بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٤٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الاولى » قلت : جعلت فداك يا أبا جعفر وهل يتكلم القرآن؟ فتبسم ثم قال : رحم الله الضعفاء من شيعتنا إنهم أهل تسليم ، ثم قال : نعم يا سعد والصلاة تتكلم ولها صورة وخلق تأمر وتنهى ، (١) قال سعد : فتغير لذلك لوني وقلت : هذا شئ لا أستطيع أتكلم به في الناس! فقال أبوجعفر عليه‌السلام : وهل الناس إلا شيعتنا؟ فمن لم يعرف بالصلاة فقد أنكر حقنا ، ثم قال : يا سعد اسمعك كلام القرآن؟ قال سعد : فقلت : بلى صلى الله عليك ، فقال : « إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر » فالنهي كلام ، والفحشاء والمنكر رجال ، ونحن ذكر الله ونحن أكبر. « ج ٢ ص ٥٩٦ ـ ٥٩٨ »

* بيان : قوله عليه‌السلام : إن هذا الرجل من المسلين لما توجه إلى صفهم ظنوا أنه منهم ، وأما قولهم : نعرفه بنعته وصفته فيحتمل وجوها : الاول أن يكون يأتيهم بصورة من يعرفونه من حملة القرآن ، الثاني أن يكون المراد أنا إنما نعرف أنه من المسلمين لكون نعته وصفته شبيهة بهم ، ولعل زيادة نوره لقراءته القرآن أكثر من سائر المسلمين ،

____________________

(١) ولعل صورة الصلاة هى الملكة الحاصلة للنفس بعد مزاولتها واتيانها بحدودها وشرائطها ، وهذه الملكة تستلزم صفاتا من الخضوع والخشوع لله والخوف منه تعالى ، وهذه الصفات خلقها التى تستلزم اتيان الطاعات ومزاولة الحسنات ، واجتناب المعاصى والسيئات ، فالصلاة أدعى الدواعى إلى الطاعات ، وأقوى الصوارف عن المقبحات ، ولاستلزامه ذلك كأنها تأمر وتنهى وتتكلم.

(*) قوله عليه‌السلام في اول الخبر : القرآن يأتى يوم القيامة في أحسن صورة لعله اشارة إلى أن القرآن بما هو المثل العليا للفضائل والكمالات ولاصول الخير وقوانين السعادات ، به يتدرج العامل مدارج الكمالات ويفوز نعيم الاخرة يتمثل في القيامة بصورة جامعة لتلك الكمالات التى يدعو الانسان اليها ، ويتشكل بما يمكن أن يحصل من الصفات للانسان من العمل بها ، فلجامعيته لتلك الخلق والصفات ما يمر بصف من صفوف أهل الخير والصلاح الا أنهم يرون فيه صفة مشابهة لاوصافهم مع زيادة فيظن القراء و الشهداء والنبيون والملائكة أنه منهم وأنه أفضلهم. وأما تمثله بصورة رجل شاحب متغير فلعله تمثل بصورة قاريه وعامليه في الدنيا كما يوعز اليه قوله : أنا الذى أسهرت ليلك ، وأنصبت عيشك اه. ومغزى ذلك أن رئاضة النفس في الدنيا بالاسهار والجوع وردع النفس عن الشهوات والزامها بالطاعات والقربات وغيرها من قوانين القرآن تخلف سعادة باقية خالدة ، وتستلزم حصول كمالات وفضائل شوهدت في صورته الاولى.

٣٢١

الثالث أنهم لما كانوا يتلون القرآن ويأنسون به وقد تصور بصورة لها مناسبة واقعية للقران فهم لانسهم بما يناسبه واقعا يعرفونه ويأنسون به ، ولعدم علمهم بأن هذه صورة القرآن ظنوا أنه رجل وذهب عن بالهم اسمه ، وقيل : لما كان المؤمن في نيته أن يعبد الله حق عبادته ويتلو كتابه حق تلاوته إلا أنه لا يتيسر له ذلك كما يريد و بالجملة لا يوافق عمله ما في نيته كما ورد في الحديث : نية المؤمن خير من عمله فالقرآن يتجلى لكل طائفة بصورة من جنسهم إلا أنه أحسن في الجمال والبهاء ، وهي الصورة التي لو كانوا يأتون بما في نيتهم من العمل بالقرآن لكان لهم تلك الصورة ، وإنما لا يعرفونه كما ينبغي لانهم لم يأتوا بذلك كما ينبغي ، وإنما يعرفونه بنعته ووصفه لانهم كانوا يتلونه ، وإنما وصفوا الله بالحلم والكرم والرحمة حين رؤيتهم لما رأوا في أنفسهم في جنبه من النقص والقصور الناشئين من تقصيرهم ، يرجون من الله العفو والكرام والرحمة. قوله عليه‌السلام : في صورة رجل شاحب يقال : شحب جسمه أي تغير ، ولعل ذلك للغضب على المخالفين ، أو للاهتمام بشفاعة المؤمنين ، كما ورد أن السقط يقوم محبنطئا على باب الجنة ، وقيل : لسماعه الوعيد الشديد ، وهو وإن كان لمستحقيه إلا أنه لا يخلو من تأثير لمن يطلع عليه قوله عليه‌السلام : إنهم أهل تسليم أي يقبلون كل مايسمعون من المعصومين عليهم‌السلام ، ولا يرتابون ولا يتبعون الشبه ووساوس الشيطان قوله عليه‌السلام : يا سعد اسمعك كلام القرآن؟ هذا يحتمل وجوها :

الاول أن يقال : تكلم القرآن عبارة عن إلقائه إلى السمع ما يفهم منه المعنى وهذا هو معنى حقيقة الكلام لا يشترط فيه أن يصدر من لسان لحمي ، وكذا تكلم الصلاة فإن من أتى بالصلاة بحقها وحقيقتها نهته الصلاة عن متابعة أعداء الدين وغاصبي حقوق الائمة الراشدين ، الذين من عرفهم عرف الله ومن ذكرهم ذكر الله.

الثاني أن لكل عبادة صورة ومثالا تترتب عليها آثار تلك العبادة ، وهذه الصورة تظهر للناس في القيامة ، فالمراد بقولهم عليهم‌السلام في موضع آخر : الصلاة رجل أنها في القيامة يتشكل بإزائها رجل يشفع لمن رعاها حق رعايتها ، وفي الدنيا أيضا لا يبعد أن يخلق الله بإزائها ملكا أو خلقا آخر من الروحانيين يسدد من أتى

٣٢٢

بالصلاة حق إتيانها ويهديه إلى مراشده ، وكذا في القرآن وسائر العبادات.

