بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

من أتباع السابقين (١).

٦ ـ أبو جعفر وأبو عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ ) نزلت في آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

بيان : لعل المعنى أن الإثم والفواحش أعداؤهم أو هم المجتنبون عن جميعها لأنه لازم للعصمة فالمراد باللمم المكروهات.

٧ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن الحسين بن سعيد عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال : سألت عبدا صالحا عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى ( إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) فقال إن القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور وجميع ما أحل في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق (٣).

شي : محمد بن منصور مثله (٤).

٨ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي بن فضال عن حفص المؤذن قال : كتب أبو عبد الله عليه‌السلام إلى أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الخمر رجل وأن الزنا رجل وأن الصلاة رجل وأن الصوم رجل وليس كما تقول نحن أصل الخير وفروعه طاعة الله وعدونا أصل الشر وفروعه معصية الله ثم كتب كيف يطاع من لا يعرف وكيف يعرف من لا يطاع (٥).

٩ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام لا تقولوا لكل آية هذه رجل وهذه رجل من القرآن حلال ومنه حرام ومنه نبأ ما قبلكم وحكم ما بينكم وخبر ما بعدكم فهكذا هو (٦).

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٤٤٣ والآية الأخيرة في النجم : ٣٢.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٤٤٣ والآية الأخيرة في النجم : ٣٢.

(٣) بصائر الدرجات ١٥٧ والآية في الأعراف : ٣٣.

(٤) تفسير العياشي ٢ : ١٦.

(٥) بصائر الدرجات : ١٥٧.

(٦) بصائر الدرجات : ١٥٧.

٣٠١

بيان : أي لا تقتصروا على هذا بأن تنفوا ظاهرها كما مر وكذا الكلام في سائر الأخبار.

١٠ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن الحجال عن حبيب الخثعمي قال : ذكرت لأبي عبد الله عليه‌السلام ما يقول أبو الخطاب فقال اذكر لي بعض ما يقول قلت في قول الله عز وجل : ( وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ ) إلى آخر الآية يقول ( إِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ ) أمير المؤمنين عليه‌السلام ( وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ) (١) فلان وفلان فقال أبو عبد الله عليه‌السلام من قال هذا فهو مشرك ثلاثا أنا إلى الله منه بريء ثلاثا بل عنى الله بذلك نفسه وأخبرته بالآية التي في حم ( ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ) (٢) ثم قال قلت يعني بذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام قال أبو عبد الله عليه‌السلام من قال هذا فهو مشرك ثلاثا (٣) أنا إلى الله منه بريء ثلاثا بل عنى بذلك نفسه بل عنى بذلك نفسه (٤).

١١ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد بن عيسى عن آدم بن إسحاق عن هشام عن الهيثم التميمي قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام يا ميثم التميمي إن قوما آمنوا بالظاهر وكفروا بالباطن فلم ينفعهم شيء وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شيئا ولا إيمان بظاهر إلا بباطن ولا بباطن إلا بظاهر (٥).

١٢ ـ شي : تفسير العياشي عن عبد الرحمن (٦) بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ) طائعين للأئمة عليهم السلام (٧).

__________________

(١) الزمر : ٤٥.

(٢) غافر : ١٢.

(٣) يعني قال ذلك ثلاثا. وكذا فيما قبله.

(٤) بصائر الدرجات : ١٥٧.

(٥) بصائر الدرجات : ١٥٧.

(٦) في المصدر : ( عن زرارة خ ) عن عبد الرحمن.

(٧) تفسير العياشي ١ : ١٢٨. والآية في البقرة : ٢٣٩.

٣٠٢

١٣ ـ فس : ( حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) قال من ذلك أئمة الجور (١).

١٤ ـ كنز : روى الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه الله بإسناده إلى الفضل بن شاذان عن داود بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام أنتم الصلاة في كتاب الله عز وجل وأنتم الزكاة وأنتم الحج فقال يا داود نحن الصلاة في كتاب الله عز وجل ونحن الزكاة (٢) ونحن الصيام ونحن الحج ونحن الشهر الحرام ونحن البلد الحرام ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله ونحن وجه الله قال الله تعالى : ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) (٣) ونحن الآيات ونحن البينات وعدونا في كتاب الله عز وجل الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير يا داود إن الله خلقنا فأكرم خلقنا وفضلنا وجعلنا أمناءه وحفظته وخزانه على ما في السماوات وما في الأرض وجعل لنا أضدادا وأعداء فسمانا في كتابه وكنى عن أسمائنا بأحسن الأسماء وأحبها إليه وسمى أضدادنا وأعداءنا في كتابه وكنى عن أسمائهم وضرب لهم الأمثال في كتابه في أبغض الأسماء إليه وإلى عباده المتقين (٤).

