الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٥
الذي دعوت به للرجل؟ فقال : يا حسين العافية ملك خفي ، يا حسين إن العافية نعمة إذا فقدت ذكرت ، وإذا وجدت نسيت ، فقلت له : أنساك الله العافية بحصولها ولا أنساك الشكر عليها لتندم له ، يا حسين إن أبي خبرني ، عن آبائه عليهمالسلام ، عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : يا صاحب العافية إليك انتهت الاماني (١).
بيان : اي يتمنى الناس حالك ، أو حصل لك أمانيك أو نهايتها ، و الاول أظهر.
٢٢ ـ مجالس الشيخ : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن مسدد بن ابي يوسف ، عن إسحاق بن سيار ، عن المفضل بن دكين ، عن إسرائيل بن يونس ، عن يزيد بن خيثم ، عن أبيه ، عن علي عليهالسلام قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى عليه سبعون الف ملك ، حتى يمسي ، وإذا عاده مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، وكان لخ خراف في الجنة (٢).
بيان : في القاموس خرف الثمار خرفا ومخرفا وخرافا ويكسر : جناه ، وكسحاب ويكسر وقت اختراف الثمار ، والخرائف النخل اللاتي تحرص انتهى ويدل على أن عيادة المريض في صدر النهار وآخره سواء في الاجر ، وربما يستفاد منه أن ما شاع من أنه لا ينبغي أن يعاد المريض في السماء لا عبرة به.
٢٣ ـ مجالس الشيخ : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن محمد ابن عبدالعزيز ، عن شريح بن يونس ، عن هشيم بن بشير ، عن يعلى بن عطا ، عن عبدالله بن نافع أن أبا موسى عاد الحسن بن علي فقال علي عليهالسلام : أما إنه لا يمنعنا ما في أنفسنا عليك أن نحدثك بما سمعنا أنه من عاد مريضا شيعه سبعون ألف ملك كلهم يستغفر له إن كان مصبحا ، حتى يمسي ، وإن كان مساء حتى يصبح ، وكان له خريف في الجنة (٣).
____________________
(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٤٥.
(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٤٨.
(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٤٩.
٢٤ ـ ومنه : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز ، أبي بكر بن ابي شيبة ، عن أبي الاحوص ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا دخل على مريض قال : أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي ، ولا شافي إلا أنت (١).
بيان : روى العامة هذا الدعاء عن النبي صلىاللهعليهوآله : وزادوا في آخره : اشف شفاء لا يغادر سقما.
٢٥ ـ مجالس الشيخ : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن علي بن إسماعيل ، عن علي بن الحسن العبدي ، عن الحسن بن بشر ، عن قيس بن الربيع ، عن الاعمش ، عن شقيق ، عن ابي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أجيبوا الداعي ، وعودوا المريض واقبلوا الهدية ، ولا تظلموا المسلمين (٢).
٢٦ ـ ومنه : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن يحيى بن محمد بن مصاعد ، عن عبدالله بن سعيد الاشج ، عن عقبة بن خالد ، عن موسى بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أغبوا في العيادة وأربعوا إلا أن يكون مغلوبا (٣).
بيان : قال الجوهري : الغب أن ترد الابل الماء يوما وتدعه يوما ، تقول غبت الابل تغب غبا قال الكسائي أغببت القوم وغببت عنهم أيضا إذا جئت يوما وتركت يوما ، والغب في الزيارة ، قال الحسن في كل أسبوع يقال : زرغبا تزدد حبا وأغبنا فلان أتانا غبا ، وفي الحديث أبغوا في عيادة المريض وأربعوا ، يقول : عد يوما ودع يوما ، أودع يومين وعد اليوم الثالث.
وقال في النهاية : الغب من أوراد الابل أن ترد الماء يوما وتدعه ثم تعود ، فنقله إلى الزيارة وإن جاء بعد أيام يقال : غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام وقال الحسن في كل اسبوع ، ومنه الحديث أغبوا في عيادة المريض أي لا تعودوه
____________________
(١ ـ ٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٥٢.
(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٥٣.
في كل يوم لما يجد من ثقل العواد انتهى.
أقول : ظاهر أن المراد في هذا الخبر يوم ويوم لا ، وقوله إلا أن يكون مغلوبا اي يغلبه المرض بأن يكون شديد المرض أو مغمى عليه فانه ينبغي حينئذ أن يؤخر عيادته ويترك مع أهله.
٢٧ ـ مجالس الشيخ : عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالله بن محمد البغوي. عن داود بن عمروالضبي ، عن عبدالله بن المبارك ، عن يحيى بن ايوب ، عن عبدالله ابن زجر ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم بن ابي أمامة ، عن النبي صلىاللهعليهوآله أن من تمام عيادة المريض أن يدع أحدكم يده على جبهته أويده فيسأله كيف هو ، وتحياتكم بينكم بالمصافحة (١).
٢٨ ـ ومنه : بهذا الاسناد عن البغوي ، عن صبيح بن دينار ، عن عفيف بن سالم عن أيوب بن عتبة ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من تمام عيادة المريض إذا دخلت عليه أن تضع يدك على رأسه وتقول : كيف اصبحت أو كيف أمسيت ، فاذا جلست عنده غمرتك الرحمة ، وإذا خرجت من عنده خضتها مقبلا ومدبرا ، وأومأ بيده إلى حقويه (٢).
