الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٥
٢٥
* ( باب ) *
* ( علامات ظهوره صلوات الله عليه من السفيانى والدجال ) *
« وغير ذلك وفيه ذكر بعض أشراط الساعة »
١ ـ لى : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن هشام بن جعفر ، عن حماد ، عن عبدالله بن سليمان وكان قارئا للكتب ، قال : قرأت في الانجيل ، وذكر أوصاف النبي صلىاللهعليهوآله إلى أن قال تعالى لعيسى : أرفعك إلي ثم اهبطك في آخر الزمان لترى من امة ذلك النبي العجائب ، ولتعينهم على اللعين الدجال ، اهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم إنهم امة مرحومة.
٢ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن أبيه عليهماالسلام أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : كيف بكم إذا فسد نساؤكم ، وفسق شبانكم ، ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ، فقيل له : ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال : نعم وشر من ذلك؟ كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ، ونهيتم عن المعروف ، قيل يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال : نعم ، وشر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا.
٣ ـ ب : عنهما (١) عن حنان قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام عن خسف البيداء قال : أما صهرا (٢) على البريد على اثني عشر ميلا من البريد الذي بذات الجيش.
٤ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « إن الله قادر على أن ينزل آية » (٣) وسيريك في آخر الزمان آيات منها دابة الارض والدجال ، ونزول عيسى بن مريم ، وطلوع الشمس من مغربها.
وعنه عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا
____________________
(١) في المصدر ص ٧٧ ( ط ـ الحروفية ) و ٥٨ ( ط ـ الحجرية ) : محمد بن عبدالحميد وعبدالصمد بن محمد جميعا ، عن حنان بن سدير ، والمصنف اضمر عنهما في غير موضعه.
(٢) كذا في الاصل المطبوع وفيه « مصرا » خ ل ، وفى المصدر « مصيرا » ولا يفهم المراد منه ولعله مصحف « صفرا » وهو واد بين الحرمين كذات الجيش فتحرر.
(٣) الانعام : ٣٧.
من فوقكم » (١) قال : هو الدجال والصيحة « أو من تحت أرجلكم » وهو الخسف « أو يلبسكم شيعا » وهو اختلاف في الدين ، وطعن بعضكم على بعض « ويذيق بعضكم بأس بعض » وهو أن يقتل بعضكم بعضا وكل هذا في أهل القبلة.
٥ ـ ب : ابن عيسى ، عن ابن أسباط قال : قلت لابي الحسن عليهالسلام : جعلت فداك إن ثعلبة بن ميمون حدثني عن علي بن المغيرة ، عن زيد العمي ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : يقوم قائمنا لموافاة الناس سنة قال : يقوم القائم بلا سفياني؟ إن أمر القائم حتم من الله ، وأمر السفياني حتم من الله ، ولا يكون قائم إلا بسفياني ، قلت : جعلت فداك فيكون في هذه السنة ، قال : ما شاء الله قلت : يكون في التي يليها قال : يفعل الله ما يشاء.
٦ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن الرضا عليهالسلام قال : قدام هذا الامر قتل بيوح قلت : وما البيوح؟ قال : دائم لا يفتر.
بيان : قال الفيروز آبادي : « البوح » بالضم الاختلاط في الامر وباح ظهر و بسره بوحا وبؤوحا أظهره ، وهو بؤوح بما في صدره ، واستباحهم استأصلهم وسيأتي تفسير آخر للبيوح (٢).
٧ ـ ب : بالاسناد ، قال : سمعت الرضا عليهالسلام يقول : يزعم ابن أبي حمزة أن جعفرا زعم أن أبي القائم وما علم جعفر بما يحدث من أمر الله ، فوالله لقد قال الله تبارك وتعالى يحكي لرسوله صلىاللهعليهوآله « ما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلي » (٣) وكان أبو جعفر عليهالسلام يقول : أربعة أحداث تكون قبل قيام القائم تدل على خروجه منها أحداث قد مضى منها ثلاثة وبقي واحد ، قلنا : جعلنا فداك وما مضى منها؟ قال : رجب خلع فيه صاحب خراسان ، ورجب وثب فيه على ابن زبيدة ، ورجب يخرج فيه محمد بن إبراهيم بالكوفة ، قلنا له : فالرجب الرابع
____________________
(١) الانعام : ٦٥.
(٢) سيجئ انه اليوم الشديد الحر تحت الرقم ١١٢.
(٣) الاحقاف : ٩.
متصل به؟ قال : هكذا قال أبوجعفر.
بيان : أي أجمل أبوجعفر عليهالسلام ولم يبين اتصاله ، وخلع صاحب خراسان كأنه إشاره إلى خلع الامين المأمون عن الخلافة وأمره بمحو اسمه عن الدراهم والخطب ، والثاني إشارة إلى خلع محمد الامين ، والثالث إشارة إلى ظهور محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن عليهالسلام المعروف بابن طبا طبا بالكوفة لعشر خلون من جمادى الآخرة في قريب من مائتين من الهجرة.
ويحتمل أن يكون المراد بقوله « هكذا قال أبوجعفر عليهالسلام » تصديق اتصال الرابع بالثالث ، فيكون الرابع إشارة إلى دخوله عليهالسلام خراسان فانه كان بعد خروج محمد بن إبراهيم بسنة تقريبا ، ولا يبعد أن يكون دخوله عليهالسلام خراسان في رجب.
