بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٢

* ( باب ) *

* « ( صلاة الحاحة ودفع العلل والامراض ) » *

* « ( في ساير الاوقات ) » *

الايات : البقرة : واستعينوا بالصبر والصلاة (١).

تفسير : قال الطبرسي ره : عن أئمتنا عليهم‌السلام أن المراد بالصبر الصوم ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا حزنه أمر استعان بالصلاة والصوم وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : مايمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ فيدخل المسجد فيركع ركعتين ، يدعو الله فيهما ، أما سمعت الله يقول : واستعينوا بالصبر والصلاة « (٢).

أقول : والاخبار في ذلك كثيرة سيأتي بعضها.

١ ـ مجالس الصدوق : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البررقي ، عن أبيه ، عن عبدالرحمن بن سالم عن المفضل ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال : إذا قام العيد نصف الليل بين يدي ربه جل جلاله فصلى له أربع ركعات في جوف الليل المظلم ثم يسجد سجدة الشكر بعد فراغه ، فقال : ماشاء الله مائة مرة ، ناداه الله جل جلاله من فوقه عبدى إلى كم تقول ماشاء ماشاء الله؟ أنا ربك وإلى المشية ، وقد شئت قضاء حاجتك فسلني ماشئت (٣).

٢ ـ قرب الاسناد : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة قال : سمعت جعفرا

____________________

(١) البقرة : ٤٥.

(٢) مجمع البيان ج ١ ص ٩٩.

(٣) أمالى الصدوق ص ١٤٤.

٣٤١

عليه‌السلام يملي على بعض التجار من أهل الكوفة في طلب الرزق فقال له : صل ركعتين متى شئت ، فاذا فرغت من التشهد قلت : توجهت بحول الله وقوته بلا حول مني ولا قوة ، ولكن بحولك يا رب وقوتك أبرأ إليك من الحول والقوة إلا ما قويتني ، الهم إني أسئلك بركة هذا اليوم ، وأسئلك بركة أهل ، وأسئلك أن ترزقني من فضلك رزقا واسعا حلالا طيبا مباركا تسوقه إلى في عافية بحولك وقوتك وأنا خافض في عافية ، يقول ذلك ثلاث مرات (١).

٣ ـ الخصال : عن أحمدبن الحسن القطان ، عن الحسن بن علي السكري عن محمد بن زكريا الجوهري ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جابر الجعفي ، عن الباقر عليه‌السلام قال : إذا كان للمرأة على الله حاجة صعدت فوق بيتها وصلت ركعتين وكشفت رأسها إلى السماء فانها إذا فعلت ذلك استجاب الله لها ولم يخيبها (٢).

٤ ـ العيون : عن أحمد بن زياد الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه عن عبيد الله بن صالح قال : حدثني صاحب الفضل بن ربيع قال : كنت ذات ليلة في فراشي مع بض جواري ، فلما كان في نصف الليل سمعت بركة بال المقصورة ، فراعني ذلك ، فقالت الجارية : لعل هذا من الريح ، فلم يمض إلا يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح وإذا هو مسرور الكبير قد دخل علي ، فقال لي : أجب ولم يسلم على ، فيئست من نفسي وقلت : هذا مسرور ودخل إلى بلا إذن ولم يسلم ، ماهو إلا القتل ، وكنت جنبا فلم أجسر أن أسأله إنظاري حتى أغتسل ، فقالت لي الجارية لما رأت تحيري وتبلدي : يق بالله عزوجل ، وانهض.

فنهضت ولبست ثيابي وخرجت معه حتى أتيت الدار فسلمت على أمير المؤمنين وهو في مر قده ، فرد على السلام فسقطت ، فقال : تداخلت رعب؟ قلت نعم يا أمير المؤمنين فتركني ساعة حتى سكنت ثم قال لي : صر إلى حبسنا فأخرج موسى بن جعفر

____________________

(١) قرب الاسناد ص ٣.

(٢) الخصال ج ٢ ص ١٤٢ في حديث.

٣٤٢

ابن محمد ، وادفع إليه ثلاثين ألف درهم ، واخلع عليه خمس خلع ، واحمله على ثلاثة مراكب ، وخيره بين المقام معنا والرحيل عنا إلى أي بلد أراد وأحب.

فقلت : يا أمير المؤمنين تأمر باطلاق موسى بن جعفر؟ فكررت ذلك عليه ثلاث مرات فقال : نعم ، ويك أتريد أن أنكث العهد؟ فقلت : يا أمير المؤمنين وما العهد؟ قال : بينا أنا في مرقدي هذا إذ ساورني أسود ما رأيت من السوادان أعظم منه ، فقعد على صدري ، وقبض على حلقي ، وقال لي : حبست موسى بن جعفر ظالمانه؟ فقلت فأنا اطلقه وأهب له وأخلع عليه ، فأخذ على عهد الله عزوجل وميثاقه ، وقام عن صدري ، وقد كادت نفسى تخرج.

فخرجت من عنده ووافيت موسى بن جعفر عليه‌السلام وهو في حبسه ، فرأيته قائما يصلي ، فجلست حتى سلم ثم أبلغته سلام أمير المؤمنين ، وأعلمته بالذى أمرني به في أمره ، وأني قد أحضرت ما وصله به ، فقال : إن كنت امرت بشئ غير هذا فافعله ، فقلت : لا وحق جدك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما امرت إلا بهذا ، فقال لى لا حاجة لي في الخلع والحملان والمال إذا كانت فيه حقوق الامة ، فقلت : ناشدتك بالله أن ترده فيغتاظ ، فقال : اعمل به ما أحببت وأخذت بيده عليه‌السلام وأخرجته من السجن.

