السّعداء والأولياء.
وهل ترىٰ أهل الدنيا اليوم إلّا غافلين عن الحقّ ، لاهين عن التوحيد والإذعان بالرسل والملائكة والكتاب والنبيّين واليوم الآخر مع اختلافهم في مراتب الغفلة والبعد ، كما كانوا كذلك في الأمس وما قبل الأمس ، ويلازم هذا العنوان الإتراف بالنعم والفرح والمرح بها واللعب واللهو ونحوها.
وقد قال تعالىٰ في كتابه : ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ إلى قوله : لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ) (١) وقال خطاباً لنبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : ( فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ) (٢) وقال تعالىٰ : ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ أُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ ) (٣) وقال : ( وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ) (٤) وقال : ( وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ) (٥).
وورد في النصوص : أنّه : إن كان الشيطان عدوّا فالغفلة لماذا ؟ (٦)
وأنّ كلّما ألهىٰ عن ذكر الله فهو ميسر (٧) ( أي : مثل المقامرة في انقطاع النفس عن الله والتوجّه إلى غيره ).
وأنّ بينكم وبين الموعظة حجاباً من الغرّة (٨).
____________________________
١) الأنبياء : ١ ـ ٣.
٢) الزخرف : ٨٣.
٣) يونس : ٧ ـ ٨.
٤) الأعراف : ٢٠٥.
٥) هود : ١١٦.
٦) بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٥٧.
٧) الأمالي : ج ١ ، ص ٣٤٥ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٥٧ وج ٧٩ ، ص ٢٣٠.
٨) نهج البلاغة : الحكمة ٢٨٢ ـ غرر الحكم درر الكلم : ج ٣ ، ص ٢٦٨ ـ بحار الأنوار : ج ٧٣ ، ص ١٥٧.