الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٢٩
وقال الرضا عليهالسلام الانس يذهب المهابة ، وقال الجواد عليهالسلام من عتب من غير ارتياب أعتب من غير استعتاب (١) وقال عليهالسلام : من لم يرض من أخيه بحسن النية لم يرض بالعطية.
وقال أبوالحسن الثالث عليهالسلام للمتوكل : لا تطلب الصفا ممن كدرت عليه ولا النصح ممن صرفت سوء ظنك إليه ، فإنما قلب غيرك لك كقلبك له.
١٢
* ( ( باب ) ) *
* «( استحباب اخبار الاخ في الله بحبه له )» *
* «( وأن القلب يهدى إلى القلب )» *
١ ـ سن : يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : مر رجل في المسجد وأبوجعفر عليهالسلام جالس وأبوعبدالله عليهالسلام فقال له بعض جلسائه : والله إني لاحب هذا الرجل قال له أبوجعفر عليهالسلام : ألا فأعلمه فانه أبقى للمودة وخير في الالفة (٢).
٢ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إذا أحببت رجلا فأخبره (٣).
٣ ـ سن : علي بن محمد القاساني عمن ذكره ، عن عبدالله بن القاسم الجعفري
____________________
(١) العتب : الانكار والملامة ، والاعتاب : اعطاء العتبى والرضى ، وترك الانكار والملامة ، وهمزة الافعال همزة السلب كما في أشكاه : أى أزال شكايته ، قال الجوهرى : و أعتبنى فلان : اذا عاد إلى مسرتى راجعا عن الاساءه والاسم منه العتبى ، والمعنى : أن من عتب على أخيه ووجد عليه من دون أن يرتاب في صداقته وصفاء طويته ، يلزمه ارضاء أخيه بنفسه بالمعذرة والعتبى ابتداء من دون أن يسترضيه ويستعتبه أخوه.
(٢) المحاسن ص ٢٦٦.
(٣) المحاسن ص ٢٦٦ ، ورواه في الكافى ج ٢ ص ٦٤٤ باب أخبار الرجل أخاه بحبه وبعده : فانه أثبت للمودة بينكما.
عن أبي عبدالله عليهالسلام عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا أحب أحدكم صاحبه أو أخاه فليعلمه (١).
٤ ـ سن : محمد بن علي ، عن الحسين بن علي بن يوسف ، عن زكريا بن محمد ، عن صالح بن الحكم قال : سمعت رجلا يسأل أبا عبدالله عن الرجل يقول : إني أودك فكيف أعلم أنه يودني؟ قال : امتحن قلبك فان كنت توده فانه يودك (٢).
٥ ـ سن : بعض أصحابنا ، عن عبيد الله بن إسحاق المدائني قال : قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليهالسلام : إن الرجل من عرض الناس (٣) يلقاني فيحلف بالله إنه يحبني فأحلف بالله إنه لصادق؟ فقال : امتحن قلبك فان كنت تحبه فاحلف وإلا فلا (٤).
٦ ـ جا : ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن محمد بن سنان عن حماد بن عثمان ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : انظر قلبك فان أنكر صاحبك فقد أحدث أحدكما (٥).
٧ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه فانه أصلح لذات البين (٦).
[ ٨ ـ الدرة الباهرة : قال أبوالحسن عليهالسلام للمتوكل : لا تطلب الصفا ممن كدرت عليه ، ولا النصح ممن صرفت سوء ظنك إليه ، فانما قلب غيرك لك كقلبك له ] (٧).
____________________
(١) المحاسن ص ٢٦٦.
(٢) المحاسن ص ٢٦٦ ، وفيه : عن الحسين بن على بن يونس.
(٣) يعنى من العامة ، من دون أن يكون له مصاحبة ، يقال : رأيته في عرض الناس أى فيما بينهم ، وفلان من عرض الناس أى هو من العامة.
(٤) المحاسن ص ٢٦٦ و ٢٦٨.
(٥) مجالس المفيد ص ١٤.
(٦) نوادر الراوندى ص ١١.
(٧) تقدم الحديث في ذيل الباب المتقدم ، وهنا تكرر من دون مناسبة.
١٣
* ( باب ) *
« ( من ينبغى مجالسته ومصاحبته ومصادقته ، وفضل الانيس الموافق ، والقرين الصالح ، وحب الصالحين )»
الايات : الانعام : ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين (١).
الكهف : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا (٢).
عبس : عبس وتولى * أن جاءه الاعمى * وما يدريك لعله يزكى *
____________________
(١) الانعام : ٥٢ ، وقال الطبرسى في مجمع البيان : روى الثعلبى باسناده عن عبدالله بن مسعود قال : مر الملاء من قريش على رسول الله «ص» وعنده صهيب وخباب وبلال وعمار وغيرهم من ضعفاء المسلمين فقالوا : يا محمد أرضيت بهؤلاء من قومك أفنحن نكون تبعا لهم ، اطردهم عنك فلعلك ان طردتهم اتبعناك فنزلت الاية. أقول ، ومثله أخرج أحمد وابن جرير وابن أبى حاتم والطبرانى وأبوالشيخ وابن مردويه وأبونعيم في الحلية عن عبدالله ابن مسعود كما في الدر المنثور ج ٣ ص ١٢.