ثم قلت له : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرني بالسبب الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل ، فقد وجب حقي عليك لبشارتي إياك ، ولما أحراه الله على يدى من هذا الامر ، فقال عليه‌السلام : رأيت النبي ليلة الاربعا في النوم ، فقال لي : يا موسى أنت محبوس مظلوم ، فكرر ذلك على ثلاثا ، ثم قال : « وإن أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حيى » أصبح غدا صائما وأتبعه بصيام الخميس والجمعة ، فاذا كان وقت الافطار ، فصل اثنتى عشر ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد واثنتى عشرة مرة قل هو الله أحد فاذا صليت منها أربع ركعات فاسجد ثم قل : « يا سابق الفوت ، يا سامع كل صوت

٣٤٣

يا محيي العظام وهي رميم بعد الموت ، أسئلك باسمك العظيم الاعظم أن تصلي على محمد عبدك ورسولك وعلى أهل بيته الطيبين ، وأن تعجل لي الفرج مما أنا فيه » ففعلت فكان الذي رأيت (١).

٥ ـ العيون : عن علي بن عبدالله الوراق والحسين بن إبراهيم المكتب وحمزة العلوى وأحمد بن زياد الهمداني جميعا عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن صالح الهروي قال : وحدثنا جعفر بن نعيم بن شاذان ، عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم ، عن الهروي قال : رفع إلى المأمون أن الرضا عليه‌السلام يقعد مجالس الكلام والناس يفتنون بعلمه ، فأمر محمد بن عمرو الطوسي حاجب المأمون فطرد الناس عن مجلسه وأحضره.

فلما نظر إليه المأمون زبره واستخف به ، فخرج أبوالحسن عليه‌السلام من عنده مغضبا وهو يدمدم شفتيه ، ويقول : وحق المرتضى وسيدة النساء ، لاستنزلن من حول الله عزوجل بدعائي عليه ما يكون سببا لطرد [ كلاب ] أهل هذه الكورة إياه واستخفافهم به ، وبخاصته وعامته.

ثم إنه عليه‌السلام انصرف إلى مركزه واستحضر الميضاة وتوضأ وصلى ركعتين ، وقنت في الثانية فقال :

اللهم يا ذا القدرة الجامعة ، والرحمة الواسعة ، والمنن المتتابعة ، والالاء المتوالية ، والايادي الجميلة ، والمواهب الجزيلة ، يا من لا يوصف بتمثيل ، ولا يمثل بنظير ، ولا يغلب بظهير ، يا من خلق فرزق ، وألهم فأنطق ، وابتدع فشرع وعلا فارتفع ، وقدر فأحسن ، وصور فأتقن ، واحتج فأبلغ وأنعم فأسبغ ، و أعطى فأجزل.

يا من سما في العز ففات خواطر الابصار ودنا في اللطف فجاز هواجس الافكار يا من تفرد بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه ، وتوحد بالكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه ، يا من حارت في كبرياء هيبته دقايق لطائف الاوهام ، وحسرت دون

____________________

(١) عيون الاخبار ج ١ ص ٧٥ ـ ٧٦.

٣٤٤

إدراك عظمته خطائف أبصار الانام ، ياعالم خطرات قلوب العالمين ، وشاهد لحظات أبصار الناظرين.

يا من عنت الوجوه لهيبته ، وخضعت الرقاب لجلالته ، ووجلت القلوب من خيفته ، وارتعدت الفرائص من فرقه ، يابدئ يا بديع ، يا قوي : يا منيع : ياعلي يا رفيع صل على من شرفت الصلاة بالصلاة عليه ، انتقم لي ممن ظلمني واستخف بي وطرد الشيعة عن بابي ، وأذقه مرارة الذل والهوان أذاقنيهما واجعله طريد الارجاس ، وشريد الانجاس.

قال أبوالصلت عبدالسلام بن صالح الهروي : فما استتم مولاي عليه‌السلام دعاءه حتى وقعت الرجفة في المدينة ، وارتفعت الزعقة والضجة ، إلى آخر مامر في أبواب تاريخه عليه‌السلام (١).

بيان : ولا تغلب بظهير : أي لا يمكن الغلبة عليه بمظاهرة المعاونين ، والظهير بمعنى الغالب « وابتدع فشرع « أي في خلق الاشياء أوسن لهم طريق العبادة بعد خلقهم ، أو رفع كل شئ إلى ما يستحقه من المنازل » فارتفع » عن إدراك الخلق « خواطر الابصار » أي البصائر أوالخواطر التي تكون بعد الابصار بالابصار ، وفي بعض النسخ « خواطف الابصار » أي كان أعلا في النور والضياء من الامور النيرة التي تخطف الابصار ، يقال : خطف البرق البر أي ذهب به ، أو لا تضره تلك الاشياء ، وفي بعض النسخ نواظر وهو أظهر.

« فجاز هواجس الافكار » الهاجس الخاطر ، ولعل المعنى أنه تعالى اطلع عليها وجازها إلى ماهو أخفى منها كماقال تعالى « يعلم السر وأخفى » (٢) وقال الكفعمى أي فات خواطر الافكار ، ولا يخفى أنه لا يناسب » دنا في اللطف » و الند المثل ، وقال الشهيد ره الفرق بين الضد عرض يعاقب آخر في محله وينافيه ، والند هو المشارك في الحقيقة ، وإن وقعت المخالفة ببعض

____________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ١٧٢.

(٢) طه : ٧.

٣٤٥

العوارض.

« خاطف أبصار الانام « أي أبصار أو بصائرهم التى تخطف الاشياء وتدركها بسرعة ، فان الخطف الاستلاب بسرعة ، وعجل خطيف أي سريع المر و يمكن أن يحمل مامر أيضا على هذا المعنى ، وسيأتي قريب من هذا الدعاء في أدعية شهر رجب.

