في الإسلاميات إلى هذه السورة الكريمة ، فتساءلوا عن الجبر والاختيار في الإسلام مع أن الموضوع محسوم منذ التنزيل بأن الإنسان مخير بين التقوى والفجور.
رابعا : ( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) ( الشمس : ٢ )
أقسم المولى بالقمر ككل بقوله : ( كَلاَّ وَالْقَمَرِ ) ، ( المدثر : ٣٢ ) وأقسم بمنزلة من منازل القمر عند ما يكون بدرا مكتملا بقوله : ( وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ) ( الانشقاق : ١٨ ) ، وهذا القول يشرح قوله أعلاه ( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) أي تبعها في نوره ، فأداة الشرط « إذا » تخصص القسم هنا بمنزلة معينة للقمر وذلك عند ما يلي نوره ضوء الشمس بعد غيابها وعند ما يكون متسقا أي بدرا ، ويكون ذلك في الليالي البيض من الليلة الثالثة عشرة إلى السادسة عشرة من الشهر القمري.
( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ ) ( إبراهيم : ٣٣ ). لم يعرف السبب العلمي لحركة البحار اليومية المعروفة بالمد والجزر إلا في القرن الثامن عشر مع « نيوتن » الذي ربطها بتأثير جاذبية القمر والشمس على الأرض. ولا يبدو أثر هذه الجاذبية على الأرض الصلبة واضحا ، إلا أن تأثيرها يبدو واضحا على سطح البحار والمحيطات من خلال ارتفاع المياه وانخفاضها المعروف بالمد والجزر. وحركة المد أي ارتفاع مستوى منسوب المياه تكون في أقصاها في أول الشهر القمري ومنتصفه وذلك عند ما يكون القمر والأرض والشمس في خط مستقيم. ولقد كشفت علوم الأحياء وخاصة الأحياء البحرية أن تصرفاتها الحياتية ، كالتفتيش عن الغذاء والتوالد والهجرة والنمو ، مرتبطة ارتباطا وثيقا بتعاقب الليل والنهار ومنازل القمر وخاصة عند ما يكون بدرا. فكثير من الأسماك والقشريات التي تعيش في أعماق البحار تصعد إلى سطحه عند ما يكون بدرا. والنباتات تنمو بسرعة خلال الليالي التي يكون فيها القمر مكتملا. وهناك إحصائيات تدلّ على أن الأمراض النفسية الشعورية والاضطرابات السلوكية وحتى بعض الأمراض العقلية والعضوية تتأثر بمنازل القمر. وبصورة عامة فإن جميع الأحياء تتأثر