموع حتى سالت على خديه ، وخد علي بن أبي طالب عليهالسلام على خده ، فوالذي من علي بالاسلام لقد تمنيت تلك الساعة أن أكون مكان علي ، ثم التفت إلي وقال : يا عمر إذا نكث الناكثون وقسط القاسطون ومرق المارقون قام هذا مقامي حتى يفتح الله عليه بخير وهو خير الفاتحين ، قال حارثة : فتعاظمني ذلك وقلت : ويحك يا عمر فكيف تقدمتموه وقد سمعت ذلك من رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ فقال : يا حارثة بأمر كان ، فقلت له : من الله أم من رسوله صلىاللهعليهوآله أم من علي عليهالسلام؟ فقال : لابل الملك عقيم! والحق لعلي بن أبي طالب عليهالسلام (١).
١٢ ـ يل ، فض : مما رواه الحكم بن مروان أن عمر بن الخطاب نزلت قضية في زمان خلافته فقام لها وقعد وارتج (٢) لها ونظر من حوله فقال : معاشر الناس والمهاجرين والانصار ما تقولون في هذا الامر؟ فقالوا : أنت أميرالمؤمنين وخليفة رسول الله صلىاللهعليهوآله والامر بيدك ، فغضب من ذلك وقال : « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا » ثم قال : والله لنعلمن من صاحبها ومن هو أعلم بها ، فقالوا : يا أميرالمؤمنين كأنك أردت ابن أبي طالب؟ قال : أنى نعدل عنه وهل لقحت حرة بمثله؟ قالوا : نأت به يا أميرالمؤمنين؟ قال : هيهات هناك شيخ من هاشم ونسب من رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا يأتي ، فقوموا بنا إليه ، قال : فقام عمر
____________________
(١) الروضة : ١٦.
(٢) أى اضطرب.
ومن معه وهو يقول : « أيحسب الانسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى » ودموعه تجري على خديه قال : فأخمش (١) القوم لبكائه ، ثم سكت فسكتوا ، وسأله عمر عن مسألته فأصدر لها جوابا ، فقال : أم والله يا أبا الحسن لقد أرادك الله للحق ولكن أبى قومك! فقال له أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام : يا أبا حفص عليك من هنا ومن هنا « إن يوم الفصل كان ميقاتا » قال : فضرب عمر بإحدى يديه على الاخرى وخرج مربد اللون (٢) كأنما ينظر في سواد. وهذا الحديث من كتاب إعلام النبوة في القائمة الاولى (٣).
١٣ ـ كشف : من كتاب اليواقيت لابي عمر الزاهد قال : أخبرني بعض الثقات عن رجاله قالوا : دخل أحمد بن حنبل إلى الكوفة وكان فيها رجل يظهر الامامة فسأل الرجل عن أحمد ماله لا يقصدني؟ فقالوا له : إن أحمد ليس يعتقد ما تظهر فلا يأتيك إلا أن تسكت عن إظهار مقالتك (٤) ، قال : فقال : لابد من إظهاري له ديني ولغيره ، وامتنع أحمد من المجيئ إليه ، فلما عزم على الخروج من الكوفة قالت له الشيعة : يا أبا عبدالله أتخرج من الكوفة ولم تكتب عن هذا الرجل؟ فقال : ما أصنع به؟ لوسكت عن إعلانه بذلك كتبت عنه ، فقالوا : ما نحب أن يفوتك مثله ، فأعطاهم موعدا على أن يتقدموا إلى الشيخ أن يكتم ما هو فيه ، وجاؤوا من فورهم إلى المحدث وليس أحمد معهم ، فقالوا : إن أحمد أعلم بغداد (٥) ، فإن خرج ولم يكتب عنك فلا بد أن يسأله أهل بغداد لم لم تكتب عن فلان؟ فتشهر ببغداد وتلعن (٦) وقد جئناك نطلب حاجة ، قال : هي مقضية ، فأخذوا منه موعدا وجاؤوا إلى أحمد وقالوا : قد كفيناك قم معنا ، فقام فدخلوا على الشيخ فرحب بأحمد ورفع مجلسه وحدثه ما سأل فيه أحمد من الحديث ، فلما فرغ أحمد
____________________
(١) خمش الوجه : خدشه ولطمه.
(٢) اربد لونه : صار متغيرا وتعبس.
(٣) الفضائل : ١٤٣. الروضة : ٢١.
(٤) في المصدر : عن اظهار مقالتك له.
(٥) في المصدر : عالم بغداد.
(٦) في المصدر : وتكفر.
