بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٣١
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

اللهم أكرمني في مجلسي هذا كرامة لا تهينني بعدها أبدا ، وأعزني عزا لا تذلنى بعده أبدا ، وعافني عافية لا تبتليني بعدها أبدا ، وارفعني رفعة لا تضعني بعدها أبدا ، واصرف عني شر كل جبار عنيد ، وشر كل قريب وبعيد ، وشر كل صغير وكبير ، وشر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، اللهم ما كان في قلبي من شك أو ريبة أو جحود أو قنوط أو فرح أو مرح أو بطر أو بذخ أو خيلاء أورياء أو سمعة أو شقاق أو نفاق أو كفر أو فسوق أو معصية أو شئ لا تحب عليه وليا لك ، فأسألك أن تمحوه من قلبي ، وتبدلنى مكانه إيمانا ، ورضا بقضائك ، ووفاء بعهدك ووجلا منك ، وزهدا في الدنيا ، ورغبة فيما عندك ، وثقة بك ، وطمأنينة إليك ، وتوبة نصوحا إليك ، اللهم إن كنت بلغتناه وإلا فأخر آجالنا إلى قابل حتى تبلغناه في يسر منك وعافية يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله كثيرا ورحمة الله وبركاته.

وداع آخر لشهر رمضان رويناه باسنادنا إلى أبي محمد هارون بن موسى التلعكبرى رضي الله عنه باسناده إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من ودع شهر رمضان في آخر ليلة منه وقال : « اللهم لاتجعله آخر العهد من صيامي لشهر رمضان ، وأعوذ بك أن يطلع فجر هذه الليلة إلا وقد غفرت لي » غفر الله له قبل أن يصبح ، ورزقه الاناب إليه.

وداع آخر لشهر رمضان وجدناه في كتب الدعوات :

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذي لا يدرك العلماء علمه ، ولا يستخف الجهال حلمه ، ولا يحسن الخلائق وصفه ، ولا يخفى عليه ما في الصدور ، خلق خلقه من غير أصل ولا مثال ، بلا تعب ولا نصب ، ولا تعليم ، ورفع السموات الموطودات بلا أصحاب ولا أعوان وبسط الارض على الهواء بغير أركان ، علم بغير تعليم ، وخلق بلا مثال ، علمه بخلقه قبل أن يكونهم كعلمه بهم بعد تكوينه لهم ، لم يخلق الخلق لتشديد سلطان ، ولا لخوف من زوال ولا نقصان ، ولا استعان

١٨١

بخلقه على ضد مكابر ، ولا ند مثاور ، ما لسلطانه حد ، ولا لملكه نفاد ، تقدس بنور قدسه ، دنا فعلا ، وعلا فدنا ، فله الحمد حمدا ينتهي من سمائه إلى ما لا نهاية له في اعتلائه ، حسن فعاله ، وعظم جلاله ، وأوضح برهانه ، فله الحمد زنة الجبال ثقلا ، وعدد الماء والثرى ، وعدد ما يرى وما لا يرى ، الحمد لله الذي كان إذا لم تكن أرض مدحية ، ولا سماء مبنية ، ولا جبال مرسية ، ولا شمس تجري ، ولا قمر يسري ، ولا ليل يدحي ، ولا نهار يضحي ، اكتفى بحمده عن حمد غيره ، الحمد لله الذي تفرد بالحمد ودعا به ، فهو ولي الحمد ومنشئه وخالقه وواهبه ، ملك فقهر ، وحكم فعدل ، وأضاء فاستنار ، هو كهف الحمد وقراره ، ومنه مبتداه ، و إليه منتهاه ، استخلص الحمد لنفسه ، ورضي به ممن حمده ، فهو الواحد بلا نسبة الدائم بلا مدة ، المنفرد بالقوة ، المتوحد بالقدرة ، لم يزل ملكه عظيما ومنه قديما وقوله رحيما ، وأسماؤه ظاهرة ، رضي من عباده بعد الصنع أن قالوا « الحمد لله رب العالمين ».

والحمد لله مثل جميع ما خلق وزنته وأضعاف ذلك أضعافا لا تحصى ، على جميع نعمه ، وعلى ما هدانا وآتانا وقوانا بمنه على صيام شهرنا هذا ، ومن علينا بقيام بعض ليله ، وآتانا ما لم نستأهله ولم نستوجبه بأعمالنا ، فلك الحمد اللهم ربنا فأنت مننت علينا في شهرنا هذا بترك لذاتنا ، واجتناب شهواتنا ، وذلك من منك علينا لا من مننا عليك ، ربنا فليس أعظم الامرين علينا نحول أجسامنا ونصب أبداننا ، ولكن أعظم الامرين وأجل المصائب عندنا أن خرجنا من شهرنا هذا محتقبين الخيبة ، محرومين ، قد خاب طمعنا وكذب ظننا ، فيامن له صمنا ، و وعده صدقنا ، وأمره اتبعنا ، وإليه رغبنا ، لا تجعل الحرمان حظنا ، ولا الخيبة جزاءنا ، فانك إن حرمتنا ، فأهل ذلك نحن لسوء صنيعنا ، وكثرة خطايانا ، و إن تعف عنا ربنا وتقض حوائجنا ، فأنت أهل ذلك مولانا ، فطالما بالعفو عند الذنوب استقبلتنا ، وبالرحمة لدى استيجاب عقوبتك أدركتنا ، وبالتجاوز والستر عند ارتكاب معاصيك كافيتنا وبالضعف والوهن وكثرة الذنوب والعود فيها عرفتنا

١٨٢

وبالتجاوز والعفو عرفناك ، ربنا فمن علينا بعفوك يا كريم ، فقد عظمت مصيبتنا وكثر أسفنا على مفارقة شهر كبر فيه أملنا ، قد خفي علينا على أي الحالات فارقنا؟ وبأي الزاد منه خرجنا؟ أبا حتقاب الخيبة لسوء صنيعنا ، أم بجزيل عطائك بمنك مولانا وسيدنا فعلى شهر صومنا العظيم فيه رجاؤنا السلام.