الثالث ما افيض علي ببركات الائمة الطاهرين وبه ينحل كثير من غوامض أخبار الائمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ، وهو أنه كما أن الجسد الانساني له حياة ظاهرية من جهة الروح الحيوانية المنبعثة عن القلب الظاهري وبها يسمع و يبصر ويمشي وينطق ويحس فكذا له حياة معنوية من جهة العلم والايمان والطاعات فالايمان ينبعث من القلب المعنوي ويسري في سائر الاعضاء فينور العين بنور آخر كما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمن ينظر بنور الله ويسمع بسمع آخر ، وبالجملة يتصرف الايمان في بدنه وعقله ونفسه ويملكه بأسره فلا يرى إلا الحق ، ولا يسمع إلا ما ينفعه ولا يسمع شيئا من الحق إلا فهمه وصدقه ، ولا ينطق إلا بالحق ، ولا يمشي إلا للحق فالايمان روح لذلك الجسد ، ولذا قال تعالى في وصف الكفار : « أموات غير أحياء » (١) وقال : صم بكم عمى فهم لا يبصرون (٢) وما ذلك إلا لذهاب نور الايمان من قلوبهم و جوارحهم ، وكذا الصلاة إذا كملت في شخص وأتى بها ما هو حقها تصرف في بدنه ونورت قلبه وبصره وسمعه ولسانه ومنعته عن اتباع الشهوات ، وحثته على الطاعات ، وكذا سائر العبادات.

ثم إن القرآن ليس تلك النقوش بل هو ما يدل عليه تلك النقوش ، وإنما صار الخط وما ينقش عليه محترما لدلالته على ذلك الكلام ، والكلام إنما صار مكرما لدلالته على المعاني التي أرادها الله الملك العلام ، فمن انتقش في قواه ألفاظ القرآن وفي عقله معانيه واتصف بصفاته الحسنة على ما هي فيه واحترز عما نهى الله عنه فيه و اتعظ بمواعظه وصير القرآن خلقه وداوى به أدواءه فهو أولى بالتعظيم والاكرام ولذا ورد أن المؤمن أعظم حرمة من الكعبة والقرآن ، فإذا عرفت ذلك فاعلم أنه كما يطلق على الجسد لتعلق الروح والنفس به أنه إنسان فكذا يجوز أن يطلق على

____________________

(١) النحل : ٢١.

(٢) هكذا في النسخ والصحيح إما : « لا يرجعون » أو « لا يعقلون » راجع البقرة ١٨ و ١٧.

٣٢٣

البدن الذي كمل فيه الايمان وتصريف فيه وصار روحه أنه إيمان ، وكذا الصلاة و الزكاة وسائر الطاعات ، وهذا في القرآن أظهر لانه قد انتقش بلفظه ومعناه واتصف بصفاته ومؤداه واحتوى عليه وتصرف في بدنه وقواه ، فبالحري أن يطلق عليه القرآن فإذا عرفت ذلك ظهر لك سر الاخبار الواردة في أن أمير المؤمنين عليه‌السلام هو كلام الله و هو الايمان والاسلام والصلاة والزكاة ، وقس على ذلك حال أعدائه وما ورد أنهم الكفر والفسوق والعصيان وشرب الخمر والزنا وسائر المحارم ، لاستقرار تلك الصفات فيهم بحيث صارت أرواحهم الخبيثة ، فلا يبعد أن يكون المراد بالصورة التي يأتي في القيامة هو أمير المؤمنين عليه‌السلام فيشفع لمن قرأ القرآن لانه روحه ، ولا يعمل بالقرآن إلا من يتولاه ، وينادي القرآن بلعن من عاداه. ثم ذكر عليه‌السلام لرفع الاستبعاد أن الصلاة رجل وهو أمير المؤمنين فهو ينهى الناس عن متابعة من كمل فيه الفحشاء والمنكر ـ يعني أبابكر وعمر ـ على هذا لا يبعد أن يكون قوله عليه‌السلام : اسمعك كلام القرآن؟ أشار به إلى أنه عليه‌السلام أيضا القرآن وكلامه كلام القرآن ، وسيأتي مزيد توضيح لهذا التحقيق في كتاب الامامة ، وأنت إذا أحطت بذلك وفهمته انكشف لك كثير من الاسرار المطوية في أخبار الائمة الاطهار عليهم‌السلام فخذ ما آتيتك وكن من الشاركرين.

١٧ ـ ين : القاسم بن محمد ، (١) عن علي (٢) قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه وحاسبه فيما بينه وبينه فيقول : عبدي! فعلت كذا وكذا وعملت كذا وكذا؟ فيقول : نعم يا رب قد فعلت ذلك ، فيقول : قد غفرتها لك وأبدلتها حسنات ، فيقول الناس : سبحانه الله أما كان لهذا العبد سيئة واحدة؟! وهو قول الله عزوجل : « فأما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب

____________________

(١) هو القاسم بن محمد الجوهرى.

(٢) هو على بن أبيحمزة سالم البطائنى أبوالحسن مولى الانصار الكوفى ، راوية أبي بصير يحيى بن القاسم وقائده ، يروى عن أبيعبدالله عليه‌السلام بلا واسطة وبواسطة أبي بصير كثيرا كما في الحديث الاتى.

٣٢٤

حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا » قلت. أي أهل؟ قال : أهله في الدنيا هم أهله في الجنة إن كانوا مؤمنين ، قال : وإذا أراد بعبد شرا حاسبه على رؤوس الناس وبكته(١) وأعطاه كتابه بشماله وهو قول الله عزوجل : « وأما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا إنه كان في أهله مسرورا » قلت : أي أهل؟ قال : أهله في الدنيا ، قلت : قوله : « إنه ظن أن لن يحور » قال :ظن أنه لن يرجع.

١٨ ـ ين : القاسم ، عن علي ، عن أبي بصير قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : إن المؤمن يعطى يوم القيامة كتابا منشورا مكتوب فيه : كتاب الله العزيز الحكيم أدخلوا فلانا الجنة.

١٩ ـ كتاب فضائل الشيعة للصدوق رحمه‌الله بإسناده عن الثمالى قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : نحن الشهداء على شيعتنا ، وشيعتنا شهداء على الناس ، وبشهادة شيعتنا يجزون ويعاقبون.