مسح القلم وتهيأ للقيام ، فقال له الشيخ : يا أبا عبدالله لي إليك حاجة ، قال له أحمد : مقضية ، قال : ليس احب أن تخرج من عندي حتى اعلمك مذهبي ، فقال أحمد؟ : هاته ، فقال له الشيخ : إني أعتقد أن أميرالمؤمنين صلوات الله عليه كان خير الناس بعد النبي صلىاللهعليهوآله ، وإني أقول : إنه كان خيرهم ، وإنه كان أفضلهم وأعلمهم ، و إنه كان الامام بغد النبي صلىاللهعليهوآله قال : فماتم كلامه حتى أجابه أحمد فقال : : يا هذا وما عليك في هذا القول (١) ، وقد تقدمك في هذا القول أربعة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله : جابر وأبوذر والمقداد وسلمان فكاد الشيخ يطير فرحا بقول أحمد ، فلما خرجنا شكرنا أحمد ودعونا له (٢).
وروى الثعلبي عن أبي منصور الجمشازي ، عن محمد بن عبدالله الحافظ ، عن علي بن الحسن ، عن محمد بن هارون الحضرمي ، عن محمد بن منصور الطوسي قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لاحد من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله من الفضائل ما جاء لعلي عليهالسلام (٣).
يف : عن الثعلبي مثله (٤).
١٤ ـ كشف : الآثار عن سالم قيل (٥) لعمر نراك تصنع بغلي شيئا لا تصنعه بأحد من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله ، قال : إنه مولاي.
وعن أبي جعفر عليهالسلام قال : جاء أعرابيان إلى عمر يختصمان ، فقال عمر : يا أبا الحسن اقض بينهما ، فقضى على أحدهما ، فقال المقتضي عليه : يا أميرالمؤمنين هذا يقتضي بيننا؟ فوثب إليه عمرفأخذ بتلبيبه ولببه (٦) ثم قال : ويحك ما ندري
____________________
(١) أى ليس عليك بأس في هذا القول.
(٢) كشف الغمة : ٤٦.
(٣) كشف الغمة : ٤٨.
(٤) الطرائف : ٣٣.
(٥) في المصدر : قال قيل لعمر.
(٦) لبب فلانا : أخذ بتلبيبه وجره. والتلبيب : الطوق
من هذا؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (١).
ومن كتاب الموفقيات للزبير بن بكار الزبيري عن رجاله عن ابن عباس قال : إني لاماشي عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة إذ قال لي : يا ابن عباس ما أظن صاحبك إلا مظلوما ، قلت في نفسي : والله لا يسبقني بهما ، فقلت : يا عمر فاردد ظلامته ، فانتزع يده من يدي ومضى وهو يهمهم ساعة ، ثم وقف فلحقته فقال : يا ابن عباس ما أظنهم منعهم منه إلا استصغروه! فقلت في نفسي : هذه والله شر من الاولى ، فقلت : والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من صاحبك ، قال : فأعرض عني (٢).
١٥ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالوهاب بن أبي جبة وراق الجاحظ قال : سمعت الجاحظ عمرو بن بحر يقول : سمعت النظام يقول : علي بن أبي طالب عليهالسلام محنة على المتكلم ، إن وفاه حقه غلا ، وإن بخسه حقه أساء ، والمنزلة الوسطى دقيقة الوزن حادة اللسان صعبة الترقي إلى على الحاذق الذكي (٣).
١٦ ـ جمع : روى عبدالله بن عبدالرحمن ، عن عثمان بن عفان ، عن عمر بن الخطاب ، عن أبي بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إن الله تبارك وتعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب عليهالسلام ملائكة يسبحون ويقدسون ، ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي ولده عليهمالسلام (٤).
١٧ ـ قب : حدثني شيرويه الديلمي ، وأبوالفضل الحسيني السروي ، بالاسناد عن حماد بن ثابت ، عن عبيد بن عمير الليثي ، عن عثمان بن عفان ، قال عمر بن الخطاب : إن الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب عليهالسلام (٥).
١٨ ـ يف : ذكر الغزالي في كتاب المنقذمن الضلال ما هذا لفظه : والعاقل
____________________
(١) كشف الغمة : ٨٧.
(٢) كشف الغمة : ١٢٦.
(٣) أمالى ابن الشيخ : ٢٣.
(٤) جامع الاخبار : ٢٠٨.
(٥) مناقب آل أبى طالب ١ : ٥٦٥ و ٥٦٦.
يقتدي بسيد العقلاء علي عليهالسلام حيث قال : لا يعرف الحق بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله. وقال في رسالة العلم اللدني : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أدخل لسانه في فمي ، فانفتح في قلبي ألف باب من العلم ، وفتح لي كل باب ألف باب. وقال أيضا : لوثنيت لي الوسادة و جلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وأهل الانجيل بإنجيلهم وأهل الفرقان بفرقانهم. وهذه المرتبة لا تنال بمجرد التعلم بل يتمكن المرء في هذه المرتبة بقوة العلم اللدني. وكذا قال لما حكى عن عهد موسى أن شرح كتابه كان أربعين وقرا : قال الغزالي : وهذه الكثرة والسعة والانفتاح في العلم لا يكون إلا من لدن الهي سماوي (١).