٨ ـ ب : بالاسناد قال : سألت الرضا عليهالسلام عن قرب هذا الامر فقال : قال أبوعبدالله عليهالسلام ، حكاه عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أول علامات الفرج سنة خمس وتسعين ومائة وفي سنة ست وتسعين ومائة تخلع العرب أعنتها وفي سنة سبع وتسعين ومائة يكون الفنا ، وفي سنة ثمان وتسعين ومائة يكون الجلا ، فقال : أما ترى بني هاشم قد انقلعوا بأهليهم وأولادهم؟ فقلت : لهم الجلا؟ قال : وغيرهم ، وفي سنة تسع وتسعين ومائة يكشف الله البلاء إن شاء الله وفي سنة مائتين يفعل الله ما يشاء.
فقلنا له : جعلنا فداك أخبرنا بما يكون في سنة المائتين قال : لو أخبرت أحدا لاخبرتكم ، ولقد خبرت بمكانكم ، فما كان هذا من رأي أن يظهر هذا مني إليكم ، ولكن إذا أراد الله تبارك وتعالى إظهار شئ من الحق لم يقدر العباد على ستره.
فقلت له : جعلت فداك إنك قلت لي في عامنا الاول حكيت عن أبيك أن انقضاء ملك آل فلان على رأس فلان وفلان ليس لبني فلان سلطان بعدهما ، قال : قد قلت ذاك لك ، فقلت : أصلحك الله إذا انقضى ملكهم يملك يملك أحد من قريش يستقيم عليه الامر؟ قال : لا ، قلت : يكون ماذا؟ قال : يكون الذي تقول أنت
وأصحابك ، قلت : تعني خروج السفياني؟ فقال : لا ، فقلت ، فقيام القائم قال : يفعل الله ما يشاء ، قلت : فأنت هو؟ قال : لا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال : إن قدام هذا الامر علامات ، حدث يكون بين الحرمين قلت : ما الحدث؟ قال : عضبة تكون (١) ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا.
بيان : قوله « أول علامات الفرج » إشارة إلى وقوع الخلاف بين الامين و المأمون ، وخلع الامين المأمون عن الخلافة ، لان هذا كان ابتداء تزلزل أمر بني العباس وفي سنة ست وتسعين ومائة ، اشتد النزاع وقام الحرب بينهما ، وفي السنة التي بعده كان فناء كثير من جندهم ، وفيما بعده كان قتل الامين وإجلاء أكثر بني العباس.
وذكر بني هاشم كان للتورية والتقية ولذا قال عليهالسلام : « وغير هم » وفي سنة تسع وتسعين كشف الله البلاء عن أهل البيت عليهمالسلام لخذلان معانديهم ، وكتب المأمون إليه عليهالسلام يستمد منه ويستحضره.
وقوله : « وفي سنة مائتين يفعل الله ما يشاء » إشارة إلى شدة تعظيم المأمون له وطلبه ، وفي السنة التي بعده أعني سنة إحدى ومائتين دخل خراسان وفي شهر رمضان عقد مأمون له البيعة.
قوله عليهالسلام : « ولقد خبرت بمكانكم » أي بمجيئكم في هذا الوقت ، وسؤالكم مني هذا السؤال ، والمعنى أني عالم بما يكون من الحوادث ، لكن ليست المصلحة في إظهارها لكم.
وقوله عليهالسلام : « ويقتل فلان » إشارة إلى بعض الحوادث التي وقعت على بني العباس في أواخر دولتهم أو إلى انقراضهم في زمن هلاكوخان.
٩ ـ فس : أبي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
____________________
(١) العضب : القطع ويقال : سيف عضب : أى قاطع ويقال « ماله عضبه الله » دعاء عليه بقطع يديه ورجليه ، وعضب فلانا بلسانه : تناوله بلسانه وشتمه وبالعصا : ضربه وبالرمح طعنه. فالمراد من العضبة : الهلاك والاستئصال.
قلت له : جعلت فداك ، بلغنا أن لآل جعفر راية ولآل العباس رايتين ، فهل انتهى إليك من علم ذلك شئ؟ قال : أما آل جعفرفليس بشئ ولا إلى شئ ، وأما آل العباس فان لهم ملكا مبطئا يقربون فيه البعيد ، ويباعدون فيه القريب ، وسلطانهم عسير ليس فيه يسير ، حتى إذا أمنوا مكرالله ، وأمنوا عقابه ، صيح فيهم صيحة لا يبقى لهم مناد يجمعهم ولا يسمعهم ، وهو قول الله « حتى إذا أخذت الارض زخرفها وازينت » (١) الآية.
قلت : جعلت فداك ، فمتى يكون ذلك؟ قال : أما إنه لم يوقت لنا فيه وقت ، ولكن إذا حدثناكم بشئ فكان كما نقول ، فقولوا : صدق الله ورسوله ، و إن كان بخلاف ذلك فقولوا : صدق الله ورسوله ، تؤجروا مرتين.
ولكن إذا اشتدت الحاجة والفاقة ، وأنكرالناس بعضهم بعضا ، فعند ذلك توقعوا هذا الامر صباحاو مساء.
قلت : جعلت فداك الحاجة والفاقة قد عرفناها ، فما إنكار الناس بعضهم بعضا؟ قال : يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه فيه ويكلمه بغير الكلام الذي كان يكلمه (٢).
١٠ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : « قل أرأيتكم إن أتيكم عذابه بياتا ـ يعني ليلا ـ أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون » (٣) فهذا عذاب ينزل في آخرالزمان على فسقه أهل القبلة ، وهم يجحدون نزول العذاب عليهم.