فلو عقلنا مصيبتنا لمفارقة شهر أيام صومنا على ضعف اجتهادنا فيه ، لاشتد لذلك حزننا ، وعظم على ما فاتنا فيه من الاجتهاد تلهفنا ، اللهم فاجعل عوضنا من شهر صومنا مغفرتك ورحمتك ، ربنا وإن كنت رحمتنا في شهرنا هذا فذلك ظننا وأملنا وتلك حاجتنا ، فازدد عنا رضا ، وإن كنا حرمنا ذلك بذنوبنا ، فمن الان ربنا لا تفرق جماعتنا حتى تشهد لنا بعتقنا وتعطينا فوق أملنا ، وتزيدنا فوق طلبتنا وتجعل شهرنا هذا أمانا لنا من عذابك ، وعصمة لنا ما أبقيتنا ، وإن أنت بلغتنا شهر رمضان أيضا فبلغنا غير عائدين في شئ مما تكره ، ولا مخالفين لشئ مما تحب ، ثم بارك لنا فيه ، واجعلنا أسعد أهله به ، وإن أنت آجالنا دون ذلك ، فاجعل الجنة منقلبنا ومصيرنا ، واجعل شهرنا هذا أمانا لنا من أهوال ما نرد عليه ، واجعل خروجنا إلى عيدنا ومصلانا ومجتمعنا خروجا من جميع ذنوبنا وولوجا في سابغات رحمتك ، واجعلنا أوجه من توجه إليك ، وأقرب من تقرب إليك ، وأنجح من سألك فأعطيته ، ودعاك فأجبته ، واقلبنا من مصلانا وقد غفرت لنا ما سلف من ذنوبنا ، وعصمتنا في بقية أعمارنا وأسعفتنا بحوائجنا وأعطيتنا جميع خير الاخرة والدنيا ثم لا تعدنا في ذنب ولا معصية أبدا ، ولا تطعمنا رزقا تكرهه أبدا ، واجعل لنا في الحلال مفسحا ومتسعا.

اللهم ونبيك المجيب المكرم الراسخ له في قلوب امته خالصي المحبة لصفو نصيحته لهم ، وشدة شفقته عليهم ، ولتبليغه رسالاتك ، وصبره في ذاتك وتحننه على المؤمنين من عبادك فاجزه اللهم عنا أفضل ما جزيت نبيا عن امته وصل عليه عدد كلماتك التامات ، أنت وملائكتك ، وارفعه إلى أعلى الدرج ، و أشرف الغرف ، حيث يغبطه الاولون والاخرون ، ونضر وجوهنا بالنظر إليه

١٨٣

في جنانك ، وأقر أعيننا ، وأنلنا من حوضه ريا لا ظمأ بعده ولا شقاء ، وبلغ روحه منك تحية وسلاما منا ، مستشهدا له بالبلاغ والنصيحة.

اللهم وصل على جميع أنبيائك ورسلك ، وبلغ أرواحهم من السلام ، و شهادتنا لهم بالنصيحة والبلاغ ، وصل على ملائكتك أجمعين واجز نبينا عنا أفضل الجزاء ، اللهم اغفر لنا ولمن ولدنا من المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم و الاموات ، وأدخل على أسلافنا من أهل الايمان الروح والرحمة ، والضيآء والمغفرة ، اللهم انصر جيوش المسلمين ، واستنقذ اساراهم ، واجعل جائزتك لهم جنات النعيم ، اللهم اطو لحجاج بيتك الحرام وعماره البعد ، وسهل لهم الحزن وارجعهم غانمين من كل بر ، مغفورا لهم كل ذنب ، ومن أوجبت عليه الحج من امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فيسر له ذلك ، واقض عنه فريضتك ، وتقبلها منه آمين رب العالمين ، اللهم وفرج عن مكروبي امة أحمد ، ومن كان منهم في غم أوهم أوضنك أو مرض ، ففرج عنه ، وأعظم أجره ، اللهم وكما سألتك فافعل ذلك بنا ، وبجيع المؤمنين والمؤمنات ، وأشركنا في صالح دعائهم ، وأشركهم في صالح دعائنا ، اللهم اجعل بعضنا على بعض بركة ، اللهم وما سألناك أو لم نسألك من جميع الخير كله فأعطناه ، وما نعوذ بك منه أو لم نعذ من جميع الشر كله فأعذنا منه برحمتك ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللهم واجمع لنا خير الاخرة والدنيا وأعذنا من شرهما يا أرحم الراحمين.

وداع آخر لشهر رمضان وجدناه في نسخة عتيقة بخط الرضي الموسوى

« اللهم إني أسأئلك بأحب ما دعيت به ، وأرضى ما رضيت به عن محمد وعن أهل بيت محمد عليه وعليهم‌السلام ، أن تصلي عليه وعليهم ، ولا تجعل آخر وداع شهري هذا وداع خروجي من الدنيا ، ولا وداع آخر عبادتك ، ووفقني فيه لليلة القدر ، واجعلها لي خيرا من ألف شهر مع تضاعف الاجر والاجابة ، والعوف عن الذنب برضي الرب ».

دعاء آخر وجد في عقيب هذا الوداع » اللهم إني أسألك يا مبدئ البدايا

١٨٤

ويا مصور البرايا ، ويا خالق السماء ، ويا إله من بقي ومن مضى ، ويا من رفع السماء وسطع الارض ، وبأنك تبعث أرواح أهل البلاء بقدرتك وسلطانك على عبادك وإمائك الاذلاء ، وبأنك تبعث الموتى ، وتميت الاحياء وتحيي الموتى وأنت رب الشعرى ، ومنوة الثالثة الاخرى ، صل على محمد وعلى أهل بيت محمد صلاة تكون لك رضا ، وارزقني بمنزلته ومنزلتهم في هذا الشهر المبارك النهى والتقى ، والصبر عند البلاء ، والعون على القضاء واجعلني من أهل العافية و المعافاة ، وهب لي يقين أهل التقى ، وأعمال أهل النهى ، فانك تعلم يا إلهى ضعفي عند البلاء ، فاستجب لي في شهرك الذي عظمت بركته الدعاء ، واجعلني إلهى في الدين والدنيا ، والاخرة مع من أتوالى ، ولا تلحقني بمن مضى من أهل الجحود في هذه الدنيا ، واجعلني مع محمد وأهل بيته عليه وعليهم‌السلام في كل عافية وبلاء ، وكل شدة ورخاء ، احشرني معهم يوم يحشر الناس ضحى ، و اصرف عنى بمنزلته ومنزلتهم عذاب الاخرة وخزي الدنيا ، وفقرها وفاقتها ، والبلاء يا مولاياه ، يا ولي نعمتاه آمين آمين يا رباه ، ثم صل على محمد وعلى أهل بيته عليه وعليهم‌السلام ، وسل حوائجك تقضى إنشاء الله.