أقول : سائر أبواب هذا المجلد وأبواب كتاب الفتن وسائر مجلدات الامامة مشحونة بإقرار المخالفين بفضلهم عليهمالسلام.
____________________
(١) لم نجده في الطرائف المطبوع.
( أبواب )
* ( كرائم خصاله ومحاسن أخلاقه وأفعاله صلوات الله عليه وعلى آله ) *
٩٣
( باب )
* ( علمه عليهالسلام وأن النبى صلىاللهعليهوآله علمه ألف باب ) *
* ( وأنه كان محدثا ) *
١ ـ ل : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن المعلى ، عن بسطام بن مرة ، عن إسحاق بن حسان ، عن الهيثم بن واقد ، عن علي بن الحسن العبدي ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة ، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال : أيها الناس إن رسول الله صلىاللهعليهوآله أسر إلي ألف حديث ، في كل حديث ألف باب ، لكل باب ألف مفتاح ، الخبر (١).
٢ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن أحمد بن حمزة ، عن أبان ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال إن رسول الله صلىاللهعليهوآله علم عليا بابا يفتح كل باب ألف باب (٢).
ير : اليقطيني مثله (٣).
بيان : قال الشيخ المفيد قدس الله روحه : قد تعلق قوم من ضعفة العامة بهذا الخبر على صحة الاجتهاد والقياس ، فأجاب عن ذلك بوجوه ، ثم ذكر في تأويل الخبر وجوها :
منها : أن المعلم له الابواب هو (٤) رسول الله صلىاللهعليهوآله فتح له بكل باب منها
____________________
(١ و ٢) الخصال ٢ : ١٧٤ و ١٧٥.
(٣) بصائر الدرجات : ٨٧
(٤) في المصدر : وهو.
ألف باب ووقفه على ذلك.
ومنها أن علمه بكل باب أوجب فكره فيه فبعثه الفكر على المسألة عن شعبة ومتعلقاته ، فاستفاد بالفكر فيه علم ألف باب بالبحث عن كل باب منها ، ومثل هذا قول النبي صلىاللهعليهوآله من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم.
ومنها : أنه صلىاللهعليهوآله نص له على علامات تكون عندها حوادث ، كل حادثة تدل على حادث (١) إلى أن تنتهي إلى ألف حادثة ، فلما عرف الالف علامة عرفه (٢) بكل علامة منها ألف علامة ، والذي يقرب هذا من الصواب أنه عليهالسلام أخبرنا بامور تكون قبل كونها ، ثم قال عقيب إخباره بذلك : علمني رسول الله صلىاللهعليهوآله ألف باب فتح لي كل باب ألف باب.
وقال بعض الشيعة : إن معنى هذا القول أن النبي صلىاللهعليهوآله نص (٣) على صفة ما فيه الحكم على الجملة دون التفصيل ، كقوله : « يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب (٤) » فكان هذا بابا استفيد منه تحريم الاخت من الرضاعة والام والخالة و العمة وبنت الاخ وبنت الاخت (٥) ، وكقول الصادق عليهالسلام : « الربا في كل مكيل وموزون » فاستفيد بذلك الحكم في أصناف المكيلات والموزونات (٦) ، والاجوبة الاولة لي وأنا أعتمدها ، انتهى كلامه قدسسره (٧).
أقول : ينا في الثالث ما صرح به في رواية ابن نباتة وغيره « علمني ألف باب من الحلال والحرام ، ومما كان ومما هو كائن إلى يوم القيامة » ويؤيد الاخير ما ورد في رواية موسى بن بكر عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : كلما غلب الله عليه من أمر
____________________
(١) في المصدر : على حادثة.
(٢) في المصدر : عرف.
(٣) في المصدر : نص له.
(٤) في المصدر : بالنسب.
(٥) في المصدر : وابنة الاخت.
(٦) قد ذكر في المصدر امثلة اخرى هنا أسقطها المصنف.
(٧) الفصول المختارة ١ : ٦٨ و ٦٩.
فالله أعذر لعبده. ثم قال : هذا من الابواب التي يفتح كل باب منها ألف باب. و الظاهر أن المراد أنه صلىاللهعليهوآله علمه ألف نوع من أنواع استنباط العلوم يستنبط من كل منها ألف مسأله أو ألف نوع والاجتهاد إنما يمنع منه (١) لابتنائه على الظن فأما إذا علم الرسول صلىاللهعليهوآله كيفية الاستخراج على وجه يحصل العلم بحكمه تعالى فليس من الاجتهاد في شئ ، وقد أوردت أكثر هذه الاخبار في كتاب العقل والعلم وباب وصية النبي صلىاللهعليهوآله وأبواب علوم الائمة عليهمالسلام.
