الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
٥ ـ ثو : أبي عن علي عن أبيه عن ابن معبد عن ابن خالد عن الرضا عن آبائه عن الباقر عليهمالسلام قال : صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة في غيره من المساجد (١).
٦ ـ ثو : أبي عن الحميرى عن هارون عن ابن صدقة عن الصادق عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : صلاة في مسجدي تعدل عندالله عشرة آلاف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام فان الصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة (٢).
٧ ـ ثو : أبي عن سعد عن ابن يزيد عن الوشاء قال : سألت الرضا عليهالسلام عن الصلاة في المسجد الحرام وفي مسجد الرسول صلىاللهعليهوآله في الفضل سواء؟ قال : نعم الصلاة فيما بينهما تعدل ألف صلاة (٣).
٨ ـ مل : علي بن الحسين عن سعد عن ابن عيسى عن موسى بن القاسم عمن حدثه عن مرازم قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن الصلاة في مسجد رسول الله فقال عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : صلاة في مسجدي ثم قال : إن الله فضل مكة وجعل بعضها أفضل من بعض فقال تعالى : « واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى » وقال : إن الله فضل أقواما وأمر باتباعهم وأمر بمودتهم في الكتاب (٤).
٩ ـ مل : جماعة مشايخي عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسن بن سعيد عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير وفضالة جميعا عن معاوية بن عمار قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام لابن أبي يعفور : أكثر الصلاة في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله فان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : صلاة في مسجدي هذاكألف صلاة في مسجد غيره إلا المسجد الحرام فان صلاة في مسجد الحرام تعدل ألف صلاة في مسجدي (٥).
__________________
(١ ـ ٢) ثواب الاعمال ص ٢٨.
(٣) لم نجده في مظانه.
(٤) كامل الزيارات ص ٢١.
(٥) كامل الزيارات ص ٢١.
١٠ ـ مل : محمد بن الحسن عن أبيه عن جده علي بن مهزيار عن الحسن ابن سعيد عن طريف بن ناصح عن خالد القلانسي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : مكة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي الصلاة فيها بمائة ألف صلاة والدرهم فيها بمأئة ألف درهم والمدينة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي أميرالمؤمنين الصلاة فيها في مسجدها بعشرة آلاف صلاة والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب أميرالمؤمنين الصلاة في مسجدها بألف صلاة (١).
٤٥
( باب )
* « ( فضل زمزم وعلله وأسمائه وأحكامه وفضل ماء الميزاب ) » *
١ ـ ع : عن سعد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى حجة الوداع فلما قدم مكة طاف بالبيت وصلى ركعتين عند مقام إبراهيم عليهالسلام واستلم الحجر ثم أتى زمزم فشرب منها وقال : لو لا أن أشق على امتي لا ستقيت منها ذنوبا أو ذوبين (٢).
أقول : تمامه في باب أنواع الحج.
٢ ـ ع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن فضال عن عقبة عمن رواه عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : كانت زمزم أبيض من اللبن وأحلى من الشهد وكانت سائحة فبغت على المياه فأغارها الله عزوجل وأجرى إليها عينا من صبر (٣).
٣ ـ سن : ابن فضال مثله (٤).
__________________
(١) كامل الزيارات ص ٢٩.
(٢) علل الشرائع يص ٤١٢ بعض حديث طويل.
(٣) نفس المصدر ص ٤١٥.
(٤) المحاسن ص ٥٧٣.
٤ ـ ع : أبي عن محمد العطار عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن عقبة عن بعض أصحابنا عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ذكر ماء زمزم فقال : تجري إليها عين من تحت الحجر فاذا غلب ماء العين عذب ماء زمزم (١).
٥ ـ سن : ابن فضال مثله (٢).
٦ ـ ع : ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي عن عبدالعظيم الحسني عن الحسن بن الحسين عن شيبان عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : جاء رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى نفروهم يجرون دلاء زمزم فقال : نعم العمل الذي أنتم عليه لولا أني أخشى أن تغلبوا عليه لجررت معكم انزعوا دلوا فتناوله فشرب منه (٣).
٧ ـ ل : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن أيمن بن محرز عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : أسما زمزم ركضة جبرئيل و حفيرة إسماعيل وحفيرة عبدالمطلب وزمزم وبرة والمضمونة والرواء وشبعة وطعام مطعم وشفاء سقم (٤).
٨ ـ ل : الاربعمائة : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام الاطلاع في بئر زمزم يذهب الداء فاشربوا من مائها مما يلي الركن الذي فيه الحجر الاسود فان تحت الحجر أربعة أنهار من الجنة : الفرات والنيل وسيحان وجيحان وهما نهران (٥).
٩ ـ وقال عليهالسلام : إنماسمى السقاية لان رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر بزبيب اتي به من الطائف أن ينبذ ويطرح في حوض زمزم لان ماءها مر فأراد أن يكسر مرارته فلا تشربوه إذا عتق (٦).
١٠ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام : يا علي إن عبدالمطلب
__________________
(١) علل الشرائع ص ٤١٥.
(٢) المحاسن ص ٥٧٣.
(٣) علل الشرائع ص ٥٩٩.
(٤) الخصال ج ٢ ص ٢٢١.