بيان : الظاهر من الحديث الاول أيضا إرجاع ضمير جبهته ويده إلى المريض لا العائد كماهو صريح هذا الخبر ، وهو مخالف لما مر في الرواية الاولى من الباب وكانت أقوى سندا ، وهذا اظهر معنى ، ويمكن استحبابهما معا ، لكن هذان الخبران عاميان ، والحقو مشد الازار ، والايمان إليهما كناية عن كثرة الرحمة ، فكأنه شبه الرحمة بماء يخوض فيه فيصل إلى حقويه.
٣٩ ـ مجالس الشيخ : عن جماعة ، عن ابي المفضل ، عن إسماعيل بن موسى عن عبدالله بن عمر بن أبان ، عن معاوية بن هشام ، عن سفيان الثوري ، عن حبيب ابن ابي ثابت ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : قيل للنبي صلىاللهعليهوآله كيف اصبحت؟ قال : بخير من قوم لم يشهدوا جنازة ، ولم يعودوا مريضا (٣).
____________________
(١ ـ ٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٥٣.
٣٠ ـ الجواهر للكراجكى : عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : ثلاثة لا يعادون : صاحب الدمل ، والضرس ، والرمد.
٣١ ـ دعوات الراوندي : قال النبي صلىاللهعليهوآله : من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة.
بيان : رواه في شرح السنة ، عن ثوبان وزاد في آخره قالوا : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله وماخرفة الجنة؟ قال : جناها.
٣٢ ـ دعوات الراوندى : قال أبوعبدالله عليهالسلام : أيما مؤمن عاد أخاه المؤمن في مرضه حين يصبح ، شيعه سبعون ألف ملك ، فاذا قعد عنده غمرته الرحمة واستغفروا له ، فان عاده مساء كان له مثل ذلك حتى يصبح.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : من دخل على مريض فقال « أسال الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك » سبع مرات شفي ما لم يحضر أجله.
وقال صلىاللهعليهوآله : يا علي ليس على النساء جمعة ، ولا عيادة مريض ، ولا إتباع جنازة.
وقال : سر ميلا عد مريضا ، سرميلين شيع جنازة.
وقال في أهل الذمة : لا تساووهم في المجالس ، ولا تعودوا مريضهم ، ولا تشيعوا جنائزهم.
وكان أمير المؤمنين عليهالسلام إذا رأى المريض قد برأ قال : يهنئك الطهر من الذنوب.
وقال الصادق عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : عودوا المرضى ، واتبعوا الجنائز يذكركم الآخرة ، وتدعو للمريض فتقول « اللهم اشفه بشفائك ، وداوه بدوائك وعافه من بلائك ».
وقال : من أطعم مريضا شهوته أطعمه الله من ثمان الجنة.
٣٣ ـ كنز الكراجكى : عن جابر الانصاري أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : عائد المريض يخوض في البركة ، فاذا جلس انغمس فيها.
وقال عليهالسلام : إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الاجل ، فان ذلك لا يرد شيئا ، وهو يطيب النفس. وأنشد لبعضهم :
حق العيادة يوم بين يومين |
|
وجلسة لك مثل الطرف بالعين |
لا تبرمن مريضا في مسألة |
|
يكفيك من ذاك تسآل بحرفين |
بيان : فنفسوا له اي وسعوا له في الاجل ، وأملوه في الصحة ، كأن يقولوا لا بأس عليك ، وسيذهب عنك الداء عن قريب ، وأمثال ذلك ، من النفس بالتحريك بمعنى السعة والفسحة في الامر ، يقال انت في نفس من أمرك اي في سعة.
٣٤ ـ عدة الداعى : عن عيسى بن عبدالله القمي قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : ثلاثة دعوتهم مستجابة : الحاج ، والمعتمر ، فانظروا كيف تخلفونهم ، و الغازي في سبيل الله فانظروا كيف تخلفونه ، والمريض فلا تغيظوه ولا تضجروه (١).
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أيما مؤمن عاد مريضا خاض في الرحمة ، فاذا قعد عنده استنقع فيها ، فاذا عاده غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يمسي ، وإن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح (٢).
٣٥ ـ اعلام الدين : يستحب الدعاء للمريض يقول : « اللهم رب السموات السبع ورب الارضين السبع ، وما فيهن وما بينهن وما تحتهن ، ورب العرش العظيم ، صل على محمد وآل محمد ، واشفه بشفائك ، وداوه بدوائك ، وعافه من بلائك ، واجعل شكايته كفارة لما مضى من ذنوبه وما بقي ».
وعن النبي صلىاللهعليهوآله قال : من قام على مريض يوما وليلة بعثه الله مع إبراهيم خليل الرحمان ، فجاز على الصراط كالبرق اللامع.
٣٦ ـ تفسير علي بن ابراهيم : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله « ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض
____________________
(١) وتراه في الكافى ج ٢ ص ٥٠٩.
(٢) رواه في الكافى ج ٣ ص ١٢٠.