٣ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي إسحاق السبيعي قال : سمعت بعض أصحاب أميرالمؤمنين عليهالسلام ممن يثق به قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول : إن في صدري هذا لعلما جما علمنيه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولو أجد له حفظة يرعونه حق رعايته ويروونه عني كما يسمعونه مني إذا لاودعتهم بعضه ، فعلم به كثيرا من العلم ، (٢) إن العلم مفتاح كل باب وكل باب يفتح ألف باب. (٣).
ير : ابن عيسى ، عن ابن محبوب مثله. (٤).
٤ ـ ل : أبي وابن الوليد والعطار جميعا ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحجال عن اللؤلوئي ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : أوصى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى علي عليهالسلام بألف باب كل باب يفتح ألف باب. (٥)
ير : ابن عيسى ، عن الحجال مثله. (٦)
____________________
(١) في ( د ) : يمتنع منه.
(٢) في المصدر : كثير من العلم.
(٣) الخصال ٢ : ١٧٥.
(٤) بصائر الدرجات : ٨٧.
(٥) الخصال ٢ : ١٧٥ و ١٧٦.
(٦) بصائر الدرجات : ٨٧.
٥ ـ ل : ما جيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن يحيى بن عمران ، عن يونس عن هشام بن الحكم ، عن عمر بن يزيد قال قلت لابي عبدالله عليهالسلام : بلغنا أن رسول الله صلىاللهعليهوآله علم عليا عليهالسلام ألف باب يفتح كل باب ألف باب ، قال : فقال لي : بل علمه بابا واحدا يفتح (١) ذلك الباب ألف باب ، يفتح كل باب ألف باب. (٢)
ير : إبراهيم بن هاشم مثله. (٣)
٦ ـ ل : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن اليقطيني وإبراهيم بن إسحاق معا ، عن عبدالله بن حماد ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن الاصبغ ابن نباتة ، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال : سمعته يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله علمني ألف باب من الحلال و الحرام ومما كان ومما يكون إلى يوم القيامة ، كل باب منها يفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف باب ، حتى علمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب. (٤)
ير : إبراهيم بن إسحاق مثله. (٥)
٧ ـ ل : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابه ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله عليهالسلام فقلت له : إن الشيعة يتحدثون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله علم عليا عليهالسلام بابا يفتح منه ألف باب ، فقال أبوعبدالله عليهالسلام : يا أبا محمد علم والله رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا ألف باب يفتح له من كل باب ألف باب ، قلت له : هذا والله هو العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك. (٦)
____________________
(١) في المصدر ( فتح ) في الموضعين الاخيرين. وفي البصائر في جميع المواضع.
(٢) الخصال ٢ : ١٧٦.
(٣) بصائر الدجرات : ٨٧.
(٤) الخصال ٢ : ١٧٥.
(٥) بصائر الدرجات : ٨٧.
(٦) الخصال ٢ : ١٧٦ و ١٧٧. والظاهر ان المرااد من قوله ( وليس بذاك ) أن علم أميرالمؤمنين عليهالسلام ليس منحصرا في ذلك ، بل له علوم كثيرة ومقامات اخرى غير ما ذكر.
ير : ابن عيسى مثله. (١)
٨ ـ ما : المفيد ، عن الصدوق ، عن أبيه ، عن محمد العطار ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الاعمش ، عن عباية بن ربعي قال : كان علي أميرالمؤمنين عليهالسلام كثيرا ما يقول : سلوني قبل أن تفقدوني فو الله ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ولا مجدبة ولا فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا وأنا أعلم قائدها وسائقها وناعقها إلى يوم القيامة. (٢)
٩ ـ ما : المفيد ، عن المراغي ، عن القاسم بن محمد الدلال ، عن إسماعيل بن محمد المزني ، عن عثمان بن سعيد ، عن علي بن غراب ، عن موسى بن قيس ، عن سلمة بن كهيل ، عن عياض ، عن أبيه قال : مر علي بن أبي طالب عليهالسلام بملا فيه سلمان ، فقال لهم سلمان : قوموا فخذوا بحجزة هذا ، فو الله لا يخبركم بسر نبيكم أحد غيره. (٣)
١٠ ـ ل : ابن الوليد عن الصفار ، عن ابن يزيد وابن هاشم معا ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن عبدالحميد ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال علي عليهالسلام : لقد علمني رسول الله صلىاللهعليهوآله ألف باب كل باب يفتح ألف باب. (٤) ير : ابن يزيد مثله. (٥)
١١ ـ ل : أبي وابن الوليد والعطار جميعا ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسن بن فضال عن أبيه ، عن ابن بكير ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله علم عليا بابا يفتح له ألف باب ، كل باب يفتح له ألف باب. (٦)
____________________
(١) بصائر الدرجات : ٨٦. والسند فيه هكذا : احمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد اه.
