تأتى وحدها فتفعل بدنا حيوانيا ولو كان المنفرد بالتدبير تلك القوة لكانت تتمّم جسما نباتيا ، وليس كذلك ، بل إنما كانت تتمّم جسما حيوانيا بآلات الحس والحركة ، فتكون هى قوة لنفس (١) لتلك النفس قوى أخرى. وهذه القوة من قواها تتصرف على المثال الذى يؤدى إلى استعداد الآلة للكمالات الثانية التى لتلك النفس التى هذه قوتها وتلك النفس هى الحيوانية.
ويتضح من بعد أن النفس واحدة ، وأن هذه قوى تنبعث عنها فى الأعضاء ، ويتأخر فعل بعضها ويتقدم بحسب (٢) استعداد الآلة. فالنفس التى لكل حيوان هى جامعة أسطقسات بدنه ، ومؤلّفتها ومركّبتها على نحو يصلح معه أن يكون بدنا لها ، وهى حافظة لهذا البدن على النظام الذى ينبغى ، فلا تستولى عليه المغيرات الخارجة ما دامت النفس موجودة فيه ولو لا ذلك لما بقيت على صحتها.
ولاستيلاء النفس عليها (٣) ما يعرض من قوة القوة النامية وضعفها عند استشعار النفس قضايا تكرهها أو تحبها كراهة ومحبة ليست ببدنية ألبتة ، وذلك عند ما يكون الوارد على النفس تصديقا مّا ، وليس ذلك مما يؤثر فى البدن بما هو اعتقاد ، بل يتبع ذلك الاعتقاد انفعال من سرور أو غم (٤) ،
__________________
(١) قوله : فتكون هى قوة لنفس الخ ، اى فتكون القوة النباتية قوة لنفس ، يعنى بناء على الشق الثالث وهو ان يعنى بالنفس النباتية القوة من قوى النفس الحيوانية. فتكون النباتية قوة لنفس اى لنفس حيوانية لتلك النفس قوى اخرى وهذه القوة النباتية من قواها ايضا ، تتصرف تلك النفس على المثال الخ. وقوله التى هذه قوتها يعنى ان هذه القوة النباتية قوة تلك النفس الحيوانية.
(٢) متعلق بقوله تنبعث.
(٣) وفى تعليقة نسخة : اى على تلك القوة النباتية والحيوانية.
(٤) كلّيات قانون ـ ص ١٩٥ ـ ط ناصرى. فصل ٦ نمط ٣ اشارات.