حرج » (١) وذلك أن أهل المدينة قبل أن يسلموا كانوا يعتزلون الاعمى والاعرج والمريض ، كانوا لا يأكلون معهم ، وكانت الانصار فيهم تيه وتكرم ، فقالوا إن الاعمى لا يبصر الطعام ، والاعرج لا يستطيع الزحام على الطعام ، والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح ، فعزلوا لهم طعامهم على ناحية ، وكانوا يرون أن عليهم في مؤاكلتهم جناحا ، فلما قدم النبي صلىاللهعليهوآله سألوه عن ذلك ، فأنزل الله « ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا » (٢).
٣٧ ـ مكارم الاخلاق : قال النبي صلىاللهعليهوآله : تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله كيف هو كيف أصبحت وكيف أمسيت؟ وتمام تحيتكم المصافحة (٣).
وعن ابي الحسن عليهالسلام قال : عاد أمير المؤمنين عليهالسلام صعصعة بن صوحان فقال : يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك ، وانظر لنفسك ، فكأن الامر قد وصل إليك ، ولا يلهينك الامل (٤).
ومن كتاب زهد أمير المؤمنين عليهالسلام ومن كتاب الجنائر عن الصادق عليهالسلام قال : لا عيادة في وجع العين ، ولا تكون عيادة أقل من ثلاثة أيام ، فاذا وجبت فيوم و يوم لا ، أو يوم ويومين لا ، وإذا طالت العلة ترك المريض وعياله (٥).
بيان : قوله عليهالسلام : أقل من ثلاثة أيام ، الظاهر أن المراد به أنه لا ينبغي أن يعاد المريض في أول ما يمرض إلى ثلاثة أيام ، فان برأ قبل مضيها وإلا فيوما تعود ويوما لا تعود ، ويحتمل أن يكون المراد أن أقل العيادة أن يراه ثلاثة أيام متواليات وبعد ذلك غبا أو أن أقل العيادة أن يراه في كل ثلاثة أيام فلما ظهر منه أن عيادته في كل يوم أفضل ، استثنى من ذلك حالة وجوب المرض ولا يخفى بعد الوجهين الاخيرين ، وظهور الاول.
____________________
(١) النور : ٦١.
(٢) تفسير القمى : ٤٦٠.
(٣ ـ ٥) مكارم الاخلاق : ٤١٤.
٣٨ ـ المكارم : عن الصادق عليهالسلام قال : تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعه ، وتعجل القيام من عنده ، فان عيادة النوكى أشد على المريض من وجعه (١).
توضيح : لعل وضع يده على ذراعه عند الدعاء كما فهمه الشهيد ره قال في الدروس : ويضع العائد يده على ذراع المريض ويدعو له ، وفي القاموس النوك بالضم والفتح الحمق ، وهو أنوك ، والجمع نوكى كسكرى.
٣٩ ـ المكارم : روي عن الصادق عليهالسلام أنه قال : إذا كان يوم القيامة تادى العبد إلى الله عزوجل فيحاسبه حسابا يسيرا ، ويقول : يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت؟ فيقول المؤمن : أنت ربي وأنا عبدك ، أنت الحي القيوم الذي لا يصيبك ألم ولا نصب ، فيقول عزوجل : من عاد مؤمنا في فقد عداني ، ثم يقول له : أتعرف فلان بن فلان؟ فيقول : نعم يا رب ، فيقول له : ما منعك أن تعوده حين مرض ، أما إنك لوعدته لعدتني ثم لوجدتني به وعنده ، ثم لو سألتني حاجة لقضيتها لك ولم أردك عنها (٢).
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : وقد عاد سلمان رضوان الله عليه لما أراد أن يقوم : يا سلمان كشف الله ضرك ، وغفر ذنبك ، وحفظك في دينك وبدنك ، إلى منتهى أجلك (٣).
وعنه صلىاللهعليهوآله أنه قال : العيادة ثلاثة ، والتعزية مرة (٤).
وعن مولى لجعفر بن محمد عليهماالسلام قال : مرض بعض مواليه فخرجنا نعوده ، و نحن عدة من مواليه فاستقبلنا عليهالسلام في بعض الطريق فقال : أين تريدون فقلنانريد فلانا نعوده ، قال : قفوا فوقفنا قال : مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة أو أترجة أو لعقة من طيب أو قطعة من عود بخور؟ فقلنا : ما معنا من هذا شئ ، قال : أما علمتم أن المريض يستريح إلى كل ما أدخل به عليه (٥).
____________________
(١ ـ ٤) مكارم الاخلاق ص ٤١٥.
(٥) مكارم الاخلاق ص ٤١٦.
ايضاح : في القاموس لعقه كسمعه لعقة ويضم لحسه ، واللعقة المرة الواحدة وبالضم ما تأخذه في الملعقة.
٤٠ ـ المكارم : عن زرارة عن أحدهما عليهماالسلام قال : إذا دخلت على مريض فقل « أعيذك بالله العظيم رب العرش العظيم ، من كل عرق نعار ، ومن شرحر النار » سبع مرات (١).
بيان : قال الجوهري : نعر العرق ينعر بالفتح فيهما نعرا أي فار منه الدم ، فهو عرق نعار ونعور.
٤١ ـ دعائم الاسلام : عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : العيادة بعد ثلاثة أيام ، وليس على النساء عيادة (٢).
وعنه عليهالسلام أنه قال : نهى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يأكل العائد عند العليل فيحبط الله أجر عيادته (٣).
