وقوله تعالى :
( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) (١) .
وقال سبحانه متحدثاً عن مصير المؤمنين بالله العاملين في سبيله .
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ) (٢) .
٢ ـ الدرس الثاني : هو درس في التوكل الواعي وهو الذي يهيء صاحبه الأسباب والمقدمات العادية التي يتوقف عليها حصول الهدف المشروع المطلوب للمؤمن المتوكل ويتوكل بعد ذلك على الله سبحانه في حصول هدفه فإن شاء لسعيه النجاح كان له ذلك وشكره على تفضله بتوفيقه له مردداً بلسان المقال أو الحال قوله تعالى ، على لسان نبيه سليمان عليه السلام :
( هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ) (٣) .
وإذا قدر سبحانه أن لا يترتب على سعيه هدفه المنشود رضي بما قدره الله له وصبر عليه مردداً ما ورد في دعاء الافتتاح المروي عن الإمام المهدي عليه السلام من قوله :
ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور .
وأما الهدف المؤجل وهو نعيم الآخرة ورضا الله سبحانه المترتب على توكل المؤمن على ربه وسعيه في سبيله .
__________________
(١) سورة الزمر ، الآية : ١٥ .
(٢) سورة الكهف ، الآيتان : ١٠٧ و ١٠٨ .
(٣) سورة النمل ، الآية : ٤٠ .