١٥ ـ وروى الشيخ أيضا بإسناده عن الفضل بإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : نحن أصل كل خير ومن فروعنا كل بر ومن البر التوحيد والصلاة والصيام وكظم الغيظ والعفو عن المسيء ورحمة الفقير وتعاهد الجار والإقرار بالفضل لأهله وعدونا أصل كل شر ومن فروعهم كل قبيح وفاحشة فمنهم الكذب والنميمة والبخل والقطيعة وأكل الربا وأكل مال اليتيم بغير حقه وتعدي الحدود التي أمر الله عز وجل وركوب الفواحش ( ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) من الزنا والسرقة

__________________

(١) تفسير القمي : ٢١٥. والآية في الأعراف : ٣٣.

(٢) قد عرفت في الخبر السابق معنى ذلك راجعه.

(٣) البقرة : ١١٥.

(٤) كنز الفوائد : ٢ و ٣.

٣٠٣

وكل ما وافق ذلك من القبيح وكذب من قال إنه معنا وهو متعلق بفرع غيرنا (١).

١٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن ابن عقدة عن محمد بن فضيل عن أبيه عن النعمان عن عمرو الجعفي عن محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي (٢) قال : دخلت أنا وعمي الحصين بن عبد الرحمن على أبي عبد الله فسلم عليه فرد عليه السلام وأدناه وقال ابن من هذا معك قال ابن أخي إسماعيل قال رحمه الله وتجاوز عن سيئ عمله كيف مخلفوه قال قال نحن جميعا بخير ما أبقى الله لنا مودتكم قال يا حصين لا تستصغر مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات فقال يا ابن رسول الله ما أستصغرها ولكن أحمد الله عليها (٣).

١٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن سعدان بن مسلم عن ابن تغلب قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام وقد تلا هذه الآية ( وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ ) يا أبان هل ترى الله سبحانه طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يعبدون معه إلها غيره قال قلت فمن هم قال ويل للمشركين الذين أشركوا بالإمام الأول ولم يردوا إلى الآخر ما قال فيه الأول وهم به كافرون.

وروي عن محمد بن بشار أيضا بإسناده عن ابن تغلب مثله (٤) بيان على هذا التأويل يكون المراد بالزكاة أداء ما يوجب طهارة الأنفس من الشرك والنفاق وتنمية الأعمال وقبولها من ولاية أهل البيت عليه‌السلام وطاعتهم.

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢ و ٣ :.

(٢) في المصدر : عن نعمان بن عمرو الجعفى.

(٣) كنز الفوائد : ١٤٦.

(٤) كنز الفوائد : ٢٧٩ : والآية في فصلت : ٦ و ٧.

٣٠٤

٦٧

(باب)

*( جوامع تأويل ما أنزل فيهم عليهم‌السلام ونوادرها)*

١ ـ كنز : روت الخاصة والعامة عن ابن عباس قال قال أمير المؤمنين عليه السلام نزل القرآن أرباعا ربع فينا وربع في عدونا وربع سنن وأمثال وربع فرائض وأحكام ولنا كرائم القرآن (١).

٢ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم أحمد بن الحسن بن إسماعيل والحسن بن علي بن الحسن بن عبيدة معا عن محمد بن الحسن بن مطهرة عن صالح بن الأسود عن جميل بن عبد الله النخعي عن زكريا بن ميسرة عن ابن نباتة عنه عليه‌السلام مثله (٢).

٣ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم مقداد بن علي الحجازي عن عبد الرحمن العلوي عن محمد بن سعيد ومحمد بن عيسى بن زكريا عن عبد الرحمن بن سراج عن حماد بن أعين عن الحسن بن عبد الرحمن عن ابن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : القرآن أربعة أرباع ربع فينا وربع في أعدائنا (٣) وربع فرائض وأحكام وربع حلال وحرام ولنا كرائم القرآن (٤).

٤ ـ فس : محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد بن محمد بن السياري عن فلان قال : خرج عن أبي الحسن عليه‌السلام قال إن الله جعل قلوب الأئمة موردا لإرادته فإذا شاء الله شيئا شاءوه وهو قوله ( وَما تَشاؤُنَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) (٥).

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢. أقول كرائم القرآن : محاسنه.

(٢) تفسير فرات : ٢.

(٣) في المصدر : وربع في عدونا.

(٤) تفسير فرات : ١.

(٥) تفسير القمي : ٧١٤. والآية في التكوير : ٢٩.

٣٠٥

بيان : هذا أحسن التوجيهات في تلك الآيات بأن تكون مخصوصة بالأئمة عليهم‌السلام على وجهين أحدهما أنهم عليه‌السلام صاروا ربانيين خالين عن مراداتهم وإرادتهم فلا تتعلق مشيتهم إلا بما علموا أن الله تعالى يشاؤه.

وثانيهما معنى أرفع وأدق من ذلك وهو أنهم لما صيروا أنفسهم كذلك صاروا بحيث ربهم الشائي لهم والمريد لهم فلا يفعلون شيئا إلا بما يفيض الله سبحانه عليهم من مشيته وإرادته وهذا أحد معاني قوله تعالى : (١) كنت سمعه وبصره ويده ولسانه وسيأتي بسط القول في ذلك في كتاب مكارم الأخلاق إن شاء الله تعالى.