وعن الحسن بن علي عليهماالسلام أنه اعتل فعاده عمرو بن حريث فدخل عليه علي عليهالسلام فقال : يا عمرو تعود الحسن وفي النفس ما فيها؟ وإن ذلك ليس بمانعي من أن أؤدي إليك نصيحة ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ما من عبد مسلم يعود مريضا إلا صلى عليه سبعون ألف ملك من ساعته التي يعوده فيها ، وإن كانت نهارا حتى تغرب الشمس أوليلا حتى يطلع الفجر (٤).
وعن علي عليهالسلام أنه عاد زيد بن أرقم فلما دخل عليه قال زيد : مرحبا بأمير المؤمنين عائدا وهو علينا عاتب ، قال علي عليهالسلام : إن ذلك لم يكن يمنعني عن عيادتك إنه من عاد مريضا التماس رحمة الهل ، وتنجز موعوده ، كان في خريف الجنة ما كان جالسا عند المريض ، حتى إذا خرج من عنده بعث الله ذلك اليوم سبعين ألف ملك من الملائكة يصلون عليه حتى الليل ، وإن عاد ممسيا كان في خريف الجنة ما كان جالسا عند المريض ، فاذا خرج من عنده. بعث الله سبعين ألف ملك
____________________
(١) كارم الاخلاق ص ٤٥٠.
(٢ ـ ٤) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢١٨.
يصلون عليه حتى الصباح ، فأحببت أن أتعجل ذلك (١).
٤٢ ـ المجازات النبوية : عن النبي صلىاللهعليهوآله من عاد مريضا لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس ، فاذا جلس اغتمس فيها.
قال السيد ره هذه استعارة ، والمراد العبارة عن كثرة ما يختص به عائد المريض من الاجر الوافر ، والثواب الغامر ، فشبهه صلىاللهعليهوآله لهذه الحال بخائض الغمر في معيشته ، والمغتمس فيه عند جلسته (٢).
____________________
(١) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢١٨.
(٢) المجازات النبوية ص ٢٤٥ وقال السيد الرضى في ص ٧١ من المجازات : ومن ذلك قوله صلىاللهعليهوآله « عائد المريض على مخارف الجنة ».
وفي هذا الكلام مجاغز على التأويلين جميعا ، فان كان المراد المخارف جمع مخرف وهو جنى النخل ، فكأنه عليهالسلام شهد لعائد المريض بدخول الجنة ، وحقق له ذلك حتى عبر عنه وهو بعد في دار التكليف بعبارة من صار إلى دار الخلود ، ثقة له بالوصول إلى الجنة والنزول في دار الامنة ، وهذا موضع المجاز. وان كان المراد بالمخارف جمع مخرفة وهى الطريق كما روى عن بعض الصحابة أنه قال في كلام له ، « وتركتكم على مثل مخرفة النعم » أى طريق النعم الواضح الذى أعلمته بأخفافها واعتدته بكثرة غدوها ورواحها فموضع المجاز أنه عليهالسلام جعل عائد المريض كالماشى في طريق يفضى به إلى الجنة ويوصله إلى دار المقامة.
٥
* ( باب ) *
* « ( آداب الاحتضار وأحكامه ) » *
١ ـ قرب الاسناد : عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة قال سألت أبا الحسن موسى عليهالسلام قلت : المرأة تقعد عند رأس المريض وهي حائض وهو في حد الميت قال : فقال : لا بأس أن تمرضه ، فاذا خافوا عليه وقرب من ذلك فتنحت عنه وتجنب قربه ، فان الملائكة تأذى بذلك (١).
بيان : كراهة حضور الحائض والجنب عند الاحتضار هو المشهور بين الاصحاب بل نسبها في المعتبر إلى أهل العلم ، والظاهر اختصاص الكراهة بزمان الاحتضار إلى أن يتحقق الموت ، واحتمل استمرارها وهل تزول بانقطاع الدم قبل الغسل أو بالتيمم بدل الغسل؟ فيهما إشكال.
٢ ـ العلل عن أبيه باسناد متصل يرفعه إلى الصادق عليهالسلام أنه قال : لا تحضر الحائض والجنب عند التلقين إن الملائكة تتأذى بهما (٢).
بيان : الظاهر أن المراد بالتلقين هو الذي يستحب عند الاحتضار فهو كناية عن الاحتضار ، ويحتمل أنيكون حال التلقين أشد كراهة ، ويحتمل شمول الكراهة حالة كل تلقين لظاهر اللفظ ، ولعل الاول اظهر بقرينة سائر الاخبار ، نعم يكره لهما إدخاله قبره كما سيأتي ، وإن لم يذكره الاكثر.
٣ ـ العلل عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد ابن أحمد ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبي الجوزاء ، عن الحسين بن علوان
____________________
(١) قرب الاسناد ص ١٧٥ ، والتمريض حسن القيام على المريض برفع حوائجه والتكفل بمداواته ، قال في اللسان : جاءت فعلت هنا للسلب ، وان كانت في أكثر الامر انما تكون للاثبات.
(٢) علل الشرايع ج ١ ص ٢٨٢.
عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله على رجل من ولد عبدالمطلب ، فاذا هو في السوق (١) وقد وجه إلى غير القبلة ، فقال : وجهوه إلى القبلة فانكم إذا فعلتم ذلك أقبلت عليه الملائكة وأقبل الله عليه بوجهه ، فلم يزل كذلك حتى يقبض (٢).