(٢) الكهف : ٢٨ ، قال السيوطى : في الدر المنثور ج ٤ ص ٢١٩ : أخرج ابن مردويه وأبونعيم في الحلية والبيهقى في شعب الايمان عن سلمان قال : جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله «ص» : عيينة بن بدر والاقرع بن حابس فقالوا يا رسول الله لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن هؤلاء وأرواح جباههم [ صنانهم ] ـ يعنون سلمان وأباذر وفقراء المسلمين وكانت عليهم جباب الصوف ـ جالسناك أو حادثناك وأخذنا عنك فنزلت ، اقول ومثله في المجمع ج ٦ ص ٤٦٥.
أو يذكر فتنفعه الذكرى * أما من استغنى فأنت له تصدى * وما عليك ألا يزكى * وأما من جائك يسعى * وهو يخشى * فأنت عنه تلهى (١).
١ ـ ج : بالاسناد إلى أبي محمد العسكري ، عن آبائه عليهمالسلام (٢) قال : قال علي بن الحسين عليهالسلام إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه. وتماوت في منطقه (٣) و تخاضع في حركاته ، فرويدا لا يغركم ، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف بنيته ومهانته ، وجبن قلبه ، فنصب الدين فخا لها (٤) فهو لا يزال يختل الناس بظاهره ، فان تمكن من حرام اقتحمه.
____________________
(١) أخرج السيوطى في الدر المنثور ج ٦ ص ٣١٤ روايات متعددة في أنها نزلت في عبدالله ابن ام مكتوم ـ وهو ابن شريح بن مالك بن ربيعة الفهرى من بنى عامر بن لؤى ـ أتى رسول الله «ص» فجعل يقول : يا رسول الله أرشدنى ، وعند رسول الله رجل من عظماء المشركين فجعل رسول الله يعرض عنه ويقبل على الاخر ، ويقول أترى بما أقول بأسا؟ فيقول : لا ، ففى هذا انزلت.
وقال السيد المرتضى في كتابه تنزيه الانبياء : على ما في المجمع ج ١٠ ص ٤٣٧ : روى عن الصادق عليهالسلام انها نزلت في رجل من بنى امية كان عند النبى «ص» فجاء ابن ام مكتوم فلما رآه تقذر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه.
أقول : روى ذلك على بن ابراهيم في تفسيره ص ٧١١ وصرح بأن الرجل كان عثمان ابن عفان ، واعلم أنه قد عنون المصنف العلامة المجلسى قدس سره في تاريخ نبينا «ص» باب عصمته وتأويل بعض ما يوهم خلاف ذلك ( ج ١٧ ص ٣٤ ـ ٩٧ من هذه الطبعة ) ونقل فيه هذه الايات الثلاث وغيرها وفسرها وأولها فراجع ان شئت.
(٢) في المصدر عن الرضا عليهالسلام أنه قال : قال على بن الحسين عليهماالسلام (٣) تماوت ، أظهر من نفسه التخافت والتضاعف من العبادة والزهد والصوم.
(٤) الفخ : آلة يصاد بها (فارسيته دام) قال الخليل : هى من كلام العجم ، وتسميه العرب الطرق.
وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا لا يغركم فان شهوات الخلق مختلفة ، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام ، وإن كثر ، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة ، فيأتي منها محرما ، فاذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لا يغركم حتى تنظروا ما عقدة عقله فما أكثر من ترك ذلك أجمع ، ثم لا يرجع إلى عقل متين فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله ، فاذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغركم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله ، أو يكون مع عقله على هواه ، فكيف محبته للرئاسات الباطلة ، وزهده فيها ، فان في الناس من خسر الدنيا والاخرة يترك الدنيا للدنيا ، ويرى أن لذة الرياسة الباطلة أفضل من لذة الاموال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا للرياسة حتى «إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد» (١).
فهو يخبط خبط عشواء يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة ، ويمده ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه ، فهو يحل ما حرم الله ، ويحرم ما أحل الله لا يبالي بما فات من دينه ، إذا سلمت له رياسته التي قد شقي من أجلها «فاولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذاب مهينا».
ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل ، الذي جعل هواه تبعا لامر الله وقواه مبذولة في رضى الله ، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الابد مع العز في الباطل ، ويعلم أن قليل ما يحتمله ، من ضرائها يؤديه إلى دوام النعم في دار لا تبيد ولا تنفد ، وأن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا يزول ، فذلكم الرجل نعم الرجل ، فبه فتمسكوا ، وبسنته فاقتدوا ، وإلى ربكم به فتوسلوا ، فانه لا ترد له دعوة ، ولا تخيب له طلبة (٢).
٢ ـ لى : عن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أسعد الناس من خالط
____________________
(١) اقتباس من قوله تعالى : في البقرة : ٢٠٦.