٥ ـ فس : علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله ( وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ ) قال كذب الذين من قبلهم رسلهم ما آتينا رسلهم معشار ما آتينا محمدا وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين (٢).

بيان : ظاهره أنه تنزيل ويحتمل التأويل أيضا بإرجاع ضمير الجمع إلى الرسل.

وقال البيضاوي أي وما بلغ هؤلاء عشر ما آتينا أولئك من القوة وطول العمر وكثرة المال أو ما بلغ أولئك عشر ما آتينا هؤلاء من البينات والهدى (٣).

٦ ـ شي : تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن تفسير هذه الآية ( لِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) قال تفسيرها بالباطن أن لكل قرن من هذه الأمة رسولا من آل محمد عليه‌السلام يخرج إلى القرن الذي هو إليهم رسول وهم الأولياء وهم الرسل وأما قوله ( فَإِذا جاءَ

__________________

(١) في حديث القدسي المعروف.

(٢) تفسير القمي : ٥٤١ ، والآية في سبأ : ٤٥.

(٣) تفسير البيضاوى ٢ : ٢٩٣.

٣٠٦

رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ) قال معناه أن الرسل يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله (١).

بيان : لعله على تأويل الباطن المراد بالرسول معناه اللغوي ليشمل الإمام أو المعنى أنهم عليه‌السلام بمنزلة الأنبياء في الأمم السالفة ففي كل قرن بهم تتم الحجة كما

ورد أن علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل.

وفسر بهم عليه‌السلام وأما تفسيره لقوله تعالى : ( قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ) فهو وجه حسن لم يذكره المفسرون بل قالوا بعد تكذيبهم رسولهم قضى الله بينهم وبينه بالعدل بإنجائه وإهلاكهم وقيل هو بيان لحالهم في القيامة وشهادة الرسل عليهم وعدل الله فيهم.

٧ ـ كا : الكافي أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن عمارة بن مروان (٢) عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أما قوله ( أَفَكُلَّما جاءَكُمْ ) محمد (٣) ( بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ ) بموالاة علي ( اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً ) من آل محمد ( كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) (٤).

٨ ـ شي : تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أما قوله ( أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ ) الآية إلى ( يَعْمَلُونَ ) (٥) قال أبو جعفر عليه‌السلام ذلك مثل موسى والرسل من بعده وعيسى صلوات الله عليه ضرب لأمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله مثلا فقال الله لهم فإن جاءكم محمد ( بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ ) بموالاة علي ( اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً ) من آل محمد ( كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) فذلك تفسيرها في الباطن (٦).

بيان : على هذا التأويل يكون الخطاب متوجها إلى الكافرين والمكذبين للرسل جميعا في صدر الآية وفي قوله تعالى : ( فَفَرِيقاً ) إلى هذه الأمة أي فأنتم

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ : ١٢٣. والآية في يونس : ٤٧.

(٢) في المصدر : عمار بن مروان.

(٣) تفسير لقوله تعالى : رسول*.

(٤) أصول الكافي ١ : ٤١٨. والآية في البقرة : ٨٧.

(٥) البقرة : ٨٧ ـ ٩٦.

(٦) تفسير العياشي ١ : ٤٩.

٣٠٧

يا أمة محمد فريقا من آله كذبتم ويحتمل أن يكون الخطاب في جميع الآية عاما ويكون تحققه في هذه الأمة في ضمن قتل أهل بيته صلى‌الله‌عليه‌وآله إما بتعميم الرسل مجازا أو بإسناد القتل مجازا فإن قتل أهل بيته بمنزلة قتله وفيه بعد ويحتمل أن يكون الخطاب متوجها إلى اليهود كما هو ظاهر الآية ولما كان ما صدر عن الأمم السالفة يصدر عن هذه الأمة فالقتل إنما تحقق هنا في قتل أهل البيت عليهم‌السلام لما ورد عنهم عليه‌السلام أن الله صرف القتل والأذى عن نبينا وأوقعهما علينا.

٩ ـ شي : تفسير العياشي عن خالد بن زيد عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله ( وَحَسِبُوا أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ ) قال حيث كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بين أظهرهم ( ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا ) حيث قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم تاب عليهم حيث قام أمير المؤمنين عليه‌السلام قال ( ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا ) إلى (١) الساعة (٢).

١٠ ـ شي : تفسير العياشي عن محمد بن حمران قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فجاءه رجل وقال له يا أبا عبد الله ما تتعجب من عيسى بن زيد بن علي يزعم أنه ما يتولى عليا إلا على الظاهر وما يدري لعله كان يعبد سبعين إلها من دون الله قال فقال وما أصنع قال الله ( فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ ) وأومأ بيده إلينا فقلت نعقلها والله (٣).

