تعاور أيمانهم بينهم |
| كئوس المنايا بحد الظبينا |
شهدنا فكنا أولى بأسه |
| وتحت العماية والمعلمينا |
بخرس الحسيس حسان رواء |
| وبصرية قد أجمن الجفونا |
فما ينفللن وما ينحنين |
| وما ينتهين إذا ما نهينا |
كبرق الخريف بأيدى الكماة |
| يفجعن بالطل هاما سكونا |
وعلمنا الضرب آباؤنا |
| وسوف نعلم أيضا بنينا |
جلاد الكماة وبذل التلا |
| د عن جل أحسابنا ما بقينا |
إذا مر قرن كفى نسله |
| وأورثه بعده آخرينا |
تشب وتهلك آباؤنا |
| وبينا نربى بنينا فنينا |
وقال حسان بن ثابت يبكى حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه :
أتعرف الدار عفا رسمها |
| بعدك صوب السبل الهاطل (١) |
بين السراديح فأدمانة |
| فمدفع الروحاء فى حائل (٢) |
سألتها عن ذاك فاستعجمت |
| لم تدر ما مرجوعة السائل (٣) |
دع عنك دارا قد عفا رسمها |
| وابك على حمزة ذى النائل (٤) |
المالئ الشيزى إذا أعصفت |
| غبراء فى ذى الشبم الماحل (٥) |
والتارك القرن لدى لبدة |
| يعثر فى ذى الخرص الذابل (٦) |
واللابس الخيل إذ أجحمت |
| كالليث فى غابته الباسل |
أبيض فى الذروة من هاشم |
| لم يمر دون الحق بالباطل |
مال شهيدا بين أسيافكم |
| شلت يدا وحشى من قاتل (٧) |
أى امرئ غادر فى ألة |
| مطرورة مارنة العامل (٨) |
__________________
(١) عفا : أى غير ودرس. ورسمها : أى أثرها.
(٢) السراديح : جمع سرادح ، وهو الوادى. وأدمانة : اسم موضع. والروحاء : اسم موضع. وحائل : جبل.
(٣) استعجمت : أى لم ترد جوابا. ومرجوعة السائل : أى رجوع جوابه.
(٤) النائل : أى العطاء.
(٥) الشيزى : الجفان التي تصنع من خشب الشيز.
(٦) القرن : الذي يقاومك فى القتال. واللبدة : أى الغبار الملبد.
(٧) وحشى : هو قاتل حمزة.
(٨) والألة : الحربة التي لها سنان طويل. والمطرورة : أى المحددة. والمارنة : أى اللينة. والعامل : أعلى