(٢) احتجاح الطبرسى ص ١٧٥.
كرام الناس (١).
٣ ـ ما : المفيد ، عن محمد بن المظفر البزاز ، عن الحسن بن رجاء ، عن عبدالله ابن سليمان ، عن محمد بن علي العطار ، عن هارون بن أبي بردة ، عن عبيد الله بن موسى عن المبارك بن حسان ، عن عطية ، عن ابن عباس قال : قيل : يا رسول الله! أي الجلساء خير؟ قال : من ذكركم بالله رؤيته ، وزادكم في علمكم منطقه ، و ذكركم بالاخرة عمله (٢).
٤ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي [ عن بعض أصحابنا ] رفعه قال : قال لقمان لابنه : يا بنى كن عبد للاخيار ، ولا تكن ولدا للاشرار (٣).
٥ ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أبي عبدالله الرازي ، عن سجادة ، عن درست ، عن أبي خالد السجستاني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش زائل العقل ، مشغول القلب ، فأولها صحة البدن والثانية الامن ، والثالثة السعة في الرزق ، والرابعة الانيس الموافق ، قلت : وما الانيس الموافق؟ قال : الزوجة الصالحة ، والولد الصالح ، والخليط الصالح ، و الخامسة وهي تجمع هذه الخصال : الدعة (٤).
٦ ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن ابن هاشم ، عن ابن مرار ، عن يونس عن ابن سنان ، عن الصادق عليهالسلام قال : خمس من لم تكن فيه لم يتهن (٥) بالعيش : الصحة والامن ، والغنى ، والقناعة ، والانيس الموافق (٦).
٧ ـ لى : العطار ، عن أبيه ، عن ابن أبى الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن أبى الجارود ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام قال : قال
____________________
(١) أمالى الصدوق ص ١٤.
(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٥٧. (٣) معانى الاخبار ص ٢٥٣.
(٤) الخصال ج ١ ص ١٣٧.
(٥) أصله مهموز هكذا : «لم يتهنأ» اعلل الهمزة ياء ثم حذف بالجازم.
(٦) امالى الصدوق ص ١٧٥.
أمير المؤمنين عليهالسلام : من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظن ومن كتم سره كانت الخيرة بيده ، وكل حديث جاوز اثنين فشا ، وضع أمر أخيك على أحسنه ، حتى يأتيك منه ما يغلبك ، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا ، وعليك باخوان الصدق فأكثر من اكتسابهم ، فانهم عدة عند الرخاء ، وجنة عند البلاء ، وشاور في حديثك الذين يخافون الله ، وأحبب الاخوان على قدر التقوى ، واتقوا أشرار النساء ، وكونوا من خيارهن على حذر إن أمرنكم بالمعروف فخالفوهن كيلا يطمعن منكم في المنكر (١).
٨ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن الصادق عليهالسلام قال : من لم يكن له واعظ من قلبه ، وزاجر من نفسه ولم يكن له قرين مرشد استمكن عدوه من عنقه (٢).
٩ ـ ن : بالاسناد إلى دارم عن الرضا ، عن آبائه [ عن علي ] عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اطلبوا الخير عند حسان الوجوه فان فعالهم أحرى أن تكون حسنا (٣) ١٠ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن ابن المغيرة ، عن السكوني عن الصادق ، عن أبيه عليهماالسلام قال : لا تقطع أوداء أبيك فيطفأ نورك (٤).
١١ ـ سن : على بن محمد القاسانى ، عمن ذكره ، عن عبدالله بن القاسم الجعفري قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : من وضع حبه في غير موضعه ، فقد تعرض للقطيعة (٥).
١٢ ـ ضا : روي إن كنت تحب أن تستتب لك النعمة ، وتكمل لك المروة وتصلح لك المعيشة ، فلا تشرك العبيد والسفلة في أمرك ، فانك إن ائتمنتهم خانوك
____________________
(١) امالى الصدوق ص ١٨٢.
(٢) امالى الصدوق ص ٢٦٥.
(٣) عيون الاخبار ج ٢ : ٧٤.
(٤) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٦٩.
(٥) المحاسن ص ٢٦٦.
وإن حدثوك كذبوك ، وإن نكبت خذلوك ، ولا عليك أن تصحب ذا العقل ، فان لم تحمد كرمه انتفعت بعقله ، واحترز من سيئ الاخلاق ، ولا تدع صحبة الكريم وإن لم تحمد عقله ، ولكن تنتفع بكرمه بعقلك ، وفر الفرار كله من الاحمق اللئيم.
١٣ ـ سر : من كتاب أبي القاسم ابن قولويه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا رأيتم روضة من رياض الجنة فارتعوا فيها ، قيل : يا رسول الله وما روضة الجنة؟ قال : مجالس المؤمنين.
١٤ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : سائلوا العلماء ، وخالطوا الحكماء ، وجالسوا الفقراء.
١٥ ـ الدرة الباهره : قال أبومحمد العسكري عليهالسلام : خير إخوانك من نسب ذنبك إليه.