٦ ـ مجالس الشيخ وابنه : عن أبي محمد الفحام عن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري ، عن سهل بن يعقوب بن إسحاق ، عن الحسن بن عبدالله بن مطر ، عن محمد ابن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال : جاء رجل إلى سيدنا الصادق عليه‌السلام فقال له : ياسيدي أشكو إليك دينا ركبني وسلطانا غشمني ، واريد أن تعلمني دعاء أغتنم به غيمة أقضى بها ديني ، وأكفى بها ظلم سلطاني ، فقال إذا جنك الليل فصل ركعتين اقرأ في الركعة الاولى منهما الحمد وآية الكرسي ، وفي الركعة الثانية الحمد وآخر الحشر » لوأنزلنا هذا القرآن على جبل « إلى خاتمة السورة ، ثم خذ المصحف فدعه على رأسك وقل : بهذا القرآن وبحق من أرسلته وبحق كل مؤمن فيه ، وبحقك عليهم ، فلا أحد أعرف بحقك منك ، بك يا الله عشر مرات ، ثم تقول يا محمدعشر مرات ، يامحمد بن علي عشر مرات ، يا جعفر بن محمد عشر مرات ، يا موسى بن جعفر عشر مرات ، يا علي بن موسى عشر مرات يامحمد بن علي عشرا ، ياعلي بن محمد عشرا ، ياحسن بن علي عشرا ، ثم بالحجة عشرا ثم تسأل حاجتك.

قال فمضى الرجل فعاد إليه بعد مديدة قد قضى دينه وصلح له سلطانه ، وعظم يساره (١).

منهما : عن المفيد ، عن محمد بن الحسين المقري ، عن ابن عقدة ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن عبدالرحمن بن إبراهيم ، عن صباح الحذاء قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من كانت له إلى الله حاجة فليقصد إلى مسجد الكوفة ،

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٩٨.

٣٤٦

وليسبغ وضوءه ، وليصل في المسجد ركعتين يقرأ في كل واحدة منهما فاتحة الكتاب وسبع سور معها ، وهي : المعوذتان ، وقل هو الله أحد ، وقل يا أيها الكافرون ، وإذا جاء نصر الله والفتح ، وسبح اسم ربك الاعلى ، وإنا أنزلناه في ليلة القدر ، فاذا فرغ من الركعتين وتشهد وسلم وسأل الله حاجته ، فانها تقضى بعون الله إنشاء الله.

قال علي بن الحسن بن فضال ، وقال لي هذا الشيخ : إني فعلت ذلك ودعوت الله أن يوسع علي في رزقي فأنا من الله تعالى بكل نعمة ، ثم دعوته أن يرزقني الحج فرزقنيه ، وعلمته رجلا كان من أصحابنا مقترا عليه في رزقه فرزقه الله تعالى و وسع عليه (١).

أقول : سيأتي بعض الاخبار في باب الدعاء لدفع كيد الاعداء (٢)

٨ ـ المحاسن : عن ابن محبوب ، عن الحسن بن صالح بن حي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من توضأ فأحسن الوضوء ، ثم صلى ركعتين فأتم ركوعهما وسجودهما ، ثم جلس فأثنى على الله ، وصلى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم سأل حاجته فقد طلب الخير في مظانه ، ومن طلب الخير في مظانه لم يخب (٣).

٩ ـ السرائر : عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن جميل بن دراج قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فدخلت عليه امرءة فذكرت أنها تركت ابنها بالمحلفة على وجهه ميتا ، قال لها : لعله كم يمت ، فقومي فاذهبي إلى بيتك ، و اغتسلي وصلي ركعتين ، وادعي وقولي » يا من وهبه لي ولم يك شيئا جدد لي هبته » ثم حركيه ولاتخبري بذلك أحدا ، قال : ففعلت فجاءت فحركته فإذا هو قدبكى (٤).

الدعوات للراوندى : عن جميل مثله.

____________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٣٠.

(٢) راجع ج ٩٥ ص ٢٠٩.

(٣) المحاسن : ٥٢.

(٤) السرائر : وتراه في الكافى ج ٣ ص ص ٤٧٩.

٣٤٧

١٠ ـ العياشى : عن مسمع قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا مسمع ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده فيركع ركعتين فيدعوالله فيها؟ أما سمعت الله يقول : « واستعينوا بالصبر والصلوة » (١).

ومنه : عن أبي بصيرقال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول إن سورة الانعام نزلت جملة وشيعها سبعون ألف ملك حين انزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فعظموها وبجلوها ، فان اسم الله تبارك وتعالى فيها في سبعين موضعا ، ولو يعلم الناس ما في قراءتها من الفضل ما تركوها.

ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من كان له إلى الله حاجة يريد قضاءها فليصل أربع ركعات بفاتحة الكتاب والانعام ، وليقل في صلاته إذا فرغ من القراءة :

يا كريم ياكريم يا كريم ، يا عظيم يا عظيم يا عظيم ، يا أعظم من كل عظيم يا سميع الدعاء ، يا من لا تغيره الايام والليالي ، صل عل محمد وآل محمد ، وارحم ضعفي وفقري وفاقتى ومسكنتي ، فانك أعلم بها مني وأنت أعلم بحاجتى ، يامن رحم الشيخ يعقوب حين رد عليه يوسف قرة عينه ، يامن رحم أيوب بعد حلول بلائه ، يا من رحم محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله من اليتم وآواه ونصره على جبابرة قريش وطواغيتها وأمكنه منهم ، يا مغيث يا مغيث يقوله مرارا.

فو الذي نفسي بيده لو دعوت بهابعد ما تصلي هذه الصلاة في دبر هذه السورة ثم سألت الله جميع حوائجك ما بخل عليك ، ولاعطاك ذلك إنشاء الله تعالى (٢).

ومنه : عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال إذا كانت لك حاجة فاقرأ المثاني وسورة اخرى ، وصل ركعتين ، وادع الله ، قلت : أصلحك الله وما المثانى؟ فقال : فاتحة الكتاب (٣)

____________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ٤٣ ، والاية في سورة البقرة : ٤٥.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٣٥٣.

