أهداف الحج الرسالية وفوائده التربوية
من أجل استجلاء هذه
الأهداف واجتناء تلك الفوائد لا بد لنا من الوقوف بتدبر عند كل شعيرة من شعائر هذه الفريضة المقدسة .
وقبل ذلك نحتاج إلى
وقفة تبصر أمام أول واجب من واجبات الحج وأهم ركن من أركانه وهو النية الخالصة المعتبرة في صحته وتحقق الغاية المقصودة منه شأن سائر العبادات .
ولا أريد بالحديث حول
هذا الركن الأساس بيان اعتباره في صحة الحج لكون ذلك من أوضح الواضحات بعد تسليم كون هذه الفريضة من الواجبات العبادية التي لا تصح بدون قصد التقرب بها لله تعالى وإنما أردت التنبيه على ما يخالط هذه النية من شوائب الشرك الخفي وهو الرياء الذي لا يسلم منه إلا من رحمه الله تعالى وتحذر من الإصابة بهذا المرض الخطير الذي يُودي بحياة عباداتنا لتقع باطلةً بسبب فقدها أهم شروط صحتها كما يؤدي إلى خسران الثواب الذي لا يحصل للإنسان إلا إذا توفق للعمل الصالح الصادر عن النية الخالصة والقصد السليم من كل الشوائب المؤثرة سلبياً على تحقق الإخلاص المصحح للعبادة والمقرب للعابد من ساحة القبول منه تعالى ونيل رضوانه .