بيان قال الطبرسي رحمه‌الله ( فَإِنْ يَكْفُرْ بِها ) أي بالكتاب والنبوة والحكم ( هؤُلاءِ ) يعني الكفار الذين جحدوا نبوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ( فَقَدْ وَكَّلْنا بِها ) أي بمراعاة أمر النبوة وتعظيمها والأخذ بهدى الأنبياء ( قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ ) أي الأنبياء الذين جرى ذكرهم آمنوا بما أتى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل مبعثه وقيل

__________________

(١) لعل المراد بالساعة ساعة ظهور القائم عليه‌السلام.

(٢) تفسير العياشي ١ : ٣٣٤. فيه : [ ثم تاب الله عليهم ] والآية في المائدة : ٧١.

(٣) تفسير العياشي ١ : ٣٦٧ و ٣٦٨ والآية في الانعام : ٨٩.

٣٠٨

الملائكة وقيل من آمن به عليه‌السلام بعد مبعثه انتهى (١) أقول فسر عليه‌السلام القوم بالشيعة أو أولاد العجم كما ورد في خبر آخر وأما كلام عيسى فلعله أراد أنا لا نعلم باطن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه مؤمن أو مشرك وإنما نواليه بظاهره وقوله نعقلها والله أي نعلم إيمانه باطنا لإخبار الله ورسوله بذلك.

١١ ـ شي : تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله ( كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ ) كلما أراد جبار من الجبابرة هلكة آل محمد قصمه الله (٢).

١٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن جعفر بن محمد بن مالك عن الحسن بن علي بن مهران عن سعيد بن عثمان عن داود الرقي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قوله تعالى : ( الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ ) قال يا داود سألت عن أمر فاكتف بما يرد عليك إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره ثم إن الله ضرب ذلك مثلا لمن وثب علينا وهتك حرمتنا وظلمنا حقنا فقال هما بحسبان (٣) قال هما في عذابي قال قلت ( وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ ) قال النجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والشجر أمير المؤمنين والأئمة عليه‌السلام لم يعصوا الله طرفة عين قال قلت ( وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ ) قال أسماء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبضه الله ثم رفعه إليه ( وَوَضَعَ الْمِيزانَ ) والميزان أمير المؤمنين نصبه لهم من بعده قلت ( أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ ) قال لا تطغوا في الإمام بالعصيان والخلاف قلت ( وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ ) قال أطيعوا الإمام بالعدل ولا تبخسوه من حقه قلت قوله ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) قال أي بأي نعمتي تكذبان بمحمد أم بعلي فبهما أنعمت على العباد (٤).

١٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد النوفلي عن محمد بن عبد الله بن

__________________

(١) مجمع البيان ١ : ٣٣١ و ٣٣٢.

(٢) تفسير العياشي ١ : ٣٣٠. والآية في المائدة : ٦٤.

(٣) الحسبان بالضم : العذاب : ومنه قوله تعالى : ويرسل عليها حسبانا من السماء.

(٤) كنز الفوائد : ٣١٩ و ٣٢٠. والآيات في الرحمن : ٥ ـ ٩ و ١٦.

٣٠٩

مهران عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن سليمان (١) قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ما معنى قوله تعالى : ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) قال الذين همزوا آل محمد حقهم ولمزوهم وجلسوا مجلسا كان آل محمد أحق به منهم (٢).

بيان : قال الفيروزآبادي الهمز الغمز والضغط والنخس والدفع والضرب والعض والكسر والهمزة الغماز وقال اللمز العيب والإشارة بالعين ونحوها والضرب والدفع وكهمزة العياب للناس أو الذي يعيبك في وجهك والهمزة من يعيبك في الغيب وما ذكره عليه‌السلام قريب من بعض تلك المعاني.

١٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن سنان عن محمد بن النعمان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول إن الله عز وجل لم يكلنا إلى أنفسنا ولو وكلنا إلى أنفسنا لكنا كبعض الناس ولكن نحن الذين قال الله عز وجل ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (٣)

١٥ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم عبيد بن كثير بإسناده عن جعفر بن محمد عليه‌السلام في قول الله تعالى ( لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ) قال أهل بيت نبيكم عليه‌السلام (٤).

بيان : إنما أول عليه‌السلام قتل الأنفس بقتلهم عليه‌السلام لأنهم أسباب للحياة الجسمانية والروحانية فهم بمنزلة أنفس الناس أو لأن قتلهم سبب لهلاكهم الصوري والمعنوي فكأنهم قتلوا أنفسهم.

١٦ ـ كا : الكافي العدة عن سهل عن محمد بن سليمان عن أبيه (٥) عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت ( هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ ) قال يغشاهم القائم بالسيف قال قلت ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ ) قال خاضعة لا تطيق الامتناع قال قلت ( عامِلَةٌ ) قال

__________________

(١) في المصدر : عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه سليمان.

(٢) كنز الفوائد : ٤٠٦.

(٣) كنز الفوائد : ٢٧٨ والآية في المؤمن : ٦٠.

(٤) تفسير فرات : ٢٩. والآية في النساء : ٦٩.

(٥) في نسخة : عن أبيه عن أبي بصير.