دعائم الاسلام : عن علي عليهالسلام مثله (٣).
ثواب الاعمال : عن محمد بن موسى ، عن عبدالله بن جعفر ، عن أحمد بن أبي عبدالله مثله (٤).
بيان : في النهاية فيه دخل سعيد على عثمان وهو في السوق أي في النزع كأن روحه تساق لتخرج من بدنه ، ويقال له السياق أيضا انتهى ، وإقبال الملائكة عبارة عن استغفارهم له أو قبض روحه بسهولة ، وإقبال الله كناية عن الرحمة والفضل والمغفرة. والمشهور بين الاصحاب وجوب الاستقبال بالميت حال الاحتضار ، وذهب جماعة من الاصحاب منهم الشيخ في الخلاف والمبسوط والمفيد والمحقق في المعتبر والسيد إلى الاستحباب ، واختلف في أنه هل يسقط بالموت أو يجب دوام الاستقبال به حيث يمكن؟ الاحوط ذلك.
٤ ـ الخصال : عن أحمد بن زياد الهمداني ، عن عل ي بن إبراهيم ، عن أبيه عن عمرو بن عثمان ، عن الحسين بن مصعب ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : جرت في البراء بن معرور الانصاري ثلاث من السنن منها أنه لما حضرته الوفاة كان غائبا عن المدينة ، فأمر أن يحول وجهه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأوصى بالثلث من ماله
____________________
(١) يعنى الاحتضار ، يقال : ساق المريض نفسه عند الموت سوقا وسياقا ، شرع في نزع الروح.
(٢) علل الشرايع ج ١ ص ٢٨٠ و ٢٨١.
(٣) دعائم الاسلام ص ٢١٩.
(٤) ثواب الاعمال ص ١٧٧.
فنزل الكتاب بالقبلة ، وجرت السنة بالثلث ، تمام الخبر (١).
٥ ـ ومنه : عن أحمد بن الحسن القطان ، عن الحسن بن علي السكري ، عن محمد بن زكريا البصري ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن جابر الجعفي عن ابي جعفر عليهالسلام قال : لا يجوز للمرأة الحائض ولا الجنب الحضور عند تلقين الميت ، لان الملائكة تتأذى بهما ، ولا يجوز لهما إدخال الميت قبره (٢).
٦ ـ ثواب الاعمال ومجالس الصدوق : عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن محمد ابن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن غياث بن كلوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام أن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ، فان من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة (٣).
٧ ـ مجالس ابن الشيخ : عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمد الحسين المقري ، عن علي بن محمد ، عن علي بن الحسين [ عن الحسن بن علي بن يوسف ، عن زكريا المؤمن ، عن سعيد بن يسار قال:سمعت أبا عبدالله عليهالسلام ] يقول:إن رسول الله صلىاللهعليهوآله حضر شابا عند وفاته فقال له قل لا إله إلا الله قال : فاعتقل لسانه مرارا فقال لامرأة عند رأسه هل لهذا أم؟ قالت : نعم أنا أمه ، قال أفساخطة أنت عليه؟ قالت : نعم ما كلمته منذ ست حجج ، قال لها : ارضي عنه! قالت : رضياللهعنه برضاك يا رسول الله.
فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : قل لا إله إلا الله قال فقالها ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله ما ترى؟ فقال : ارى رجلا اسود قبيح المنظر ، وسخ الثياب ، منتن الريح ، قدوليني
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ٩٠ ، ورواه في الفقيه ج ٤ ص ١٣٧ ، وفيه : كان البراء بن معرور الانصاري بالمدينة وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله بمكة وأنه حضره الموت وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله والمسلمون يصلون إلى بيت المقدس فأوصى البراء بن معرور اذا دفن أن يجعل وجهه تلقاء النبى صلىاللهعليهوآله إلى القبلة الخ ، ورواه في العلل ج ١ ص ٢٨٤ ، وهكذا في ج ٢ ص ٢٥٣ مع سقط في المتن.
(٢) الخصال ج ٢ ص ١٤٢ في حديث.
(٣) ثواب الاعمال ص ١٧٧ ، أمالى الصدوق ص ٣٢٣.
الساعة يأخذ بكظمي (١) فقال له النبي صلىاللهعليهوآله قل : « يا من يقبل اليسير ويعفو عن الكثير اقبل مني اليسير واعف عني الكثير إنك أنت الغفور الرحيم » فقالها الشاب فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : انظر ما ترى؟ قال : [ أرى رجلا أبيض اللون حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب قدوليني وأرى الاسود قد تولى عني قال : أعد! فأعاد ، قال : ما ترى؟ قال : ] لست أرى الاسود وارى الابيض قدوليني ثم طفى على تلك الحال (٢).
مجالس المفيد : عن محمد بن الحسين المقري مثله (٣).
توضيح : في القاموس طفى الرجل مات.
٨ ـ مصباح الانوار : عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إن فاطمة بنت رسول الله مكثت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ستين يوما ثم مرضت فاشتدت عليها فكان من دعائها في شكواها « يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث فأغثني ، اللهم زحزحني عن النار وأدخلني الجنة وألحقني بأبي محمد » فكان أمير المؤمنين عليهالسلام يقول : « يعافيك الله ويبقيك » فتقول : يا أبا الحسن ما اسرع اللحاق بالله ، وأوصت بصدقتها ومتاع البيت ، وأوصته أن يتزوج أمامة بنت ابي العاص بن الربيع قال : ودفنها ليلا.