٢٠ ـ محاسبة النفس للسيد علي بن طاوس ـ قدس الله روحه ـ بإسناده إلى محمد بن علي بن محبوب من كتابه ، بإسناده إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما من يوم يأتي على ابن آدم إلا قال ذلك اليوم : يا بن آدم أنا يوم جديد وأنا عليك شهيد فافعل بي خيرا واعمل في خيرا اشهد لك يوم القيامة ، فإنك لن تراني بعدها أبدا. وفي نسخة اخرى : فقل في خيرا واعمل في خيرا.

٢١ ـ قال : ورأيت في كتاب مسعدة بن زياد الربعي فيما رواه عن أبي عبدالله عن أبيه عليهما‌السلام قال : الليل إذا أقبل نادى مناد بصوت يسمعه الخلائق إلا الثقيلن : يا بن آدم أني على ما في شهيد فخذ مني ، فإني لو طلعت الشمس لم تزدد في حسنة ولم تستعتب في من سيئة ، وكذلك يقول النهار إذا أدبر الليل.

٢٢ ـ كا : بإسناده إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن النهار إذا جاء قال : يابن آدم اعمل في يومك هذا خيرا ، اشهد لك به عند ربك يوم القيامة ، فإني لم آتك فيما مضى ولا آتيك فيما بقي ، وإذا جاء الليل قال مثل ذلك.

____________________

(١) أى غلبه بالحجة.

٣٢٥

(باب ١٧)

*(الوسيلة وما يظهر من منزلة النبى وأهل بيته صلوات الله عليهم)*

*(في القيامة)*

الايات ، التحريم « ٦٦ » ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير. ٧

الضحى « ٩٣ » وللآخرة خير لك من الاولى * ولسوف يعطيك ربك فترضى ٤ ـ ٥

١ ـ فس : محمد بن أبي عبدالله ، عن جعفر بن محمد ، عن القاسم بن الربيع ، عن صباح المزني ، عن المفضل بن عمر أنه سمع أباعبدالله عليه‌السلام يقول في قول الله : و أشرقت الارض بنور ربها ، قال : رب الارض إمام الارض ، قلت : فإذا خرج يكون ماذا؟ قال : إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزؤون بنور الامام « ص ٥٨١ ».

٢ ـ فس : أبي ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إذا سألتم الله فاسألوا لي الوسيلة ، فسألنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الوسيلة فقال : هي درجتي في الجنة ، وهي ألف مرقاة جوهر ، إلى مرقاة زبرجد ، إلى مرقاة لؤلؤة ، إلى مرقاة ذهب ، إلى مرقاة فضة فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين فهي في درجة النبيين كالقمر بين الكواكب ، فلا يبقى يومئذ نبي ولا شهيد ولا صديق إلا قال : طوبى لمن كانت هذه درجته ، فينادي المنادي ويسمع النداء جميع النبيين والصديقين والشهداء والمؤمنين : هذه درجة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فأقبل يومئذ متزرا بريطة من نور ، علي (١) تاج الملك وإكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد ، مكتوب عليه : لا إله إلا الله محمد رسول الله المفلحون هم الفائزون بالله ، فإذا

____________________

(١) في المصدر : على رأسى اه. م

٣٢٦

مررنا بالنبيين قالوا : هذان ملكان لم نعرفهما ولم نرهما ، وإذا مررنا بالملائكة قالوا : هذان نبيان مرسلان ، حتى أعلو الدرجة وعلي يتبعني ، فإذا صرت في أعلى الدرجة منها وعلي أسفل مني بيده لوائي ، فلا يبقى يومئذ نبي ولا مؤمن إلا رفعوا رؤوسهم إلي يقولون : طوبى لهذين العبدين ما أكرمهما على الله! فينادي المنادي يسمع النبيون وجميع الخلائق : هذا حبيبي محمد ، وهذا وليي علي بن أبي طالب ، طوبى لمن أحبه ، وويل لمن أبغضه وكذب عليه ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي فلا يبقى يومئذ في مشهد القيامة أحد يحبك إلا استروح إلى هذا الكلام ، وابيض وجهه ، وفرح قلبه ، ولا يبقى أحد ممن عاداك ونصب لك حربا أو جحد لك حقا إلا اسود وجهه ، و اضطربت قدماه ، فبينا أنا كذلك إذا ملكان قد أقبلا إلي ، أما أحدهما فرضوان خازن الجنة ، وأما الآخر فمالك خازن النار ، فيدنو رضوان ويسلم علي ويقول : السلام عليك يا رسول الله فأرد عليه وأقول : أيها الملك الطيب الريح الحسن الوجه الكريم على ربه من أنت؟ فيقول : أنا رضوان خازن الجنة ، أمرني ربي أن آتيك بمفاتيح الجنة فخذها يا محمد ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما أنعم به علي ، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ، فيدفعها إلى علي ويرجع رضوان ، ثم يدنو مالك خازن النار فيسلم ويقول : السلام عليك يا حبيب الله ، فأقول له : وعليك السلام أيها الملك ما أنكر رؤيتك! وأقبح وجهك! من أنت؟ فيقول : أنا مالك خازن النار أمرني ربي آن آتيك بمفاتيح النار ، فأقول : قد قبلت ذلك من ربي فله الحمد على ما أنعم به علي وفضلني به ، ادفعها إلى أخي علي بن أبي طالب ، فيدفعها إليه ، ثم يرجع مالك فيقبل علي ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقعد على عجزة جهنم ويأخذ زمامها بيده ، وقد علا زفيرها ، واشتد حرها ، وكثر تطاير شررها ، فينادي جهنم : يا علي جزني قد أطفأ نورك لهبي ، فيقول علي لها : ذري هذا وليي ، وخذي هذا عدوي ، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من غلام أحدكم لصاحبه ، فإن شاء يذهب بها يمنة وإن شاء يذهب بها يسرة ، ولجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلي من جميع الخلائق ، وذلك أن عليا عليه‌السلام يومئذ قسيم الجنة والنار. « ص ٦٤٤ ـ ٦٤٥ »

٣٢٧

ل ، مع ، لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن ابن معروف ، عن أبي حفص العبدي ، عن أبي هارون العبدي ، (١) عن أبي سعيد الخدري ، (٢) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.(٣) « مع ص ٣٩ ـ ٤٠ » « لى ص ٧١ ـ ٧٢ »

ير : ابن عيسى مثله. « ص ١٢٢ ـ ١٢٣ »

بيان : في روايات الصدوق : فسألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله . وفي رواية علي بن إبراهيم : فسألنا ، فيكون نقلا عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أو غيره من الصحابة. وفي بعض النسخ : فسألوا وهو أظهر.

