الجاذبية لسبح كل شيء في الكون على غير هدى ولتشتتت الكواكب والنجوم والمجرات بغير نظام في أرجاء الكون الفسيح بل لما كان هناك كون.
ولقد ظلت المجتمعات العلمية حتى القرن السابع عشر الميلادي تأخذ بآراء علماء اليونان الأقدمين الذين قالوا بأن النجوم معلقة على كرات من الكريستال ، وأن الأرض ثابتة في مركز الكون ، إلى أن اكتشف العالم الإنكليزي « إسحاق نيوتن » ( Newton ) في القرن السابع عشر الميلادي قوة الجاذبية وأثرها في النظام الكوني. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه القوة بصورة واضحة بقوله تعالى : ( اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ) ( الرعد : ٢ ).
والجاذبية قوة غير مرئية بالعين المجردة وإن كان العلم اكتشف معادلتها وحساباتها الدقيقة. أما قوتها فمتعلقة بكتلة الأشياء ( Masse ) ، فكلما ازدادت كتلة الأشياء ، زادت قوة جاذبيتها بالنسبة لغيرها ، لذلك لا يظهر أثر الجاذبية واضحا إلا في المقاييس الفلكية ، فكتلة الأرض الهائلة [ تصوير ] ( ٦* ٢٧ ـ ١٠ غرام ) هي التي تمنع الأشياء من أن تسبح في الهواء كما يحصل لرواد الفضاء عند ما يصبحون خارج نطاق الجاذبية. وكتلة الأرض هي التي تجعل القمر يدور حولها ، وكتلة الشمس ( ٣٣ ـ ١٠ [ تصوير ] غرام ) هي التي تمسك بالنظام الشمسي ، وكتلة المجرة ( ٤٤ ـ ١٠ [ تصوير ] غرام ) هي التي تمسك بالنجوم ( ٣٣ ـ ١٠ [ تصوير ] غرام ) ، وكتلة تجمّع المجردات ( ٤٥ ـ ١٠ [ تصوير ] غرام ) هي التي تمسك بالمجرات ، وكدس المجرات ( ٤٧ ـ ١٠ [ تصوير ] غرام ) هو الذي يمسك بتجمّع المجرات.
والكون مؤلف من كتل متزايدة في الوزن تمسك الكبيرة منها بالصغيرة بواسطة قوة الجاذبية الكونية. وهذا الشرح المبسّط لقوة الجاذبية وتأثيرها في الكون يشرح معنى قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا ) ( بواسطة قوى الجاذبية وبقية القوى الأخرى التي سيلي شرحها ). ( وَلَئِنْ زالَتا ) ( وذلك بإبطال مفعول قوة الجاذبية ، والله قادر على كل شيء ، فالذي خلق ناموس الجاذبية قادر على إلغائه ) ( إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ) ( كلا ،