١٦ ـ نهج : قال عليهالسلام في وصيته للحسن عليهالسلام : قارن أهل الخير تكن منهم وباين أهل الشر تبن عنهم (١).
١٧ ـ كنز الكراجكى : روي أن سليمان عليهالسلام قال لا تحكموا على رجل بشئ حتى تنظروا إلى من يصاحب فانما يعرف الرجل بأشكاله وأقرانه ، وينسب إلى أصحابه وأخدانه.
وروي في الكامل أن عبدالله بن جعفر افتقد صديقا له من مجلسه ، ثم جاءه فقال : أين كانت غيبتك؟ قال : خرجت إلى عرض من أعراض المدينة ، مع صديق لي ، فقال له : إن لم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك بصحبة من إن صحبته زانك وإن تغيبت عنه صانك ، وإن احتجت إليه أعانك ، وإن رأى منك خلة سدها ، أو حسنة عدها أو وعدك لم يحرمك ، وإن كثرت عليه لم يرفضك ، وإن سألته أعطاك ، وإن أمسكت عنه ابتداك.
١٨ ـ أعلام الدين : روى جابر بن عبدالله عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : لا تجلسوا إلا
____________________
(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ٣٨.
عند كل عالم يدعوكم من خمس إلى خمس : من الشك إلى اليقين ومن الرياء إلى الاخلاص ، ومن الرغبة إلى الرهبة ، ومن الكبر إلى التواضع ، ومن الغش إلى النصيحة.
وقال الحواريون لعيسى عليهالسلام : لمن نجالس؟ فقال : من يذكركم الله رؤيته ويرغبكم في الاخرة عمله ، ويزيد في منطقكم علمه ، وقال لهم : تقربوا إلى الله بالبعد من أهل المعاصي ، وتحببوا إليه ببغضهم ، والتمسوا رضاه بسخطهم.
وقال لقمان لابنه : يا بني صاحب العلماء ، واقرب منهم ، وجالسهم وزرهم في بيوتهم ، فلعلك تشبههم ، فتكون معهم ، واجلس مع صلحائهم فربما أصابهم الله برحمة فتدخل فيها فيصيبك وإن كنت صالحا فابعد من الاشرارا والسفهاء ، فربما أصابهم الله بعذاب فيصيبك معهم ، فقد أفصح الله سبحانه وتعالى بقوله «فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين» (١) وبقوله تعالى «وإذا سمعوا آيات الله يكفر بها و يستهزئ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم» (٢) يعني في الاثم ، وقال سبحانه : « ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار»(٣).
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : إذا اجتمع قوم يذكرون الله تعالى اعتزل الشيطان والدنيا عنهم ، فيقول الشيطان للدنيا : ألا ترين ما يصنعون؟ فتقول الدنيا : دعهم فلو قد تفرقوا أخذت بأعناقهم.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : المجالس ثلاثة : غانم وسالم وشاحب ، فأما الغانم فالذي يذكر الله تعالى فيه ، وأما السالم فالساكت ، وأما الشاحب فالذي يخوض في الباطل وقال صلىاللهعليهوآله : الجليس الصالح خير من الوحدة ، والوحدة خير من جليس السوء.
____________________
(١) الانعام : ٦٨.
(٢) النساء : ١٤٠.
(٤) هود : ١١٣.
١٤
( باب )
* «من لا ينبغى مجالسته ومصادقته ومصاحبته» *
* «والمجالس التى لا ينبغى الجلوس فيها» *
الايات : الانعام : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين * وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ ولكن ذكرى لعلهم يتقون (١).
الفرقان : ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني وكان الشيطان للانسان خذولا (٢).
١ ـ لى : عن الصادق عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أحكم الناس من فر من جهال الناس (٣).
٢ ـ لى : ابن الوليد ; عن ابن متيل ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن يونس ، عن عبدالرحمان بن الحجاج ، عن الصادق عليهالسلام قال : من رأى أخاه على أمر يكرهه فلم يرده عنه ، وهو يقدر عليه ، فقد خانه ; ومن لم يجتنب مصادقة الاحمق أو شك أن يتخلق بأخلاقه (٤).
٣ ـ ما ، مع ، لى : في خبر الشيخ الشامي سئل أمير المؤمنين عليهالسلام أي صاحب
____________________
(١) الانعام : ٦٨ ـ ٦٩.
(٢) الفرقان : ٢٧ ـ ٢٩.
(٣) امالى الصدوق ص ١٤.
(٤) امالى الصدوق ص ١٦٢.
شر؟ قال : المزين لك معصية الله (١).
٤ ـ ن ، لى : ابن موسى ; عن الصوفي ، عن الروياني ; عن عبدالعظيم الحسني عن أبي جعفر ; عن آبائه عليهمالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : مجالسة الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار (٢).
٥ ـ ب : محمد بن الوليد ، عن داود الرقي قال : قال لي أبوعبدالله عليهالسلام : انظر إلى كل من لا يفيدك منفعة في دينك فلا تعتدن به ; ولا ترغبن في صحبته ، فان كل ما سوى الله تبارك وتعالى مضمحل وخيم عاقبته (٣).