(٥) الخصال ج ٢ ص ١٨.
(٦) الخصال ج ٢ ص ٤٢٣.
سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الاسلام : حرم نساء الاباء على الابناء فأنزل الله عزوجل « ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء » ووجد كنزا فأخرج منه الخمس وتصدق به فأنزل الله عزوجل « واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن الله خمسة » الاية فلما حفر زمزم سماها سقاية الحاج فأنزل الله عزوجل « أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الاخر » الاية وسن في القتل مائة من الابل فأجرى الله عزوجل ذلك في الاسلام ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبدالمطلب سبعة أشواط فأجرى الله ذلك في الاسلام (١).
١١ ـ ن : القطان عن أحمد الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الرضا عليهالسلام مثله وتمامه في أحوال عبدالمطلب (٢).
١٢ ـ سن : جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبدالله عن أبيه عليهماالسلام قال : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : ماء زمزم خير ماء على وجه الارض وشر ماء على وجه الارض ماء برهوت التي بحضر موت ترده هام الكفار بالليل (٣).
١٣ ـ سن : ابن القداح عن أبي عبدالله عن أبيه عليهماالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ماء زمزم دواء لما شرب له (٤).
١٤ ـ سن : أبي عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : زمزم شفاء من كل داء وأظنه قال : كائنا ماكان ـ وعرضت أنا هذا الحديث عن المبارك (٥).
١٥ ـ سن : جعفر عن ابن القداح عن أبي عبدالله عن أبيه عليهماالسلام أن النبى صلىاللهعليهوآله كان يستهدي ماء زمزم وهو بالمدينة (٦).
١٦ ـ سن : بعض أصحابنا رفعه يقول : إذا شربت من ماء زمزم فقل : اللهم اجعله علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم وكان أبوا لحسن عليهالسلام يقول إذا
__________________
(١) الخصال ج ١ ص ٢٢١ بزيادة في آخره.
(٢) عيون اخبار الرضا ج ١ ص ٢١١.
(٣ ـ ٥) المحاسن ص ٥٧٣.
(٦) نفس المصدر : ٥٧٤.
شرب من زمزم : بسم الله والحمد الله والشكر لله (١).
١٧ ـ سن : ابن يزيد عن يحيى بن المبارك عن ابن جبلة قال : اشتكى رجل من إخواننا بمكة حتى سقط للموت فلقيت أبا عبدالله عليهالسلام في الطريق فقال : ياصارم ما فعل فلان؟ فقلت : تركته بحال الموت فقال : أما لو كنت مكانك لاسقيته من ماء الميزاب قال : فطلبناه عندكل أحد فلم نجده فبينا نحن كذلك إذ ارتفعت سحابة ثم أرعدت وأبرقت وأمطرت فجئت إلى بعض من في المسجد فأعطيته درهما وأخذت قدحا ثم أخذت من ماء الميزاب فأتيته به فأسقيته فلم أبرح من عنده حتى شرب سويقا وبرا (٢).
١٨ ـ ضا : أروي عن أبي عبدالله عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ماء زمزم شفاء لما شرب له (٣).
١٩ ـ وفي حديث آخر : ماء زمزم شفاء لمن استعمل (٤).
٢٠ ـ وأروي : ماء زمزم شفاء من كل داء وسقم وأمان من كل خوف وحزن (٥).
٢١ ـ طب الجارود بن أحمد عن محمد بن جعفر الجعفري عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : ماء زمزم شفاء من كل داء وأظنه قال : كائنا ماكان لان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ماء زمزم لما شرب له (٦).
٢٢ ـ الهداية : وإن قدرت أن تشرب من ماء زمزم من قبل أن تخرج إلى الصفا فافعل وتقول حين تشرب : اللهم اجعله لي علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم (٧).
__________________
(١ ـ ٢) المحاسن ص ٥٧٤.
(٣ ـ ٥) فقه الرضا ص ٤٦. بتفاوت في الثانى.
(٦) طب الائمة ص ٥٢ مطبوعة النجف الاشرف سنة ١٣٨٥.
(٧) الهداية ص ٥٨.
٤٦
* باب *
* « ( الاحرام بالحج والذهاب إلى منى ومنها إلى عرفات ) » *
١ ـ ضا : إذا كان يوم التروية فاغتسل والبس ثوبك اللذين للاحرام وائت المسجد حافيا عليك السكينة والوقار وصل عند المقام الظهر والعصر واعقد إحرامك دبر العصر وإن شئت في دبر الظهر بالحج مفردا تقول : اللهم إني اريد ما أمرت به من الحج على كتابك وسنة نبيك صلوات الله عليه فان عرض لي عرض حبسني فحلني أنت حيث حبستني لقدرك الذي قدرت على ولب مثل ما لبيت في العمرة ثم اخرج إلى منى وعليك السكينة والوقار واذكر الله كثيرا في طريقك فاذا خرجت إلى الابطح فارفع صوتك بالتلبية فاذا أتيت منى فبت بها وصل بها الغداة واخرج منها إلى عرفات وأكثر من التلبية في طريقك فاذا زالت الشمس فاغتسل ـ أو قبيل الزوال ـ وصل الظهر والعصر بأذان وإقامه (١).
