ومن شعره المشهور قوله :
أبدا تحن إليكم الأرواح |
| ووصالكم ريحانها والراح |
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم |
| وإلى لذيذ لقاكم ترتاح |
وارحمة للعاشقين تكلفوا |
| ستر المحبة والهوى فضّاح |
بالسرّ إن باحوا تباح دماؤهم |
| وكذا دماء العاشقين تباح |
وإذا هم كتموا تحدّث عنهم |
| عند الوشاة المدمع السفّاح |
وبدت شواهد للسقام عليهم |
| فيها لمشكل أمرهم إيضاح |
خفضوا الجناح لكم وليس عليهم |
| للصب في خفض الجناح جناح |
فإلى لقاكم نفسه مرتاحة |
| وإلى رضاكم طرفه طمّاح |
عودوا بنور الوصل من غسق الجفا |
| فالهجر ليل والوصال صباح |
صافاهم فصفوا له فقلوبهم |
| في نورها المشكاة والمصباح |
وتمتعوا فالوقت طاب بقربكم |
| راق الشراب ورقّت الأقداح |
مترنحا وهو الغزال الشارد |
| وبخده الصهباء والتفاح |
وبثغره الشهد الشهيّ وقد بدا |
| في أحسن الياقوت منه أفاح |
يا صاح ليس على المحب ملامة |
| إن لاح في أفق الوصال صباح |
لا ذنب للعشاق إن غلب الهوى |
| كتمانه فنمى الغرام فباحوا |
سمحوا بأنفسهم وما بخلوا بها |
| لما دروا أن السماح رباح |
ودعاهم داعي الحقائق دعوة |
| فغدوا بها مستأنسين وراحوا |
ركبوا على سنن الوفا ودموعهم |
| بحر وشدّة شوقهم ملّاح |
والله ما طلبوا الوقوف ببابه |
| حتى دعوا وأتاهم المفتاح |
لا يطربون لغير ذكر حبيبهم |
| أبدا فكل زمانهم أفراح |
حضروا وقد غابت شواهد ذاتهم |
| فتهتكوا لما رأوه وصاحوا |
أفناهم عنهم وقد كشفت لهم |
| حجب البقا فتلاشت الأرواح |
فتشبهوا في أن تكونوا مثلهم |
| إن التشبه بالكرام فلاح |
قم يا نديم إلى المدام فهاتها |
| في كاسها قد دارت الأقداح |
من كرم إكرام بدنّ ديانة |
| لا خمرة قد داسها الفلّاح |