٩ ـ فقه الرضا عليهالسلام إذا حضرت الميت الوفاة لقنه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، والاقرار بالولاية لامير المؤمنين والائمة عليهمالسلام واحدا واحدا ، ويستحب أن يلقن كلمات الفرج وهو « لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السموات ورب الارضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم ، ز وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ».
ولا تحضر الحائض ولا الجنب عند التلقين ، فان الملائكة تتأذى بهما ، ولا بأس بأن يليا غسله ، ويصليا عليه ، ولا ينز لا قبره ، فان حضرا ولم يجدا من ذلك
____________________
(١) الكظم محركة وكقفل الحلق ومخرج النفس.
(٢) امالى الطوسى ج ١ ص ٦٢ وما بين العلامتين ساقط من الكمبانى.
(٣) أمالى المفيد ص ١٧٦.
بدا فليخرجا إذا قرب خروج نفسه.
وإذا اشتد عليه نزع روحه فحوله إلى المصلى الذي كان يصلي فيه أوعليه ، و إياك أن تمسه ، وإن وجدته يحرك يديه أو رجليه أو رأسه فلا تمنعه من ذلك كما يفعل جهال الناس ، وقال عليهالسلام : إذا حضر أحدكم الوفاة فاحضروا عنده بالقرأن وذكر الله والصلاة على رسول الله صلىاللهعليهوآله (١).
بيان : التلقين عند الاحتضار بالعقائد وكلمات الفرج مما ذكره الاصحاب و دلت عليه الاخبار الكثيرة ، قوله « كان يصلي فيه » أي البيت الذي كان يصلي فيه. ونحوه « أو عليه » أي المصلى الذي كان يصلي عليه ، وهذا أيضا ذكره الاصحاب ، وحكم الاكثر باستحبابه مطلقا والاخبار مقيدة بما إذا اشتد عليه النزع ، وظاهر الرواية التخيير بين النقل إلى البيت أو الثوب ، وابن حمزة جمع بينهما وظاهر الاكثر البيت.
والنهي عن المس ورد في الخبر وذكره الشهيد في الذكرى ، وكذا النهي عن المنع من تحريك يديه أورجليه أو رأسه ذكره الصدوق والشهيد ، وكذا ذكر الاصحاب استحباب قراءة القرآن والدعاء عنده ، قبل خروج روحه وبعده.
١٠ ـ مجالس الصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن أحمد بن النضر الخزاز ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كان غلام من اليهود يأتي النبي صلىاللهعليهوآله كثيرا حتى استخفه وربما ارسله في حاجة ، وربما كتب له الكتاب إلى قوم ، فافتقده أياما فسأل عنه فقال له قائل : تركته في آخر يوم من أيام الدنيا ، فأتاه النبي صلىاللهعليهوآله في ناس من اصحابه وكان عليهالسلام بركة لا يكاد يكلم أحدا إلا أجابه ، فقال : يا فلان! ففتح عينيه ، وقال : لبيك يا ابا القاسم! قال : اشهد ان لا إله إلا الله وأني رسول الله فنظر الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا ثم ناداه رسول الله صلىاللهعليهوآله الثانية وقال له مثل قوله الاول فالتفت الغلام إلى أبيه فلم يقل له شيئا ثم ناداه رسول الله الثالثة ،
____________________
(١) فقه الرضا ص ١٧.
فالتفت الغلام إلى أبيه فقال أبوه : إن شئت فقل ، وإن شئت فلا ، فقال الغلام : أشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله ، ومات مكانه.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله لابيه : اخرج عنا ثم قال عليهالسلام لاصحابه : غسلوه وكفنوه وأتوني به اصلي عليه ثم خرج وهو يقول : الحمد لله الذي أنجى بي اليوم نسمة من النار (١).
بيان : حتى استخفه أي وجده خفيفا سريعا في الاعمال.
١١ ـ العيون : عن محمد بن القاسم المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي العسكري ، عن آبائه عليهمالسلام قال : سأل الصادق عن بعض أهل مجلسه فقيل : عليل ، فقصده عائدا وجلس عند رأسه ، فوجده دنفا ، فقال : أحسن ظنك بالله ، فقال : أماظني بالله فحسن الحديث (٢).
بيان : دنف المريض بالكسر أي ثقل ، وقال في الذكرى يستحب حسن الظن بالله في كل وقت وآكده عند الموت ، ويستحب لمن حضره أمره بحسن ظنه وطمعه في رحمة الله.
١٢ ـ مجالس ابن الشيخ : عن أبيه ، عن هلال بن محمد الحفار ، عن إسماعيل ابن علي الدعبلي ، عن محمد بن إبراهيم بن كثير ، عن أبي نواس الحسن بن هاني ، عن حماد بن سلمة ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا يموتن أحدكم حتى يحسن ظنه بالله عزوجل فان حسن الظن بالله ثمن الجنة (٣).