٦ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين ; ، عن أبي الحسين الحضرمي عن البجلي ; عن جميل ; عن محمد بن سعيد عن المحاربي عن الصادق عليهالسلام عن ابائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ثلاثة مجالستهم تميت القلب : مجالسة الانذال ، والحديث مع النساء ، ومجالسة الاغنياء الخبر (٤).
ل : فيما أوصى به النبي صلىاللهعليهوآله عليا عليهالسلام مثله (٥).
٧ ـ ل : القاسم بن محمد السراج ; عن محمد بن أحمد الضبي ، عن محمد بن عبدالعزيز عن عبيد الله بن موسى ; عن سفيان الثورى ، عن الصادق عليهالسلام قال : لا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ، ثم قال عليهالسلام : أمرني والدي بثلاث ونهاني عن ثلاث ; فكان فيما قال لي : يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم ; ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن لا يملك لسانه يندم الخبر (٦).
٨ ـ ل : ابن الوليد ; عن سعد ، عن اليقطيني ، عن القاسم بن يوسف ، عن
____________________
(١) امالى الطوسى ج ٢ ص ٥٠ ، معانى الاخبار ص ١٩٨ ، امالى الصدوق ص ٢٣٧.
(٢) عيون الاخبار ج ٢ : ٥٣ ، امالى الصدوق ص ٢٦٧.
(٣) قرب الاسناد ص ٣٥ ط الحروفية.
(٤) الخصال ج ٢١ ص ٤٣ ، والنذل : الخسيس.
(٥) الخصال ج ١ ص ٤٢.
(٦) الخصال ج ١ ص ٨٠.
حنان بن سدير ، عن أبيه قال : قال أبوجعفر عليهالسلام : لا تقارن ولا تواخ أربعة : الاحمق والبخيل ; والجبان ; والكذاب ، أما الاحمق فانه يريد أن ينفعك فيضرك ، وأما البخيل فانه يأخذ منك ولا يعطيك ، وأما الجبان فانه يهرب عنك وعن والديه ، وأما الكذاب فانه يصدق ولا يصدق (١).
٩ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ; عن أحمد بن يحيى بن زكريا عن أسيد بن زيد ، عن محمد بن مروان ، عن الصادق عليهالسلام قال : إياك وصحبة الاحمق فانه أقرب ما تكون منه أقرب ما يكون إلى مساءتك (٢).
١٠ ـ ما : المفيد ; عن المراغي ، عن ثوابة بن يزيد ، عن أحمد بن علي بن المثنى ، عن شبابة بن سوار ، عن المبارك بن سعيد ، عن خليد الفرا ; عن أبي المحبر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أربعة مفسدة للقلوب : الخلو بالنساء ، والاستمتاع منهن ، والاخذ برأيهن ; ومجالسة الموتى ، فقيل يا رسول الله وما مجالسة الموتى؟ قال : مجالسة كل ضال عن الايمان ، وجائر عن الاحكام (٣).
١١ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن جعفر بن محمد الحسيني ، عن موسى ابن عبدالله بن موسى ، عن أبيه ، عن محمد بن زيد ، عن أخيه يحيى قال : سألت أبي زيد بن علي عليهالسلام : من أحق الناس أن يحذر؟ قال : ثلاثة : العدو الفاجر ، والصديق الغادر ، والسلطان الجائر (٤).
١٢ ـ ما : بإسناد المجاشعي ، عن الصادق عليهالسلام عن آبائه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل (٥).
١٣ ـ ما : بالاسناد إلى أبي قتادة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : في وصية ورقة
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ١١٦.
(٢) امالى الطوسى ج ١ ص ٣٧.
(٣) امالى الطوسى ج ١ ص ٨١.
(٤) المصدر ج ٢ ص ١٢٤.
(٥) المصدر ج ٢ ص ١٣٢.
ابن نوفل لخديجة عليهاالسلام : إياك وصحبة الاحمق الكذاب ، فإنه يريد نفعك فيضرك ويقرب منك البعيد ; ويبعد منك القريب ، إن ائتمنته خانك ، وإن ائتمنك أهانك وإن حدثك كذبك ، وإن حدثته كذبك ، وأنت منه بمنزلة السراب الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا (١).
١٤ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن عبدالله بن حماد ، عن شريك عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تسبوا قريشا ولا تبغضوا العرب ، ولا تذلوا الموالي ، ولا تساكنوا الخوز ; ولا تزوجوا إليهم ; فان لهم عرقا يدعوهم إلى غير الوفاء (٢).
١٥ ـ ع : أبي ، عن محمد العطار ، عن الحسين بن طريف ، عن هشام ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : يا هشام النبط ليس من العرب ولا من العجم ، فلا تتخذ منهم وليا ولا نصيرا ، فان لهم اصولا تدعو إلى غير الوفاء (٣).