٣١٠

عملت بغير ما أنزل الله قال قلت ( ناصِبَةٌ ) قال نصبت غير ولاة الأمر قال قلت ( تَصْلى ناراً حامِيَةً ) قال تصلى نار الحرب في الدنيا على عهد القائم وفي الآخرة نار جهنم (١).

١٧ ـ كا : الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم فقال الكف عنهم أجمل ثم قال والله يا با حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا قلت كيف لي بالمخرج من هذا فقال لي يا با حمزة كتاب الله المنزل يدل عليه إن الله تبارك وتعالى جعل لنا أهل البيت سهاما ثلاثة في جميع الفيء ثم قال عز وجل : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) (٢) فنحن أصحاب الخمس والفيء وقد حرمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا والله يا با حمزة ما من أرض تفتح ولا خمس يخمس فيضرب على شيء منه إلا كان حراما على من يصيبه فرجا كان أو مالا ولو قد ظهر الحق لقد بيع الرجل الكريمة عليه نفسه فيمن لا يزيد (٣) حتى إن الرجل منهم ليفتدي بجميع ماله ويطلب النجاة لنفسه فلا يصل إلى شيء من ذلك وقد أخرجونا وشيعتنا من حقنا ذلك بلا عذر ولا حق ولا حجة قلت قوله عز وجل : ( هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) قال إما موت في طاعة الله أو إدراك ظهور إمام ونحن نتربص بهم مع ما نحن فيه من الشدة أن يصيبهم الله ( بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ ) قال هو المسخ ( أَوْ بِأَيْدِينا ) وهو القتل قال الله عز وجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله قل ( فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ) (٤) والتربص انتظار وقوع البلاء بأعدائهم (٥).

__________________

(١) روضة الكافي : ٥٠ والآيات في الغاشية : ١ ـ ٤.

(٢) الأنفال : ٤١.

(٣) في نسخة : فيمن لا يريد.

(٤) التوبة : ٥٢.

(٥) روضة الكافي : ٢٨٥ و ٢٨٧.

٣١١

بيان : قوله يفترون أي عليهم ويقذفونهم بأنهم أولاد زنا فأجاب عليه‌السلام بأنه لا ينبغي لهم ترك التقية لكن لكلامهم محمل صدق قوله كيف لي بالمخرج أي بم أستدل وأحتج على من أنكر هذا قوله فيضرب على شيء منه يحتمل أن يكون من قولهم ضربت عليه خراجا إذا جعلته وظيفة أي يضرب خراج على شيء من تلك المأخوذات من الأرضين سواء أخذوها على وجه الخمس أو غيره أو من قولهم ضرب بالقداح إذا ساهم بها وأخرجها فيكون كناية عن القسمة قوله عليه‌السلام لقد بيع الرجل هو على بناء المجهول فالرجل مرفوع به والكريمة صفة للرجل أي يبيع الإمام أو من يأذن له من أصحاب الخمس والخراج والغنائم المخالف الذي تولد من هذه الأموال مع كونه عزيزا في نفسه كريما في سوق المزاد ولا يزيد أحد على ثمنه لهوانه وحقارته عندهم هذا إذا قرئ بالزاء المعجمة كما في أكثر النسخ وبالمهملة أيضا يرجع إلى هذا المعنى وبعض الأفاضل قرأ بيع على المعلوم من التفعيل ونصب الكريمة ليكون مفعولا لبيع وجعل نفسه عطف بيان للكريمة أو بدلا عنها فالمعنى أن المخالف يبيع نفسه للفداء وما ذكرنا أظهر كما لا يخفى.

قوله عليه‌السلام ليفتدي بجميع ماله أي ليفك من قيد الرقية فلا يتيسر له ذلك لعدم قبول الإمام عليه‌السلام ذلك منه قوله تعالى : ( هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا ) أي تنتظرون ( إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) أي إلا إحدى العاقبتين اللتين كل منهما حسنى العواقب وذكر المفسرون أن المراد بهما النصرة والشهادة ولعل الخبر محمول على أن ظاهر الآية متوجه إلى هؤلاء وباطنها إلى الشيعة في زمان عدم استيلاء الحق فإنهم أيضا بين إحدى الحسنيين إما الموت على الحق أو إدراك ظهور الإمام وغلبته ويحتمل أن يكون المراد أن نظير مورد الآية وشبيهها جار في الشيعة وما يقاسون من الشدائد من المخالفين قوله تعالى : ( وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ ) أي نحن أيضا ننتظر فيكم إحدى السوأتين ( أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ ) أي بقارعة ونازلة من السماء وعلى تأويله عليه‌السلام المسخ ( أَوْ ) بعذاب ( بِأَيْدِينا ) وهو

٣١٢

القتل في زمن استيلاء الحق.

١٨ ـ كا : الكافي بهذا الإسناد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ ) قال هو أمير المؤمنين عليه‌السلام ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ) (١) قال عند خروج القائم عليه‌السلام وفي قوله عز وجل : ( وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ ) (٢) قال اختلفوا كما اختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم وأما قوله عز وجل : ( وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٣) قال لو لا ما تقدم فيهم من الله عز ذكره ما أبقى القائم منهم واحدا وفي قوله عز وجل : ( وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ) (٤) قال بخروج القائم عليه‌السلام وقوله عز وجل : ( وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ ) (٥) قال يعنون بولاية علي عليه‌السلام وقوله عز وجل : ( وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ ) (٦) قال إذا قام القائم عليه السلام ذهبت دولة الباطل (٧).