وفي رواية الصدوق بعد قوله : ألف مرقاة : ما بين المرقاة إلى المراقاة حضر الفرس الجواد شهرا وهي ما بين مرقاة جرهرة. ولعل المراد بالجوهر هنا الياقوت ، أو جوهر آخر لم يصرح به. وقال الجزري : الريطة : كل ملاة ليست بلفقتين ، وقيل : كل ثوب رقيق لين ، والعجزة : مؤخر الشئ.

٣ ـ فس : أبي ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال إذا كان يوم القيامة دعي محمد فيكسى حلة وردية ثم يقام عن يمين العرش ، ثم يدعى بإبراهيم قيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش ، ثم يدعى بعلي أمير المؤمنين فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين النبي ، ثم يدعى بإسماعيل فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار إبراهيم ، ثم يدعى بالحسن فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين أمير المؤمنين ، ثم يدعي بالحسين فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين الحسن ، ثم يدعى بالائمة فيكسون حللا وردية فيقام كل واحد عن يمين صاحبه ، ثم يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم ، ثم يدعى بفاطمة عليها‌السلام ونسائها من ذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب ، ثم ينادي مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة والافق الاعلى : نعم الاب أبوك يا محمد وهو إبراهيم ، ونعم الاخ أخوك وهو علي بن أبي طالب ، ونعم

____________________

(١) أوعزنا إلى ترجمته واسمه في ج ١ ص ١٧٠ ذيل الخبر ٢٣.

(٢) تقدم ضبطه وترجمته في ج ١ ص ١٧٠ ذيل الخبر ٢٣.

(٣) باختلاف. م

٣٢٨

السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين ، ونعم الجنين جنينك وهو محسن ، ونعم الائمة الراشدون ذريتك وهم فلان وفلان ، ونعم الشيعة شيعتك ، ألا إن محمدا ووصيه و سبطيه والائمة من ذريته هم الفائزون ، ثم يؤمر بهم إلى الجنة ، وذلك قوله : « فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز ».(١) « ص ١١٦ ـ ١١٧ »

٤ ـ ير : محمد الحسين ، عن موسى بن سعدان ، (٢) عن عبدالله بن القاسم ، عن سماعة بن مهران قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلائق ، فيصعد عليه رجل فيقوم عن يمينه ملك ، وعن يساره ملك ، ينادي الذي عن يمينه : يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب يدخل الجنة من يشاء ، وينادي الذي عن يساره : يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب يدخل النار من يشاء.

ع : ابن الوليد ، عن الصفار مثله.(٣) « ص ٦٦ »

٥ ـ سن : عبدالرحمن بن حماد ، عن عبدالله بن إبراهيم الغفاري ، (٤) عن علي ابن أبي علي اللهبي (٥) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أجلس يوم القيامة بين إبراهيم وعلي ،

____________________

(١) أى ابعد عن النار ونحى عنها ، من الزحزحة وهى الابعاد.

(٢) بفتح السين وسكون العين هو موسى بن سعدان الحناط الكوفى ، المعدود في رجال الشيخ من أصحاب الامام الكاظم عليه‌السلام ، والمترجم في فهرستى الشيخ والنجاشى ، قال الثانى : ضعيف في الحديث ، كوفى ، له كتب كثيرة منها الطرائف اه. يروى عنه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أبوجعفر الزيات الهمدانى الثقة الجليل المتوفى في ٢٦٢ ، ويروى عن عبدالله بن القاسم الحضرمى.

(٣) الصحيح : ابن الوليد عن الصفار ، عن محمد بن الحسين أى ابن أبى الخطاب مثله.

(٤) بكسر الغين وفتح الفاء نسبة إلى غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة و الرجل هو عبدالله بن ابراهيم بن أبى عمرو الغفارى حليف الانصار ، سكن مزينة بالمدينة فيقال له : الانصارى والمزنى أيضا ، يروى عن أبى عبدالله الصادق عليه‌السلام ، له كتاب ، ترجمه الشيخ والنجاشى في فهرستهما ، وابن حجر في التقريب ، وروى عنه أبوداود وفى جلوس الرجل.

(٥) الصحيح كما في المحاسن المطبوع : على بن أبى على اللهبى رفعه. لان الرجل من أصحاب الصادق عليه‌السلام فلا يروى عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله بلا واسطة ، واللهبى بفتح اللام والهاء *

٣٢٩

إبراهيم عن يميني ، وعلي عن يساري ، فينادي مناد : نعم الاب أبوك إبراهيم ، ونعم الاخ أخوك علي. « ص ١٧٩ ـ ١٨٠ »

٦ ـ سن : أبي ، عن سعدان بن مسلم ، (١) عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة دعي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيكسى حلة وردية ، فقلت : جعلت فداك وردية؟ قال : نعم ، أما سمعت قول الله عزوجل : « فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان »؟ ثم يدعى علي فيقوم على يمين رسول الله ، ثم يدعى من شاء الله فيقومون على يمين علي ، ثم يدعى شيعتنا فيقومون على يمين من شاء الله ، ثم قال : يا أبا محمد أين ترى ينطلق بنا؟ قال : قلت : إلى الجنة والله ، قال : ما شاء الله. « ص ١٨٠ »

٧ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا على إذا كان يوم القيامة كنت أنت وولدك على خيل بلق متوجين بالدر والياقوت ، فيأمر الله بكم إلى الجنة والناس ينظرون. « ص ٢٢ »

٨ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش : نعم الاب أبوك إبراهيم الخليل ، ونعم الاخ أخوك علي بن أبي طالب صلى‌الله‌عليه‌وآله « ص ٢٣ »

٩ ـ شى : عن يحيى بن مساور(٢) قلت : حدثني في علي حديثا ، فقال : أشرحه لك أم أجمعه؟ قلت : بل اجمعه ، فقال : علي باب هدى من تقدمه كان كافرا ، ومن تخلف عنه كان كافرا ، قلت : زدني ، قال : إذا كان يوم القيامة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة فيأتي علي وبيده اللواء حتى يركبه ويعرض الخلق

____________________

* نسبة على ما في اللباب إلى ابى لهب عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله . قال ابن اثير في اللباب « ج ٣ ص ٧٣ » هو من ولد أبي لهب ، قلت : عده الشيخ في رجاله من أصحاب الامام الصادق ، وترجمه العامة في كتبهم ، ويروى كثيرا عن ابن المنكدر ، عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .

(١) مر ضبط سعدان ذيل الخبر الرابع.