(٢) ـ الهداية : وقصر من شعر رأسك من جوانبه ولحيتك وخذ من شاربك وقلم أظفارك وأبق منها لحجك ثم اغتسل فاذا فعلت ذلك فقد أحللت من كل شئ أحرمت منه فطف بالبيت تطوعا ما شئت فاذا كان يوم التروية فاغتسل والبس ثوبك وادخل المسجد الحرام حافيا وعليك السكينة والوقار فطف بالبيت اسبوعا تطوعا أنى شئت ثم صل ركعتين لطوافك عند مقام إبراهيم عليهالسلام أوفي الحجر ثم اقعد حتى تزول الشمس فاذا زالت فصل المكتوبة وقل مثل ما قلت يوم أحرمت بالعقيق. ثم اخرج وعليك السكينة و الوقار فاذا انتهيت إلى الرقطاء دون الردم فلب فاذا انتهيت إلى الردم وأشرفت على الابطح فارفع صوتك بالتلبية حتى تأتي منى وتقول وأنت متوجه إلى منى :
__________________
(١) فقه الرضا ص ٢٨.
« اللهم إياك أرجو وإياك أدعو فبلغني أملي وأصلح لي عملي » فاذا أتيت منى فقل : « اللهم هذه منى مما مننت به علينا من المناسك فأسئلك أن تمن علي فيها بما مننت به على أوليائك فانما أنا عبدك وفي قبضتك » ثم صل بها العصر والمغرب والعشاء الاخرة والفجر (١).
٣ ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال : يخرج الناس إلى منى من مكة يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة وأفضل ذلك بعد صلاة الظهر ولهم أن يخرجوا غدوة أو عشية إلى الليل ولا بأس أن يخرجوا ليلة يوم التروية والمشي لمن قدر عليه في الحج فيه فضل والركوب لمن وجد مركبا فيه فضل أيضا وقد ركب رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢).
٤ ـ وعنه أنه قال : ينبغي للامام أن يصلي الظهر يوم التروية بمنى ( ويوم التروية اليوم الثامن من ذي الحجة ) ويبيت الناس ليلة عرفة بمنى ويفدون يوم عرفة إلى عرفة (٣).
٥ ـ وعن علي صلوات الله عليه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله غدا يوم عرفة من منى فصلى الظهر بعرفة ولم يخرج من منى حتى طلعت الشمس (٤)
٦ ـ وروينا عن علي صلوات الله عليه أنه كان يغتسل يوم عرفة (٥).
٧ ـ وعنه أن رسول الله صلىاللهعليهوآله نزل يوم عرفة بنمرة ونمرة موضع ضربت فيه قبة رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ وأقام حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصوى فرحلت له حتى أتى بطن الوادي فوقف فخطب الناس ثم أذن بلال ثم أقام الصلاة فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا ثم ركب حتى أتى الموقف
__________________
(١) الهداية ص ٦٠ بتفاوت يسير.
(٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣١٩.
(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٩ ومابين القوسين زيادة من المصدر.
(٤ ـ ٥) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٩.
قطع التلبية حتى زالت الشمس (١).
٨ ـ وعن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال : عرفة كلها موقف و أفضل ذلك سفح الجبل ونهى عن النزول والوقوف بالاراك وقال : الجبال أفضل (٢).
٩ ـ وعنه عليهالسلام أنه قال : يقف الناس بعرفة يدعون ويرغبون ويسألون الله من كل فضله وبما قدروا عليه حتى تغرب الشمس ومن اغمي عليه من علة ووقف بذلك الموقف أجزأه ذلك وقال : لا يصلح الوقوف بعرفة على غير طهارة (٣).
١٠ ـ وعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : أعظم أهل عرفات جرما من انصرف وهو يظن أنه لن يغفر له (٤).
١١ ـ وروينا عن أهل البيت صلوات الله عليهم في الدعاء يوم عرفة وجوها كثيرة وليس في ذلك دعاء موقت ولكن ينبغي أن يستكثر من الدعاء فيه ويسأل الله المرء بما قد رعليه للدنيا والاخرة (٥).
٤٧
( باب )
* « ( الوقوف بعرفات وفضله وعلله ) » *
* « ( وأحكامه والافاضة منه ) » *
الايات : البقرة : « فاذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام » (٦) وقال تعالى : « ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم » (٧).
__________________
(١) نفس المصدر ج ١ ص ٣١٩ بتفاوت في أوله.
(٢ ـ ٥) نفس المصدر ج ١ ص ٣٢٠.
(٦) سورة البقرة ١٩٨.
(٧) سورة البقرة ١٩٩.
١ ـ لى : ما جيلويه عن عمه عن البرقي عن علي بن الحسين البرقي عن عبدالله بن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبدالله عن أبيه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فسأله أعلمهم من مسائل فكان فيما سأله : أخبرني لاي شئ أمر الله بالوقوف بعرفات بعد العصر؟ قال النبي صلىاللهعليهوآله : إن العصر هي الساعة التي عصى فيها آدم ربه وفرض الله عزوجل على امتي الوقوف والتضرع والدعاء في أحب المواضع إليه وتكفل لهم بالجنة والساعة التي ينصرف فيها الناس هي الساعة التي تلقى فيها آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ثم قال النبي صلىاللهعليهوآله : والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن لله بابا في السماء يقال له : باب الرحمة وباب التوبة وباب الحاجات وباب التفضل وباب الاحسان وباب الجود وباب الكرم وباب العفو ولا يجتمع بعرفات أحد إلا استأهل من الله في ذلك الوقت هذه الخصال وإن لله عزوجل مائة ألف ملك مع كل ملك مائة وعشرون ألف ملك ولله رحمة على أهل عرفات ينزلها على أهل عرفات فاذا انصرفوا أشهد الله ملائكة بعتق أهل عرفات من النار وأوجب الله عزوجل لهم الجنة ونادى مناد : انصرفوا مغفورين فقد أرضيتموني ورضيت عنكم قال اليهودي : صدقت يامحمد (١).