بيان : قوله تعالى : ( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ ) أي على القرآن أو على تبليغ الوحي.

قوله تعالى : ( وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) أي من المتصنعين بما لست من أهله على ما عرفتم من حالي فأنتحل النبوة وأتقول القرآن وعلى تفسيره فأقول في أمير المؤمنين عليه‌السلام ما لم يوح إلي ( إِنْ هُوَ ) أي القرآن وعلى ما فسره عليه‌السلام

__________________

(١) صلى‌الله‌عليه‌وآله : ٨٦ ـ ٨٨.

(٢) فصلت : ٤٥.

(٣) الشورى : ٢١.

(٤) المعارج : ٢٦.

(٥) الأنعام : ٢٣.

(٦) الإسراء : ٨١.

(٧) روضة الكافي : ٢٨٨.

٣١٣

أمير المؤمنين عليه‌السلام أو ما نزل من القرآن فيه صلوات الله عليه ( إِلاَّ ذِكْرٌ ) أي مذكر وموعظة ( لِلْعالَمِينَ ) أي للثقلين ( وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ ) أي نبأ القرآن وهو ما فيه من الوعد والوعيد أو صدقه أو نبأ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وصدقه فيما أتى به وعلى تفسيره عليه‌السلام نبأ أمير المؤمنين صلوات الله عليه وصدقه وعلو شأنه أو نبأ القرآن وصدقه فيما أخبر به من فضله عليه‌السلام وجلالة شأنه ( بَعْدَ حِينٍ ) أي بعد الموت أو يوم القيامة أو عند ظهور الإسلام وعلى تفسيره عليه‌السلام عند خروج القائم صلوات الله عليه.

قوله تعالى : ( وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ ) قال البيضاوي القضاء السابق بتأجيل الجزاء أو العدة بأن الفصل يكون يوم القيامة ( لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) بين الكافرين والمؤمنين أو المشركين وشركائهم. (١) قوله عليه‌السلام لو لا ما تقدم فيهم أي بأنه سيجزيهم يوم القيامة أو يولد منهم أولاد مؤمنون لقتلهم القائم عليه‌السلام أجمعين ويحتمل أن يكون ما أبقى القائم عليه‌السلام بيانا لما تقدم فيهم أي لو لا أن قدر الله أن يكون قتلهم على يد القائم لأهلكهم الله وعذبهم قبل ذلك ولم يمهلهم ولكن لا يخلو من بعد قوله عليه‌السلام بخروج القائم عليه‌السلام اعلم أن أكثر الآيات الواردة في القيامة الكبرى دالة بباطنها على الرجعة الصغرى ولما كان في زمن القائم عليه‌السلام يرد بعض المشركين والمخالفين والمنافقين ويجازون ببعض أعمالهم فلذلك سمي بيوم الدين وقد يطلق اليوم على مقدار من الزمان وإن كانت أياما كثيرة ويحتمل أن يكون المراد يوم رجعتهم.

قوله عليه‌السلام ذهبت دولة الباطل فعلى تفسيره التعبير بصيغة الماضي للتأكيد وقوعه وبيان أنه لا ريب فيه فكأنه قد وقع.

١٩ ـ كا : الكافي بهذا الإسناد عن الحسن عن منصور عن حريز بن عبد الله عن الفضيل قال : دخلت مع أبي جعفر عليه‌السلام المسجد الحرام وهو متكئ علي فنظر إلى الناس ونحن على باب بني شيبة فقال يا فضيل هكذا كان يطوفون في الجاهلية لا يعرفون

__________________

(١) تفسير البيضاوى ٢ : ٣٩٧.

٣١٤

حقا ولا يدينون دينا يا فضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين على وجوههم ثم تلا هذه الآية ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) يعني والله عليا عليه‌السلام والأوصياء ثم تلا عليه‌السلام هذه الآية ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) (١) أمير المؤمنين عليه‌السلام يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي عليه‌السلام إلا مفتر كذاب إلى يوم الناس (٢) هذا أما والله يا فضيل ما لله عز ذكره حاج غيركم ولا يغفر الذنوب إلا لكم ولا يتقبل إلا منكم وإنكم لأهل هذه الآية ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً ) (٣) يا فضيل أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم وتدخلوا الجنة ثم قرأ ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ) أنتم والله أهل هذه الآية (٤).

بيان : قوله ( فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً ) قال المفسرون أي ذا زلفة وقرب ( وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ ) أي تطلبون وتستعجلون تفتعلون من الدعاء أو تدعون أن لا بعث من الدعوى وعلى تأويله عليه‌السلام الضمير في المواضع راجع إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أي لما رأوا أمير المؤمنين عليه‌السلام ذا قرب ومنزلة عند ربه في القيامة ظهر على وجوههم أثر الكآبة والانكسار والحزن فتقول الملائكة لهم مشيرين إليه هذا الذي كنتم بسببه تدعون منزلته وتسميتم بأمير المؤمنين وقد كان مختصا به عليه‌السلام.