(٢) أمالى الطوسى : ٣٧.
(٣) أمالى الطوسى : ٧٨.
(٤ و ٦) الخصال ٢ : ١٧٦.
(٥) بصائر الدرجات : ٨٧.
ير : أحمد بن الحسن مثله. (١)
ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن عبدالله بن محمد الحجال ، عن ثعلبة ، عن عبدالله بن هلال ، عن أبي عبدالله عليهالسلام مثله. (٢) ير : محمد بن عبدالجبار مثله (٣).
١٢ ـ ل : أبي وابن الوليد والعطار جميعا ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن مرازم بن حكيم الازدي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : علم رسول الله (ص) عليا ألف باب يفتح كل باب ألف باب. (٤)
ير : ابن يزد مثله. (٥).
١٣ ـ ل : بالاسناد المتقدم إلى ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن الحضرمي عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله علم عليا ألف حرف ، كل حرف يفتح ألف حرف ، والالف حرف كل حرف منها يفتح ألف حرف (٦) ير : محمد بن عبدالجبار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن منصوربن يونس مثله. (٧)
ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير مثله. (٨)
١٤ ـ ل : الثلاثة ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل ابن جابر وعبدالكريم بن عمرو ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : أوصى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى علي عليهالسلام ألف كلمة وألف باب ، يفتح كل كلمة وكل باب ألف كلمة وألف باب. (٩)
____________________
(١) بصائر الدرجات : ٨٦ و ٨٧.
(٢) الخصال ٢ : ١٧٦.
(٣) بصائر الدرجات : ٨٦.
(٤) الخصال ٢ : ١٧٧.
(٥) بصائر الدرجات : ٨٦.
(٦) الخصال ٢ : ١٧٧.
(٧ و ٨) بصائر الدرجات : ٨٨.
(٩) الخصال ٤ : ١٧٨.
١٥ ـ ل : الثلاثة ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كان في ذؤابة سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله صحيفة صغيرة.
فقلت لابي عبدالله عليهالسلام : أي شئ كان في تلك الصحيفة؟ قال : هي الاحرف التي يفتح كل حرف منها ألف حرف ، قال أبو بصير ، قال أبوعبدالله عليهالسلام : فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة. (١)
ير : ابن عيسى مثله. (٢)
١٦ ـ ل : أبي وابن الوليد ، عن الحميري ، عن ابن أبي الخطاب ، عن جعفر ابن بشير ، عن ذريح المحاربي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : جلل رسول الله صلىاللهعليهوآله على علي عليهالسلام ثوبا ، ثم كلمه ألف كلمة ، يفتح كل كلمة ألف كلمة. (٣)
ير : ابن أبي الخطاب. (٤)
١٧ ـ ل : أبي وابن المتوكل وما جيليوه وأحمد بن علي بن إبراهيم وحمزة العلوي وابن ناتانة والمكتب والهمداني جميعا ، عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة عن أبي جعفر الثاني عليهالسلام أنه سمعه يقول : علم رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا ألف كلمة كل كلمة تفتح ألف كلمة. (٥)
ير : إبراهيم بن هاشم ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالمؤمن بن القاسم الانصاري ، عن الحارث بن المغيره ، عن أبي جعفر عليهالسلام مثله. (٦)
١٨ ـ ل : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن عيسى ، وعلي بن إسماعيل وابن هاشم ، عن جعفر بن محمد بن عبدالله ، عن القداح ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام
____________________
(١) الخصال ٢ : ١٧٧.
(٢) بصائر الدرجات : ٨٨.
(٣) الخصال ٢ : ١٧٨. وفيه : جلل رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا ثوبا ثم علمه ألف كلمة.
(٤ و ٦) بصائر الدرجات : ٨٩.
(٥) الخصال ٢ : ١٧٨.
أن النبي صلىاللهعليهوآله حدث عليا ألف كلمة ، كل كلمة تفتح ألف كلمة ، فما يدري الناس ماحدثه. (١)
ير : ابن هاشم مثله. (٢)
١٩ ـ ل : أبي وابن الوليد والعطار جميعا ، عن سعد ، عن ابن عيسى وابن هاشم معا ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي المغرا ، عن ذريح المحاربي قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : نحن ورثة الانبياء ، ثم قال : جلل رسول الله صلىاللهعليهوآله على علي عليهالسلام ثوبا ثم علمه ، وذلك ما يقول الناس : إنه علمه ألف كلمة ، كل كلمة تفتح ألف كلمة. (٣)
ير : ابن هاشم عن ابن فضال مثله. (٤)
٢٠ ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن أبي الخطاب ، عن البزنطي ، عن ابن اذينة ، عن بكير ، عن سالم بن أبي حفصة قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله علم عليا ألف باب يفتح كل باب ألف باب ، فانطلق أصحابنا فسألوا أبا جعفر عليهالسلام عن ذلك ، فإذا سالم قد صدق. قال بكير : وحدثني من سمع أبا جعفر عليهالسلام يحدث بهذا الحديث ، ثم قال : ولم يخرج إلى الناس من تلك الابواب غير باب أو اثنين ، وأكثر علمي أنه قال : باب واحد. (٥)
٢١ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد وابن هاشم معا ، عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس ، عن الثمالي ، عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : علم رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا ألف كلمة ، كل كلمة تفتح ألف كلمة ، والالف كلمة
____________________
(١) الخصال ٢ : ١٧٨.