وداع آخر لشهر رمضان وجدناه في كتب الدعوات « الحمد لله على نعمه المتظاهرة ، وأياديه الحسنة الجميلة ، على ما أولانا وخصنا بكرامته إيانا وفضله وعلى ما أنعم به علينا وتصرم شهرنا المبارك مقضيا عنا ما افترض علينا من صيامه وقيامه ، أسألك أن تصلي على محمد وآله الطاهرين الطيبين ، الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ، وأن تتقبل منا ، وأن ترزقنا ما تؤتينا فيه من الاجر وتعطينا ما أملنا ورجونا فيه من الثواب ، وأن تزكى أعمالنا ، وتتقبل إحساننا فانك ولي النعمة كلها ، وإليك الرغبة بجودك وكرمك آمين رب العالمين.

فصل : واعلم أنك تدعى في بعض هذه الوداعات أن شهر رمضان أحزنك فراقه وفقده ، وأوجعك لما فاتك من فضله ورفده ، فيراد منك تصديق هذه الدعوى بأن يكون على وجهك أثر الحزن والبلوى ، ولا تختم آخر يوم منه بالكذب في

١٨٥

المقال ، والخلل في الفعال ، ومن وظائف الشيعة الامامية بل من وظائف الامة المحمدية أن يستوحشوا في هذه الاوقات ، ويتأسفوا عند أمثال هذه المقامات على ما فاتهم من أيام المهدي الذي بشرهم ووعدهم به جده محمد عليهما أفضل الصلوات على قدومه ، ما لو كان حاضرا ظفروا به من السعادات ، ليراهم الله جل جلاله على قدم الصفا والوفاء لملوكهم الذين كانوا سبب سعادتهم في الدنيا ويوم الوعيد وليقولوا ما معناه :

أردد طرفي في الديار فلا أرى

وجوه أحبائي الذين اريد

فالمصيبة بفقده على أهل الاديان أعظم من المصيبة بفقد شهر رمضان ، فلو كانوا قد فقدوا والدا شفيقا أو أخا معاضدا شقيقا ، أو ولدا بارا رفيقا ، أما كانوا يستوحشون لفقده ، ويتوجعون لبعده ، وأين الانتفاع بهؤلاء من الانتفاع بالمهدي خليفة خاتم الانبياء ، وإمام عيسى بن مريم في الصلاة والولاء ، ومزيل أنواع البلاء ومصلح امور جميع من تحت السماء.

ذكر ما يحسن أن يكون أواخر ملاطفته لمالك نعمته ، واستدعاء رحمته وهو ما رويناه باسنادنا إلى الشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري رضي الله عنه باسناده إلى محمد بن عجلان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : كان علي بن الحسين عليه‌السلام إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له ولا أمة ، وكان إذا أذنب العبد والامة يكتب عنده أذنب فلان ، أذنبت فلانة ، يوم كذا وكذا ، ولم يعاقبه فيجتمع عليهم الادب حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان ، دعاهم وجمعهم حوله ، ثم أظهر الكتاب ثم قال : يا فلان فعلت كذا وكذا ولم اؤد بك أتذكر ذلك؟ فيقول : بلى يا بن رسول الله ، حتى يأتي على آخرهم ويقررهم جميعا ثم يقوم وسطهم ويقول لهم : ارفعوا أصواتكم وقولوا : يا علي بن الحسين إن ربك قد أحصى عليك كل ما عملت كما أحصيت علينا كل ما عملنا ، ولديه كتاب ينطق عليك بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيت إلا أحصاها وتجد كل ما عملت لديه حاضرا كما وجدنا كل ما عملنا لديك حاضرا ، فاعف واصفح كما ترجو من المليك

١٨٦

العفو وكما تحب أن يعفو عنك ، فاعف عنا تجده عفوا ، وبك رحيما ، ولك غفورا ، ولا يظلم ربك أحدا كما لديك كتاب ينطق بالحق علينا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيناها إلا أحصاها ، فاذكر يا علي بن الحسين ذل مقامك بين يدي ربك الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال حبة من خردل ، ويأتي بها يوم القيامة ، و كفى بالله حسيبا وشهيدا ، فاعف واصفح يعف عنك المليك ويصفح ، فانه يقول :  « وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم » وهو ينادي بذلك على نفسه ويلقنهم وهم ينادون معه وهو واقف بينهم يبكي وينوح ، ويقول : رب إنك أمرتنا أن نعفوا عمن ظلمنا فقد ظلمنا أنفسنا ، فنحن قد عفونا عمن ظلمنا كما أمرت فاعف عنا فانك أولى بذلك منا ومن المأمورين ، وأمرتنا أن لا نرد سائلا عن أبوابنا ، وقد أتيناك سؤالا ومساكين ، وقد أنخنا بفنائك وببابك ، نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك ، فامنن بذلك علينا ولا تخيبنا فانك أولى بذلك منا ومن المأمورين ، إلهي كرمت فأكرمنى ، إذ كنت من سؤالك ، وجدت بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك يا كريم ، ثم يقبل عليهم ويقول : قد عفوت عنكم فهل عفوتم عني ومما كان مني إليكم من سوء ملكة ، فاني مليك سوء ، لئيم ظالم ، مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل ، فيقولون قد عفونا عنك يا سيدنا وما أسأت ، فيقول لهم : قولوا : اللهم اعف عن علي بن الحسين كما عفى عنا فأعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرق ، فيقولون ذلك ، فيقول : اللهم آمين رب العالمين ، اذهبوا فقد عفوت عنكم ، وأعتقت رقابكم رجاء للعفو عني وعتق رقبتي فيعتقهم.

فاذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم وتغنيهم عما في أيدي الناس ، و ما من سنة إلا وكان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأسا إلى أقل أو أكثر ، وكان يقول : إن لله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان عند الافطار سبعين ألف ألف عتيق من النار ، كلا قد استوجب النار ، فاذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه ، وإني لاحب أن يراني الله

١٨٧

وقد أعتقت رقابا في ملكي في دار الدنيا ، رحاء أن يعتق رقبتي من النار.

وما استخدم خادما فوق حول ، كان إذا ملك عدا في أول السنة أو في وسط السنة إذا كان ليلة الفطر أعتق واستبدل سواهم في الحول الثاني ، ثم أعتق كذلك كان يفعل حتى لحق بالله تعالى ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم من حاجة يأتي بهم عرفات ، فيسد بهم تلك الفرج والخلال ، فاذا أفاض أمر بعتق رقابهم وجوائز لهم من المال.

أقول : ومن وظائف هذه الليلة أن يختم عملها على الوجه الذي قدمناه في أول ليلة منه ، فاياك أن تهون به أو تعرض عنه.

٩

* ( باب ) *

* « ( ما يتعلق بسوانح شهور السنة العربية وماشاكلها ) » *

أقول : قد مر كثير مما يرتبط بهذا الباب في مطاوي أكثر مجلدات كتابنا هذا ، ولنذكر هنا أيضا شطرا من ذلك إنشاء الله تعالى ، وإنما عقدنا هذا الباب لكثرة فوائده ومنافعه ، ولحاجة الناس إلى الوقوف على أيام السرور والحزن كي يعملوا في كل منهما بمقتضاه ، ولذلك قد صنف أصحابنا رضي الله عنهم في خصوص هذا المطلب كتبا ورسائل.

١ ـ فمنها ما وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي ـ ره ـ نقلا من خط الشيخ قدس الله روحه ، قال : كتبته من ظهر كتاب بمشهد الكاظم عليه‌السلام بخزانته الشريفة :

يوم سبعة عشر من شوال ، ردت الشمس ، ويوم الرابع عشر من ذي الحجة إملاك الزهراء عليها‌السلام ، ويوم السابع منه يوم الزينة ، والتاسع منه ولد فيه عيسى عليه‌السلام ، وذكر أن المعراج كان فيه ، وفيه سد أبواب القوم وفتح باب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، الثاني عشر منه آخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وسن للاشهاد ثامن

١٨٨

عشره يوم الغدير ، وصيامه يعدل عمر الدنيا ، وفيه قتل عثمان ، وكان يوم الاثنين ويوم أحد وعشرين منه انزلت توبة آدم ، وهو يوم المباهلة ، وروي أنه يوم البساط ، ويوم أربعة وعشرين منه نام علي عليه‌السلام على الفراش ، وروي أنه يوم المباهلة ، وروي يوم البساط يوم سبعة وعشرون منه ، ويستحب صوم يوم تسعة و عشرين من ذي الحجة آخر يوم من السنة ، فصمه يشهد لك.

وروي أن أول المحرم ادخل إدريس الجنة وعاشره ولد موسى بن عمران ويحيى بن زكريا ، ومريم ابنة عمران.

التاسع من شهر ربيع الاول قيل ورد فيه صلاة ودعاء من أنفق فيه شيئا غفر له ويستحب فيه إطعام الاخوان ، وتطييبهم والتوسعه في النفقة ، ولبس الجديد ، والشكر والعبادة ، وهو يوم نفي الهموم ، وروي أنه ليس فيه صوم.

رابع عشر شهر ربيع الاول مات يزيد ، ويقال افتقد سنة أربع وستين بعد قتل الحسين صلوات الله وسلامه عليه بثلاث سنين وشهور.

وأربع ليال التي يستحب فيها كل سنة الصلاة والدعاء أربع ليال : ليلة الفطر ، وليلة الاضحى ، وليلة النصف من شعبان ، وأول ليلة رجب ، ومن غير هذه الرواية ليلة رابع وعشرين من ذي الحجة ليلة الفراش ، يستحب السهر فيها ، والصلاة والدعاء ، وفي غير هذه الرواية أيضا استحباب إحيائها والصلاة ، و يسأل الله المعونة.

٢ ـ أقول : سيجئ في كتاب الحج (١) في باب علل الحج وأفعاله من تفسير علي بن إبراهيم (٢) باسناده عن الصادق عليه‌السلام في طي حديث أن آدم اخرج من الجنة أول يوم من ذي القعدة ، وأن جبرئيل خرج به من مكة يوم التروية وأمره أن يغتسل ويحرم ، وأنه لما كان يوم الثامن من ذي الحجة وهو يوم التروية بعينه ، أخرجه جبرئيل عليه‌السلام إلى منى ، فبات بها ، فلما أصبح أخرجه إلى

__________________

(١) راجع ج ٩٩ ص ٣٥.

(٢) تفسير على بن ابراهيم : ٣٧.

١٨٩

عرفات إلى آخر أفعال الحج.

٣ ـ وروى الشيخ رضي الدين على أخو العلامة في كتاب العدد القوية عن مولانا الباقر عليه‌السلام أن القائم عليه‌السلام يخرج يوم السبت يوم عاشوراء اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه‌السلام.

٤ ـ دعائم الاسلام : روينا عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أن عليا عليه‌السلام سئل فقيل له : ما أفضل مناقبك يا أمير المؤمنين؟ فقال : أفضل مناقبي ما ليس لي فيه صنع ، وذكر مناقب كثيرة قال فيها : فان الله لما أنزل على رسوله براءة بعث بها أبا بكر إلى أهل مكة ، فما خرج وفصل (١) نزل جبرئيل فقال : يا محمد لا يبلغ عنك إلا على ، فدعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرني أن أركب ناقته العضباء و أن ألحق أبابكر فآخذها منه فلحقته. فقال : مالي أسخط من الله ورسوله؟ قلت لا إلا أنه نزل عليه جبرئيل فقال : لا يؤدي عنه إلا رجل منه (٢).

__________________

(١) فصل عن البلد : أى خرج.

