ولولا صلح الحسن الذي فضح معاوية ، وشهادة الحسين التي قضت على يزيد ، وانقرضت بها الدولة السفيانية بأسرع وقت.
لولا تضحية هذين السبطين لذهبت جهود جدّهما بطرفة عين ، ولصار الدّين دين آل أبى سفيان دين الغدر والمكر ، دين الفسق والفجور ، دين الحانات والخمور ، دين العهار والقمار ، دين الفهود والقرود ، دين ابادة الصالحين واستبقاء الفجرة الفاسقين. (١)
فجزاكما الله ياسيدى شباب الجنة ويا سبطي رسول الله ، جزاكما الله على الاسلام وأهله أفضل الجزاء ، فوالله ما عبد الله عابد ولا وحّده موحّد ، وما حقت فريضة ولا أقيمت سنة ولا ساغت في الاسلام شريعة ولا زاغت من الضلال الى الهدى أمة الاّ ولكما بعد الله ورسوله الفضل والمنّة والحجة البالغة والمحجّة.
جاء رسول الله بالهدى والنور الخير والبركة للانسانية أجمع من غير لون ولون وعنصر آخر وأمّة دون أمّة وقوم سوى آخرين جاء بالاسلام والنور المبين فشيّد قواعده واحكمه واقومه واكمله وأتمه ولم يترك فيه أي نقص وأي عوج وجاء أبوسفيان والشجرة المعلونة في القرآن : معاوية ويزيد ومروان ، فحملوا معاول الكفر والشرك وتحاملوا على تلك الاسس والقواعد يقلعون جذورها ويخمدون نورها يُرِيدُنَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بَأَفْواهِمِمْ ويَأْبَى اللهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ولَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (٢) فوقف السبطان بمالهما من قوة وسلطان سدّاً منيعاً دون ذلك البنيان وما تمّ لهما ما أرادا من حفظ شريعة جدهما الا بالتضحية العظمى بأنفسهم وأموالهم ورجالهم واطفالهم وبكل ما في دنيا النعمة والنعيم والعيش الوسيم ، بذلوا
__________________
(١) والاجدر أن يقال : لولا صلح الحسن عليهالسلام وشهادة الحسين عليهالسلام لما بقى للاسلام اسم ولا رسم كما ذكره الشيخ الاستاذ رحمهالله في بعض كلماته.
(٢) سورة ٩ آية : ٣٢.