(٣) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٤٩.

٣٤٨

١١ ـ كتاب الدلائل للطبرى وفتح الابواب نقلا منه : عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري قال : حدثني أبو الحسن بن أبي البغل الكاتب قال : تقلدت عملا من أبي منصور بن الصالحان وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري ، فطلبنى وأخافني ، فمكثت مستترا خائفا.

ثم قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة ، واعتمدت المبيت هناك الدعاء والمسألة وكانت ليلة ريح ومطر ، فسألت ابن جعفر القيم أن يغلق الابواب ، وأن يجتهد في خلوة الموضع لاخلو بما اريده من الدعاء والمسألة ، وآمن من دخول إنسان مما لم آمنه ، وخفت من لقائي له ، ففعل وقفل الابواب ، وانتصف الليل ، وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع ، ومكثت أدعو وأزور واصلي.

فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطئا عندمولانا موسى عليه‌السلام وإذا رجل يزور فسلم على آدم واولي العزم عليهم‌السلام ثم الائمة واحدا واحدا إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان عليه‌السلام فلم يذكره ، فعجبت من ذلك وقلت لعله نسي أو لم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل.

فلما فرغ من زيارته صلى ركعتين وأقبل إلى مولانا أبي جعفر عليه‌السلام فزار مثل الزيارة ، وذلك السلام ، وصلى ركعتين وأنا خائف منه إذ لم أعرفه ، ورأيته شابا تاما من الرجال ، عليه ثياب بياض وعمامة محنك بها بذوائه ، ورداؤه على كتفه مسبل ، فقال لي : يا أبا الحسن بن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج؟ فقلت : وماهو يا سيدي؟ فقال : تصلي ركعتين وتقول :

يا من أظهر الجميل ، وستر القبيح ، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ، ولم يهتك الستر ، ياعظيم المن يا كريم الصفح ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المعفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا منتهى كل نجوى ، يا غاية كل شكوى ، يا عون كل مستعين ، يامبتدئا بالنعم قبل استحقاقها ، يا رباه ـ يا غايتاه ـ عشرمرات ـ يا منتهى غاية رغبتاه ـ عشر مرات أسئلك بحق هذه الاسماء ، وبحق محمد وآله الطاهرين عليهم‌السلام إلا ما كشفت كربي

٣٤٩

ونفست همى ، وفرجت غمي وأصلحت حالى.

وتدعو بعد ذلك بما شئت وتسأل حاجتك ثم تضع خدك الايمن على الارض وتقول مائة مرة في سجودك « يامحمد يا علي ياعلي يا محمد اكفياني فانكما كافياي وانصراني فانكما ناصراي ، وتضع خدك الايمن على الارض وتقول مائة مرة أدركني وتكررها كثيرا وتقول الغوث الغوث الغوث ، حتى ينقطع النفس ، و ترفع رأسك فان الله بكرمه يقضي حاجتك إنشاء الله.

فلما اشتغلت بالصلاة والدعاء خرج ، فلما فرغت خرجت إلى ابن جعفر لاسأله عن الرجل ، وكيف دخل ، فرأيت الابواب على حالها مغلقة مقفلة ، فعجبت من ذلك وقلت لعله باب ههنا ولم أعلم ، فأنبهت ابن جعفر القيم ، فخرج إلى عندي من بيت الزيت ، فسألته عن الرجل ودخوله ، فقال الابواب مقفلة كما ترى ما فتحتها.

فحدثته بالحديث فقال هذا مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وقد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عند خلوها من الناس ، فتأسفت على ما فاتنى منه ، وخرجت عند قرب الفجر وقصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه.

فما أضحى النهار إلا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائى ويسألون عني أصدقائي ومعهم أمان من الوزير ، ورقعة بخطه فيها كل جميل ، فحضرت مع ثقة من أصدقائي عنده ، فقام والتزمني ، وعاملني بمالم أعهده منه ، وقال : انتهت بك الحال إلى أن تشكونى إلى صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه؟ فقلت قدكان مني دعاء ومسألة ، فقال : ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه في النوم يعني ليلة الجمعة ، وهو يأمرنى بكل جميل ويجفو على في ذلك جفوة خفتها ، فقلت لا إله إلا الله أشهد أنهم الحق ومنتهى الحق ، رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال كذا وكذا ، وشرحت مارأيته في المشهد ، فعجب من ذلك وجرت منه امور عظام حسان في هذا المعنى وبلغت منه غاية ما لم أظنه ببركة مولانا صلوات

٣٥٠

الله عليه (١).

١٢ ـ المتهجد (٢) والمكارم وغيرهما : للحاجة : عن سماعة بن مهران عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : إن أحدكم إذا مرض دعا الطبيب وأعطاه ، وإذا كانت له حاجة رشا البواب وأعطاه ، ولو أن احدكم إذا فدحه أمر فزع إلى الله تعالى وتطهر وتصدق بصدقة قلت أو كثرت ، فدخل المسجد فصلى ركعتين فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على النبي وأمل بيته ، ثم قال : اللهم إن عافيتني مما أخاف من كذاوكذا « إلا آتاه الله ذلك ، وهو اليمين الواجبة ، وماجعل الله عليه في الشكر (٣).

