حالة نموذجية ، لا
يمكن في ضوئها أن ترى بعض الألوان بالنسبة لكل العيون.
« هناك مجموعة من
الإشعاعات الضوئية دون الضوء الأحمر ، وفوق الضوء البنفسجي لا تراها أعيننا ، ولا
شيء يثبت علميا أنها كذلك بالنسبة لجميع العيون ، فلقد توجد عيون يمكن أن تكون أقل
أو أكثر حساسية أمام تلك الأشعة ، كما يحدث في حالة الخلية الضوئية الكهربائية » .
وهذا مطرد بالنسبة
للبصر المادي المتفاوت ، أما على التفسير الأول فينتفي الاشكال جملة وتفصيلا ، فهو
من باب الأولى.
ولقد توصل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى اليقين القطعي بصدق الرؤية والسمع عند حدوث ظاهرة الوحي طيلة ثلاثة
وعشرين عاما ، وكان لذلك أمارات خارجية تبدو على وجهه وعينيه وجبينه ، من شحوب أو
احتقان أو تصبب عرق وقد يرافق ذلك دوي بحسه أو أصداء أو أصوات كما تقول الروايات .
ولكن هذه المظاهر
لم تمتلك عليه وعيه الكامل ، وإحساسه اليقظ لأنها امارات خارجية لا تغير من حقيقة
شعوره على الإطلاق ، فقسمات الوجه ، وتعرق الجبين ، وشحوب المحيا لا تدل في حالة
اعتيادية على تغير في الوعي أو انعدام للذاكرة ، أو فقدان للشعور ، وما هي إلا
طوارئ عارضة لا تمس الجوهر بشيء.
ولقد تعجل بعض
النقاد من المستشرقين ، حين ألموا بهذه الدلائل النفسية والامارات الشكلية
الخارجية التي لا تنتاب الوعي إطلاقا ولا تؤثر في الإدراك في حال ، فعدوها ـ مخطئين
ـ أعراضا للتشنج تارة ، وللاغماء تارة أخرى. « وهذا الرأي يشمل خطأ مزدوجا حين
يتخذ من هذه الأعراض الخارجية مقياسا يحكم به على الظاهرة القرآنية بمجموعها ،
ولكن من
__________________