٢ ـ فس : أبي عن الاصبهاني عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سأل رجل أبي عليهالسلام بعد منصرفه من الموقف فقال : أترى يخيب الله هذا الخلق كله؟ فقال أبي عليهالسلام : ما وقف بهذا الموقف أحد من الناس مؤمن ولا كافر إلا غفر الله له إلا أنهم في مغفرتهم على ثلاث منازل : مؤمن غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأعتقه من النار وذلك قوله « ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار » (٢) ومؤمن منهم
__________________
(١) أمالى الصدوق ص ١٨٧ ضمن حديث طويل.
(٢) سورة البقرة الاية : ٢٠١.
من غفر الله له ما تقدم من ذنبه وقيل له : أحسن فيما بقي وذلك قوله « ومن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى » (١) الكبائر وأما العامة فانهم يقولون « من تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى » الصيد أفترى أن الله تبارك وتعالى حرم الصيد بعد ما أحله؟ لقوله : « وإذا حللتم فاصطادوا » وفي تفسير العامة يقول : إذا حللتم فاتقوا الصيد وكافر وقف هذا الموقف زينة الحياة الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه إن تاب من الشرك وإن لم يتب وفاه الله أجره في الدنيا ولم يحرمه ثواب هذا الموقف وهو قوله « من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * اولئك الذين ليس لهم في الاخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ماكانوا يعلمون » (٢).
٣ ـ ب : محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى قال : رأيت أبا عبدالله عليهالسلام بالموقف على بغلة رافعا يده إلى السماء عن يساره وإلى الموسم حتى انصرف وكان في موقف النبي صلىاللهعليهوآله وظاهر كفيه إلى السماء وهو يلوذ ساعة بعد ساعة بسبابتيه (٣).
٤ ـ ب : محمد بن عيسى قال : حدثني حفص بن أبي محمد مؤذن علي بن يقطين قال : رأيت أبا عبدالله عليهالسلام وقد حج ووقف الموقف فلما دفع الناس منصرفين سقط أبوعبدالله عن بغلة كان عليها فعرفه الوالي الذي وقف بالناس تلك السنة ـ وهي سنة أربعين ومائة ـ فوقف على أبي عبدالله فقال له أبوعبدالله عليهالسلام : لا تقف فإن الامام إذا دفع بالناس لم يكن له أن يقف وكان الذي وقف بالناس تلك السنة إسماعيل بن علي بن عبدالله بن عباس (٤).
__________________
(١) سورة البقرة الاية : ٢٠٣.
(٢) تفسير على بن ابراهيم القمى ص ٦٠ والامة التى في آخر الحديث من سورة هود : ١٥.
(٣) قرب الاسناد ص ٢٢. (٤) نفس المصدر ص ٨.
٥ ـ ب : محمد بن عيسى عن القداح عن جعفر عن أبيه عليهماالسلام قال : دعا النبي صلىاللهعليهوآله يوم عرفة حين غابت الشمس فكان آخر كلامه هذا الدعاء وهملت عيناه بالبكاء ثم قال : اللهم إني أعوذبك من الفقر ومن تشتت الامور ومن شر ما يحدث بالليل والنهار أصبح ذلي مستجير ابعزك وأصبح وجهي الفاني مستجيرا بوجهك الباقي ياخير من سئل وأجود من أعطى وأرحم من استرحم جللني برحمتك والبسني عافيتك واصرف عني شر جميع خلقك (١)
٦ ـ ب : محمد بن عيسى عن حفص بن عمر مؤذن علي بن يقطين قال : كنا نروي أنه يقف للناس في سنة أربعين ومائة خير الناس فحججت في تلك السنة فاذا إسماعيل بن علي بن عبدالله بن العباس واقف قال : فدخلنا من ذلك غم شديد لما كنا نرويه فلم نلبث إذا أبوعبدالله عليهالسلام واقف على بغلة له فرجعت ابشر أصحابنا ورجعت فقلنا هذا خير الناس الذي كنا نرويه فلما أمسينا قال إسماعيل لابي عبدالله : ما تقول يا أبا عبدالله سقط القرص فدفع أبوعبدالله عليهالسلام بغلته وقال له : نعم ودفع إسماعيل بن علي دابته على أثره فسارا غير بعيد حتى سقط أبوعبدالله عليهالسلام عن بغله أو بغلته فوقف إسماعيل عليه حتى ركب فقال له أبوعبدالله عليهالسلام : ورفع رأسه إليه فقال : إن الامام إذا دفع لم يكن له أن يقف إلا بالمزدلفة فلم يزل إسماعيل يتقصد حتى ركب أبوعبدالله عليهالسلام ولحق به (٢).