توضيح : فدحه أثقله وفي التهذيب (٤) والفقيه (٥) إن عافيتني من مرضى أورددتني من سفرى أوعافيتني مما أخاف من كذا وكذا إلا آتاه الله » وفي بعض نسخ المكارم والمتهجد لاتاه الله ، وجزاء الشرط في قوله إن عافيتني مقدر مثل قوله فأنت أهل لذلك ونحوه ، وقيل الظاهر أن جوابه التزام نذر من صدقة وغيره بقرينة ما سبق من قوله عليه‌السلام : دعاء الطبيب وأعطاه وقوله رشا البواب ولا يخفى بعده ، و ماجعله شاهدا إنما يشهد إذا لم يذكر الصدقة ، قوله عليه‌السلام : « إلا آتاه » على تقديره مستثنى من مقدر رأي لم يفعل ذلك أو مافعله إلا آتاه ، والمذكور والمقدر جميعا جزاء لقوله ولو أن أحدككم ، وقوله عليه‌السلام « وهي اليمين الواجبة » أي هذه الصلاة والصدقة والدعاء بمنزلة اليمين الواجب على الله قبولها.

قال الوالد قدس سره : قوله : « وماجعل » معطوف على اليمين أي هي الشكر الذي أوجب الله عليه في قضاء هذه الحاجة ، ولا يحتاج بعده إلى شكر آخر أو قضاء

____________________

(١) دلائل الامامة : ٣٠٤ ـ ٣٠٥.

(٢) مصباح المتهجد : ٣٦٨.

(٣) مكارم الاخلاق : ٣٧٤.

(٤) التهذيب ج ١ ص ٣٠٦.

(٥) الفقيه ج ١ ص ٣٥١.

٣٥١

الحاجة شكرا لله تعالى لعبده الذي جعله على نفسه في قوله تعالى : « فاذكروني أذكركم » أي « اشكروني أشكركم » انتهى وقيل معطوف على لفظة « ذلك » مفعولا آخر لقوله : « آتاه الله » وقوله : « وهي اليمين الواجبة » جملة معترضة.

١٣ ـ المكارم : صلاة اخرى : إذا انتصف الليل فاغتسل وصل ركعتين تقرأ في الاولى فاتحة الكتاب وسورة الاخلاص خمس مائة مرة ، وفي الثانية مثلها ، وحين تفرغ من القراءة في الثانية تقرأ آخر الحشر وست آيات من أول الحديد ، وقل بعد ذلك وأنت قائم « إياك نعبد وإياك نستعين « ألف مرة ثم تركع وتسجد و تتشهد وتثتي على الله ، فان قضيت الحاجة وإلا ففي الثانية وإلا ففي الثالثة (١).

صلاة اخرى : عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام قال : إذا فدحك أمر عظيم فتصدق في نهارك على ستين مسكينا على كل مسكين نصف صاع بطاع النبي صلى الله عليه وآله من تمر أو بر أو شعير ، فاذا كان بالليل ، اغتسلت في ثلث الليل الاخير ، ثم لبست أدنى مايلبس من تعول من الثياب إلا أن عليك في تلك الثياب إزارا ثم تصلي ركعتين تقرأ فيهما بالتوحيد وقل يا أيها الكافرون.

فاذا وضعت جبينك في الركعة الاخيرة للسجود ، هللت الله ، وقدسته وعظمته ومجدته ، ثم ذكرت ذنوبك وأقررت بما تعرف منها مسمى ، وما لا تعرف أقررت به جملة ثم رفعت رأسك ، فاذا وضعت جنب في السجدة الثانية ، استخرت الله مائة مرة تقول اللهم إني أستخيرك بعلمك ، ثم تدعو الله بماشئت من أسمائه وتقول : » يا كائن قبل كل شئ ، ويا مكون كل شئ ، يا كائن بعد كل شئ ، افعل بي كذا وكذا ، وأعطني كذا وكذا » وكلما استخرت فأفض بركبتيك إلى الارض وترفع الازار حتى تكشف الازار من خلفك بين إليتك وباطن ساقيك ، فانى أرجو أن تقضى حاجتك إنشاء الله ، وأبدا بالصلاة على النبى وأهل بيته صلوات عليهم أجمعين (٢).

____________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٣٧٤.

(٢) مكارم الاخلاق ص ٣٧٥.

٣٥٢

بيان : التهليل قول لا إله إلا الله ، والتقديس قول سبحان الله ، وأمثاله والتعظيم قول الله أكبر وأمثاله ، والتمجيد قول لاحول ولا قوة إلا بالله وأمثاله « اللهم إني أستخيرك » قال الوالد ـ ره ـ أي أطلب منك أن تجعل خيري في قضاء حاجتي أو تجعل قضاء حاجتي خيرا لي ، أو تقضي حاجتي إن كان خيرا لي لعلمك بالخيرة و قدرتك عليها وعلى جعلها خيرا.

أقول : وهذه الرواية مروية في الفقيه بسند حسن (١).

١٤ ـ المكارم : صلاة الحاجة عن الرضا عليه‌السلام قال : إذا حزنك أمر شديد فصل ركعتين تقرأ في إحداهما الفاتحة وآية الكرسي وفي الثانية الحمد وإنا أنزلناه في ليلة القدر : ثم خذ المصحف وارفعه فوق رأسك وقل : « اللهم بحق من أرسلته إلى خلقك ، وحق كل آية فيه ، كل من مدحته فيه عليك ، وبحقك عليه ولا نعرف أحدا أعرف بحقك منك يا سيدي يا الله ـ عشر مرات ـ بحق محمد ـ عشرا ـ بحق علي ـ عشرا ـ بحق فاطمة ـ عشرا بحق إمام بعده كل إمام تعده عشرا حتى تنتهى إلى إمام الذي هو إمام زمانك ، فانك لا تقوم من مقامك حتى يقضي الله حاجتك (٢).

١٥ ـ المتهجد (٣) والمكارم وغيرهما : صلاة اخرى : وروي مقاتل ابن مقاتل قال : قلت للرضا عليه‌السلام : جعلت فداك علمني دعاء لقضاء الحوائج ، فقال : إذا كانت لك حاجة إلى الله مهمة ، فاغتسل والبس أنظف ثيابك ، وشم شيئا من الطيب ، ثم ابرز تحت السماء ، فصل ركعتين تفتح الصلاة فتقرأ فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خمس عشر مرة ، ثم تركع وتقرأ خمس عشر على مثل صلاة التسبيح غير أن القراءة خمس عشر مرة : ثم تسجد ونقول في سجودك « اللهم إن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل سواك ، فانك أنت الله الحق المبين اقض لي حاجة كذا وكذا

____________________

(١) الفقيه ج ١ ص ٣٥٠.

