• الفهرس
  • عدد النتائج:

منزل الحسين (عليه السّلام) بكربلاء

إنَّ عوامل اليأس التي تبعت نَعي مسلم ، وسوء صَنيع الكوفة به ، لم تؤثِّر في عزيمة الحسين (عليه السّلام) ، ولا ما بلغه مِن فاحش فعلهم برسولَيه عبد الله بن يقطر ، وقيس بن مُسهَّر الصيداوي ، ولا ما رآه في مُلتقاه بجيش الحُرّ ؛ لأنَّ داعي الحَقِّ لا يَقنط مِن رَوح الله ؛ ولكنَّما جيش الكوفة ، هو الذي صَدَّه وصرف بوجهه عنها ، وعن كلِّ آماله فيها ، فسلك ركبَه وموكبه سَبيلاً وَسطاً لا يدرون الغاية ، ولا يعرفون النهاية ، والحُرّ يُساير الإمام ؛ كي يُخرجه عن حدود أميره ؛ حتَّى يَعود إليه ببشارة تؤمِّن باله ، وتُطمِّن خَياله.

ويُخيَّل للناظر في الحركة الحسينيَّة ، أنَّ في خُلد الإمام أنْ يَعبر الفرات إلى الأنبار ، أو المدائن عسى أنْ يَجد لدعوته أنصاراً وشيعة وبيئة وَسيعة ، فبينا هم والحُرّ في تَيامُن وتَياسُر ، إذ لحقهم راكب مُتنكِّب قوسه ، فسلَّم على الحرّ وأصحابه ، ودفع إليه كتاب ابن زياد ، فقرأه الحُرّ على الحسين (عليه السّلام) ، وإذا فيه :

«أمَّا بعد ، فجَعْجِع بالحسين حين يَبلغك كتابي هذا ، ولا تتركه إلاَّ