لهم في الأرض شبيه ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ـ إلى أن قال ـ :
يا ابن شبيب ، ان سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى [ من الجنان ] ،
__________________
السلام ـ كاختلافهم الكثير في تحديد شهداء الأصحاب أيضاً ـ فبين مقلّ إلى حدّ الثلاثة عشر ، كالمسعودي في مروجه ( ٣ : ٧١ ) ، وبين مُكثر إلى حدّ الثلاثين كالأمين في أعيانه ( ٤ ق ١ : ٢٥٠ ). وفي البحار ( ٤٥ : ٦٣ ) رواية عبد الله بن سنان تؤيّد ذلك ، وبين هذين القولين من جانبي القلّة والكثرة أقوال اُخرى.
فالمشهور بين المؤرّخين وأرباب المقاتل : انّهم ( ١٧ شهيداً ) غير الحسين عليهالسلام ، كما ورد تعداد أسمائهم في زيارة الناحية المقدسة ، وقد أوردها المجلسي بنصّها عن الإقبال في بحاره ( ٤٥ : ٦٥ ) ، ويؤيّده قول محمد بن الحنفيّة ـ من حديث له ـ : « ولقد قتل مع الحسين سبعة عشر ممّن ارتكضوا في رَحِم فاطمة » ويعني : فاطمة بنت أسد اُمّ علي وجعفر وعقيل ، فإنّ شهداء الطف من أهل البيت ينتمون إلى هؤلاء الثلاثة أولاداً أو أحفاداً ـ ، ذكر ذلك الطبراني في معجمه ( ١ : ١٤٠ ) ، والمقريزي في خططه ( ٢ : ٢٨٦ ) ، وابن حجر في تهذيبه ( ١ : ١٥٦ ).
وقال الدميري في حياة الحيوان ( ١ : ٦٠ ) انّهم ( ١٨ رجلاً ) ، وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ( ٢٥٥ ) انّهم ( ١٩ رجلاً ) ، ، ويضيف إليهم اثنين برواية المدائني فيكون المجموع ( ٢١ قتيلاً ).
وفي تاريخ الطبري ( ٥ : ٣٨٢ ) انّهم : ( ٢١ رجلاً ) ، وهذا القول يلتقي مع قول ابن الجوزي برواية المدائني ، ويقترب من قول أبي الفرج في مقاتله ( ٦٧ ) حيث يقول : « فجميع من قُتِل يوم الطف من ولد أبي طالب سوى من يختلف في أمره اثنان وعشرون رجلاً ».
ويكاد يتّفق الخوارزمي في مقتله ( ٢ : ٤٧ ) وابن شهراشوب في مناقبه ( ٤ : ١١٢ ) ـ وكلاهما من أبناء القرن السادس الهجري ـ في النسبة إلى الأكثر بأن مجموع القتلى من أهل البيت عليهمالسلام لا يتجاوز السبعة والعشرين.
وأخيرا ، فالذي يرجح عندنا ـ بعد أن استعرضنا الكثير من المصادر المعتبرة ـ هو القول الوسط ـ وهو النيف والعشرون ، بل الاثنان والعشرون بالضبط ـ باستثناء الحسين عليهالسلام ـ إذ القولان المتطرّفان في القلّة والكثرة لا يساعد عليهما الاعتبار وعامّة النصوص التاريخية المعتبرة.