(٢) قوله « لا يؤدى عنه الا رجل منه » أي عوضا منه وبدلا عنه ، حيث لم يؤد بنفسه فلا ينافى قوله في بعض الموارد : « فليبلغ الشاهد الغائب » بعد الاداء والتبليغ بنفسه الشريفة.

وذلك لان ملاك الفرق الجماعة المؤدى اليهم ذلك الحكم ، فان كان متعلقا بالعموم فقرء على الحاضرين آية الحكم أو بينه لهم فقد خرج عن عهدة التبليغ المتوجه اليه الموظف به ، وأما قوله بعد الاداء « فليبلغ الشاهد الغائب » فارشاد للمسلمين حيث ان سؤال الغائب بعد الحضور وظيفة للغائب ، ولا يجب على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد تبليغه علنا أن يحضر عند كل أحد ويبلغه الحكم وانما عليهم أن يحضروا عنده أو يتفحصوا بعد الحضور.

وأما ان كان الحكم متعلقا بجماعة خاصة غير حاضرين ـ كالمشركين الذين عاهدهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المسجد الحرام ، أو سائر المشركين الذين كان محشرهم ومجمعهم إلى مكة ـ وجب على الرسول أن يرحل اليهم بنفسه لا داء وظيفته وهو التبيلغ ، أو يرسل اليهم من هو منه بمنزلة هارون من موسى حيث كان شريكه في أمره ووزيره في تبليغ الاحكام يشدأ زره وكان منه بحيث عبر الله عنهما معا بقوله « اذهب أنت وأخوك بآياتى ولا تنيا في ذكرى اذهبا إلى فرعون انه طغى ». ولذلك أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله آيات البراءة من أبى بكر و

١٩٠

قال أبوعبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام : فأخذها منه ومضى حتى وصل إلى مكة فلما كان يوم النحر بعد الظهر ، قام بها فقرء « براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض أربعة أشهر » عشرين من ذي الحجة ، و المحرم ، وصفر ، وشهر ربيع الاول وعشرا من شهر ربيع الاخر ، وقال : لا يطوفن بالبيت عريان ، ولا عرايانة ، ولا مشرك ، ألا ومن كان له عهد عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فمدته هذه الاربعة الاشهر وذكر الحديث بطوله (١).

٥ ـ ثم اعلم أن الشيخ رضى الدين علي بن يوسف بن المطهر الحلي أخا العلامة أورد في كتاب العدد القوية لدفع المخاوف اليومية الذي مر ذكره آنفا سوانح كل يوم يوم وليلة ليلة من الشهور العربية حسب ما وقف عليه مما له ظرافة أو طرافة أو شرافة ، لكن قد أشرنا سابقا إلى أنا لم نقف منه إلا على النصف الاخير ، ولذلك قد اقتصرنا هنا فيما ننقله عن كتابه على سوانح اليوم الخامس عشر من الشهر إلى آخره ملخصا ، ولم نذكر من سوانح الايام السابقة عليه.

قال قدس سره في الكتاب المذكور في سوانح اليوم الخامس عشر :

في تاريخ المفيد في يوم النصف من شهر رمضان لثمانية عشر شهرا من الهجرة سنة بدر كان مولد سيدنا أبي محمد الحسن بن علي عليه‌السلام ، وفي كتاب دلائل الامامة ولد أبومحمد الحسن بن علي عليهما‌السلام يوم النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة وفي كتاب الحجة ولد الحسن بن علي عليه‌السلام في شهر رمضان في سنة بدر سنة اثنتين بعد الهجرة وروي أنه ولد في سنة ثلاث بالمدينة ، وفي كتاب تحفة الظرفاء ولد في النصف من

__________________

أرسلها مع على عليه‌السلام ، فان التبليغ في المرحلة الاولى وظيفة عليه وعلى من أجاز الله له ذلك ورضى بوازرته ونيابته ، وأما بعد ذلك فالتبليغ وظيفة عقلانية لكل أحد اطلع على ذلك ، كالمشركين الذين حضروا الحج الاكبر ، وبعد ما علموا ببراءة الله ورسوله عن المشركين توجهوا إلى أقوامهم وأنذورهم ذلك.

(١) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٠ و ٣٤١.

١٩١

رمضان سنة ثلاث من الهجرة وكذا في كتاب الذخيرة وفي كتاب المجتبين في السنب ولد الحسن عليه‌السلام في شهر رمضان لثلاث من الهجرة بالمدينة قبل وقعة بدر بتسعة عشر يوما ، وفي كتاب التذكرة ولد الحسن بن علي عليهما‌السلام في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة.

وفيها كانت غزاة أحد ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ألف والمشركون في ثلاثة آلاف وقتل حمزة ابن عبدالمطلب رماه وحشي مولى جبير بن مطعم بحربة ، وفي كتاب مواليد الائمة عليهم‌السلام ولد مولانا الحسن عليه‌السلام في شهر رمضان سنة بدر لسنتين من الهجرة ، وفي رواية سنة ثلاث وقيل يوم الثلثا النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة بالمدينة ، في ملك يزد جرد بن شهريار.

وفي تاريخ المفيد في النصف من جمادى الاولى من سنة ست وثلاثين من الهجرة كان فتح البصرة ونزول النصر من الله تعلاى على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وفي كتاب التذكرة في هذه السنة أظهر معاوية الخلافة وفيها بايع جارية بن قدامة السعدي لعلي بالبصرة ، وهرب منها عبدالله بن عامر ، وفيها لحق الزبير بمكة وكانت وقعة الجمل الحربية يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الاخرة ، قتل فيها طلحة.

وفي هذه السنة صالح معاوية الروم على مال حمله إليهم لشغله بحرب علي عليه‌السلام.