١١ ـ فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى « ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت » (٤) قال : من الصوت ، وذلك الصوت من السماء وقوله :
____________________
(١) يونس : ٢٤.
(٢) وسيجئ تحت الرقم ١٢٦ و ١٥٧ ما يكون كالشرح والتفصيل لالفاظ هذا الحديث ومعناء.
(٣) يونس : ٥٠.
(٤) السبأ : ٥١.
« واخذوا من مكان قريب » قال : من تحت أقدامهم خسف بهم.
بيان : قال البيضاوي « ولو ترى إذ فزعوا » عند الموت أو البعث أو يوم بدر و جواب « لو » محذوف : لرأيت أمرا فظيعا. « فلا فوت » فلا يفوتون الله بهرب ولا تحصن « واخذوا من مكان قريب » من ظهر الارض إلى بطنها أو من الموقف إلى النار أومن صحراء بدر إلى القليب « وأنى لهم التناوش » ومن أين لهم أن يتناولوا الايمان تناولا سهلا.
أقول : قال صاحب الكشاف : روي عن ابن عباس أنها نزلت في خسف البيداء.
وقال الشيخ أمين الدين الطبرسي ـ رحمهالله ـ : قال أبوحمزة الثمالي : سمعت علي بن الحسين والحسن بن علي عليهمالسلام يقولون : هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم.
قال : وحدثني عمرو بن مرة ، وحمران بن أعين أنهما سمعا مهاجرا المكي يقول : سمعت ام سلمة تقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يعوذ عائذ بالبيت ، فيبعث إليه جيش حتى إذا كانوا بالبيداء بيداء المدينة خسف بهم.
وروي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلىاللهعليهوآله ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب ، قال : فبيناهم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ، يعني بغداد ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، ويفضحون أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون [ بها ] ثلاثمائة كبش من بني العباس.
ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة ، فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم ، لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها.
ثم يخرجون متوجهين إلى مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء ، بعث الله جبرئيل
فيقول : يا جبرئيل! اذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منها إلا رجلان من جهينة ، فلذلك جاء القول « وعند جهينة الخبر اليقين » (١) فذلك قوله : « ولو ترى إذ فزعوا » إلى آخرها ، أورده الثعلبي في تفسيره.
وروى أصحابنا في أحاديث المهدي عليهالسلام ، عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهماالسلام مثله.
« وقالوا » أي ويقولون في ذلك الوقت وهو يوم القيامة ، أو عند رؤية البأس أو عند الخسف ، في حديث السفياني « آمنا به وأنى لهم التناوش » أي ومن أين لهم الانتفاع بهذا الايمان الذي الجئوا إليه ، بين سبحانه أنهم لا ينالون به نفعا كما لا ينال أحد التناوش من مكان بعيد (٢).
١٢ ـ فس : الحسين بن محمد ، عن المعلى ، عن محمد بن جمهور ، عن ابن محبوب عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قوله « وأنى لهم التناوش من مكان بعيد » قال : إنهم طلبوا المهدي عليهالسلام من حيث لا ينال ، وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال.
بيان : قوله « من حيث لا ينال » أي بعد سقوط التكليف وظهور آثار القيامة ، أو بعد الموت أو عند الخسف ، والاخير أظهر من جهة الخبر.
١٣ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسن بن علي بن الصباح المدائني عن الحسن بن محمد بن شعيب ، عن موسى بن عمر بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر
____________________
(١) قال الفيروز آبادى : وعند جفينة الخبر اليقين « هو اسم خمار ، ولا تقل جهينة أو قد يقال : لان حصين بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن كلاب خرج ومعه رجل من بنى جهينة يقال له : الاخنس. فنزلا منزلا فقام الجهنى إلى الكلابى فقتله ، وأخذ ماله و كانت صخرة بنت عمرو بن معاوية تبكيه في المواسم فقال الاخنس في اشعار له :
تسائل عن حصين كل ركب |
|
وعند جهينة الخبر اليقين |
أقول : ترى تفصيل ذلك في الامثال للميدانى ج ٢ ص ٣. فراجع.
(٢) راجع مجمع البيان ج ٨ ص ٣٩٧ و ٣٩٨.
عليهالسلام قال : يخرج القائم فيسير حتى يمر بمر ، فيبلغه أن عامله قد قتل فيرجع إليهم فيقتل المقاتلة ، ولا يزيد على ذلك شيئا ، ثم ينطلق فيدعو الناس حتى ينتهي إلى البيداء فيخرج جيشان للسفياني فيأمرالله عزوجل الارض أن تأخذ بأقدامهم وهو قوله عزوجل : « ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به ـ يعني بقيام القائم ـ (١) وقد كفروا به من قبل ـ يعني بقيام آل محمد صلى الله عليهم ـ ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ـ إلى قوله ـ في شك مريب ».
١٤ ـ فس : « سأل سائل بعذاب واقع » قال : سئل أبوجعفر عليهالسلام عن معنى هذا ، فقال : نار تخرج من المغرب ، وملك يسوقها من خلفها ، حتى يأتي من جهة دار بني سعد بن همام ، عند مسجدهم ، فلا تدع دارا لبني امية إلا أحرقتها وأهلها ، ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد إلا أحرقتها وذلك المهدي عليهالسلام.
بيان : أي (٣) من علاماته أو عند ظهوره عليهالسلام.
