رَسُولِهِ (١) صلىاللهعليهوآلهوسلم أَفْضَلَ مِنْ بُغْضِ الدُّنْيَا ؛ فَإِنَّ (٢) لِذلِكَ لَشُعَباً (٣) كَثِيرَةً ، وَلِلْمَعَاصِي شُعَبٌ (٤) :
فَأَوَّلُ مَا عُصِيَ اللهُ بِهِ الْكِبْرُ (٥) ، مَعْصِيَةُ إِبْلِيسَ (٦) حِينَ (٧) ( أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ ) (٨)
ثُمَّ الْحِرْصُ ، وَهِيَ (٩) مَعْصِيَةُ آدَمَ وَحَوَّاءَ عليهماالسلام حِينَ قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُمَا : ( فَكُلا (١٠) مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظّالِمِينَ ) (١١) فَأَخَذَا مَا لَاحَاجَةَ بِهِمَا إِلَيْهِ ، فَدَخَلَ ذلِكَ عَلى ذُرِّيَّتِهِمَا إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَذلِكَ (١٢) أَنَّ أَكْثَرَ مَا يَطْلُبُ ابْنُ آدَمَ مَا لَا حَاجَةَ بِهِ إِلَيْهِ.
ثُمَّ الْحَسَدُ ، وَهِيَ مَعْصِيَةُ ابْنِ آدَمَ حَيْثُ حَسَدَ أَخَاهُ ، فَقَتَلَهُ ، فَتَشَعَّبَ مِنْ ذلِكَ : حُبُّ النِّسَاءِ ، وَحُبُّ الدُّنْيَا ، وَحُبُّ الرِّئَاسَةِ ، وَحُبُّ الرَّاحَةِ ، وَحُبُّ الْكَلَامِ ، وَحُبُّ الْعُلُوِّ وَالثَّرْوَةِ ؛ فَصِرْنَ سَبْعَ خِصَالٍ ، فَاجْتَمَعْنَ كُلُّهُنَّ فِي حُبِّ الدُّنْيَا ، فَقَالَتِ (١٣) الْأَنْبِيَاءُ وَالْعُلَمَاءُ بَعْدَ مَعْرِفَةِ ذلِكَ : حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ ؛ وَالدُّنْيَا دُنْيَاءَانِ : دُنْيَا بَلَاغٍ (١٤) ،
__________________
(١) في « ب ، ج » والوسائل : « رسول الله ».
(٢) في « هـ ، بر » والكافي ، ح ١٩٠٣ : « وإنّ » ، واستظهره في مرآة العقول.
(٣) في « ب ، د ، ز ، بس ، بف » : « شعباً ». في الوافي : « المشارإليه في قوله عليهالسلام : « فإنّ لذلك لشعباً » يعني أنّ للأعمال الصالحة لشعباً يرجع كلّها إلى بغض الدنيا ، وللمعاصي شعباً يرجع كلّها إلى حبّ الدنيا. ثمّ اكتفى ببيان أحدهما عن الآخر. وأراد بحبّ الدنيا أوّلاً حبّ المال ، وثانياً حبّ كلّ ما لا حاجة به في تحصيل الآخرة ».
(٤) في « ز » وحاشية « بف » والوسائل : « شعباً ». وفي « بر » : « لشعباً ».
(٥) في الكافي ، ح ١٩٠٣ : + / « وهي ».
(٦) في « ز ، ص ، بر ، بف » : + / « لعنه الله ».
(٧) في حاشية « ص » : « حيث ».
(٨) البقرة (٢) : ٣٤.
(٩) في حاشية « بف » : « فهو ».
(١٠) هكذا في القرآن و « د ، ص ». وفي « ز » : « وكلا ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « كلا ».
(١١) الأعراف (٧) : ١٩.
(١٢) في « ص ، هـ ، بر ، بف » والوافي : « فلذلك ». وفي مرآة العقول : « فذلك ».
(١٣) هكذا في « ب ، ج ، د ، ز ، ص ، هـ ، بر ، بس » والوافي والبحار. وفي قليل من النسخ والمطبوع والكافي ، ح ١٩٠٣ : « فقال ».
(١٤) « بَلاغ » : الكفاية. لسان العرب ، ج ٨ ، ص ٤١٩ ( بلغ ).