سبيل التبرهن ،
وما أشبه ذلك من المقدمات المحدودة الانفصال عن الأوليات العقلية المحضة فى كتب
المنطق. وإن كانت إذا برهن عليها صارت من العقلية أيضا على ما عرفت فى كتب المنطق.
وهذه القوة يجب أن
تتسلط على سائر قوى البدن على حسب ما توجبه أحكام القوة الأخرى التى نذكرها حتى لا
تنفعل عنها ألبتة ؛ بل تنفعل تلك عنها وتكون مقموعة دونها ، لئلا تحدث
فيها عن البدن هيئات انقيادية مستفادة من الأمور الطبيعية. وهى التى تسمى أخلاقا
رذيلة ، بل يجب أن تكون غير منفعلة ألبتة وغير منقادة ، بل متسلطة ، فتكون لها
أخلاق فضيلة وقد يجوز أن تنسب الأخلاق إلى القوى البدنية أيضا ، ولكن إن كانت هى
الغالبة ، تكون لها هيئة فعلية ، ولهذا العقل هيئة انفعالية. ولنسّم كل هيئة خلقا
فيكون شىء واحد يحدث منه خلق فى هذا وخلق فى ذلك ؛ وإن كانت هى المغلوبة تكون لها هيئة انفعالية ، ولذلك هيئة فعلية غير غريبة
، فيكون ذلك أيضا هيئتين وخلقين ، أو يكون الخلق واحدا له
نسبتان .
وإنما كانت
الأخلاق التى فينا منسوبة إلى هذه القوة لأن النفس الإنسانية كما يظهر من بعد جوهر
واحد ، وله نسبة وقياس إلى جنبتين : جنبة هى تحته ، وجنبة هى فوقه ، وله بحسب كل
جنبة قوة بها تنتظم
__________________