وفي تاريخ المفيد في النصف من جمادى الاولى من سنة ست وثلاثين من الهجرة كان مولد سيدنا أبى محمد على بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام وهو يوم شريف عظيم البركة يستحب فيه الصيام والتطوع بالخيرات ، وفي كتاب الدر ولد بالمدينة سنة ثمان وثلاثين من الهجرة ، وكذا في كتاب مواليد الائمة قبل وفاة جده أمير المؤمنين عليه‌السلام بسنتين ، وفي رواية اخرى بست سنين ، وفي كتاب الذخيرة : مولده سنة ست وثلاثين وقيل ثمان وثلاثين ، وفي كتاب الارشاد كان

١٩٢

مولد علي بن الحسين عليه‌السلام [ بالمدينة سنة ثمان وثلاثين ] (١) من الهجرة وكذا في كتاب الحجة ، وفي كتاب المصباح مولده في النصف من جمادى الاولى سنة ست وثلاثين وقيل : ولد يوم الخميس ثامن شعبان وقيل : سابعه سنة ثمان وثلاثين بالمدينة في خلافة جده أمير المؤمنين عليه‌السلام وفي كتاب التذكرة ولد علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام سنة ثمان وثلاثين ، وفيها كان قتل محمد بن أبي بكر بمصر.

انتهى كلامه ملخصا في أحوال هذا اليوم ولم يورد شيئا من سوانح اليوم السادس عشر ، وقال في أحوال اليوم السابع عشر :

في تاريخ المفيد : وفي اليوم السابع عشر من شهر ربيع الاول عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل ولد سيدنا ومولانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يوم شريف عظيم البركة ، ويستحب صيامه والصدقة فيه ، والتطوع بالخيرات ، وإدخال المسار على أهل الايمان.

وفي كتاب أسماء حجج الله : ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سابع عشرة ليلة من شهر ربيع الاول في عام الفيل ، وفي كتاب المصباح وفي اليوم السابع عشر من شهر ربيع الاول عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل كان مولد سيدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وفي كتاب الحجة ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال وروي أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة وحملت به امه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى ، وفي كتاب الدر : الصحيح أنه ولد عليه‌السلام عند طلوع الفجر من يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الاول بعد خمس وخمسين يوما من هلاك أصحاب الفيل.

وقال العامة : يوم الاثنين الثامن أو العاشر من ربيع الاول لسبع بقين من ملك أنوشيروان ويقال : في ملك هرمز بن أنوشيروان ، وذكر الطبري أن مولده كان في الاثنتين وأربعين سنة من ملك أنوشيروان وهو الصحيح ، لقوله عليه‌السلام :

__________________

(١) مابين العلامتين أضفناه من ارشاد المفيد : ٢٣٧.

١٩٣

« ولدت في زمن الملك العادل أنو شيروان » ووافق من شهر الروم العشرين من شباط.

وفي كتاب مواليد الائمة عليهم‌السلام ولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لثلاث عشرة بقيت من شهر ربيع الاول في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال ، وروي عند طلوع الفجر قبل المبعث بأربعين سنة وحملت به امه في أيام التشريق عند الجمرة الوسطى ، وقيل ولد يوم الاثنين آخر النهار ثالث عشر ربيع الاول سنة ثمان وتسعمائة للاسكندر في شعب أبي طالب في ملك أنو شيروان.

وفي كتاب المناقب : ولد مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام بالمدينة يوم الجمعة عند طلوع الفجر ويقال يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الاول سنة ثلاث وثمانين ، وقالوا سنة ست وثمانين ، وفي كتاب الكافي : ولد سنة ثلاث وثمانين وكذا في كتاب الارشاد ، وكذا في كتاب عتيق ، وكذا في كتاب مواليد الائمة وكذا في كتاب الدر ، وقيل يوم الاثنين سابع عشر ربيع الاول سنة ثلاث وثمانين بالمدينة ، في ولاية عبدالملك بن مروان.

وقال قدس سره في سوانح اليوم الثامن عشر من الشهر أنه قصة غدير خم كانت في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، وهو يوم عيد الغدير وفيه نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا بالخلافة ، وفي الثامن عشر من ذي الحجة أيضا من سنة خمس وثلاثين من الهجرة ، قتل عثمان بن عفان بن الحكم بن أبي العاص بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الاموي وهو أول خلفاء بني امية ، وفي هذا اليوم بعينه بايع الناس أمير المؤمنين عليه‌السلام صلوات الله عليه بعد عثمان ورجع الامر إليه في الظاهر والباطن ، واتفقت الكافة عليه طوعا بالاختيار.

وفي هذا اليوم فلج موسى على السحرة وأخزى الله عزوجل فرعون وجنوده من أهل الكفر والضلال ، وفيه نجا الله تعالى إبراهيم عليه‌السلام من النار ، وجعلها بردا وسلاما كما نطق به القرآن ، وفيه نصب موسى بن عمران عليه‌السلام وصيه يوشع ابن نون ، ونطق بفضله على رؤوس الاشهاد ، وفيه أظهر عيسى وصيه شمعون الصفا وفيه أشهد سليمان بن داود عليهما‌السلام سائر رعيته على استخلاف آصف وصيه ، ودل على

١٩٤

فضله بالايات والبينات ، وهو يوم كثير البركات.

وذكر ابن عبدالبر في الاستيعاب أن عثمان بويع يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام ، وقتل بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشر أو سبع عشر خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة و قيل في وسط أيام التشريق ، وقيل : قتل على رأس أحد عشر سنة وأحد عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من قتل عمر بن الخطاب ، وعلى رأس خمس وعشرين سنة من متوفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقيل : قتل يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يوم التروية سنة خمس وثلاثين ، وقيل : قتل يوم الجمعة لليلتين ، بقيتا من ذي الحجة ، وحاصروه ثمانية وأربعين يوما ، وقيل : حاصروه شهرين وعشرين يوما.

وقال ـ رحمه الله ـ : في سوانح اليوم التاسع عشر من الشهر : وفي ليلة تسع عشرة من شهر رمضان يكتب وفد الحاج ، ويستحب فيها الغسل وفي ليلة الاربعاء تاسع عشر شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ضرب مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

وقال ـ رحمه الله ـ في سوانح اليوم العشرين من الشهر وفي اليوم العشرين من رمضان سنة ثمان من الهجرة كان فتح مكة ، وهو عيد أهل الاسلام ، ومسرة بنصرة الله تعالى نبيه ، وإنجاز له ما وعده من الابانة عن حقه ، وإبطال عدوه ، ويستحب فيه التطوع بالخيرات ، ومواصلة ذكر الله تعالى ، والشكر له على جليل الانعام.