(٢) هو يحيى بن المساور أبوزكريا التميمى مولاهم كوفى ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه‌السلام ولم نجد فيه ولا في غيره من الرجال ما يبين حاله ، نعم قال ابن حجر في لسان الميزان « ج ٦ ص ٢٢٧ » : قال الازدى : كذاب.

٣٣٠

عليه ، فمن عرفه دخل الجنة ، ومن أنكره دخل النار ، قلت له : توجدنيه من كتاب الله؟ قال : نعم ، أما تقرء هذه الآية يقول تبارك وتعالى : « فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون »؟ هو والله علي بن أبي طالب.

١٠ ـ شى : عن محمد بن حسان الكوفي ، عن محمد بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة ويجئ علي بن أبي طالب عليه‌السلام وبيده لواء الحمد فيرتقيه ويعلوه ويعرض الخلائق عليه ، فمن عرفه دخل الجنة ، ومن أنكره دخل النار ، وتفسير ذلك في كتاب الله : « قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » قال : هو والله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

١١ ـ بشا : محمد بن علي بن عبدالصمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبي علي بن عقبة ، عن أحمد بن محمد المؤدب ، عن الحسن بن علي بن زكريا ، عن خراش بن عبدالله ، عن أنس قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله ما حال علي بن أبي طالب؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : تسألني عن علي؟ يرد يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة قوائمها من الزبرجد الاخضر ، عيناها ياقوتتان حمراوان ، سنامها من المسك الاذفر ، ممزوج بماء الحيوان ، عليه حلتان من النور ، متزر بواحدة مرتد بالاخرى ، بيده لواء الحمد له أربعون شقة ، ملات ما بين السماء والارض ، حمزة بن عبدالمطلب عن يمينه ، وجعفر الطيار عن يساره ، وفاطمة من ورائه ، والحسن والحسين فيما بينهما ، ومناد ينادي في عرصات القيامة ، أين المحبون؟ وأين المبغضون؟ هذا علي بن أبي طالب ، أخذ كتابه بيمينه حتى يدخل الجنة.

وبهذا الاسناد عن عبدالصمد ، عن الحسين بن علي البخاري ، عن أحمد بن محمد ابن المؤدب مثله.

١٢ ـ كنز : روى محمد بن موسى الشيرازي في كتابه حديثا يرفعه بإسناده إلى ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكا أن يسعر النيران السبع ، ويأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمان ، ويقول : يا ميكائيل مد الصراط على متن جهنم ، ويقول : يا جبرئيل انصب ميزان العدل تحت العرش ، ويقول : يا محمد قرب امتك للحساب ، ثم يأمر الله أن يعقد على الصراط سبع قناطر طول كل قنطرة سبعة

٣٣١

عشر ألف فرسخ ، وعلى كل قنطرة سبعون ألف ملك يسألون هذه الامة نساؤهم ورجالهم في القنطرة الاولى عن ولاية أميرالمؤمنين وحب أهل بيت محمد عليهم‌السلام فمن أتى به جاز القنطرة الاولى كالبرق الخاطف ، ومن لم يحب أهل بيته سقط على ام رأسه في قعر جهنم ، ولو كان معه من أعمال البر عمل سبعين صديقا.

١٣ ـ قال : وروى الشيخ أبوجعفر الطوسى في مصباح الانوار حديثا يرفعه بإسناده إلى أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين و الآخرين في صعيد واحد ونصب الصراط على شفير جهنم فلم يجز عليه إلا من كان معه براءة من علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

١٤ ـ وروى أيضا في الكتاب المذكور حديثا يرفعه بإسناده عن عبدالله بن عباس رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة أقف أنا وعلي على الصراط ، وبيد كل واحد منا سيف ، فلا يمر أحد من خلق الله إلا سألناه عن ولاية علي ، فمن كان معه شئ منها نجا وفاز وإلا ضربنا عنقه وألقيناه في النار.

١٥ ـ فر : عبيد بن كثير معنعنا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أتاني جبرئيل عليه‌السلام فقال : ابشرك يا محمد بما تجوز على الصراط؟ قال : قلت : بلى ، قال : تجوز بنور الله ، ويجوز علي بنورك ونورك من نور الله ، ويجوز امتك بنور علي ونور علي من نورك ، ومن لم يجعل الله له نورا (١) فما له من نور « ص ١٠٤ ـ ١٠٥ »

١٦ ـ فر : جعفر بن أحمد معنعنا ، عن سلمان الفارسي رحمة الله عليه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في كلام ذكره في علي فذكره سلمان لعلي فقال : والله يا سلمان لقد حدثني بما اخبرك به ، ثم قال : يا علي لقد خصك الله بالحلم والعلم والغرفة التي قال الله تعالى : « اولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحية وسلاما » والله إنها لغرفة ما دخلها أحد قط ، ولايدخلها أحد أبدا حتى تقوم على ربك ، وإنه ليحف بها في كل يوم سبعون ألف ملك ما يحفون إلى يومهم ذلك في إصلاحها (٢) والمرمة لها حتى تدخلها ، ثم يدخل الله عليك فيها أهل بيتك ، والله يا علي إن فيها لسريرا من

____________________

(١) في المصدر : له مع على نورا اه. م

(٢) في التفسير المطبوع : ما يحفون إلى يومهم ذلك الا في اصلاحها.

٣٣٢

نور ، ما يستطيع أحد من الملائكة أن ينظر إليه ، مجلس لك يوم تدخله فإذا دخلته يا علي أقام الله جميع أهل السماء على أرجلهم حتى يستقر بك مجلسك ، ثم لا يبقى في السماء ولا في أطرافها ملك واحد إلا أتاك بتحية من الرحمن. « ص ١٠٧ »