(٢) بصائر الدرجات : ٨٨.
(٣) الخصال ٢ : ١٧٨ و ١٧٩. وما نقله المصنف يطابق البصائر ، وفي الخصال : ثم علمه ألف كلمة كل كلمة يفتح ألف كلمة.
(٤) بصائر الدرجات : ٨٨.
(٥) الخصال ٢ : ١٧٤.
تفتح كل كلمة ألف كلمة. (١)
ير : ابن يزيد وابن هاشم مثله. (٢)
٢٢ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى (٣) ، عن الحسين بن سعيد عن ابن علوان ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول : حدثني رسول الله صلىاللهعليهوآله بألف حديث ، لكل حديث ألف باب. (٤).
ير : ابن عيسى مثله. (٥)
٢٣ ـ لى : ابن ناتانة ، عن علي بن إبراهيم ، عن جعفر بن سلمة ، عن الثقفي عن المسعودي ، عن يحيى بن سالم ، عن إسرائيل ، عن ميسرة ، عن منهال بن عمرو عن زر بن حبيش قال : مر علي عليهالسلام على بغلة رسول الله صلىاللهعليهوآله وسلمان في ملا فقال سلمان رحمة الله عليه : ألا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه؟ فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لا يخبركم بسر نبيكم أحد غيره ، وإنه لعالم الارض و ربانيها ، وإليه تسكن ، ولو فقدتموه لفقدتم العلم وأنكرتم الناس. (٦)
٢٤ ـ لى : أبي ، عن المؤدب ، عن أحمد بن علي ، عن الثقفي ، عن محمد بن علي الصراف ، عن الحسين بن الحسن الاشقر ، عن علي بن هاشم ، عن أبي رافع عن محمد بن أبي بكر ، عن عباد بن عبدالله ، عن سلمان رحمة الله عليه ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : أقضى امتي وأعلم امتي بعدي علي. (٧)
٢٥ ـ لى : بهذا الاسناد عن الحسين بن الحسن الاشقر ، عن صالح بن أبي الاسود ، عن أخيه ، عن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام قال : كان النبي صلىاللهعليهوآله إذا نزل عليه الوحي نهارا لم يمس حتى يخبر
____________________
(١) الخصال ٢ : ١٧٩.
(٢) بصائر الدرجات : ٨٨.
(٣) الصحيح كما في المصدر : عن العطار.
(٤) الخصال ٢ : ١٧٩.
(٥) بصائر الدرجات : ٩٠. وقد نقل الرواية فيه أيضا عن العطار لا عن محمد بن عيسى.
(٦ و ٧) أمالى الصدوق : ٣٢٧. وليس فيه ( وأعلم امتى ).
به عليا ، وإذا نزل عليه ليلا لم يصبح حتى يخبر به عليا. (١)
٢٦ ـ ما : ابن مخلد ، عن ابن السماك ، عن محمد بن عيسى بن السكن ، عن مسلم بن إبراهيم ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن عبدالرحمن بن يزيد ، عن عبدالله قال : كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي عليهالسلام. (٢)
٢٧ ـ ير : محمد بن الجعفي ، عن جعفر بن بشير والحسن بن علي بن فضال عن مثنى ، عن زرارة قال : كنت قاعدا عند أبي جعفر عليهالسلام فقال له رجل من أهل الكوفة : سله عن قول أميرالمؤمنين عليهالسلام : « سلوني عما شئتم ، ولا تسألوني عن شئ إلا أنبأتكم به » فقال : إنه ليس أحد عنده علم إلا خرج من عند أميرالمؤمنين عليهالسلام فليذهب الناس حيث شاؤوا ، فو الله ليأتيهم الامر من ههنا وأشار بيده إلى المدينة. (٣)
٢٨ ـ ير : سلمة بن الخطاب ، عن عبدالله بن محمد ، عن عبدالله بن قاسم ، عن عمرو بن أبي المقدام يرفعه إلى أميرالمؤمنين : عليهالسلام قال : لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتى يزهر إلى الله ، ولحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتى يزهر إلى الله ، ولحكمت بين أهل الانجيل بالانجيل حتى يزهر إلى الله ، ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتى يزهر إلى الله ، ولو لا آية في كتاب الله لانبأتكم بما يكون حتى تقوم الساعة (٤).