وفي اليوم العشرين من صفر سنة إحدى وستين أو اثنتين ـ على اختلاف الرواية في قتل مولانا الحسين عليه‌السلام ـ كان رجوع حرم مولانا أبي عبدالله من الشام إلى مدينة الرسول ، وهو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبدالله بن حرام الانصاري صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورضي عنه وأرضاه من المدينة إلى كربلا لزيارة قبر الحسين عليه‌السلام وكان أول من زاره من الناس.

١٩٥

وفي تاريخ المفيد : وفي اليوم العشرين من جمادى الاخرة سنة اثنتين من المبعث كان مولد السيد الزهراء فاطمة عليها‌السلام ، وهو يوم شريف متجدد فيه سرور المؤمنين ، ويستحب فيه التطوع بالخيرات ، والصدقة على المساكين ، وكذا في كتاب المصباح ، وفي رواية اخرى سنة خمس من المبعث ، والجمهور يرون أن مولدها قبل المبعث بخمس سنين وفي الدر أن فاطمة ولدت بعد ما أظهر الله نبوة أبيها بخمس سنين ، وقريش تبني البيت ، وروي أنها ولدت عليها‌السلام في جمادى الاخرة يوم العشرين منه سنة خمس وأربعين من مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي المناقب روي أن فاطمة ولدت بمكة بعد المبعث بخمس سنين ، وبعد الاسراء بثلاث سنين في العشر من جمادى الاخرة ، وولدت الحسن عليه‌السلام ولها اثنتى عشرة سنة ، وقيل إحدى عشرة سنة بعد الهجرة ، وكان بين ولادتها بالحسن وبين حملها بالحسين عليه‌السلام حمسون يوما وروي أنها ولدت بعد خمس سنين من ظهور الرسالة ونزول الوحي.

وقال ـ رحمه الله ـ في سوانح اليوم الحادي والعشرين من الشهر : وفي ليلة إحدى وعشرين من رمضان قبل الهجرة بستة أشهر كان الاسراء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقيل : في السابع عشر من شهر رمضان ليلة السبت ، وقيل ليلة الاثنين من شهر ربيع الاول بعد النبوة بسنتين ، وفي ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان رفع عيسى بن مريم ، وقبض موسى بن عمران ، وفي مثلها قبض وصيه يوشع بن نون.

وفي الارشاد أن ليلة الاربعاء لتسع عشر ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ضرب ابن مجلم لعنه الله أمير المؤمنين عليه‌السلام بالسيف ، وقبض قبل الفجر ليلة الجمعة حادي وعشرين رمضان ، سنة أربعين ، وفي كتاب الذخيرة : جرح لتسع عشر ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربعين وتوفى عليه‌السلام في ليلة الثاني والعشرين منه ، وفي كتاب الحجة قتل في شهر رمضان لسبع بقين منه سنة أربعين من الهجرة ، وفى التحفة في شهر رمضان سنة أربعين ، وفي التذكرة حادي وعشرين شهر رمضان سنة أربعين ، وفي الكافي ليلة الاحد حادي وعشرين

١٩٦

شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، وفي كتاب عتيق ليلة الاحد لسبع بقين من رمضان سنة أربعين ، وفي مواليد الائمة ليلة الاحد لتسع بقين من شهر رمضان ، وفي كتاب أسماء حجج الله قبض في إحدى وعشرين ليلة من رمضان في عام الاربعين وفي تاريخ المفيد : وفي ليلة إحدى وعشرين من رمضان سنة أربعين من الهجرة وفاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ، وقيل يوم الاثنين لتسع عشر من رمضان سنة إحدى وأربعين بالكوفة ، ودفن بالغري وعمره عليه‌السلام ثلاث وستون سنة ، وقيل : قتل عليه‌السلام في شهر رمضان لتسع مضين منه ، وقيل لتسع بقين منه ليلة الاحد سنة أربعين من الهجرة.

وقال أيضا : واختلف في الليلة التي استشهد فيها علي عليه‌السلام أحدها آخر الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان ، صبيحة الجمعة بمسجد الكوفة الجامع قاله ابن عباس ، الثاني ليلة إحدى وعشرين من رمضان فبقى الجمعة ثم يوم السبت ، و توفي ليلة الاحد ، قاله مجاهد ، والثالث أنه قتل في الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان ، قاله الحسن البصرى وهي ليلة القدر ، وفيها عرج بعيسى بن مريم ، وفيها توفى يوشع بن نون ، وهذا أشهر.

وقد كان وضع سور الحلة السيفية حادي عشر من رمضان سنة خمسمائة وسنة إحدى وخمسمائة نزل سيف الدولة صدقة بن منصور بن علي بن دبيس وسنة ثلاث وتسعين وأربعمائة عمر أرض الحلة وهي آجام ، ووضع الاساس للدار و الابواب ، سنة خمس وتسعين وأربعمائة ، وحفر الخندق حول الحلة سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ووضع الكشك ولده دبيس بعد وفاته ، وتولى بعده ولده علي وانقرض ملكهم على يد علي ، ولهذا يقولون « إن أول ملك بني دبيس على و آخره علي ».

وفي ليلة إحدى وعشرين من المحرم ليلة الخميس سنة ثلاث من الهجرة كان نقل فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه وزفافها إليه ، ولها يومئذ ست عشرة سنة ، وروي تسع سنين.

١٩٧

وأقول : قد روى الكليني في الكافي أيضا في طي بعض الاخبار أن جرح علي عليه‌السلام في الليلة الاحدى والعشرين من شهر رمضان ، وشهادته في الليلة الثالثة والعشرين ، والظاهر أن هذا الخبر وما يشبهه من الاقوال أيضا من مرويات العامة أو قد صدر عنهم عليهم‌السلام تقية كما أوضحناه في مجلد أحواله صلوات الله عليه من هذا الكتاب ، وبيناه في كتاب جلاء العيون أيضا بالفارسية.