١٧ ـ فر : محمد بن القاسم بن عبيد ، عن أبي العباس محمد بن ذازان القطان ، (١) عن عبدالله بن محمد القيسي ، عن أبي جعفر القمي محمد بن عبدالله ، عن سليمان الديلمي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن عليا قد طلع ذات يوم وعلى عنقه حطب فقام إليه رسول الله فعانقه حتى رئي بياض ما تحت أيديهما ، ثم قال : يا علي أني سألت الله أن يجعلك معي في الجنة ففعل ، وسألته أن يزيدني فزادني ذريتك ، وسألته أن يزيدني فزادني زوجتك وسألته أن يزيدني فزادني محبيك ، فزادني من غير ان أستزيده محبي محبيك ، ففرح بذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ثم قال : بأبي أنت وامي محب محبي؟ قال : نعم ، يا علي إذا كان يوم القيامة وضع لي منبر من ياقوته حمراء مكلل بزبرجدة خضراء له سبعون ألف مرقاة ، بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس القارح(٢) ثلاثة أيام ، فأصعد عليه ، ثم يدعى بك فيتطاول إليك الخلائق فيقولون : ما يعرف في النبيين ، فينادي مناد : هذا سيد الوصيين ، ثم تصعد فنعانق عليه(٣) ثم تأخذ بحجزتي ، وآخذ بحجزة الله وهي الحق ، (٤) وتأخذ ذريتك بحجزتك ، ويأخذ شيعتك بحجزة ذريتك ، فأين يذهب بالحق إلى الجنة قال : إذا دخلتم الجنة فتبوءتم مع أزواجكم ونزلتم منازلكم أوحى الله إلى مالك : أن افتح باب جهنم لينظر أوليائي إلى ما فضلتهم على عدوهم ، فيفتح أبواب جهنم ويظلون عليهم ، (٥) فإذا وجدوا روح رائحة الجنة قالوا : يا مالك

____________________

(١) هكذا في نسخة المصنف ، وفى التفسير المطبوع : محمد بن ذران.

(٢) في المصدر : الفارح. م

(٣) في التفسير المطبوع : فتعانقنى عليه.

(٤) في التفسير المطبوع : ألا ان حجزة الله هى الحق.

(٥) لعل الصحيح كما في التفسير المطبوع : فيطلعون عليهم.

٣٣٣

أنطمع الله لنا في تخفيف العذاب عنا؟ إنا لنجد روحا ، فيقول لهم مالك : إن الله أوحى إلي : أن أفتح أبواب جهنم لينظر أولياؤه إليكم ، فيرفعون رؤوسهم فيقول هذا : يا فلان ألم تك تجوع فاشبعك؟ ويقول هذا : يا فلان ألم تك تعرى فأكسوك؟ ويقول هذا : يا فلان ألم تك تخاف فأويك؟ ويقول هذا : يا فلان ألم تكن تحدث فأكتم عليك؟ فيقولون : بلى ، فيقولون : استوهبونا من ربكم فيدعون لهم فيخرجون من النار إلى الجنة ، فيكونون فيها بلا مأوى ويسمون الجهنميين فيقولون سألتم ربكم فأنقذنا من عذابه فادعوه يذهب عنا بهذا الاسم ويجعل لنا في الجنة مأوى ، فيدعون فيوحي الله إلى ريح فتهب على أفواه أهل الجنة فينسيهم ذلك الاسم ويجعل لهم في الجنة مأوى ، ونزلت هذه الآيات : « قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون » إلى قوله : « ساء ما يحكمون ». « ص ١٥٥ ـ ١٥٦ »

بيان : الفرس القارح : هو الذي دخل في السنة الخامسة ، ولايبعد أن يكون بالدال المهملة كناية عن سرعة سيره فإنه يقدح النار عند مسيره بحافره.

١٨ ـ فر : الحسن بن علي بن بزيع والحسين بن سعيد ، عن إسماعيل بن إسحاق ، عن يحيى بن سالم الفراء ، عن قطر ، (١) عن موسى بن ظريف ، (٢) عن عباية بن ربعي في قوله تعالى : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » فقال : النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي بن أبي طالب عليه والسلام. « ص ١٦٦ »

١٩ ـ فر : علي بن الحسين بن زيد ، عن علي ـ يعني ابن يزيد الباهلي ـ عن محمد بن الحجاف السلمي ، (٣) عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة

____________________

(١) هكذا في النسخ والصحيح فطر بالفاء المكسورة والطاء الساكنة ، كما في التفسير المطبوع ، والرجل فطر بن خليفة أبوبكر المخزومى التابعى المتوفى سنة ١٥٣ أو ٥٥ عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه‌السلام وقال : تابعى روى عنهما أى عن الباقر والصادق عليها‌السلام ، له ترجمة في رجال الفريقين ، وثقه أحمد وابن معين.

(٢) الصحيح موسى بن طريف بالطاء المهملة كما في التفسير المطبوع ، وهو الاسدى الكوفى المترجم في لسان الميزان « ج ٦ : ص ١٢١ »

(٣) في التفسير المطبوع : محمد بن الحجاز السلمى ، ولم نعرف صحيحه.

٣٣٤

نادى مناد من بطنان العرش : يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ، فهما الملقيان في النار. « ص ١٦٦ »

٢٠ ـ فر : جعفر بن أحمد الاودي معنعنا ، عن الحسن بن راشد قال : قال لي شريك القاضي (١) أيام المهدي قال : يا أباعلي أتريد أن تحدث بحديث أتبرك به ، على أن تجعل لله عليك أن لاتحدث به حتى أموت؟ قال : قلت : أنت أمن فحدث بما شئت قال : كنت على باب الاعمش (٢) وعليه جماعة من أصحاب الحديث قال : ففتح الاعمش الباب فنظر إليهم ثم رجع وأغلق الباب فانصرفوا ، وبقيت أنا فخرج فرآني فقال : أنت هنا؟ لو علمت لادخلتك أو خرجت إليك ، قال : ثم قال لي : أتدري ما كان ترددي في الدهليز بهذا اليوم؟ قلت : لا ، قال : إني ذكرت آية في كتاب الله ، قلت : ما هي؟ قال : قول الله تعالى : يا محمد يا علي ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ، قال : قلت : وهكذا نزلت؟ قال : إي والذي بعث محمدا بالنبوة هكذا نزلت. « ص ١٦٧ »

٢١ ـ فر : الحسين بن سعيد معنعنا عن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود وهو واف لي به ، إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة فأصعد حتى أعلو فوقه فيأتيني جبرئيل عليه‌السلام بلواء الحمد فيضعه في يدي ، ويقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى ، فأقول لعلي : اصعد فيكون أسفل مني بدرجة فأضع لواء الحمد في يده ، ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى ، فيضعها في يدي فأضعها في حجر علي بن أبي طالب ، ثم يأتي مالك خازن النار فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى ، هذه مفاتيح النار أدخل

____________________

(١) هو شريك بن عبدالله النخعى الكوفى العامى ، القاضى بواسط ثم الكوفة المتوفى في ١٧٧ أو ١٧٨ ترجمه ابن حجر في التقريب « ص ٢٢٤ » وقال : صدوق يخطئ كثيرا ، تغير حفظه منذ ولى القضاء بالكوفة وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على اهل البدع.