١٥ ـ ك : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن فضال ، عن ظريف بن ناصح ، عن أبي الحصين قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : سئل رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الساعة فقال : عند إيمان بالنجوم ، وتكذيب بالقدر.
١٦ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن محمد بن عيسى العلوي ، عن حيدر بن محمد السمرقندي ، عن أبي عمرو الكشي ، عن حمدويه بن بشر ، عن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن خالد قال : قلت لابي الحسن الرضا عليهالسلام : إن عبدالله بن بكير يروي حديثا ويتأوله وأنا احب أن أعرضه عليك ، فقال : ما ذاك الحديث؟ قلت : قال ابن بكير : حدثني عبيد بن زرارة ، قال : كنت عند أبي عبدالله عليهالسلام أيام خرج محمد بن عبدالله
____________________
(١) بعده : وانى لهم التناوش من مكان بعيد الاية في سبأ : ٥١ و ٥٢.
(٢) المعارج : ١.
(٣) يفسر رحمهالله معنى قوله عليهالسلام « وذلك المهدى ».
ابن الحسن (١) إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له : جعلت فداك إن محمد بن عبدالله قد خرج وأجابه الناس ، فما تقول في الخروج معه؟ فقال أبوعبدالله عليهالسلام : اسكن ما سكنت السماء والارض ، فقال عبدالله بن بكير : فاذا كان الامر هكذا فلم يكن خروج ما سكنت السماء والارض ، فما من قائم وما من خروج.
فقال أبوالحسن : صدق أبوعبدالله عليهالسلام وليس الامر على ما تأوله ابن بكير إنما قال أبوعبدالله عليهالسلام : اسكن ما سكنت السماء من النداء والارض من الخسف بالجيش.
١٧ ـ مع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن سهل ، عن علي بن الريان عن الدهقان ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : قلت : جعلت فداك ، حديث كان يرويه عبدالله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة قال : فقال لي : وما هو؟ قال : قلت له : روى عن عبيد بن زرارة أنه لقي أبا عبدالله عليهالسلام في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبدالله بن الحسن (٢) فقال له : جعلت فداك إن هذا قد آلف الكلام وسارع الناس إليه ، فما الذي تأمربه؟ فقال : اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والارض.
قال : وكان عبدالله بن بكير يقول : والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقا فما من خروج وما من قائم.
قال : فقال لي أبوالحسن عليهالسلام : الحديث على مارواه عبيد ، وليس على ما
____________________
(١) هو محمد بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن على بن أبي طالب قد لقبوه بالمهدى رجاء أن يكون هوالمهدى الموعود لما روى على رسول الله صلىاللهعليهوآله « المهدى رجل من أهل بيتى يواطئ اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى » كما توهم ذلك في المهدى العباسى وقد مر تحقيق ذلك في ج ٥١ ص ٨٦ فراجع. ومحمد هذا خرج في أيام المنصور ، وبعد ما قتل لقبوه بالنفس الزكية.
(٢) هو أخو محمد الملقب بالنفس الزكية خرج بعد أخيه وقتل بباخمرى. وترى الحديث في المصدر ص ٢٦٦. والذى بعده ص ٣٤٦.
تأوله عبدالله بن بكير إنما عنى أبوعبدالله عليهالسلام بقوله : ما سكنت السماء من النداء باسم صاحبك ، وما سكنت الارض من الخسف بالجيش.
١٨ ـ مع ، ما : ابن الوليد ، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا ، عن الاشعري ، عن السياري ، عن الحكم بن سالم ، عمن حدثه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إنا وال أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله ، قلنا : صدق الله وقالوا : كذب الله.
قاتل أبوسفيان رسول الله صلىاللهعليهوآله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليهالسلام وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهماالسلام والسفياني يقاتل القائم عليهالسلام.
١٩ ـ ير : معاوية بن حكيم ، عن محمد بن شعيب بن غزوان ، عن رجل عن أبي جعفر عليهالسلام قال : دخل عليه رجل من أهل بلخ فقال له : يا خراساني تعرف وادي كذا وكذا؟ قال : نعم ، قال له : تعرف صدعا في الوادي من صفته كذا وكذا؟ قال : نعم ، [ قال : ] من ذلك يخرج الدجال.
قال : ثم دخل عليه رجل من أهل اليمن ، فقال له : يا يماني أتعرف شعب كذا وكذا؟ قال : نعم ، قال له : تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا وكذا؟ قال له : نعم ، قال له : تعرف صخرة تحت الشجرة؟ قال له : نعم ، قال : فتلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى على محمد صلىاللهعليهوآله.
٢٠ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : سيأتي على امتي زمان تخبث فيه سرائرهم ، وتحسن فيه علانيتهم طمعا في الدنيا ، لا يريدون به ما عندالله عزوجل يكون أمرهم رياء لا يخالطه خوف ، يعمهم الله منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجاب لهم.
٢١ ـ ثو : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : سيأتي زمان على امتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ، ولا من الاسلام إلا اسمه ، يسمون به وهم أبعد الناس منه ، مساجدهم عامرة ، وهي خراب من الهدى ، فقهاء ذلك الزمان شر
فقهاء تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود.
٢٢ ـ ك : ابن المغيرة بإسناده ، عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : [ إن ] الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا ، فطوبى للغرباء (١).