٧ ـ ب : ابن عيسى عن البزنطي عن الرضا عليهالسلام قال : كان أبوجعفر عليهالسلام يقول : ما من بر ولا فاجر يقف بجبال عرفات فيدعو الله إلا استجاب الله له أما البر ففي حوائج الدنيا والاخرة وأما الفاجر ففي أمر الدنيا (٣).
أقول : قد مر في باب صلاة الطواف عن أبي جعفر عليهالسلام أنه قال : سبعة
__________________
(١) نفس المصدر ص ١٢.
(٢) نفس المصدر ص ٧٥.
(٣) نفس المصدر ص ١٦٦ صدر حديث.
مواطن ليس فيها دعاء موقت منها الوقوف بعرفات (١) وقد مر الغسل في باب الاحرام وبعض الاحكام في باب أنوا ع الحج.
٩ ـ ل : المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن عبدالله بن محمد بن خالد الطيالسي عن أبيه عن الازدي عن حمزة بن حمران عن أبيه عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لقد نظر علي بن الحسين عليهماالسلام يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس فقال : ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم؟! إنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيدا (٢).
١٠ ـ ع : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد وعبدالله ابني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : إذا وقفت بعرفات فادن من الهضبات وهي الجبال فان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : أصحاب الاراك لا حج لهم يعني الذين يقفون عند الاراك (٣).
١١ ـ مع : أبي عن أحمد بن إدريس عن الاشعري ومحمد بن علي بن محبوب عن اليقطيني عن صفوان بن يحيى عن إسماعيل بن جابر عن رجاله عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله عزوجل : « ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود » (٤) قال : المشهود يوم عرفة والمجموع له الناس يوم القيامة (٥).
١٢ ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن عيسى عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله عزوجل : « وشاهد ومشهود » قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة (٦).
١٣ ـ مع : أبي عن محمد العطار عن أحمد بن محمد عن عيسى بن القاسم
__________________
(١) الهداية ص ٤٠.
(٢) الخصال ج ٢ ص ٢٩٤ ضمن حديث طويل.
(٣) علل الشرائع ص ٤٥٥.
(٤) سورة هود : ١٠٣.
(٥ ـ ٦) معانى الاخبار ص ٢٩٨.
عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة (١).
١٤ ـ مع : ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله عزوجل « وشاهد ومشهود » قال : الشاهد يوم عرفة (٢).
١٥ ـ مع : بهذا الاسناد عن الحسين عن النضر عن محمد بن هاشم عمن روى عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سأله الابرش الكلبي عن قول الله عزوجل : « وشاهد ومشهود » فقال أبوجعفر عليهالسلام : بما قيل لك؟ فقال : قالوا الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة فقال أبوجعفر عليهالسلام : ليس كما قيل لك الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم القيامة أما تقرء القرآن قال الله عزوجل : « ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود » (٣).
١٦ ـ مع : بهذا الاسناد عن الحسين عن فضالة عن أبان عن أبي الجارود عن أحدهما عليهماالسلام في قول الله عزوجل « وشاهد ومشهود » قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة (٤).
١٧ ـ ع : حمزة العلوي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن عرفات لم سمي ( سميت ) عرفات؟ فقال : إن جبرئيل عليهالسلام خرج بابراهيم صلوات الله عليه يوم عرفة فلما زالت الشمس قال له جبرئيل عليهالسلام : يا إبراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك فسميت عرفات لقول جبرئيل عليهالسلام له : اعترف فاعترف (٥).
١٨ ـ سن : أبي عن ثعلبة عن معاوية بن عمار مثله (٦).
__________________
(١ ـ ٤) معانى الاخبار ص ٢٩٩.
(٥) علل الشرائع ص ٤٣٦.
(٦) المحاسن ص ٣٣٥ بتفاوت.
١٩ ـ ع : أبي عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام لم سمي يوم التروية يوم التروية؟ قال : لانه لم يكن بعرفات ماء وكانوا يستقون من مكة من الماء ريهم وكان يقول بعضهم لبعض : ترويتم؟ ترويتم؟ فسمي يوم التروية لذلك (١).
٢٠ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير مثله (٢).
٢١ ـ ثو : ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن عمر بن يزيد قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : الحاج إذا دخل مكة وكل الله به ملكين يحفظان عليه طوافه وصلاته وسعيه فاذا وقف بعرفة ضربا على منكبه الايمن ثم قالا : أماما مضى فقد كفيته فانظر كيف تكون فيما تستقبل (٣).
٢٢ ـ ثو : ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد عن أبيه عن صفوان عن ابن مسكان عن عبدالله بن سليمان قال : كان أبوجعفر عليهالسلام إذا كان يوم عرفة لم يرد سائلا (٤).
٢٣ ـ سن : يحيى بن إبراهيم عن أبيه عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام قا ل : قال علي بن الحسين عليهماالسلام : أما علمت إذا كان عشية عرفة ينزل الله في ملائكة إلى سماء الدنيا ثم يقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا أرسلت إليهم رسولا من وراء وراء فسألوني ودعوني اشهدكم أنه حق علي أن اجيبهم اليوم قد شفعت محسنهم فئ مسيئهم وقد تقبلت من محسنهم فأفيضوا مغفورا لكم ثم يأمر ملكين فيقومان بالمأزمين هذا من هذا الجانب وهذا من هذا الجانب فيقولان : اللهم سلم سلم فما يكاد يرى من صريع ولا كسير (٥).