١٦ ـ ع : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى قال : قال علي بن الحسين عليهماالسلام : ليس لك أن تقعد مع من شئت لان الله تبارك وتعالى يقول : «وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين» (٤) وليس لك أن تتكلم بما شئت لان الله عزوجل قال : «ولا تقف ما ليس لك به علم» (٥) ولان رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : رحم الله عبدا قال خيرا فغنم ، أو صمت فسلم ، وليس لك أن تسمع ما شئت لان الله عزوجل يقول : «إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤلا» (٦).
____________________
(١) امالى الطوسى ج ١ ص ٣٠٨.
(٢) علل الشرائع :
(٣) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٥٣.
(٤) الانعام : ٦٨.
(٥) اسرى : ٣٦ ، وما بعدها ذيلها.
(٦) علل الشرائع ج ٢ ص ٢٩٣.
١٧ ـ مع : أبي ، عن الحميري ، عن البرقي رفعه ، عن ابن طريف ، عن ابن نباته ، عن الحارث الاعور قال : قال علي عليهالسلام للحسن عليهالسلام في مسائله التي سأله عنها : يا بني ما السفه؟ فقال : اتباع الدناة ، ومصاحبة الغواة (١).
١٨ ـ ل : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه رفعه إلى أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال ; خمس من خمسة محال النصيحة من الحاسد محال والشفقة من العدو محال ، والحرمة من الفاسق محال ، والوفاء من المرءة محال والهيبة من الفقير محال (٢).
١٩ ـ لى : في مناهي النبي صلىاللهعليهوآله أنه نهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله عزوجل (٣).
٢٠ ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن اليقطيني ، عن الدهقان ، عن درست عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : أربعة يذهبن ضياعا : مودة تمنحها من لا وفاء له ، ومعروف عند من لا شكر له ، وعلم عند من لا استماع له ، وسر تودعه عند من لا حصافة له (٤).
٢١ ـ لى : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن يحيى الحلبي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن سليمان ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام أنه قال لرجل : يا فلان لا تجالس الاغنياء فان العبد يجالسهم وهو يرى أن لله عليه نعمة فما يقوم حتى يرى أن ليس لله عليه نعمة (٥).
٢٢ ـ ل : ابن الوليد ، عن الحميري ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق عليهالسلام ، عن أبيه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أربع يمتن القلب : الذنب
____________________
(١) معانى الاخبار ص ٢٤٧.
(٢) الخصال ج ١ ص ١٢٩.
(٣) امالى الصدوق ص ٢٥٣.
(٤) من لا حفاظ به خ ل ، راجع الخصال ج ١ ص ١٢٦.
(٥) امالى الصدوق ص ١٥٣.
على الذنب ، وكثرة مناقشة النساء يعني محادثتهن ، ومما راة الاحمق تقول ويقول ولا يرجع إلى خير ، ومجالسة الموتى ، فقيل له : يا رسول الله! وما الموتي؟ قال : كل غني مترف (١).
٢٣ ـ ضا : روي لا تقطع أوداء أبيك ، فيطفى نورك.
٢٤ ـ سر : من كتاب أبي القاسم ابن قولويه ، عن عبدالاعلى ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام ويعاب فيه مسلم ، إن الله يقول : «وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره فاما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين» (٢).
٢٥ ـ جا : ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن البرقي ، عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفري قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول لابي : مالي رأيتك عند عبدالرحمن بن يعقوب؟ قال : إنه خالي فقال له أبوالحسن عليهالسلام : إنه يقول في الله قولا عظيما : يصف الله تعالى ويحده ، والله لا يوصف ، فاما جلست معه وتركتنا وإما جلست معنا وتركته ، فقال : إن هو يقول ما شاء أي شئ علي منه إذا لم أقل ما يقول؟ فقال له أبوالحسن عليهالسلام : أما تخاف أن ينزل به نقمة فتصيبكم جميعا؟ أما علمت بالذي كان من أصحاب موسى وكان أبوه من أصحاب فرعون فلما لحقت خيل فرعون موسى عليهالسلام تخلف عنه ليعظه وأدركه موسى وأبوه يراغمه حتى بلغا طرف البحر فغرقا جميعا فأتى موسى الخبر فسأل جبرئيل عن حاله فقال له : غرق رحمهالله ولم يكن على رأي أبيه لكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع (٣).
٢٦ ـ كش : محمد بن مسعود ، عن حمدويه ; عن الحسين بن موسى ، عن جعفر
____________________
(١) الخصال ج ١ ص ١٠٨.
(٢) الانعام : ٦٨.
(٣) مجالس المفيد ص ٧٣ وسيجئ تحت الرقم ٣٩ مبينا.
ابن محمد الخثعمي ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام وأبي الحسن عليهالسلام قال : ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه فان بره بهم بره بوالديه.
٢٧ ـ كش : روى علي بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام أنه كان يقول لبنيه : جالسوا أهل الدين والمعرفة ، فان لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم ، فان أبيتم إلا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروات ، فانهم لا يرفثون في مجالسهم.