نى : ابن عقدة ، عن محمد بن المفضل بن إبراهيم ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن سعد بن عمر الجلاب ، عن جعفر بن محمد عليهماالسلام مثله (٢)
٢٣ ـ ك : المظفر العلوي ، عن ابن العياشي ، عن أبيه ، عن جعفر بن أحمد ، عن العمر كي ، عن ابن فضال ، عن الرضا ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء (٣).
بيان : قال الجزري فيه إن الاسلام بدا غريبا وسيعود كما بدا فطوبى للغرباء أي إنه كان في أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل له عنده لقلة « المسلمين يومئذ وسيعود غريبا كما كان أي يقل المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء فطوبي للغرباء أي الجنة لاولئك المسلمين الذين كانوا في أول الاسلام ، ويكونون في آخره ، وإنما خصهم بها لصبر هم على أذى الكفار أولا وآخرا ولزومهم دين الاسلام.
٢٤ ـ ك : ابن عصام ، عن الكليني ، عن القاسم بن العلا ، عن إسماعيل بن علي القزويني (٤) عن علي بن إسماعيل ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر ، تطوى له الارض وتظهر له الكنوز ، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويظهر الله عزوجل به دينه ولو كره المشركون.
فلا يبقي في الارض خراب إلا عمر ، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليهماالسلام
____________________
(١) و (٣) المصدر ج ١ ص ٣٠٨.
(٢) المصدر ص ١٧٤.
(٤) في المصدر ج ١ ص ٤٤٧ : اسماعيل بن على الفزارى. فتحرر.
فيصلي خلفه ، فقلت له يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم؟ قال : إذا تشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء وركب ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور ، وردت شهادات العدل واستخف الناس بالدماء ، وارتكاب الزناء ، وأكل الربا ، واتقي الاشرار مخافة ألسنتهم ، وخرج السفياني من الشام واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء ، وقتل غلام من آل محمد صلىاللهعليهوآله بين الركن والمقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية وجاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه ، وفي شيعته ، فعند ذلك خروج قائمنا.
فاذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا وأول ما ينطق به هذه الآية « بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين » ثم يقول : أنا بقية الله في أرضه فاذا اجتمع إليه العقد ، وهو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الارض معبود دون الله عزو جل ، من صنم وغيره إلا وقعت فيه نار فاحترق ، وذلك بعد غيبة طويلة ، ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به.
٢٥ ـ سن : محمد بن علي ، عن المفضل بن صالح الاسدي ، عن محمد بن مروان. عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : يا رسول الله وإن شهد الشهادتين؟ قال : نعم إنما احتجب بهاتين الكلمتين عند سفك دمه أو يؤدي الجزية وهو صاغر ثم قال : من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهوديا قيل : وكيف يا رسول الله؟ قال : إن أدرك الدجال آمن به (١).
أقول : قد أوردنا في باب نص الصادق على القائم أنه عليهالسلام يقتل الدجال (٢)
٢٦ ـ ك : الطالقاني ، عن الجلودي ، عن الحسين بن معاذ ، عن قيس بن حفص ، عن يونس بن أرقم ، عن أبي سيار الشيباني ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن النزال بن سبرة قال : خطبنا علي بن أبي طالب عليهالسلام فحمدالله وأثنى عليه ، ثم قال : سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني ـ ثلاثا ـ فقام إليه صعصعة بن صوحان ، فقال :
____________________
(١) تراه في المحاسن ص ٩٠. سواء
(٢) راجع ج ٥١ ص ١٤٤ الرقم ٨.
يا أميرالمؤمنين متى يخرج الدجال؟ فقال له علي عليهالسلام : اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت ، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل ، ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل وإن شئت أنبأتك بها قال : نعم يا أميرالمؤمنين.
فقال عليهالسلام : احفظ فان علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة ، وأضاعوا الامانة واستحلوا الكذب ، وأكلوا الربا ، وأخذوا الرشا ، وشيدوا البنيان ، وباعوا الدين بالدنيا ، واستعملوا السفهاء ، وشاوروا النساء ، وقطعوا الارحام ، واتبعوا الاهواء ، واستخفوا بالدماء.
وكان الحلم ضعفا ، والظلم فخرا ، وكانت الامراء فجرة ، والوزراء ظلمة والعرفاء خونة ، والقراء فسقة ، وظهرت شهادات الزور ، واستعلن الفجور ، وقول البهتان ، والاثم والطغيان.
وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد ، وطولت المنار ، واكرم الاشرار وازدحمت الصفوف ، واختلفت الاهواء ، ونقضت العقود ، واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا ، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم ، وكان زعيم القوم أرذلهم ، واتقي الفاجر مخافة شره ، وصدق الكاذب واؤتمن الخائن ، واتخذت القيان والمعازف ، ولعن آخرهذه الامة أولها ، وركب ذوات الفروج السروج.
وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء ، وشهد شاهد من غير أن يستشهد وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه ، وتفقه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا على الآخرة ، ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب ، وقلوبهم أنتن من الجيف ، وأمر من الصبر ، فعند ذلك الوحا الوحا ، العجل العجل ، خير المساكن يومئذ بيت المقدس بيأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه.