__________________
(١) علل الشرائع ص ٤٣٥.
(٢) المحاسن ص ٣٣٦ بتفاوت.
(٣) ثواب الاعمال ص ٤٣.
(٤) ثواب الاعمال ص ١٢٨.
(٥) المحاسن ص ٦٥.
٢٤ ـ ين : صفوان عن معاوية بن عمار مثله (١).
٢٥ ـ سن : ابن فضال عن رجل عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : من مر بالمأزمين وليس في قلبه كبر غفر الله له قلت : ما الكبر؟ قال : يغمص (٢) الناس ويسفه (٣) الحق وقال : وملكان موكلان بالمأزمين يقولان : رب سلم سلم (٤).
٢٩ ـ ضا : اغتسل يوم عرفة قبل الزوال (٥)
٢٧ ـ ضا : فإذا أتيت منى فبت بها وصل بها الغداة واخرج منها إلى عرفات وأكثر من التلبية في طريقك فاذا زالت الشمس فاغتسل أو قبيل الزوال وصل الظهر والعصر بأذان وإقامتين ثم ائت الموقف فادع بدعاء الموقف واجتهد في الدعاء والتضرع وألح قائما وقاعدا إلى أن تغرب الشمس ثم أفض منها بعد المغيب وتقول : لا إله إلا الله وإياك أن تفيض قبل الغروب فيلزمك دم ولا تصل المغرب ولا العشاء الاخرة ليلة النحر إلا بالمزدلفة وإن ذهب ربع الليل (٦).
٢٨ ـ شى : عن زيد الشحام عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : « أفيضوا من حيث أفاض الناس » قال : اولئك قريش كانوا يقولون : نحن أولى الناس بالبيت ولا يفيضون إلا من المزدلفة فأمرهم الله أن يفيضوا من عرفة (٧).
٢٩ ـ شى : عن رفاعة عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : سألته عن قول الله : « ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس » إن أهل الحرم كان يقفون على المشعر الحرام ويقف الناس بعرفة ولا يفيضون حتى يطلع عليهم أهل عرفة وكان
__________________
(١) الحديث في فقه الرضا ص ٧٢ وكان الرمز ( ين ) كما مر مثله مكررا.
(٢) غمص الناس احتقرهم.
(٣) سفه الحق بمعنى جهله فاستخف به ونسبه إلى السفه.
(٤) المحاسن ص ٦٦.
(٥) فقه الرضا ص ٢٨ بتفاوت.
(٦) نفس المصدر ص ٢٨ بتفاوت يسير.
(٧) تفسير العياشي ج ١ ص ٩٦.
رجل يكني أبا سيار وكان له حمار فاره (١) وكان يسبق أهل عرفة فاذا طلع عليهم قالوا : هذا أبوسيار ئم أفاضوا فأمرهم الله أن يقفوا بعرفة وأن يفيضوا منه (٢).
٣٠ ـ شى : عن معاوية بن عمار عن أبي عبدالله عليهالسلام في قوله : « ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس » قال يعني إبراهيم وإسماعيل (٣).
٣١ ـ شى : عن علي قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن قول الله : « ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس » قال : كانت قريش تفيض من المزدلفة في الجاهلية يقولون : نحن أولى بالبيت من الناس فأمرهم الله أن يفيضوا من حيث أفاض الناس من عرفه (٤).
٣٢ ـ وفي رواية اخرى عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن قريشا كانت تفيض من جمع (٥) ومضر وربيعة من عرفات (٦).
٣٣ ـ شى : عن أبي الصباح عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن إبراهيم أخرج إسماعيل إلى الموقف فأفاضا منه ثم إن الناس كانوا يفيضون منه حتى إذا كثرت قريش قالوا : لانفيض من حيث أفاض لا نفيض من حيث أفاض الناس وكانت قريش تفيض من المزدلفة ومنعوا الناس أن يفيضوا معهم إلا من عرفات فلما بعث الله محمدا عليه الصلاة والسلام أمره أن يفيض من حيث أفاض الناس وعنى بذلك إبراهيم وإسماعيل عليهماالسلام (٧).
٣٤ ـ شى : عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله « أفيضوا من حيث أفاض الناس » قال : هم أهل اليمن (٨).
__________________
(١) الفاره : المراد به النشيط الخفيف البين الفراهة لتمام صحته.
(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٩٧ بتفات يسير.
(٣ ـ ٤) نفس المصدر ج ١ ص ٩٧.
(٥) جمع : بالفتح فالسكون : المشعر الحرام وهو أقرب الموقفين إلى مكة المشرفة.
(٦ ـ ٧) تفسير العياشى ج ١ ص ٩٧. (٨) نفس المصدر ج ١ ص ٩٨.
٣٥ ـ شى : عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول الله تعالى : « خذوا زينتكم عند كل مسجد » قال : عشية عرفة (١).
