• الفهرس
  • عدد النتائج:

فقال عمرو : «لا ، أنتم مدد لنا».

فلما رأى أبو عبيدة الاختلاف ، وكان رجلا لينا حسن الخلق سهلا ، هينا عليه أمر الدنيا ، يسعى لأمر رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وعهده ، قال : «يا عمرو ، تعلمن أن آخر شيء عهد إليّ رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أن قال : «إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا ولا تختلفا. وإنك والله إن عصيتني لأطيعنك».

وأطاع أبو عبيدة عمروا. فكان عمرو يصلي بالناس.

وقال عمرو : «فإني الأمير عليك وأنت مددي».

قال : «فدونك» (١).

وعن الشعبي مرسلا قال : «انطلق المغيرة بن شعبة إلى أبي عبيدة فقال :

إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» قد استعملك علينا ، وإن ابن فلان قد اتبع أمير القوم ، فليس لك معه أمر».

فقال أبو عبيدة : «إن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» أمرنا أن نتطاوع ، فأنا أطيع رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» وإن عصاه عمرو».

فأطاع أبو عبيدة عمروا ، فكان عمرو يصلي بالناس ، وصار معه خمسمائة.

فسار حتى نزل قريبا منهم ، وهم شاتون. فجمع أصحابه الحطب

__________________

(١) سبل الهدى والرشاد ج ٦ ص ١٦٧ والمغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٧٠ و ٧٧١ وراجع : تاريخ الخميس ج ٢ ص ٧٥ والسيرة الحلبية ج ٣ ص ١٩٠ و ١٩١ وراجع : تاريخ مدينة دمشق ج ٢ ص ٢٢ و ٢٥ و ٢٦ وج ٢٥ ص ٤٤٩ وعن الإصابة ج ٣ ص ٤٧٧ وعن البداية والنهاية ج ٤ ص ٣١٢ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٥١٦ وعن السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ١٩٩.