قوله عليه‌السلام أنتم والله أهل هذه الآية أي أنتم عملتم بمضمون صدر الآية لا مع التتمة أو هذا الأمر متوجه إليكم فاعلموا بصدرها واحذروا آخرها.

__________________

(١) الملك : ٢٢ و ٢٧.

(٢) في المصدر : إلى يوم البأس.

(٣) النساء : ٣١.

(٤) روضة الكافي : ٢٨٨ و ٢٨٩. والآية الأخيرة في النساء : ٧٧.

٣١٥

٢٠ ـ عد : العقائد قال الصادق عليه‌السلام ما من آية في القرآن أولها ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) إلا وعلي بن أبي طالب عليه‌السلام أميرها وقائدها وشريفها وأولها وما من آية تسوق إلى الجنة إلا وهي في النبي والأئمة عليه‌السلام وأشياعهم وأتباعهم وما من آية تسوق إلى النار إلا وهي في أعدائهم والمخالفين لهم وإن كانت الآيات في ذكر الأولين فما كان منها من خير فهو جار في أهل الخير وما كان منها من شر فهو جار في أهل الشر (١).

٢١ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب الشيرازي في كتابه بالإسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن علي عليه‌السلام في قوله تعالى : ( فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ ) (٢) قال صور الله عز وجل علي بن أبي طالب عليه‌السلام في ظهر أبي طالب على صورة محمد صلى الله عليه وآله فكان علي بن أبي طالب أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان الحسين بن علي أشبه الناس بفاطمة وكنت أنا أشبه الناس بخديجة الكبرى وقالوا النداء من الله ثلاثة نداء من الله للخلق نحو ( وَناداهُما رَبُّهُما ) (٣) ( وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ ) (٤) ( وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ) (٥) والثاني نداء من الخلق إلى الله نحو ( وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ ) (٦) ( فَنادى فِي الظُّلُماتِ ) (٧) ( وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ ) (٨) ( وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ ) (٩) والثالث نداء الخلق للخلق نحو ( فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ ) (١٠) ( فَناداها

__________________

(١) اعتقاد الصدوق : ١٠٤.

(٢) الانفطار : ٨.

(٣) الأعراف : ٢٢.

(٤) الصافات : ١٠٤.

(٥) مريم : ٥٢.

(٦) الصافات : ٧٥.

(٧) الأنبياء : ٨٧.

(٨) الأنبياء : ٨٨.

(٩) صلى‌الله‌عليه‌وآله : ٤١.

(١٠) آل عمران : ٣٨.

٣١٦

مِنْ تَحْتِها ) (١) ( يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ ) (٢) ( وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ ) (٣) ( وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ ) (٤) ( وَنادَوْا يا مالِكُ ) (٥) ونداء النبي في ذريته ( رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي ) (٦) للإيمان (٧).

٢٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن زكريا عن أيوب بن سليمان عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : قوله عز وجل : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ ) نزلت في عتبة وشيبة والوليد بن عتبة وهم الذين بارزوا عليا وحمزة وعبيدة ونزلت فيهم ( مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وَمَنْ جاهَدَ فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ ) قال في علي وصاحبيه (٨).

٢٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن الحسين عن حميد بن الربيع عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل : ( ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) قال قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام ليس عبد من عبيد الله ممن امتحن قلبه للإيمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه (٩) فهو يودنا وما من عبد من عبيد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا فأصبحنا نفرح بحب المحب ونعرف بغض المبغض وأصبح محبنا ينتظر رحمة الله جل وعز فكأن أبواب الرحمة قد فتحت

__________________

(١) مريم : ٢٤.

(٢) الحديد : ١٤.

(٣) الأعراف : ٤٤.

(٤) الأعراف : ٤٣.

(٥) الزخرف : ٧٧.

(٦) آل عمران : ١٩٣.

(٧) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٧٠ و ١٧١.

(٨) كنز الفوائد : ٢٢١ والآيات في العنكبوت : ٤ ـ ٦.

(٩) في نسخة : فى قلبه.

٣١٧

له وأصبح مبغضنا على شفا جرف من النار فكأن ذلك الشفا قد انهار (١) ( بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ ) فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم وتعسا (٢) لأهل النار مثواهم إن الله عز وجل يقول ( فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) (٣) وإنه ليس عبد من عبيد الله يقصر في حبنا لخير جعله الله عنده (٤) إذ لا يستوي من يحبنا ومن يبغضنا ولا يجتمعان في قلب رجل أبدا إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا ويبغض بهذا أما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه ومبغضنا على تلك المنزلة نحن النجباء وأفراطنا (٥) أفراط الأنبياء وأنا وصي الأوصياء والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فإن شارك في حبنا عدونا فليس منا ولسنا منه والله عدوه وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين.

