لمكانه مكانا ولا قوي بعد ما كون الأشياء ولا كان ضعيفا قبل أن يكون شيئا ولا كان مستوحشا قبل أن يبتدع شيئا ولا يشبه شيئا مذكورا ولا كان خلوا من الملك قبل إنشائه ولا يكون منه خلوا بعد ذهابه لم يزل حيا بلا حياة وملكا قادرا قبل أن ينشئ شيئا وملكا جبارا بعد إنشائه للكون فليس لكونه كيف ولا له أين ولا له حد ولا يعرف
______________________________________________________
المتكلمين والحكماء فهو عليهالسلام نفى أولا عنه سبحانه الأين مجملا ، ثم نفى عنه تفاصيله وجميع معانيه مع نفي أمور يستلزمه التأين.
قوله لمكانه : أي ليكون مكانا أو لمنزلته بأن يكون المراد بالمكان المنزلة أو يكون لمكانة بالتنوين ، أي ليس له مكان عرفي كالسرير تتخذه الملك ، ليكون مكانا له يرفعه الخدم.
قوله شيئا مذكورا : أي مكونا له ومذكورا بين أهل الأرض ، ولعل المقصود التعميم أي كل شيء يذكر في النطق أو في الذهن فهو منزه عن مشابهته ، وفي التوحيد في رواية أخرى ولا يشبهه شيء مكون.
قوله من الملك : بالضم أي السلطنة والعظمة « قبل إنشائه » أي إنشاء شيء لقدرته على إيجاد الأشياء وإبقائها على الوجود وإعدامها بعد الوجود وإبقائها على العدم ، وكونه جامعا في ذاته لما يحتاج إليه فعله وحاجة الماهيات إليه في الوجود مطلقا لذواتها.
« بعد ذهابه » أي ذهاب ما أنشأ أو إنشائه ، وقوله عليهالسلام : « لم يزل حيا بلا حياة » أي مغايرة لذاته ، ناظر إلى قوله حيا بلا كيف ، وقوله : وملكا قادرا إلى قوله :ولا كان ضعيفا ، وإلى قوله ولا كان خلوا ، وقوله « وملكا جبارا بعد إنشائه الكون » أي قويا على الإبقاء وإفاضة الوجود واستمرار الإيجاد ، وعلى الإفناء بعد إفاضة الوجود واستمرار الإيجاد ، وقوله عليهالسلام فليس لكونه كيف ، إما تأكيد لما سبق ، أو المعنى ليس بعد إنشائه للكون بوجوده كيف كما لم يكن قبل الإنشاء لكونه كيف ، لعدم إمكان تغيره واتصافه بما يستكمل به « ولا له أين ولا له حد » فينتهى ويحاط