آيات جمة تصف الدين
بانه تطهير وتزكية وبأنه اتمام للنعمة وشفاء لما في الصدور.
* * *
ينظر العقل المستنير في أي شيء يلقاه من
اشياء هذا الكون ، فيرى وجود ذلك الشيء متوقفاً على غيره ، فاذا نظر الى ذلك الشيء الثاني وجده كالاول حادثاً معلولا لشيء ثالث ، فاذا ارتقى مع سلسلة الأسباب وجد الحكم مطرداً في كل حلقة منها ، وهكذا في كل شيء وفي كل سبب ، وكل ذلك محسوس متيقن.
وهكذا يثبت لدى العقل من هذا الاستقراء
الشامل ، حكم متيقن شامل هو ( أن كل موجود حادث ليفتقر الى سبب موجد ) ، وهذا الحكم الاستقرائي المطرد هو قانون السببية أو قانون العلية.
على أن هذا القانون أبين لدى العقل من
أن يستعين عليه باستقراء بل واظهر من أن يفتقر في اثباته الى برهان ، إنه من بدائة الفطرة فلا يرتاب فيه أحد ، حتى الاطفال لأول عهدهم بالادراك.
يسمع الطفل صوتاً فلا يرتاب في ان له
مصدراً ، ويمد عينيه الى جهة الصوت يفتش عن مصدره ، وينفتح الباب فلا يتردد في ان له فاتحاً ويظل طامح البصر اليه يبحث عن فاتحه ، ويتمادى به الفضول فيسأل عن مبعث ما يراه من حركة ، وعن سبب ما يحس به من امر ، وقد تحدَّثنا عن هذا فيما تقدم.
وكل انسان ذي شعور يفتح عينيه على هذه
الحياة يتساءل في نفسه عن سرها وعن بداءة تكوينها وعن سببها الذي اوجدها يوم كانت ، وعن أمور