(٢) هو سليمان بن مهران الاسدى الكاهلى أبومحمد الكوفى المتوفى في ربيع الاول سنة ١٤٨ و كان مولده سنة ٦١ ، ترجمه العامة والخاصة في كتبهم وأطرؤوه بالوثاقة والحفظ والورع.

٣٣٥

عدوك وعدو امتك النار ، فآخذها وأضعها في حجر علي بن أبي طالب ، فالنار و الجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها ، فهي قول الله تعالى : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » ألق يا محمد يا علي عدوكما في النار ، ثم أقوم واثني على الله ثناءا لم يثن عليه أحد قبلي ، ثم اثنى على الملائكة المقربين ، ثم اثني على الانبياء و المرسلين ، ثم اثني على الامم الصالحين ، ثم أجلس فيثني الله علي ، ويثني علي ملائكته ، ويثني علي أنبياؤه ورسله ، ويثني علي الامم الصالحة ، ثم ينادي مناد من بطنان العرش : يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها ، فتمر فاطمة بنتي ، عليها ريطتان خضراوان ، وعند حولها سبعون ألف حوراء ، فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائما والحسين قائما (١) مقطوع الرأس ، فتقول للحسن : من هذا؟ يقول : هذا أخي ، إن امة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه ، فيأتيها النداء من عند الله : يا بنت حبيب الله إني إنما أريتك ما فعلت به امة أبيك لاني ذخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه ، إني جعلت لتعزيتك بمصيبتك أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت وذريتك وشيعتك ومن أولاكم معروفا ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد ، فتدخل فاطمة ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن أولاها (٢) معروفا ممن ليس هو من شيعتها ، فهو قول الله تعالى في كتابه : « لا يحزنهم الفزع الاكبر » قال : هو يوم القيامة « وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون » هي والله فاطمة وذريتها وشيعتها ومن أولاهم معروفا ممن ليس هو من شيعتها « ص ١٦٧ ـ ١٦٨ ».

٢٢ ـ فر : عثمان بن محمد والحسين بن سعيد ـ واللفظ للحسين ـ معنعنا عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة نصب منبر يعلو المنابر فيتطاول الخلائق لذلك المنبر ، إذ طلع رجل عليه حلتان خضراوان متزر بواحد مترد باخرى ، فيمر بالشهداء فيقولون : هذا منا ، فيجوزهم ويمر بالنبيين فيقولون : هذا منا ، فيجوزهم ويمر بالملائكة فيقولون : هذا منا ، فيجوزهم حتى يصعد المنبر ، ثم يجئ رجل آخر عليه حلتان خضراوان متزر

____________________

(١) في المصدر : والحسين نائما. م

(٢) في المصدر : ومن والاها. م

٣٣٦

بواحدة مترد باخرى فيمر بالشهداء فيقولون : هذا منا ، فيجوزهم ثم يمر بالنبيين فيقولون : هذا منا ، فيجوزهم ويمر بالملائكة فيقولون : هذا منا ، فيجوزهم حتى يصعد المنبر ، ثم يغيبان ماشاء الله ، ثم يطلعان فيعرفان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي ، وعن يسار النبي ملك و عن يمينه ملك ، فيقول الملك التي عن يمينه : يا معشر الخلائق أنا رضوان خازن الجنان أمرني الله بطاعته وطاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وطاعة علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وهو قول الله تعالى : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » يا محمد يا علي. ويقول الملك الذي عن يساره : يا معشر الخلائق أنا مالك خازن جهنم أمرني الله بطاعته وطاعة محمد وعلي عليهما‌السلام. « ص ١٦٨ ـ ١٦٩ »

٢٣ ـ فر : علي بن محمد الزهري ، عن صباح المزني قال : كنا نأتي الحسن بن صالح وكان يقرء القرآن فإذا فرغ من القرآن سأله أصحاب المسائل حتى إذا فرغوا قام إليه شاب فقال له : قول الله تعالى في كتابه : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » فمكث ينكت في الارض طويلا ثم قال : عن العنيد تسألني؟ قال : لا ، أسألك عن « ألقيا » قال : فمكث الحسن ساعة ينكت في الارض ثم قال : إذا كان يوم القيامة يقوم رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام على شفير جهنم فلا يمر به أحد من شيعته إلا قال : هذا لي وهذا لك. وذكره الحسن بن صالح ، عن الاعمش ، وقال : روى عباية ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : أنا قسيم النار والجنة. « ص ١٦٩ »

٢٤ ـ كا : العدة عن سهل ، عن محمد بن سنان ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال : يا جابر إذا كان يوم القيامة وجمع الله عزوجل الاولين والآخرين لفصل الخطاب دعي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودعي أمير المؤمنين عليه‌السلام فيكسى رسول الله صلى الله وعليه وآله حلة خضراء تضئ ما بين المشرق والمغرب ، ويكسى علي عليه‌السلام مثلها ، ويكسى رسول الله صلى الله عليه سلم حلة وردية يضئ لها ما بين المشرق والمغرب ، ويكسى علي عليه‌السلام مثلها ، ثم يصعدان عندها ، ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس ، فنحن والله ندخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار. ثم يدعى بالنبيين صلوات الله عليهم فيقامون صفين عند عرش الله عزوجل حتى نفرغ من حساب الناس ، فإذا ادخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار بعث رب العزة عليا عليه‌السلام فأنزلهم منازلهم من الجنة وزوجهم ، فعلي ـ والله ـ

٣٣٧

الذي يزوج أهل الجنة في الجنة ، وما ذاك إلى أحد غيره ، كرامة من الله عز ذكره ، وفضلا فضله الله به ومن به عليه ، وهو ـ والله ـ يدخل أهل النار النار ، وهو الذي يغلق على أهل الجنة إذا دخلوها أبوابها لان أبواب الجنة إليه ، وأبواب النار إليه.