فقام إليه الاصبغ بن نباتة فقال : يا أميرالمؤمنين من الدجال؟ فقال : ألا إن الدجال صائد بن الصيد (١) فالشقي من صدقه ، والسعيد من كذبه ، يخرج
____________________
(١) في المصدر المطبوع ج ٢ ص ٢٠٧ : صائد بن الصائد. ولعل الصحيح » صائد
من بلده يقال لها إصبهان من قرية تعرف باليهودية ، عينه اليمنى ممسوحة والاخرى في جبهته ، تضيئ كأنها كوكب الصبح ، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم ، بن عينيه مكتوب « كافر » يقرأه كل كاتب وامي.
يخوض البحار ، وتسبر معه الشمس ، بين يديه جبل من دخان ، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام ، يخرج في قحط شديد ، تحته حمار أقمر (١) خطوة حماره ميل ، تطوى له الارض منهلا منهلا ولا يمر بماء إلا يوم القيامة.
ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين ، من الجن والانس والشياطين يقوم : إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوى ، وقد رفهدى ، أنا ربكم الاعلى. وكذب عدو الله إنه الاعور يطعم الطعام ، ويمشي في الاسواق ، وإن ربكم عزوجل ليس بأعور ، ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول [ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ].
ألا وإن أكثر أشياعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر ، يقتله الله عزوجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة ، على يدي من يصلي المسيح عيسى بن مريم خلفه.
ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى ، قلنا : وما ذلك يا أميرالمؤمنين؟ قال : خروج دابة من الارض ، من عند الصفا ، معها خاتم سليمان ، وعصى موسى ، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن ، فيطبع فيه « هذا مؤمن حقا » وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه « هذا كافر حقا » حتى أن المؤمن لينادي : الويل لك يا كافرو إن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن! وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا ثم ترفع الدابة رأسها ، فيراها من بين الخافقين باذن الله عزو جل ، بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ، ولا عمل يرفع « ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ».
____________________
أو ابن الصائد « فان الرجل غير منسوب. قال الفيروز آبادى ، « وابن صائد أو صياد الذى كان يظن انه الدجال ».
(١) في المصدر : « حمار أبيض » وكلاهما بمعنى.
ثم قال عليهالسلام : لا تسألوني عما يكون بعد ذلك فانه عهد إلي حبيبي عليهالسلام أن لا اخبربه غير عترتي.
فقال النزال بن سبرة لصعصعة : ما عنى أميرالمؤمنين بهذا القول؟ فقال صعصعة : يا ابن سبرة إن الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم هوالثاني عشر من العترة ، التاسع من ولد الحسين بن علي ، وهو الشمس الطالعة من مغربها ، يظهر عند الركن والمقام يطهر الارض ، ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا فأخبر أميرالمؤمنين عليهالسلام أن حبيبه رسول الله صلىاللهعليهوآله عهد إليه ألا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الائمة [ صلوات الله عليهم أجمعين ].
ك : محمد بن عمرو بن عثمان العقيلي ، عن محمد بن جعفر بن المظفر وعبدالله ابن محمد بن عبدالرحمان ، وعبدالله بن محمد بن موسى جميعا ، ومحمد بن عبدالله بن صبيح (١) جميعا ، عن أحمد بن المثنى الموصلي ، عن عبدالاعلى ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله مثله سواء.
توضيح : قال الجزري « العرفاء » جمع عريف ، وهو القيم بامور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي امور هم ويتعرف الامير منه أحوالهم ، فعيل بمعنى فاعل « والزعيم » سيد الفوم ورئيسهم أو المتكلم عنهم و « القنية » الامة المغنية و « المعازف » الملاهي كالعود والطنبور و « الذمام » بالكسر الحق والحرمة.
وقال الفيروز آبادي : القمرة بالضم لون إلى الخضرة ، أو بياض فيه كدرة حمار أقمر وأتان قمراء ، قوله لعنه الله « إلي أوليائي » أي أسرعوا إلي يا أوليائي.
وفسر السيوطي وغيره الطيلسان بأنه شبه الاردية يوضع على الرأس والكتفين والظهر ، وقال ابن الاثير في شرح مسند الشافعي : الطيلسان يكون على الرأس والاكتاف وقال الفيروز آبادي : الافيق قرية بين حوران والغور ، ومنه عقبة أفيق.
٢٧ ـ ك : محمد بن عمر بن عثمان بهذا الاسناد عن مشايخه ، عن أبي يعلى الموصلي
____________________
(١) في المصدر ج ٢ ص ٢٠٨ محمد بن عبدالله وضيع الجوهرى فتحرر.
عن عبدالاعلى بن حماد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآله صلى ذات يوم بأصحابه الفجر ، ثم قام مع أصحابه حتى أتى باب دار بالمدينة فطرق الباب فخرجت إليه امرأة فقالت : ما تريد يا أبا القاسم؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا ام عبدالله استأذني لي على عبدالله ، فقالت : يا أبا القاسم! وما تصنع بعبدالله ، فوالله إنه لمجهود في عقله ، يحدث في ثوبه ، وإنه ليراودني على الامر العظيم.
قال : اسا أذني لي عليه ، فقالت : أعلى ذمتك؟ قال : نعم ، قال : ادخل ، فدخل فاذا هو في قطيفة يهينم فيها فقالت امه : اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك ، فسكت وجلس فقال للنبي صلىاللهعليهوآله : مالها لعنها الله لو تركتني لاخبرتكم أهو هو؟ ثم قال له النبي (ص) ماترى؟ قال : أرى حقا وباطلا وأرى عرشا على الماء فقال : اشهد أن لا اله الا الله وأني رسول الله! فقال : بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فما جعلت الله بذلك أحق مني.
