تسليم منزله اليه ..
كان ابن الخصيب ووفقاً لتقارير الجواسيس
على اطلاع على حجم الأموال التي ترد منزل الامام خاصة في عهد المنتصر ، وكان يعرف
جيداً أن الامام يقوم بصرف الحقوق على الفقراء والمساكين الذين تضاعفت اعدادهم
بسبب الفواضى وغياب الاستقرار والنهب.
كما أن انتشار الفكر الامامي بدأ يهدد
مركز الحكم في العاصمة بعد أن اصبح الامام الشخصية التي تحظى بالاجلال واحترام الناس
جميعاً.
قام رئيس الوزراء بزيارة رسمية الى منزل
الامام ، الذي خرج لاستقباله فقال ابن الخصيب :
ـ سر جعلت فداك!
فأجابه الامام بكلمات تزخر بالرموز :
ـ « أنت المتقدم » .
وبعد أن استقر به الجلوس ، وأجال نظره
في المنزل ، تأججت أعماقه الخاوية بالاحقاد والأطماع ولم يتمالك نفسه أن قال :
ـ لابد من إخلائها وتسليمها اليّ!
نظر الامام اليه بسكينة ووقار .. ان هذا
المخلوق التافه يرى قدرته في ، منصبه الخطير مستنداً الى قدرة الاتراك غافلاً عن
قدرة الله المطلقة .. قال الامام وقد تجلت أنوار الايمان في عينيه :