بيان : ثنى الشئ كسعى : رد بعضه على بعض ، ذكره الفيروزآبادي (٥).
والوسادة المخدة ، وقد يطلق على ما يجلس عليه من الفراش ، وإنما تثنى الوسادة للحكام والامراء لترتفع ويجلسوا عليها فيتميزوا ، أو ليتكئوا عليها ، ويؤيد
____________________
(١) أمالى الصدوق : ٣٢٨.
(٢) أمالى الطوسى : ٢٤٧.
(٣) بصائر الدرجات : ٤.
(٤) بصائر الدرجات : ٣٦.
(٥) القاموس ٤ : ٣٠٩.
الاول ما في بعض الروايات « فجلست عليها » وثني الوسادة هنا كناية عن التمكن في الامر ونفاذ الحكم ، قال الجزري : في قوله عليهالسلام : « إذا وسد الامر إلى غير أهله فانتظر الساعة » قيل : هو من الوسادة ، أي إذا وضعت وسادة الملك والامر لغير مستحقهما (١).
قوله عليهالسلام : « حتى يزهر إلى الله » أى يتلالا ويتضح ويستنير صاعدا إلى الله ، فاستنارته كناية عن ظهور الامر ، وصعوده عن كونه موافقا للحق ، ويحتمل أن يكون كناية عن شهادته عند الله بأنه حكم بالحق كما سيأتي والآية التي أشار إليها هو قوله تعالى : « يمحوالله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب (٢) » وقد صرح بذلك في رواية الاصبغ بن نباتة ، وقد أوردتها مع سائر الاخبار المصدرة بقوله : « سلوني » وغيرها من الاخبار الدالة على وفور علمه عليهالسلام في كتاب الاحتجاجات وأما حكمه صلوات الله عليه بسائر الكتب فلعل المعنى الاحتجاج عليهم بها ، أو الحكم بما فيها إذا كان موافقا لشرعنا ، أو بيان أن حكم كتابهم كذلك وإن لم يحكم بينهم إلا بما يوافق شرعنا.
٢٩ ـ ير : الحسن بن أحمد ، عن أبيه أحمد ، عن الحسن بن العباس بن جريش عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال علي عليهالسلام : والله لا يسألني أهل التوراة ولا أهل الانجيل ولاأهل الزبور ولا أهل الفرقان إلا فرقت بين أهل كل كتاب بحكم ما في كتابهم (٣).
٣٠ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن عيسى بن عبدالله ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهالسلام قال : لانا أعلم بالتوراة من أهل التوراة وأعلم بالانجيل من أهل الانجيل (٤).
٣١ ـ ير : محمد بن عيسى ، عن أبي محمد الانصاري ، عن صباح المزني ، عن
____________________
(١) النهاية ٤ : ٢٠٩. وفيه : والامر والنهى.
(٢) سورة الرعد : ٣٩.
(٣ و ٤) بصائر الدرجات : ٣٦.
الحارث بن حصيرة المزني ، عن الاصبغ بن نباتة قال : قال : لما قدم علي عليهالسلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا فقرأ بهم : « سبح اسم ربك الاعلى » فقال المنافقون : والله ما يحسن أن يقرأ ابن أبي طالب القرآن! ولو أحسن أن يقرأ لقرأبنا غير هذه السورة ، قال : فبلغه ذلك ، فقال : ويلهم إني لاعرف ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ، وفصاله من وصاله (١) ، وحروفه من معانيه ، والله ما حرف نزل على محمد صلىاللهعليهوآله إلا وأنا أعرف فيمن انزل وفي أي يوم نزل وفي أي موضع نزل ، ويلهم أما يقرؤون « إن هذا لفي الصحف الاولى * صحف إبراهيم وموسى (٢) » والله عندي (٣) ورثتها من رسول الله صلىاللهعليهوآله وورثها رسول الله صلىاللهعليهوآله من إبراهيم وموسى ، ويلهم والله إني أنا الذي أنزل الله في « وتعيها اذن واعية (٤) » فإنا كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوآله فيخبرنا بالوحي ، فأعيه ويفوتهم ، فإذا خرجنا قالوا : ماذا قال آنفا (٥)؟.
٣٢ ـ ير : ابن يزيد ، عن إبراهيم بن محمد النوفلي ، عن الحسين بن المختار : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : عندي صحيفة من رسول الله صلىاللهعليهوآله بخاتمه فيها ستون قبيلة بهرجة ، ليس لها في الاسلام نصيب ، منهم غني وباهلة ، وقال : يا معشر غني وباهلة (٦) أعيدوا علي عطاياكم حتى أشهد لكم عند المقام المحمود ، إنكم لا تحبوني ولا احبكم أبدا ، وقال :
____________________
(١) في المصدر : وفصله من وصله.