(٢) مكارم الاخلاق ص ٣٧٦.

(٣) مصباح المتهجد ص ٣٧٠.

٣٥٣

الساعة الساعة ، وتلح فيما أردت (١).

١٦ ـ المكارم : صلاة العفو إذا أحسست من نفسك بفترة ، فلا تدع عند ذلك صلاة العفو ، وهي ركعتان بالحمد وإنا أنزلناه مرة واحدة في كل ركعة وتقول بعد القراءة رب عفوك عفوك ، خمس عشر مرة ، ثم تركع وتقول بعد ذلك عشرا ، و تتم الصلاة كمثل صلاة جعفر (٢).

بيان : قال الجوهري : حسست بالخير وأحسست به أي أيقنت به ، وقال : الفترة الانكسار والضعف انتهى ، ولعل المراد هنا الضعف في العقايد بالشكوك والشبهات أو الكسل في الطاعات » خمس عشر مرة » أي كلمة عفوك أو مجموع رب عفوك عفوك ، ولعل الاول أظهر.

١٧ ـ المكارم : صلاة لحديث النفس ، عن الصادق عليه‌السلام قال : ليس من مؤمن يمر عليه أربعون صباحا إلاحدث نفسه ، فليصل ركعتين وليستعذ بالله من ذلك (٣).

بيان : المراد بحديث النفس الوساوس الشيطانية في العقايد والقضاء والقدر ، والخطورات التي يوجب التكلم بها الكفر.

١٨ ـ المكارم : صلاة الاستغفار عن النبي صلى الله وآله وسلم أنه قال : إذا رأيت في معاشك ضيقا وفي أمرك التياثا فأنزل حاجتك بالله تعالى وجل ، ولاتدع صلاة الاستغفار ، وهي ركعتان تفتح الصلاة وتقرأ الحمد وإنا أنزلناه مرة واحدة في كل ركعة ، ثم تقول بعد القراءة : أستغفر الله خمس عشر مرة ، ثم تركع فتقرأها عشر على هيئة صلاة جعفر يصلح الله لك شأنك كله إنشاء الله (٤).

بيان : قال الجوهري الالتياث الاختلاط والالتفات ، والتاث في عمله أبطأ.

١٩ ـ المكارم : صلاة الكفاية عن الصادق عليه‌السلام قال : تصلي ركعتين وتسلم و تسجد وتثني على الله تعالى وتحمده وتصلي على النبي محمد وآله ، وتقول : يا محمد يا

____________________

(١ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٣٧٧.

(٤) مكارم الاخلاق ص ٣٧٨.

٣٥٤

جبرئيل ياجبرئيل يامحمد اكفياني مما أنا فيه ، فانكما كافيان ، اخفظاني باذن الله فانكما حافظان مائة مرة.

صلاة لمن أصابه هم أو غم كانت له إلى الله حاجة عن الرضا عليه‌السلام قال : يصلي ركعتين يقرأ في كل واحدة منهما الحمد مرة وإنا أنزلناه ثلاث عشر مرة ، فاذا فرغ سجد وقال : اللهم يا فارج الهم وكاشف الغم ومجيب دعوة المضطرين ، يا رحمن الدنيا ورحيم الاخرة ، صل على محمد وآل محمد ، وارحمني رحمة تطفئ بهاعني غضبك وسخطك ، وتغنيني بها عن رحمة من سواك ، ثم يلصق خده الايمن بالارض ويقول : يامذلل كل جبار عنيد ، ومعز كل ذليل ، قدوحقك بلغ المجهود مني في أمر كذا ففرج عني ، ثم يلصق خد الايسر بالارض ويقول مثل ذلك ، ثم يعود إلى سجوده ويقول مثل ذلك ، فان الله سبحانه يفرج غمه ويقضي حاجته (١)

صلاة الفرج عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : تصلي ركعتين تقرأ في الاولى الحمد و قل هو الله أحد ألف مرة ، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد مرة واحدة ، ثم تتشهد وتسلم ، وتدعو بدعاء الفرج وتقول :

اللهم يا من لا تراه العيون ، ولا تخالطه الظنون ، يا من لايصفه الواصفون ، يا من لا تغيره الدهور ، يا من لا يخشى الدوائر ، يامن لا يذوق الموت ، يا من لا يخشى الفوت ، يامن لاتضره الذنوب ، ولا ننقصه المغفرة ، يا من يعلم مثاقيل الجبال وكيل البحور ، وعدد الامطار ، وورق الاشجار ، ودبيب الذر ، ولا يواري منه سماء سماء ، ولا أرض أرضا ، ولابحر ما في قعره ، ولا جبل ما في وعره ، يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ، وما أظلم عليه الليل وأشرق عنه النهار.

أسئلك باسمك المخزون المكنون الذي في علم الغيب عندك واختصصت به لنفسك واشتققت منه اسمك ، فانك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك وحدك وحدك ، لا شريك لك ، الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت وأسئلك بحق أنبيائك المرسلين وبحق حملة العرش ، وبحق ملائكتك المقربين ، وبحق جبرئيل وميكائيل و

____________________

(١) مكارم الاخلاق : ٣٧٩.

٣٥٥

إسرافيل ، وبحق محمد وعترته صلواتك عليهم ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تجعل خير عمري آخره وخير أعمالي خواتيمها ، وأسئلك مغفرتك ورضوانك يا أرحم الراحمين (١).