٣٦ ـ م : قوله عزوجل : « فاذا أفضتم من عرفات » إلى قوله : « والله سريع الحساب » (٢) قال الامام عليهالسلام : قال الله تعالى للحجاج : « فاذا أفضتم من عرفات » ومضيتم إلى المزدلفة « فاذكروا الله عند المشعر الحرام » بآلائه ونعمائه والصلاة على محمد سيد أنبيائه وعلى علي سيد أصفيائه « واذكروا الله كما هديكم » لدينه والايمان برسوله « وإن كنتم من قبله لمن الضالين » عن دينه قبل أن يهديكم إلى دينه « ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس » ارجعوا من المشعر الحرام من حيث رجع الناس من جمع والناس ههنا في هذا الموضع الحاج غير الحمس (٣) فان الحمس كانوا لا يفيضون من جمع « واستغفروا الله لذنوبكم إن الله غفور رحيم » للتائبين « فاذا قضيتم مناسككم » التي سنت لكم في حجكم « فاذكروا الله كذكر كم آبائكم » اذكروا الله بآلائه لديكم وإحسانه اليكم فيما وفقكم له من الايمان بنبوة محمد صلىاللهعليهوآله سيد الانام واعتقاد وصية أخيه على عليهالسلام دين أهل الاسلام « كذكر كم آباءكم » بأفعالهم ومآثرهم التي تذكرونها « أو أشد ذكرا » خيرهم بين ذلك ولم يلزمهم أن يكونوا له أشد ذكرا منهم لابائهم وإن كانت نعم الله عليهم أكثر و أعظم من نعم آبائهم ثم قال عزوجل : « فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا » أموالهم وخيراتها « وماله في الاخرة من خلاق » نصيب لانه لا يعمل لها عملا ولا يطلب فيها خيرا « ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة » خيراتها « وفي الاخرة حسنة » من نعم جناتها « وقنا عذاب النار » نجنا من عذاب النار وهم بالله مؤمنون وبطاعته عاملون ولمعاصيه مجانبون اولئك الداعون بهذا الدعاء
__________________
(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٣ والاية في سورة الاعراف : ٣١.
(٢) سورة البقرة : الايات ١٩٨ إلى ٢٠٣.
(٣) الحمس : بالضم لقب قريش وكنانة وجديلة ومن تابعهم في الجاهلية لتحمسهم في دينهم أو لالتجائهم بالحمساء وهى الكعبة لان حجرها أبيض إلى السواد.
على هذا الوصف « لهم نصيب مما كسبوا » من ثواب ما كسبوا في الدنيا وفي الاخرة « والله سريع الحساب » لانه لا يشغله شأن عن شأن ولا محاسبة أحد من محاسبة آخر فاذا حاسب أحدا فهو في تلك الحال محاسب للكل يتم حساب الكل بتمام حساب واحد وهو كقوله « ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة » لا يشغله خلق واحد عن خلق آخر ولا بعث واحد عن بعث آخر (١).
قال علي بن الحسين عليهماالسلام وهو واقف بعرفات للزهري : كم تقدر من الناس ههنا؟ قال : أقدر أربعة الف الف وخمسمائة الف كلهم حجاج قصدوا الله بأموالهم ويدعونه بضجيج أصواتهم فقال له : يا زهري ما أكثر الضيجيج وأقل الحجيج! فقال الزهري : كلهم حجاج أفهم قليل؟
فقال : يازهري ادن إلى وجهك فأدناه إليه فمسح بيده وجهه ثم قال : انظر فنظر إلى الناس قال الزهري ـ فرأيت أولئك الخلق كلهم قردة لا أرى فيهم انسانا إلا في كل عشرة ألف واحد من الناس.
ثم قال لي : ادن يازهري فدنوت منه فمسح بيده وجهي ثم قال : انظر فنظرت إلى الناس قال الزهري : فرأيت اولئك الخلق كلهم خنازير.
ثم قال لي : ادن إلي وجهك فأدنيت منه فمسح بيده وجهي فاذا هم كلهم ديبه إلا تلك الخصايص من الناس النفر اليسير فقلت : بأبي وامي أنت يا ابن رسول الله قد أدهشتني آياتك وحيرتني عجائبك قال : يازهري ما الحجيج من هؤلاء إلا النفر اليسير الذين رأيتهم بين هذا الخلق الجم الغفير ثم قال لي : امسح يدك على وجهك ففعلت فعاد أولئك الخلق في عيني اناسا كما كانوا اولا.
ثم قال لي : من حج ووالى موالينا وهجر معادينا ووطن نفسه على طاعتنا ثم حضر هذا الموقف مسلما إلى الحجر الاسود ما قلده الله من أمانتنا ووفيا بما ألزمه من عهودنا فذلك هو الحاج والباقون هم من قدر أيتهم يازهري حدثني أبي عن جدي رسول الله صلىاللهعليهوآله أنه قال : ليس الحاج المنافقون المعاندون لمحمد وعلي
__________________
(١) تفسير العسكرى ص ٢٥٦ الطبعة المحشاة بكنز العرفان.