١٣ ـ ثواب الاعمال : عن أبيه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن ابن سيف ، عن أخيه الحسين ، عن أبيه ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لقنوا موتام لا إله إلا الله ، فانها تهدم الذنوب ، فقالوا : يا رسول الله فمن قال في صحته؟ فقال صلىاللهعليهوآله : ذلك أهدم وأهدم
____________________
(١) أمالى الصدوق ص ٢٣٩.
(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٣.
(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٣٨٩.
إن لا إله إلا الله أنس للمؤمن في حياته ، وعند موته ، وحين يبعث ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : قال جبرئيل : يا محمد لو تراهم حين يبعثون هذا مبيض وجهه ، وينادي لا إله إلا الله والله أكبر ، وهذا مسود وجهه ينادي يا ويلاه يا ثبوراه (١).
١٤ ـ المحاسن : عن فضيل بن عثمان رفعه قال : قال أبوعبدالله عليهالسلام : من شهد أن لا إله إلا الله عند موته ، دخل الجنة ، وقال النبي صلىاللهعليهوآله : لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فانها تهدم الخطايا ، قيل : كيف من قالها في حياته؟ قال : هي أهدم وأهدم (٢).
١٥ ـ ومنه : عن داود بن سليمان القطاني ، عن أحمد بن زياد الباني ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن ابي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فانها أنس للمؤمن حين يمزق قبره ، قال لي جبرئيل : يامحمد لوتراهم حين يخرجون من قبورهم ، ينفضون التراب عن رؤوسهم ، هذا يقول : « لا إله إلا الله والحمد لله » بيض وجهه وهذا يقول : « يا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله » (٣).
بيان : حين يمزق قبره ، على بناء المفعول مخففا ومشددا اي يخرق ليخرج منه عند البعث.
١٦ ـ معرفة الرجال للكشى : عن محمد بن مسعود ، عن محمد بن يزداد بن المغيرة ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن حريز ، عن زرارة قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته ، قيل لابي عبدالله عليهالسلام : بماذا كان ينفعه؟ قال : يلقنه ما أنتم عليه ، فلم يدركه أبوجعفر عليهالسلام ولم ينفعه (٤).
١٧ ـ ومنه : عن حمدويه ، عن أيوب ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن ذريح
____________________
(١) ثواب الاعمال ص ٣.
(٢ ـ ٣) المحاسن ص ٣٤.
(٤) رجال الكشى ص ١٨٨ ، الرقم ٩٤.
عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : ذكر ابوسعيد الخدري فقال : كان من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله وكان مستقيما قال : فنزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حملوه إلى مصلاه فمات فيه (١).
كتاب محمد بن المثنى : عن جعفر بن محمد بن شريح ، عن ذريح مثله.
١٨ ـ الكشى : عن محمد بن مسعود ، عن الحسين بن اشكيب عن محسن بن أحمد ، عن أبان بن عثمان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن أبا سعيد الخدري كان قد رزق هذا الامر وأنه اشتد نزعه فأمر أهله أن يحملوه إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه ، ففعلوا فما لبث أن أهلك (٢).
١٩ ـ ومنه : عن حمدويه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عثمان ، عن ذريح قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول : إني لاكره للرجل أن يعافى في الدنيا ولا يصيبه شئ من المصائب ثم ذكر أن أبا سعيد الخدري وكان مستقيما نزع ثلاثة أيام ، فغسله أهله ثم حملوه إلى مصلاه فمات فيه (٣).
٢٠ ـ طب الائمة : عن الخضر بن محمد ، عن العباس بن محمد ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز قال : كنا عند أبي عبدالله عليهالسلام فقال له رجل : إن أخي منذ ثلاثة أيام في النزع ، وقد اشتد عليه الامر فادع له ، فقال : اللهم سهل عليه سكرات الموت ، ثم أمره وقال : حولوا فراشه إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه فانه يخفف عليه ، إن كان في أجله تأخير ، وإن كانت منيته قد حضرت ، فانه يسهل عليه إنشاء الله (٤).
٢١ ـ ومنه : عن الاحوص بن محمد ، عن عبدالرحمن بن ابي نجران ، عن حماد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إذا دخلت
____________________
(١ ـ ٢) رجال الكشى ص ٤١ ، الرقم ١٠.
(٣) رجال الكشى ص ٤٢.
(٤) طب الائمة ص ٧٩.
على مريض وهو في النزع الشديد فقل له : ادع بهذا الدعاء يخفف الله عنك « أعوذ بالله العظيم رب العرش الكريم من كل عرق نعار ومن شر حر النار » سبع مرات ثم لقنه كلمات الفرج ، ثم حول وجهه إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه فانه يخفف عنه ، ويسهل أمره باذن الله (١).
بيان : قوله : ثم حول وجهه : أقول : ظاهره مناف لاخبار الاستقبال ، وأخبار التحويل ، إلا أن يقال أريد بالوجه البدن مجازا ، ولعله كان « ثم حول وجهه إلى القبلة وحوله إلى مصلاه » ويمكن تقدير ذلك بأن يقال : المراد به حول وجهه إلى القبلة منتقلا إلى مصلاه.
٢٢ ـ دعوات الراوندى : عن سليمان الجعفري قال : رأيت ابا الحسن عليهالسلام يقول لابنه القاسم : قم يا بني فاقرأ عند رأس أخيك ، والصافات صفا ، تستتمها فقرأ فلما بلغ « أهم أشد خلقا أم من خلقنا » قضى الفتى ، فلما سجي وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر فقال له : كنا نعهد الميت إذا نزل به الموت يقرأ عنده « يس والقرآن الحكيم » فصرت تأمرنا بالصافات؟ فقال : يا بني لم تقرأ عند مكروب من الموت [ قط ] إلا عجل الله راحته.