صلاة المكروب تصلي ركعتين وتأخذ المصحف فترفعه إلى الله تعالى وتقول : « اللهم إني أتوجه إليك بما فيه ، وفيه اسمك الاكبر ، وأسماؤك الحسنى ، و ما به تخاف وترجى ، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وتقضى حاجتي » و تسميها (٢).

صلاة الاستغاثة بالبتول عليهما‌السلام تصلي ركعتين ثم تسجد وتقول : يا فاطمة مائة مرة ثم ضع خدك الايمن على الارض وقل مثل ذلك ، وتضع خدك الايسر على الارض وتقول مثله ، ثم اسجد وقل ذلك مائة وعشر دفعات ، وقل : « يا آمنا من كل شئ ، وكل شئ منك خائف حذر ، أسئلك بأمنك من كل شئ وخوف كل شئ منك ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تعطيني أمانا لنفسي وأهلي ومالى و ولدي حتى لا أخاف أحدا ولا أحذر من شئ أبدا إنك على كل شئ قدير (٣).

صلاة الاستغاثة إذا هممت بالنوم في الليل فضع عند رأسك إناء نظيفا فيه ماء طاهر ، وغطه بخرقة نظيفة ، فاذا انتبهت لصلاتك في آخر الليل فاشرب من الماء ثلاث جرع ، ثم توضأ بباقيه وتوجه إلى القبلة وأذن وأقم وصل ركعتين تقرأ فيهما ما تيسر من القرآن ، فاذا فرغت من القراءة قلت في الركوع « يا غياث المستغيثين » خمسا وعشرين مرة ، ثم ترفع رأسك فتقول مثل ذلك ، وتسجد وتقول مثل ذلك ثم تجلس وتقوله ، وتسجد وتقوله ، وتجلس وتقوله ، وتنهض إلى الثانية وتفعل كفعلك في الاولى وتسلم وقد أكملت ثلاث مائة مرة ما تقوله ، وترفع رأسك إلى السماء وتقول ثلاثين مرة : من العبد الذليل إلى المولى الجليل ، وتذكر حاجتك فان الاجابة تسرع باذذن الله (٤).

____________________

(١) مكارم الاخلاق : ٣٧٩.

(٤ ـ ٢) مكارم الاخلاق ص ٣٨٠.

٣٥٦

صلاة الغياث عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا كانت لاحدكم استغاثة إلى الله تعالى فليصل ركعتين ، ثم يسجد ويقول » يا محمد يا رسول الله ، ياعلي يا سيد المؤمنين والمؤمنات ، بكما أستغيث إلى الله تعالى ، يا محمد يا علي أستغيث بكما يا غوثاه بالله وبمحمد وعلي وفاطمة ـ وتعد الائمة عليهم‌السلام ـ بكم أتوسل إلى الله عزوجل » فانك تغاث من ساعتك باذن الله تعالى (١).

صلاة الضر والفقر : تصلي ركعتين تحسنهما وتسجد وتقول يا ماجد يا واحد يا أحد ياكريم أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربي وربك ورب كل شئ أسئلك يا الله أن تصلي على محمدوآل محمد وأسئلك [ أن تنفحني ] نفحة من نفحاتك فتحا يسيرا ورزقا واسعا ألم به شعثي وأقضى به ديني وأستعين به على عيالي (٢).

صلاة الاستعداء : عن الصادق عليه‌السلام : تسبغ الوضوء أي وقت أحببت ، ثم تصلي ركعتين تتم ركوعهما وسجودهما ، فاذا فرغت مرغت خديك على الارض ، وقلت « يارباه » حتى ينقطع النفس ثم قل : يا من أهلك عادا الاولى ، وثمود فما أبقى ، و قوم نوح فلان بن فلان ظالما فيما ارتكبني به فاجعل عليك منك وعدا ، ولا تجعل له في حلمك نصيبا ، يا أقرب الاقربين (٣).

صلاة الظلامة : تفيض عليك الماء ثم تصلي ركعتين وترفع رأسك إلى السماء و تبسط يديك وتقول : اللهم رب محمدوآل محمد ، صل على محمد وآل محمد ، وأهلك عدوهم ، اللهم إن فلان بن فلان قد ظلمني ولا أجد من أصول به غيرك ، فاستوف منه ظلامتي الساعة الساعة ، بحق من جعلت له عليك حقا ، وبحقك عليهم إلا فعلت ذلك ، يا مخوف الاحكام والاخذ ، يا مرهوب البطش ، يا مالك الفضل (٤).

صلاة الانتصار من الظالم : عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال إذا طلبت بمظلمة فلا تدع

____________________

(١ ـ ٣) مكارم الاخلاق ص ٣٨١.

(٤) مكارم الاخلاق ص ٣٨٢.

٣٥٧

على صاحبك ، فان الرجل يكون مظلوما فلا يزال يدعو حتى يكون ظالما ، ولكن إذا ظلمت فاغتسل وصل ركعتين في موضع لا يحجبك عن السماء ثم قل : « اللهم إن فلان بن فلان ظلمني وليس لي أحد أصول به غيرك ، فاستوف لي ظلامتي الساعة الساعة ، بالاسم الذي سألك به المضطر فكشفت مابه من ضر ، ومكنت له في الارض وجعلته خليفتك على خلقك ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تستوفي لي ظلامتي الساعة الساعة ، فانك لاتلبث حتى ترى ما تحب (١).

صلاة اخرى : عن يونس بن عمار قال : شكوت إلى أبي عبدالله عليه‌السلام أن رجلا كان يؤذيني ، فقال ادع عليه قلت دعوت عليه قال : ليس هكذا ، ولكن أقلع عن الذنوب ، وصم وصل وتصدق ، فاذا كان آخر الليل فأسبغ الوضوء ثم قم فصل ركعتين ، ثم قل وأنت ساجد « اللهم إن فلان بن فلان قد آذانى ، اللهم أسقم بدنه واقطع أثره ، وانقص أجله ، وعجل ذلك في عامه هذا » قال : ففعلت فما لبثت أن هلك (٢).