٢٥ ـ ما : الحفار ، عن إسماعيل بن علي الدعبلي ، عن علي بن دعبل ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا كان يوم القيامة وفرغ من حساب الخلائق دفع الخالق عزوجل مفاتيح الجنة والنار إلي فأدفعها إليك ، فأقول لك : احكم. قال علي : والله إن للجنة أحدا وسبعين بابا ، يدخل من سبعين بابا منها شيعتي وأهل بيتي ، ومن باب واحد سائر الناس. « ص ٢٣٤ ـ ٢٣٥ »

٢٦ ـ وبهذا الاسناد عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله عزوج : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » قال : نزلت في وفي علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وذلك أنه إذا كان يوم القيامة شفعني ربي وشفعك يا علي ، وكساني وكساك يا علي ، ثم قال لي ولك يا علي : ألقيا في جهنم كل من أبغضكما ، وأدخلا الجنة كل من أحبكما ، فإن ذلك هو المؤمن. « ص ٢٣٤ »

٢٧ ـ ما : الفحام ، عن محمد بن الفرحان ، عن محمد بن علي بن فرات ، عن سفيان بن وكيع ، عن أبيه ، عن الاعمش ، عن ابن المتوكل الناجي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله تعالى يوم القيامة لي ولعلي بن أبي طالب : أدخلا الجنة من أحبكما وأدخلا النار من أبغضكما ، وذلك قوله : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ». « ص ١٨٢ »

٢٨ ـ فر : جعفر بن محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن عبيد بن محمد بن مهران الثوري عن محمد بن الحسين ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام في قوله تعالى : « ألقيا في جهنم كل كفار عنيد » قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش فيقال لي ولك : قوما فألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار. « ص ١٦٧ »

٢٩ ـ فس : أبي ، عن بعض أصحابنا رفعه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إن الله أعطاني في علي سبع خصال : هو أول من ينشق عنه القبر معي ، وأول من يقف معي على الصراط فيقول للنار : خذي ذا وذري ذا ، وأول من يكسى إذا كسيت ، وأول

٣٣٨

من يقف معي على يمين العرش ، وأول من يقرع معي باب الجنة ، وأول من يسكن معي عليين ، وأول من يشرب معي من الرحيق المختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. الخبر بطوله. « ص ٦٥٣ ـ ٦٥٤ »

٣٠ ـ لى : الحسين بن إبراهيم ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن ابن البطائني ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على ناقة من نور ، وعلى رأسك تاج له أربعة أركان ، على كل ركن ثلاثة أسطر : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي مفتاح الجنة. ثم يوضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه ، يجمع لك الاولون والآخرون في صعيد واحد ، فتأمر بشيعتك إلى الجنة وبأعدائك إلى النار ، فأنت قسيم الجنة وأنت قسيم النار ، لقد فاز من تولاك ، وخاب وخسر من عاداك ، فأنت في ذلك اليوم أمين الله و حجته الواضحة. « ص ٣٩٧ ـ ٣٩٨ »

٣١ ـ ما : بإسناده ، عن أبي ذر رضي‌الله‌عنه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : علي أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة.

٣٢ ـ ما : الفحام ، عن عمه ، عن إسحاق بن عبدوس ، عن محمد بن بهار بن عمار ، عن زكريا بن يحيى ، عن جابر ، عن إسحاق بن عبدالله بن الحارث ، عن أبيه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أبوبكر وعمر فجلست بينه وبين عائشة فقالت لي عائشة : ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : مه يا عائشة لا تؤذيني في علي فإنه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة ، وهو أمير المؤمنين ، يجلسه الله في يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار. « ص ١٨٢ »

٣٣ ـ ما : بإسناده عن حذيفة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إذا كان يوم القيامة ضرب لي عن يمين العرش قبة من ياقوتة حمراء ، وضرب لابراهيم عليه‌السلام من الجانب الآخر قبة من درة بيضاء وبينهما قبة من زبرجدة خضراء لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام فما ظنكم بحبيب بين خليلين؟.

٣٤ ـ ع : علي بن حاتم ، عن علي بن الحسين النحوي ، عن ابن عيسى ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة وغيره ، عن بريد العجلي قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : كيف صار

٣٣٩

الناس يستلمون الحجر والركن اليماني ولايستلمون الركنين الآخرين؟ فقال : إن الحجر الاسود والركن اليماني عن يمين العرش وإنما أمر الله تعالى أن يستلم ما عن يمين عرشه ، قلت : فكيف صار مقام إبراهيم عليه‌السلام عن يساره؟ فقال : لان لابراهيم عليه‌السلام مقاما في القيامة ، ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله مقاما ، فمقام محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله عن يمين عرش ربنا عزوجل ، ومقام إبراهيم عليه‌السلام عن شمال عرشه ، فمقام إبراهيم في مقامه يوم القيامة ، وعرش ربنا مقبل غير مدبر. « ص ١٤٨ »

توضيح : قال الوالد العلامة رحمه‌الله : حاصله أنه ينبغي أن يتصور أن البيت بحذاء العرش وإزائه في الدنيا وفي القيامة ، وينبغي أن يتصور أن البيت بمنزلة رجل وجهه إلى الناس ووجهه طرف الباب ، فإذا توجه الانسان إلى البيت يكون المقام عن يمين الانسان والحجر عن يساره ، لكن الحجر عن يمين البيت والمقام عن يساره ، وكذا العرش الآن ويوم القيامة ، والحجر بمنزله مقام نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والركن اليماني بمنزلة مقام أئمتنا صلوات الله عليهم ، وكما أن مقام النبي والائمة صلوات الله عليهم في الدنيا عن يمين البيت وبإزاء يمين العرش كذلك يكون في الآخرة ، لان العرش مقبل وجهه إلينا غير مدبر ، لانه لو كان مدبرا لكان اليمن لابراهيم عليه‌السلام واليسار للنبي والائمة عليهم‌السلام ، هذا تفسير الخبر بحسب الظاهر ، ويمكن أن يكون إشارة إلى علو رتبة نبينا صلى الله وعليه وآله ورفعته و أفضليته على رتبة إبراهيم الذي هو أفضل الانبياء بعد النبي والائمة عليهم‌السلام ، وقد ورد في الاخبار استحباب استلام الركنين الآخرين ، فيكون المراد تأكد فضيلة استلامهما ، والمنفي تأكد الفضيلة لا أصلها ، انتهى كلامه رفع الله مقامه.

٣٥ ـ فر : إسماعيل بن إسحاق الفارسي رفعه إلى أبي جعفر عليه‌السلام وساق الحديث في مصارعة أميرالمؤمنين عليه‌السلام مع الشيطان إلى أن قال : فقال الشيطان : قم عني حتى ابشرك ، فقام عنه فقال : بم تبشرني يا ملعون؟ قال : إذا كان يوم القيامة صار الحسن عن يمين العرش والحسين عن يسار العرش يعطون شيعتهم الجواز من النار الخبر. « ص ١٤٠ »

أقول : سيأتي جل أخبار هذا الباب في أبواب فضائل الائمة عليهم‌السلام وأبواب فضائل أمير المؤمنين وفاطمة والحسنين صلوات الله عليهم وفي سائر أبواب هذا المجلد.

٣٤٠