فلما كان في اليوم الثاني صلى عليهالسلام بأصحابه الفجر ، ثم نهض فنهضوا معه حتى طرق الباب فقالت امه : ادخل فدخل فاذا هو في نخلة يغرد فيها فقالت له امه اسكت وانزل ، هذا محمد قد أتاك ، فسكت فقال للنبي صلىاللهعليهوآله : مالهالعنها الله لو تركتني لاخبرتكم أهو هو؟
فلما كان في اليوم الثالث صلى عليهالسلام بأصحابه الفجر ، ثم نهض فنهضوا معه حتى أتى ذلك المكان ، فاذا هو في غنم ينعق بها ، فقالت امه : اسكت واجلس هذا محمد قد أتاك وقد كانت نزلت في ذلك اليوم آيات من سورة الدخان فقرأهابهم النبي صلىاللهعليهوآله في صلاة الغداة ثم قال : اشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، فقال : بل تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وما جعلك الله بذلك أحق مني.
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : إني قد خبأت لك خباء ، فقال : الدخ الدخ (١) فقال
____________________
(١) في مشكاة المصابيح ص ٤٧٨ وسنن أبى داود ج ٢ ص ٤٣٤ : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله انى خبأت لك خبيئا ـ وخبأله : « يوم تأتى السماء بدخان مبين » ـ فقال
النبي صلىاللهعليهوآله : اخسأ فانك لن تعدو أجلك ، ولن تبلغ أملك ، ولن تنال إلا ما قدر لك.
ثم قال لاصحابه : أيها الناس! ما بعث الله نبيا إلا وقد أنذر قومه الدجال وإن الله عزوجل قد أخره إلى يومكم هذا ، فمهما تشابه عليكم من أمره فان ربكم ليس بأعور ، إنه يخرج على حمار عرض ما بين اذنيه ميل ، يخرج ومعه جنة ونار ، وجبل من خبز ونهر من ماء ، أكثر أتباعه اليهود والنساء والاعراب يدخل آفاق الارض كلها إلا مكة ولا بتيها ، والمدينة ولا بتيها (١).
بيان : قولها « إنه لمجهود في عقله » أي أصاب عقله جهد البلاء فهو مخبط يقال جهد المرض فلانا هزله ، وكأن مراودته إياها كان لاظهار دعوى الالوهية أو النبوة ولذا كانت تأبى عن أن يراه النبي صلىاللهعليهوآله « والهينمة » الصوت الخفي وفي أخبار العامة (٢) « يهمهم » قوله « أهوهو » أي اما تقولون بالوهية إله أم لا. (٣)
أقول : روى الحسين بن مسعود الفراء في شرح السنة بإسناده ، عن أبي سعيد الخدري أن في هذه القصة قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما ترى؟ قال : أرى عرشا على الماء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ترى عرش ابليس على البحر فقال : ما ترى؟ قال : أرى صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لبس عليه دعوه.
ويقال : غرد الطائر كفرح وغرد تغريدا وأغرد وتغرد ، رفع صوته وطرب به ، قوله : « قد خبأت لك خباء » أي أضمرت لك شيئا أخبرني به ، قال
____________________
هو الدخ ، والدخ بالضم والفتح : الدخان ونقل الشرتونى في ذيل اقرب الموارد عن التاج أنه فسر الدخ بنبت يكون في البساتين وقال وبه فسر حديث ابن الصياد وفسره الحاكم بالجماع ، ووهموه.
(١) راجع المصدر ص ٢٠٩.
(٢) كما في المصدر المطبوع ( ط ـ الاسلامية ) ج ٢ ص ٢٠٩.
(٣) لم نعرف له معنى محصلا.
الجزري : فيه أنه قال لا بن صياد خبأت لك خبيئا قال : هو الدخ. بضم الدال وفتحها الدخان ، قال : « عند رواق البيت يغشى الدخان » وفسر الحديث أنه أراد بذلك يوم تأتي السماء بدخان مبين.
وقيل : إن الدجال يقتله عيسى بجبل الدخان ، فيحتمل أن يكون المراد تعريضا بقتله لان ابن الصياد كان يظن أنه الدجال.
قوله صلىاللهعليهوآله « اخسا » يقال : خسأت الكلب أي طردته وأبعدته قوله « فانك لن تعدو أجلك » قال في شرح السنة ـ :
قال الخطابي يحتمل وجهين أحد هما أنه لا يبلغ قدره أن يطالع الغيب من قبل الوحي الذي يوحى به إلى الانبياء ، ولا من قبل الالهام الذي يلقى في روع الاولياء (١) وإنما كان الذي جرى على لسانه شيئا ألقاه الشيطان حين سمع النبي صلىاللهعليهوآله يراجع به أصحابه قبل دخوله النخل.
والاخر أنك لن تسبق قدر الله وفي أمرك.
وقال أبوسليمان : والذي عندي أن هذه القصة إنما جرت أيام مهادنة رسول الله صلىاللهعليهوآله اليهود وحلفاءهم وكان ابن الصياد منهم أو دخيلا في جملتهم (٢) وكان يبلغ رسول الله صلىاللهعليهوآله خبره وما يدعيه من الكهانة ، فامتحنه بذلك ، فلما
____________________
(١) الروع : القلب. ومنه قوله صلىاللهعليهوآله « ان روح القدس نفث في روعى ان نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ». وفي الاصل المطبوع « روح الاولياء » وله وجه.