صلاة العسرة عن أبي عبدالله عليه‌السلام : إذاعسر عليك أمر فصل عند الزوال ركعتين تقرأ في الاولى بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وإنا فتحنا لك فتحا مبينا إلى قوله وينصرك الله نصرا عزيزا ، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وألم نشرح لك صدرك ، وقد جرب (٣).

صلاة في المهمات ، عن الحسين بن على عليهما‌السلام تصلي أربع ركعات تحسن قنوتهن وأركانهن تقرأ في الاولى الحمدمرة ، وحسبنا الله ونعم الوكيل سبع مرات ، وفي الثانية الحمدمرة وقوله : « ماشاء الله لاقوة إلا بالله إن ترن أنا أول منك مالا وولدا » سبع مرات ، وفي الثالثة الحمد مرة وقوله « لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين » سبع مرات ، وفي الرابعة الحمد مرة « وافوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد » سبع مرات ، ثم يسأل حاجته (٤).

____________________

(١ ـ ٢) مكارم الاخلاق ص ٣٨٢.

(٣ ـ ٤) مكارم الاخلاق : ٣٨٣.

٣٥٨

صلاة لمن أصابته مصيبة : تصلي أربع ركعات بفاتحة الكتاب مرة والاخلاص سبع مرات ، وآية الكرسي مرة ، فاذا سلم يقول : « صلى الله على محمد النبي الامى و آله عليه وعليهم‌السلام » ثم يسبح ويحمدو يهلل ويكبر ، فيعطيه الله ما وعد (١).

صلاة الرزق : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عليه‌السلام يصلي ركعتين يقرأ في الاولى الحمدمرة وإنا أعطيناك ثلاث مرات ، وفي الثانية مرة والمعوذتين كل واحدة ثلاث مرات (٢).

صلاة الغنية : ركعتان في كل ركعة الفاتحة وعشر مرات » قل اللهم مالك الملك « الاية (٣) فاذا سلم يقول عشرا رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ، وعشر مرات اللهم صل على محمد وآل محمد ، ثم يسجد ويقول : رب اغفرلي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي إنك أنت الوهاب (٤).

صلاة اخرى ركعتان في كل ركعة فاتحة الكتاب وخمس عشر مرة سورة قريش ، وبعد التسليم يصلى عشر مرات على النبي وآله ، ثم يسجد ويقول عشر مرات « اللهم أغننى بفضلك عن خلقك » (٥).

صلاة الدين أربع ركعات يقرأ في الاولى الحمد مرة والمعوذتين عشر مرات وقل هوالله عشر مرات ، وفي الثانية الحمد وآية الكرسي وقل يا أيها الكافرون عشر مرات ، وآمن الرسول عشر مرات ، فاذا سلم سبح كما هو مثبت ، وفي الركعة الثالثة الحمد مرة وألهيكم التكاثر ثلاث مرات والعصر ثلاث مرات وإنا أعطيناك ثلاث مرات ، وفي الركعة الرابعة الحمد مرة وإنا أنزلناه ثلاث مرات وإذا زلزلت ثلاث مرات ، فاذا سلم سجد ويقول في سجوده كما هو مثبت (٦).

____________________

(١ ـ ٢) مكارم الاخلاق ص ٣٨٣.

(٣) آل عمران : ٢٥.

(٤ ـ ٥) مكارم الاخلاق ص ٣٨٥.

(٦) مكارم الاخلاق ص ٣٨٦ ، والاية في البقرة : ٢٨٥ و ٢٨٦.

٣٥٩

بيان : « كما هو مثبت » أي كما هو مقرر في ساير الصلوات (١) من تسبيح الزهرا عليها‌السلام في الاول ومن أدعية سجود الشكر في الثاني ، أو كان مذكورا في الرواية فأسقطه المصنف أو الرواة اختصارا.

٢٠ ـ المكارم صلاة اخرى للدين أربع ركعات يقرأ ي الاولى فاتحة الكتاب مرة والفلق عشر مرات ، وفي الثانية الفاتحة مرة وقل يا أيها الكافرون عشر مرات وآية الكرسي عشر مرات » وآمن الرسول أبد الابد ، سبحان الله الواحد الاحد ، سبحان الله الفرد الصمد ، سبحان الله الذي رفع السموات بغير عمد ، المتفرد بلا صاحبة ولا ولد ، وفي الثالثة الفاتحة مرة وألهيكم ثلاث مرات ، وفي الرابعة الفاتحة مرة وإنا أنزلناه وإذا نزلت ثلاث مرات ، فاذا فرغ سجد ويقول في سجوده سبع مرات « اللهم إني أسئلك التيسير في كل عسير ، فان تيسير العسير عليك يسير « ثم يرفع رأسه ويقول عشر مرات : « فلله الحمد رب السموات والارض رب العالمين ، وله الكبرياء في السموات والارض وهو العزيز الحكيم » (٢).

صلاة الجايع : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من كان جائعا فصلى ركعتين وقال : « رب أطمعني ، فاني جائع » أطعمه الله من ساعته (٣).

وعنه عليه‌السلام قال : جاءت فاطمة عليها‌السلام إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فشكت الجوع فقال لها : قولي : يا مشبع الجوعة ، ويا رافع الوصفة ، لا تجع فاطمة بنت محمد « وأمرها أن تدعو به (٤).

صلاة في الاستجلاب الرزق : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله

____________________

(١) بل كما هو مثبت في الرواية الاتية ، فانها مقدمة في المصدر على هذه المذكورة.

(٢) مكارم الاخلاق : ٣٨٥.

(٣ ـ ٤) مكارم الاخلاق ص ٣٨٦.

٣٦٠