٢٨ ـ ختص : معاوية بن وهب قال : قال الصادق عليهالسلام : كان أبي يقول : قم بالحق ولا تعرض لما نابك ; واعتزل عما لا يعينك ، وتجنب عدوك ، واحذر صديقك من الاقوام إلا الامين الامين الذي خشي الله ، ولا تصحب الفاجر ، ولا تطلعه على سرك (١).
٢٩ ـ ختص : عن محمد بن مسلم ، عن الصادق عليهالسلام ، عن أبيه عليهالسلام قال : قال أبي علي بن الحسين عليهماالسلام : يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق فقلت : يا أبه من هم؟ عرفنيهم قال : إياك ومصاحبة الكذاب فانه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب ، وإياك ومصاحبة الفاسق فانه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك ، وإياك ومصاحبة البخيل فانه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه ، وإياك ومصاحبة الاحمق فانه يريد أن ينفعك فيضرك ، وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فاني وجدته ملعونا في كتاب الله عزوجل في ثلاثة مواضع : قال الله عزوجل ، «فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم * اولئك الذين لعنهم الله» إلى آخر الآية (٢) وقال عزوجل : « الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك
____________________
(١) الاختصاص : ٢٣٠.
(٢) القتال : ٢٢ وسيأتى بيان الحديث تحت الرقم ٤٤.
لهم اللعنة ولهم سواء الدار » (١) وقال في البقرة :« الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون » (٢).
٣٠ ـ ختص : قال الصادق عليهالسلام : صديق عدو علي عليهالسلام عدو علي عليهالسلام (٣).
٣١ ـ كتاب صفات الشيعة للصدوق : عن العطار ; عن سعد ، عن ابن هاشم ، عن ابن أبي نجران ، عن ابن حميد ، عن ابن قيس ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهمالسلام قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : مجالسة الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار ومجالسة الاخيار تلحق الاشرار بالاخيار ومجالسة الابرار للفجار تلحق الابرار بالفجار ، فمن اشتبه عليكم أمره ولم تعرفوا دينه ، فانظروا إلى خلطائه ، فان كانوا أهل دين الله فهو على دين الله ، وإن كانوا على غير دين الله فلا حظ له من دين الله إن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يقول : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يواخين كافرا ولا يخالطن فاجرا ، ومن آخى كافرا أو خالط فاجرا كان كافرا فاجرا (٤).
وباسناده ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : من جالس أهل الريب فهو مريب (٥) ٣٢ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال علي عليهالسلام : ثلاث من حفظهن كان معصوما من الشيطان الرجيم ، ومن كل بلية : من لم يخل بامرأة ليس يملك منها شيئا ، ولم يدخل على سلطان ، ولم يعن صاحب بدعة ببدعته.
٣٣ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن رجاء بن يحيى ، عن هارون بن
____________________
(١) الرعد : ٢٤.
(٢) الاختصاص ص ٢٣٩ ، والاية في البقرة : ٢٦.
(٣) الاختصاص ص ٢٥٢.
(٤) صفات الشيعة ص ١٦٠
(٥) المصدر ص ١٦٧.
مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليهماالسلام قال : أردت سفرا فأوصى أبي علي بن الحسين عليهماالسلام فقال في وصيته : إياك يا بني أن تصاحب الاحمق أو تخالطه ; واهجره ولا تجادله ، فان الاحمق هجنة عين غائبا كان أو حاضرا إن تكلم فضحه حمقه ، وإن سكت قصر به عيه ، وإن عمل أفسد ، وإن استرعى أضاع لا علمه من نفسه يغنيه ، ولا علم غيره ينفعه ، ولا يطيع ناصحه ، ولا يستريح مقارنه تود امه ثكلته ، وامرأته أنها فقدته ، وجاره بعد داره ، وجليسه الوحدة من مجالسته ، إن كان أصغر من في المجلس أعيى من فوقه ، وإن كان أكبرهم أفسد من دونه (١).
٣٤ ـ الدرة الباهرة : قال النبي صلىاللهعليهوآله : لا خير لك في صحبة من لا يرى لك مثل الذي يرى لنفسه.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل ، وقال عليهالسلام : اتقوا من تبغضه قلوبكم ، وقال عليهالسلام : العافية عشرة أجزاء تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله ، وواحد في ترك مجالسة السفهاء.
وقال الحسن بن علي عليهالسلام : إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس فاجتهد أن لا يعرفك ، فان أشقى الاعراض به معارفه.
وقال موسى بن جعفر عليهالسلام : من لم يجد للاساءة مضضا لم يكن للاحسان عنده موقع ، وقال عليهالسلام : من ولهه (٢) الفقر أبطره الغنى.
وقال الجواد عليهالسلام : إياك ومصاحبة الشرير فانه كالسيف المسلول يحسن منظره ، ويقبح أثره.
وقال أبومحمد العسكري عليهالسلام : اللحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا تأمن شره. وقال عليهالسلام احذر كل ذكر ساكن الطرف (٣).