٢٤ ـ وقال علي عليه‌السلام لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان إن الله عز وجل يقول ( ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) (٦).

٢٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن ابن حديد عن ابن بزيع عن بزرج (٧) بن بصير والكناني قالا قلنا لأبي عبد الله عليه‌السلام جعلنا الله فداك قوله تعالى : ( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال يا با محمد الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخبره ويسدده وهو مع الأئمة عليه‌السلام يخبرهم ويسددهم (٨).

__________________

(١) الشفاء حرف كل شيء وحده انهار : سقط.

(٢) تعسا له اي الزمه الله هلاكا.

(٣) النحل : ٢٢.

(٤) في المصدر : عندنا.

(٥) الفرط : ما لم يدرك من الولد : ولعل المراد هنا مطلق الاولاد.

(٦) كنز الفوائد : ٢٣.

(٧) بزرج : معرب بزرگ.

(٨) كنز الفوائد : ٢٨٧. والآية في الشورى : ٥٢.

٣١٨

٢٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن عمرو بن شمر قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبا بكر وعمر وعليا عليه‌السلام أن يمضوا إلى الكهف والرقيم فيسبغ أبو بكر الوضوء ويصف قدميه ويصلي ركعتين وينادي ثلاثا فإن أجابوه وإلا فليقل مثل ذلك عمر فإن أجابوه وإلا فليقل مثل ذلك علي عليه‌السلام فمضوا وفعلوا ما أمرهم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يجيبوا أبا بكر ولا عمر فقام علي عليه‌السلام وفعل ذلك فأجابوه وقالوا لبيك لبيك ثلاثا فقال لهم ما لكم لم تجيبوا الصوت الأول والثاني وأجبتم الثالث فقالوا إنا أمرنا أن لا نجيب إلا نبيا أو وصيا ثم انصرفوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألهم ما فعلوا فأخبروه فأخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صحيفة حمراء فقال لهم اكتبوا شهادتكم بخطوطكم فيها بما رأيتم وسمعتم فأنزل الله ( سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ ) يوم القيامة (١).

٢٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن خلف بن حماد عن أبي بصير قال : ذكر أبو جعفر عليه‌السلام الكتاب الذي تعاقدوا عليه في الكعبة وأشهدوا فيه وختموا عليه بخواتيمهم فقال يا با محمد إن الله أخبر نبيه بما يصنعونه قبل أن يكتبوه وأنزل الله فيه كتابا قلت أنزل الله فيه كتابا قال نعم ألم تسمع قوله تعالى : ( سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ ) (٢).

٢٨ ـ كا : الكافي أحمد بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال : كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام إذ أتاه رجل نصراني فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له أخبرني عن ( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) ما تفسيرها في الباطن فقال أما ( حم ) فهو محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢٨٩. والآية في الزخرف : ١٩.

(٢) كنز الفوائد : ٢٨٩. والآية في الزخرف : ١٩.

٣١٩

في كتاب هود الذي أنزل عليه وهو منقوص الحروف وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين عليه‌السلام وأما الليلة ففاطمة عليه‌السلام وأما قوله ( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) يقول يخرج منها خير كثير فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم إلى آخر الخبر بطوله (١).

٢٩ ـ فس : سعيد بن محمد عن بكر بن سهل عن عبد الغني بن سعيد عن موسى بن عبد الرحمن بن جريح (٢) عن عطار عن ابن عباس في قوله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ ) يريد المؤمنين ( وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ) يريد المنافقين والمشركين ( ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) يريد إليه تصيرون (٣).

٣٠ ـ كنز : روي عن البرقي عن أحمد بن النضر عن أبي مريم رفعه إلى أبي جعفر وأبي عبد الله عليه‌السلام قالا لما نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ ) يعني في حروبه قالت قريش فعلى ما نتبعه وهو لا يدري ما يفعل به ولا بنا فأنزل الله ( إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ) (٤) وقالا قوله ( إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ ما يُوحى إِلَيَ ) (٥) في علي هكذا نزلت (٦).

٣١ ـ كنز : روي (٧) مرفوعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : قرأ أبو عبد الله عليه‌السلام ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ) وسلطتم وملكتم ( أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ ) ثم قال نزلت هذه الآية في بني عمنا بني العباس

__________________

(١) الكافي ج ١ صلى‌الله‌عليه‌وآله ٤٧٨ والآيات في الدخان : ١ ـ ٤.

(٢) هكذا في النسخ : والصحيح : جريج.

(٣) تفسير القمي : ٦١٨ والآية في الجاثية : ١٥.

(٤) الفتح : ١.

(٥) الأحقاف : ٩.

(٦) كنز الفوائد : ٣٠٠ و ٣٠١ قوله : هكذا نزلت لعل المعنى ان الآية بهذا المعنى نزلت او نزلت في علي عليه‌السلام.

(٧) في المصدر : روى محمد بن يعقوب مرفوعا عن ابن أبي عمير عن حماد بن عيسى عن محمد الحلبي.

٣٢٠