سائر من خطبها إليه منكم ، وقوله صلىاللهعليهوآله : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها ، وأنتم جميعا مصطرخون فيما أشكل عليكم من امور دينكم إليه ، وهو مستغن عن كل أحد منكم ، إلى ماله من السوابق التى ليست لافضلكم عند نفسه ، فما بالكم تحيدون عنه ، وتغيرون على حقه ، وتؤثرون الحياة الدنيا على الاخرة ، بئس للظالمين بدلا أعطوه ما جعله الله له « ولا تتولوا عنه مدبرين ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين ».
٧ ـ ثم قام أبى بن كعب(١) فقال : يا أبابكر لا تجحد حقا جعله الله لغيرك
____________________
ابن كثير الدمشقى في البداية والنهاية ٧ / ٣٣٨ ، ابن حنبل في مسنده ج ٤ ص ٣٦٩ ، الحاكم في مستدركه ٣ / ١٢٥ وللعلامه الامينى قدسسره في كتابه الغدير بحث ضاف ونظرة ثاقبة في حديث سد الابواب من شاءها فليراجع ج ٣ ص ٢٠٢ وما بعده.
ومما يناسب ذكره هنا أن الترمذي ج ٥ ص ٢٧٨ روى باسناده عن عروة عن عائشة « أن النبى ص أمر بسد الابواب الاباب أبى بكر » ولفظ البخارى ٥ / ٥ « لايبقين في المسجد باب الاسد ، الاباب ابى بكر » ولم يتفطنوا أن النبى لم يأمر بسد الابواب الابابه للخلة ولا للقرابة ، وانما أمير بسد الابواب لحكم شرعى اقتضى ذلك ، وهو أنه لا يحل لاحد أن يستطرق جنبا مسجد الرسول ص ، الا من كان طاهرا طيبا بنص آية التطهير ، ولذلك قال ص : « يا على لا يحل لاحد أن يجنب في هذا المسجد غيرى وغيرك » رواه الترمذى في ج ٥ / ٣٠٣ تحت الرقم ٣٨١١ البيهقى في سننه ٧ / ٦٥ ، الخطيب التبريزى في مشكاة المصابيح : ٥٦٤ ، العسقلانى في تهذيبه ٩ / ٣٨٧ إلى غير ذلك مما تجده في ذيل الاحقاق.
وأما حديث « أنا مدينة العلم وعلى بابها » فقد مضى البحث عنه في ج ٤ ص ٢٠٠ ـ ٢٠٧ من تاريخ أمير المؤمنين عليهالسلام وان شئت راجع ذيل الاحقاق ج ٥ ص ٤٦٩ ـ ٥١٥ أخرج الحديث بألفاظه عن معاجم كثيرة منها المستدرك ٣ / ١٢٦ و ١٢٧ تاريخ بغداد ٢/٣٧٧أنساب السمعانى ١١٨٢ تاريخ الخلفاء : ٦٦.
(١) استعرض ابوالفداء في كتابه المختصر في أخبار البشر حديث السقيفة قائلا : و بادروا سقيفة بنى ساعدة فبايع عمر أبابكر وانثال الناس يبايعونه خلا جماعة من بنى هاشم