ومحبيهما الموالون لشانئيهما وإنما الحاج المؤمنون المخلصون الموالون لمحمد وعلي ومحبيهما المعادون لشانئيهما إن هؤلاء المؤمنين الموالين لنا المعادين لاعدائنا لتسطع أنوارهم في عرصات القيامة على قدر موالاتهم لنا فمنهم من يسطع نوره مسيرة ثلاث مائة ألف سنة وهو جميع مسافة تلك العرصات ومنهم من تسطع أنواره إلى مسافاة بين ذلك يزيد بعضها على بعض على قدر مراتبهم في موالاتنا ومعادات أعدائنا يعرفهم أهل العرصات من المسلمين والكافرين بأنهم الموالون المتولون المتبرؤن يقال لكل واحد منهم : يا ولي الله انظر في هذه العرصات إلى كل من أسدى إليك في الدنيا معروفا أو نفس عنك كربا أو أغاثك إذ كنت ملهوفا أو كف عنك عدوا أو أحسن إليك في معاملة فأنت شفيعة فان كان من المؤمنين المحقين زيد بشفاعته في نعم الله عليه وإن كان من المقصرين كفي تقصيره بشفاعته وإن كان من الكافرين خفف من عذابه بقدر إحسانه إليه وكأني بشيعتنا هؤلاء يطيرون في تلك العرصات كالبزاة والصقور فينقضون على من أحسن في الدنيا إليهم انقضاض البزاة والصقور على اللحوم تتلقفها وتخطفها فكذلك يلتقطون من شدايد العرصات من كان أحسن اليهم في الدنيا فيرفعونهم إلى جنات (١).
٣٧ ـ وقال رجل لعلي بن الحسين عليهماالسلام : يا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله إنا إذا وقفنا بعرفات ومنى وذكرنا الله ومجدناه وصلينا على محمد وآله الطيبين الطاهرين ذكريا آباءنا أيضا بمآثرهم ومناقبهم وشريف أعمالهم نريد بذلك قضاء حقوقهم فقال علي بن الحسين عليهالسلام : أولا أنبئكم بما هو أبلغ في قضاء الحقوق من ذلك؟ قالوا : بلى يا ابن رسول الله قال : أفضل من ذلك وأولى أن تجددوا على أنفسكم ذكر توحيد الله والشهادة وذكر محمد رسول الله والشهادة له بأنه سيد النبيين وذكر علي ولي الله والشهادة له بأنه سيد الوصيين وذكر الائمة الطاهرين من آل محمد الطيبين بانهم عباد الله المخلصين وبأن الله عزوجل إاكان عشية عرفة وضحوة يوم منى باهى كرام ملائكة بالواقفين بعرفات ومنى وقال لهم : هؤلاء عبادي وإمائي حضروني ههنا
__________________
(١) نفس المصدر ص ٢٥٧.
من البلاد السحيقة
البعيدة شعثا غبرا قد فارقوا شهواتهم وبلادهم وأوطانهم وأخدانهم
ابتغاء مرضاتي ألا فانظروا إلى قلوبهم وما فيها فقد قويت أبصاركم يا ملائكتي على
الاطلاع عليها قال : فتطلع الملائكة على قوبهم فيقولون : ياربنا اطلعنا عليها و
بعضهم سود مدلهمة يرتفع عنها كدخان جهنم فيقول الله : اولئك الاشقياء الذين
ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون أنهم صنعا تلك قلوب خاوية
من الخيرات خالية من الطاعات مصرة على الموذيات المحرمات تعتقد تعظيم من أهناه
وتصغير من فخمناه وبجلناه لئن وافوني كذلك لاشددن عذابهم ولاطيلن حسابهم
تلك قلوب اعتقدت أن محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله
كذب على الله أو غلط عن الله في تقليده
أخاه ووصيه إقامة أود عباد الله والقيام بسياساتهم حتى يروا الامن في إقامة الدين
في انقاذ الهالكين ونعيم الجاهلين وتنبيه الغافلين الذين بئس المطايا إلى جهنم
مطاياهم. ثم يقول الله عزوجل يا ملائكتي انظروا فينظرون فيقولون ربنا وقد
اطلعنا على قلوب هؤلاء الاخرين وهي بيض مضيئة يرتفع عنها الانوار إلى السموات
والحجب وتخرقها إلى أن تستقر عند ساق عرشك يارحمن يقول الله عزوجل
اولئك السعداء الذين تقبل الله أعمالهم وشكر سعيهم في الحياة الدنيا فانهم قد
أحسنوا فيها صنعا تلك قلوب حاوية للخيرات مشتملة على الطاعات مدمنة على المنجيات
المشرفات تعتقد تعظيم من عظمناه وإهانة من أزذلناه لئن وافوني كذلك لاثقلن من
جهة الحسنات موازينهم ولاخففن من جهة السيئات موازينهم ولاعظمن أنوارهم
ولاجعلن في دار كرامتي ومستقر رحمتي محلهم وقرارهم تلك قلوب اعتقدت أن
محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآله
هو الصادق في كل أقواله المحق في كل أفعاله الشريف في
كل خلاله المبرز بالفضل في جميع خصاله وأنه قد أصاب في نصبه أميرالمؤمنين
عليا اماما وعلما على دين الله واضحا واتخذوا أمير المؤمنين امام هدى وواقيا من
الردى الحق ما دعا إليه والصواب والحكمة ما دل عليه والسعيد من وصل
حبله بحبله والشقي الهالك من خرج من جملة المؤمنين به والمطيعين له نعم
المطايا إلى الجنان مطاياهم سوف ننزلهم منها أشرف غرف الجنان ونسقيهم من