ثم إن صاحب العدد ـ رحمه الله ـ لم يورد من سوانح اليوم الثاني والعشرين من الشهر شيئا فيه ، وقال في سوانح اليوم الثالث والعشرين : وفي ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان ، أنزل الله تعالى على نبيه الذكر ، ويستحب فيها الغسل وهي آخر ليالي القدر ، وفيه فضل كثير ويستحب فيها قراءة الروم والعنكبوت وقراءة إنا أنزلناه في ليلة القدر ألف مرة ، وفي الثالث والعشرين من ذي القعده كانت وفاة مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، وفي الارشاد في صفر سنة ثلاث ومائتين ، وكذا في كتاب الكافي ، وكذا في كتاب الدر ، وكذا في كتاب عتيق ، وفي كتاب مواليد الائمة في عام اثنتين ومائتين من سني الهجرة وفي كتاب المناقب يوم الجمعة لسبع بقين من رمضان سنة اثنتين ومائتين وقيل سنة ثلاث وفي الدر يوم الجمعة غرة رمضان سنة اثنتين ومائتين بالسم في العنب في زمن المأمون بطوس في سناباد.

وقال ـ رحمه الله ـ في سوانح اليوم الرابع والعشرين من الشهر : وفي اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة من سنة [ تسع من الهجرة ظ ] باهل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعلي والحسن والحسين وفاطمة عليهم‌السلام نصارى نجران وجاء بذكر المباهلة به وبزوجته وولديه عليهم‌السلام محكم القرآن ، وروي أن المباهلة في اليوم الخامس والعشرين من ذي الحجة وفي الرابع والعشرين تصدق أمير المؤمنين عليه‌السلام بالخاتم وهو راكع فنزلت ولايته في القرآن ، وفي كتاب الكافي أنزل القرآن لاربع وعشرين ليلة من شهر رمضان.

وقال ـ رحمه الله ـ في سوانح اليوم الخامس والعشرين من الشهر : وفي

١٩٨

الخامس والعشرين من ذي القعدة نزلت الكعبة وهو أول رحمة نزلت ، وفيه دحى الله تعالى الارض من تحت الكعبة ، يستحب صومه. وفي ليلة الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة [ ... ] تصدق أمير المؤمنين عليه‌السلام وفاطمة على المسكين واليتيم والاسير بثلاثة أقراص كانت قوتهما من الشعير ، وآثراهم على أنفسهما ، وواصلا الصيام وفي الخامس والعشرين من ذى الحجة سنة [ .... ] نزلت في أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام هل أبى على الانسان.

وفي تاريخ المفيد في اليوم الخامس والعشرين من المحرم سنة أربع وتسعين كانت وفاة مولانا الامام السجاد زين العابدين أبي محمد وأبي الحسن علي بن الحسين صلوات الله عليهما ، وفي كتاب تذكرة الخواص توفي سنة أربع وتسعين ، ذكره ابن عساكر. أو سنة اثنتين وتسعين ، قاله أبونعيم ، أو سنة خمس وتسعين والاول أصح ، لانها تسمى سنة الفقهاء ، لكثرة من مات بها من العلماء ، وكان علي سيد الفقهاء مات في أولها وتتابع الناس بعده سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير وسعيد بن جبير ، وعامة فقهاء المدينة ، وفي كتاب الكافي والارشاد والدر : توفي في المحرم سنة خمس وسبعين من الهجرة ، وقيل توفي عليه‌السلام يوم السبت ثامن عشر المحرم سنة خمس وسبعين سمه الوليد بن عبدالملك بن مروان.

وقال قدس الله روحه في سوانح اليوم السادس والعشرين من الشهر : وفي اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طعن عمر ابن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن كعب القرشي العدوي أبوحفص قال سعيد بن المسيب : قتل أبولؤلؤة عمر بن الخطاب وطعن منه اثنى عشر رجلا فمات منهم ستة ، فرمى عليه رجل من أهل العراق برنسا ثم برك عليه ، فلما رأى أنه لا يستطيع أن يتحرك وجأ بنفسه فقتلها.

أقول : وقال جماعة : إن قتل عمر بن الخطاب قد كان في اليوم التاسع من شهر ربيع الاول والناس يسمونه بـ « عيد بابا شجاع الدين » وقد مر القول فيه

١٩٩

مشروحا في كتاب الفتن.

وقال ـ رحمه الله ـ في سوانح اليوم السابع والعشرين : وهو يوم المبعث ، روي عن ابن عباس وأنس بن مالك أنهما قالا أوحى الله عزوجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم الاثنين السابع والعشرين من رجب وله أربعون سنة ، وقال ابن مسعود : أحد وأربعون سنة ، وقيل : بعث في شهر رمضان لقوله تعالى : « شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن » أي ابتداء إنزاله السابع عشر ، أو الثامن عشر.

وفي السابع والعشرين من جمادى الاخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة كانت وفاة أبي بكر عبدالله بن عثمان أبي قحافة بن عمرو التيمي بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن لوي بن غالب بن فهر بن النضر ، ويسمى قريشا فكل من ولده النضر فهو قرشي ومن لم يلده فليس بقرشي.

وقال ـ رحمه الله ـ في سوانح اليوم الثامن والعشرين من الشهر : في تاريخ المفيد ولليلتين بقيتا من شهر صفر سنة سبع وأربعين من الهجرة كانت وفاة مولانا السيد الامام السبط أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما ، وفي الارشاد والمصباح في صفر سنة خمسين من الهجرة ، وفي كتاب الكافي روي في صفر في آخره سنة تسع وأربعين ، وكذا في كتاب الدر ، وقيل : يوم الخميس من ربيع الاول سنة إحدى وخمسين ، وفي كتاب الاستيعاب اختلف في وقت وفاته فقيل مات سنة تسع وأربعين ، وقيل في ربيع الاول سنة خمسين بعد ما مضى من خلافة معاوية عشر سنين ، وقيل : بل مات سنة إحدى وخمسين ، ودفن بدار أبيه ببقيع الغرقد.

هذا آخر ما التقطناه من النصف الاخر من كتاب العدد القوية للشيخ رضى الدين على أخي العلامة.

وأقول : سوانح أيام الشهور العربية والفارسية كثيرة جدا ، وأكثرها مذكورة في أبواب هذا الجزء وكل في محله ، وقد سبق بعضها في مجلدات القصص والنبوة والامامة والفتن ، وأحوال الائمة عليهم‌السلام والمزار وغيرها ،

٢٠٠