٣٥ ـ نهج : قال عليهالسلام لابنه الحسن : يا بني إياك ومصادقة الاحمق ، فانه
____________________
(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٢٦. والهجنة : العيب.
(٢) يعنى : احزنه واغضبه. (٣) يعنى ساكن العين لا يطرف.
يريد أن ينفعك فيضرك ، وإياك ومصادقة البخيل فانه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه وإياك ومصادقة الفاجر فانه يبيعك بالتافه ، وإياك ومصادقة الكذاب فانه كالسراب يقرب عليك البعيد ، ويبعد عليك القريب (١).
٣٦ ـ نهج : قال عليهالسلام : لا تصحب المائق فانه يزين لك فعله ، ويود أن تكون مثله (٢).
وقال عليهالسلام فيما كتب إلى الحارث الهمداني : واحذر صحابة من يقبل رأيه وينكر عمله ، فان الصاحب معتبر بصاحبه (٣).
وقال عليهالسلام : وإياك ومصاحبة الفساق فان الشر بالشر ملحق (٤).
٣٧ ـ اعلام الدين : قال النبي صلى الله عليه وآلة : الوحدة خير من قرين السوء وقال صلىاللهعليهوآله : جاملوا الاشرار بأخلاقهم تسلموا من غوائلهم وباينوهم بأعمالكم كيلا تكونوا منهم.
٣٨ ـ كا : عن علي بن إبراهيم ; عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي زياد النهدي ، عن عبدالله بن صالح ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : لا ينبغي للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى الله فيه ، ولا يقدر على تغييره (٥).
بيان : المراد بمعصية الله ترك أوامره وفعل نواهيه ، كبيرة كانت أو صغيرة حق الله كان أو حق الناس ، ومن ذلك اغتياب المؤمن فان فعل أحد شيئا من ذلك وقدرت على تغييره ومنعه منه فغيره أشد تغيير حتى يسكت عنه وينزجر منه ، ولك ثواب المجاهدين ، وإن خفت منه فاقطعه وانقله بالحكمة مما هو مرتكبه إلى أمر آخر جائز ، ولا بد من أن يكون الانكار بالقلب واللسان لا باللسان وحده ، والقلب
____________________
(١) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٥٢.
(٢) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢١٦. والمائق : الاحمق.
(٣) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٣١.
(٤) نهج البلاغة ج ٢ ص ١٤٣.
(٥) الكافى ج ٢ ص ٣٧٤.
مائل إليه ، فان ذلك نفاق وفاحشة اخرى ، وإن لم تقدر عليه فقم ولا تجلس معه فان لم تقدر على القيام أيضا فأنكره بقلبك وامقته في نفسك وكن كأنك على الرضف فان الله تعالى مطلع على سرائر القلوب وأنت عنده من الامرين بالمعروف ، والناهين عن المنكر ، وإن لم تنكر ولم تقم مع القدرة على الانكار والقيام ، فقد رضيت بالمعصية فأنت وهو حينئذ سواء في الاثم.
٣٩ ـ كا : عن العدة ، عن أحمد بن محمد ، عن بكر بن محمد ، عن الجعفري قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول لابي ظ : مالي رأيتك عند عبدالرحمن بن يعقوب؟ فقال : إنه خالي ، فقال : إنه يقول في الله قولا عظيما : يصف الله ولا يوصف فإما جلست معه وتركتنا وإما جلست معنا وتركته ، فقلت : هو يقول ما شاء أي شئ علي منه إذا لم أقل ما يقول؟ فقال أبوالحسن عليهالسلام : أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا أما علمت بالذي كان من أصحاب موسى عليهالسلام وكان أبوه من أصحاب فرعون ، فلما لحقت خيل فرعون موسى عليهالسلام تخلف عنهم ليعظ أباه فيلحقه بموسى عليهالسلام فمضى أبوه وهو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعا فأتى موسى الخبر فقال : هو في رحمة الله ولكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع (١).
بيان : الجعفري هو أبوهاشم داود بن القاسم الجعفري هو من أجلة أصحابنا ويقال : إنه لقي الرضا عليهالسلام إلى آخر الائمة عليهمالسلام وأبوالحسن يحتمل الرضا و الهادى عليهماالسلام ويحتمل أن يكون سليمان بن جعفر الجعفري كما صرح به في مجالس المفيد (٢) «يقول» : أي الرجل «فقال» أي ذلك الرجل ، وكونه كلام بكر والضمير للجعفري بعيد ، وفي المجالس «يقول لابي» وهو أظهر ويؤيد الاول «فقال إن خالي» الظاهر تخفيف اللام ، وتشديده من الخلة كأنه تصحيف «يصف الله» أي بصفات الاجسام كالقول بالجسم والصورة آو بالصفات الزائدة كالاشاعرة وفي المجالس «يصف الله تعالى ويحده» وهو يؤيد الاول والواو في قوله عليهالسلام :
____________________
الكافى ج ٢ ص ٣٧٤.
(٢) مر آنفا تحت الرقم ٢٥.