توضيح : في القاموس قضى : مات ، وقال الجوهري سجيت الميت تسجية إذا مددت عليه ثوبا ، وقوله عليهالسلام : يا بني على سبيل اللطف إن كان المخاطب يعقوب وإن كان القاسم ففي الحقيقة ، والاول أظهر.
٢٣ ـ اكمال الدين : عن محمد بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أيوب بن نوح ويعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن شعيب ، عن أبي كهمس قال : حضرت موت إسماعيل وأبوعبدالله عليهالسلام جالس عنده فلما حضره الموت شد لحييه وغمضه وغطاه بالملحفة ، ثم أمر بتهيئته فلما فرغ من أمره دعا
____________________
(١) طب الائمة ص ١١٨.
بكفنه ، فكتب في حاشية الكفن : إسماعيل يشهد أن لا إله إلا الله (١).
بيان : استحباب شد اللحيين وتغميض العينين والتغطية بثوب مقطوع به في كلام الاصحاب ، وسيأتي مثل هذا الخبر بسند آخر في باب التكفين.
٢٤ ـ مجالس المفيد : عن محمد بن عمران المرزباني ، عن محمد بن أحمد الحكيمي ، عن محمد بن إسحاق الصاغاني ، عن سليمان بن أيوب ، عن جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس قال : مرض رجل من الانصار فأتاه النبي صلىاللهعليهوآله يعوده فوافقه وهو في الموت ، فقال : كيف تجدك؟ قال أجدني أرجو رحمة ربي وأتخوف منه ذنوبي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله ما اجتمعتا في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله رجاءه وآمنه مما يخاف (٢).
٢٥ ـ الهداية : يلقن عند موته كلمات الفرج لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم ، سبحانه الله رب السموات السبع ورب الارضين السبع ومافيهن وما بينهن ورب العرش العظيم ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين.
ولا يجوز أن يحضر الحائض والجنب عند التلقين ، لان الملائكة تتاذى بهما ، فان حضرا ولم يجدا من ذلك بدا فليخرجا إذا قرب خروج نفسه.
وسئل عن الصادق عليهالسلام عن توجيه الميت ، فقال عليهالسلام : يستقبل بباطن قدميه القبله (٣).
٢٦ ـ دعوات الراوندي : قال الصادق عليهالسلام من قرأ يس ومات في يومه أدخله الله الجنة وحضر غسله ثلاثون ألف ملك ، يستغفرون له ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار له ، فاذا ادخل إلى اللحد كانوا في جوف قبره يعبدون الله ، وثواب عبادتهم له ، وفسح له في قبره مد بصره ، وأومن ضغطة القبر.
____________________
(١) اكمال الدين ج ١ ص ١٦١.
(٢) امالى المفيد ص ٨٩.
(٣) الهداية ص ٢٣ ط الاسلامية
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا علي اقرء يس فان في قراءة يس عشر بركات : ما قرأها جائع إلا أشبع ، ولا ظامي إلا روي ، ولا عار إلا كسي ، ولا عزب إلا تزوج ، ولا خائف إلا أمن ، ولا مريض إلا برئ ، ولا محبوس إلا. أخرج ، و لا مسافر إلا أعين على سفره ، ولا قرءها رجل ضلت له ضالة إلا ردها الله عليه ولا مسجون إلا أخرج ، ولا مدين إلا أدى دينه ، ولا قرءت عند ميت إلا خفف عنه تلك الساعة.
وقال ابن عباس إذا حضر أحدكم الموت فبشروه يلقى ربه وهو حسن الظن بالله ، وإذا كان في صحة فخوفوه.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر ، توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا ، وبادروا بالاعمال الزاكية قبل أن تشغلوا ، وصلوا الذي بينكم وبينه بكثرة ذكركم إياه.
وقال عليهالسلام : كل أحد يموت عطشان إلا ذاكر الله.
وعن الصادق عليهالسلام قال : كان أمير المؤمنين عليهالسلام إذا حضر من أهل بيته أحدا الموت قال له : « لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السموات السبع ورب الارضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم ، والحمد لله رب العالمين » فاذا قالها المريض قال : اذهب ليس عليك بأس.
وعن أبي بكر الحضرمي قال : مرض رجل من أهل بيتي ، فأتيته عائدا له ، فقلت له : يا ابن أخ إن لك عندي نصيحة أتقبلها؟ قال : نعم؟ فقلت : قل أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، فشهد بذلك فقلت [ قل : وأن محمدا رسول الله فشهد بذلك ، فقلت ] له : إن هذا لا تنتفع به إلا أن يكون منك على يقين ، فذكر أنه منه على يقين ، فقلت قل أشهد أن عليا وصيه ، وهو الخليفة من بعده ، والامام المفترض الطاعة من بعده ، فشهد بذلك فقلت له : إنك لن تنتفع بذلك حتى يكون منك على يقين ، ثم سميت الائمة واحدا بعد واحد فأقر بذلك ، وذكر انه منه على يقين ، فلم يلبث الرجل