(٢) وقيل : كان حاله في صغره حال الكهان يصدق مرة ويكذب مرارا ، ثم أسلم لما كبر ، فظهرت منه علامات من الحج والجهاد مع المسلمين ، ثم ظهرت منه أحوال وسمعت منه أقوال تشعر بانه الدجال.
وقيل انه تاب ومات بالمدينة وقيل بل فقد يوم الحرة ، والظاهر من قصة تميم الدارى انه ليس هو الدجال.
كلمه علم أنه مبطل ، وأنه من جملة السحرة أوالكهنة أو ممن يأتيه رئي الجن (١) أو يتعاهده شيطان فيلقي على لسانه بعض ما يتكلم به ، فلما سمع منه قوله « الدخ » زبره وقال : اخسأ فلن تعد وقدرك.
يريد أن ذلك شئ ألقاه إليه الشيطان ، وليس ذلك من قبل الوحي وإنما كانت له تارات يصيب في بعضها ويخطئ في بعضها ، وذلك معنى قوله : يأتيني صادق وكاذب فقال له عند ذلك : خلط عليك.
والجملة من أمره أنه كان فتنة قد امتحن الله به عباده « ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بيتة » وقد افتتن قوم موسى في زمانه بالعجل فافتتن به قوم واهلكوا ، ونجا من هداه الله وعصمه انتهى كلامه.
أقول : اختلفت العامة في أن ابن الصياد هل هو الدجال أو غيره ، فذهب جماعة منهم إلى أنه غيره ، لما روي أنه تاب عن ذلك ، ومات بالمدينة ، وكشفوا عن وجهه حتى رأوه الناس ميتا ورووا عن أبي سعيد الخدري أيضا ما يدل على أنه ليس بدجال.
وذهب جماعة إلى أنه هوالدجال ، رووه عن ابن عمر وجابر الانصاري (٢)
____________________
(١) رئى الجن : جنى يرى نفسه للكهنة ويلقى اليهم آراءه وأخباره. ومثله رئى القوم لصاحب رأيهم الذى يرجعون اليه.
(٢) ترى تلك الروايات في كتب القوم ابواب الفتن والملاحم باب خروج الدجال كما في سنن أبى داود ج ٢ ص ٤٣٠ ـ إلى ـ ٤٣٥ ومشكاة المصابيح ( ط ـ كراجى ) ص ٤٧٢ إلى ـ ٤٧٩.
فما نقله المصابيح عن أبى سعيد الخدرى : انه قال صحبت ابن صياد إلى مكة فقال لى : ما لقيت من الناس؟ يزعمون انى ادجال! ألست رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول انه لا يولد له ، وقد ولد لى ، أليس قد قال هو كافر؟ وأنا مسلم ، أو ليس قد قال لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينه وأنا اريد مكة.
ومات نقله عن ابن عمر : أنه قال : عن نافع قال كان ابن عمر يقول : والله ما أشك أن المسيح الدجال هو ابن صياد ، رواه أبوداود والبيهقى في كتاب البعث والنشور.
أقول : قال الصدوق رحمهالله بعد إيراد هذا الخبر : إن أهل العناد والجحود يصدقون بمثل هذا الخبر ، ويروونه في الدجال وغيبته وطول بقائه المدة الطويلة وبخروجه في آخر الزمان ولا يصدقون بأمرالقائم عليهالسلام وأنه يغيب مدة طويلة ثم يظهر فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما بنص النبي والائمة بعده صلوات الله عليهم وعليه باسمه وعينه ونسبه ، وبأخبارهم بطول غيبته إرادة لاطفاء نورالله وإبطالا لامر ولي الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.
وأكثر ما يحتجون به في دفعهم لامر الحجة عليهالسلام أنهم يقولون لم نرو هذه الاخبار التي تروونها في شأنه ولا نعرفها ، وكذا يقول من يجحد نبوة نبينا صلىاللهعليهوآله من الملحدين ، والبراهمة واليهود والنصارى : إنه ما صح عندنا شئ مما تروونه من معجزاته ودلائله ولا نعرفها ، فنعتقد بطلان أمره لهذه الجهة ، ومتى لزمنا ما يقولون لزمهم ما يقوله هذه الطوائف وهم أكثر عددا منهم.
ويقولون أيضا : ليس في موجب عقولنا أن يعمر أحد في زماننا هذا عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان ، فقد تجاوز عمر صاحبكم على زعمكم عمر أهل الزمان.
فنقول لهم : أتصدقون على أن الدجال في الغيبة يجوز أن يعمر عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان وكذلك إبليس ، ولا تصدقون بمثل ذلك لقائم آل محمد عليهمالسلام؟ مع النصوص الواردة فيه في الغيبة ، وطول العمر ، والظهور بعد ذلك للقيام بأمر الله عزوجل ، وماروي في ذلك من الاخبار التي قد ذكرتها في هذا الكتاب ومع ما صح عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : كل ما كان في الامم السالفة يكون في هذه الامة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. وقد كان فيمن مضى من أنبياء الله عزوجل وحججه عليهمالسلام معمرون.
أما نوح عليهالسلام فانه عاش ألفي سنة وخمسمائة سنة ، ونطق القرآن بأنه « لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما » وقد روي في الخبر الذي [ قد ] أسندته في هذا الكتاب أن في القائم سنة من نوح ، وهي طول العمر ، فكيف يدفع أمره ولا يدفع ما يشبهه من الامور التي ليس شئ منها في موجب العقول ، بل لزم