(٢) سورة الاعلى : ١٨ و ١٩.
(٣) أى إن صحف إبراهيم وموسى عليهماالسلام عندى.
(٤) سورة الحاقة : ١٢.
(٥) بصائر الدرجات : ٣٦.
(٦) قال في ( معجم قبائل العرب ص ٨٩٥ ) : غنى بطن من بنى عمر وبن الزبير بن العوام من بنى أسد بن عبدالعزى من قريش من العدنانية ، كانت مساكنهم بالبهنسائية بالديار المصرية. وقال في ص ٦٠ منه. باهلة قبيلة عظيمة من قيس بن عيلان من العدنانية ، وهم بنو سعد مناة بن مالك بن اعصر ، واسمه منبه بن سعد بن قيس بن عيلان.
لآخذن غنيا أخذه تضطرب منها باهلة ، وقال : اخذ في بيت المال مال من مهور البغايا فقال : أقسموه بين غني وباهلة (١).
بيان : قال الفيروزآبادي : البهرج : الباطل والردئ والمباح ، والبهرجة أن تعدل بالشئ عن الجادة القاصدة إلى غيرها (٢).
٣٣ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن محمد بن أسلم ، عن ابن اذينة ، عن أبان ، عن سليم بن قيس ، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال : كنت إذا سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله أجابني ، وإن فنيت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت عليه آية في ليل ولا نهار ولا سماء ولا أرض ولادنيا ولا آخرة ولا جنة ولا نار ولا سهل ولا جبل ولا ضياء ولا ظلمة إلا أقرأنيها وأملاها علي ، وكتبتها بيدي ، وعلمني تأويلها وتفسيرها ومحكمها و متشابهها وخاصها وعامها ، وكيف نزلت وأين نزلت وفيمن أنزلت إلى يوم القيامة ، دعا الله لي أن يعطيني فهما وحفظا ، ما نسيت آية من كتاب الله ، ولا على من انزلت أملاه علي (٣).
٣٤ ـ ير : ابن معروف ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية بن ربعي قال : سمعت عليا عليهالسلام يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، ألا تسألون من عنده علم المنايا والبلايا والانساب؟ (٤).
٣٥ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة قال : قال بكير بن أعين : حدثني من سمع أبا جعفر عليهالسلام يحدث قال : لم يخرج إلى الناس من تلك الابواب التي علمها رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا إلا باب أو اثنان ، وأكثر علمي أنه قال : باب واحد (٥)
____________________
(١) بصائر الدرجات : ٤٢.
(٢) القاموس ١ : ١٨٠. وفيه : أن يعدل.
(٣) بصائر الدرجات : ٥٣. وفيه : ولا على من انزلت إلا املاه على.
(٤) بصائر الدرجات : ٧٤.
(٥) بصائر الدرجات : ٨٨.
٣٦ ـ ير : ابن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن بكير ، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : علم رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا حرفا يفتح ألف حرف ، كل حرف منها يفتح ألف حرف (١).
٣٧ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : جاء أبوبكر وعمر إلى أميرالمؤمنين عليهالسلام حين دفن النبي صلىاللهعليهوآله والحديث طويل فقال لهما أميرالمؤمنين عليهالسلام : أما ما ذكرتما أني لم اشهد كما أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله فإنه قال : لا يرى عورتي أحد غيرك إلا ذهب بصره ، فلم أكن لاوذيكما به ، وأما كبي عليه فإنه علمني ألف حرف يفتح ألف حرف ، فلم أكن لاطلعكما على سر رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢).
٣٨ ـ ير : محمد بن الحسين ومحمد بن عبدالجبار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن منصور ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : علم رسول الله صلىاللهعليهوآله عليا كلمة يفتح ألف كلمة ، يفتح كل كلمة ألفي كلمة (٣).
٣٩ ـ ير : الحجال ، عن الحسن بن الحسين اللؤلوئي ، عن ابن سنان ، عن إسماعيل بن جابر وعبدالكريم ، عن عبدالحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : أوصى رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى علي عليهالسلام بألف كلمة يفتح كل كلمة ألف كلمة (٤).
ير : محمد بن عيسى ، عن ابن سنان مثله (٥).
٤٠ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب ، عن عبدالغفار ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قلت له : إن فلانا حدثني أن عليا والحسن عليهماالسلام كانا محدثين قال : قلت : كيف ذلك؟ فقال : إنه كان ينكت في آذانهما ، قال : صدق (٦).
٤١ ـ ير : الحسن بن علي ، عن عبيس بن هشام ، عن كرام بن عمرو الخثعمي ،
____________________
(١ و ٤) بصائر الدرجات : ٨٨.
(٥) بصائر الدرجات : ٨٩.
(٦) بصائر الدرجات : ٩٢.