١٠
التوتر يسود سامراء ، وقد بدا واضحاً أن الطغمة التي كانت متنفذة في زمن المتوكل قد عادت الى الحكم كأشرس ما تكون كما أن تعيين ابن أبي الشوارب رئيسا لسلطة القضاء (٥٧) قد جاء ليعكس سياسة الدولة ازاء العلويين فابن أبي الشوارب معروف بولائه الاموي!
وفي هذه الفترة تم القاء القبض على كثير من العلويين كما اخمدت ثوراتهم بقسوة ووحشية ورحل كثير من زعاماتهم الى سامراء لوضعهم تحت رقابة مشددة أو توقيفهم (٥٨) وكان منزل الامام الهادي يخضع هو الآخر للرقابة حتى أن بعض وكلائه يتظاهرون بحرف وأعمال تغطية لدورهم في تعزيز الاتصال بين الامام وقواعده الشعبية (٥٩).
وكان لكثرة الاضطرابات والقلاقل في أنحاء الدولة وفساد الطغمة الحاكمة ونهبها لأموال الأمة قد جعل من سامراء على فوهة بركان سرعان ما يثور ويحيل كل شيء الى خرائب وحمامات دم ..