القبح » (١).
وفي عبارة العلامة الحلي رحمهالله : ( إذ صاحب الكرامة لا يدّعي النبوة ) جواب لشبهة المعتزلة في أنّ الكرامة لغير النبي تبطل دلالة المعجزة على النبوة ، بمعنى أنّه لو ظهرت الكرامة للولي لاشتبهت بمعجزة النبي ، وحينئذٍ لا يتميز النبي عن غيره !
ومن الواضح أنّ صاحب الكرامة من الأولياء والصالحين لا يدّعي النبوة وإنّما هو رجل محقٌّ في أقواله وأفعاله ، ولن تظهر الكرامات على أحد إلّا وهو مستحق لها ، ومحق في دينه واتباعه لنبيه ، لامتناع ظهور الكرامات على الكذابين. ولا يُشتبه ذلك بالساحر الذي قد يوجد بعض الأشياء التي تترتب عليها آثار غريبة تشبه الكرامات من دون استناد إلى الأمور المحسوسة ولا إلى الشرعيات كالآيات والدعوات المأثورة ، لأنّه باطل في نفسه مع عدم تدين الساحر أصلاً ، وإمكان نقض سحره ، ولا يجوز فعله إلّا إذا توقّف عليه واجب أهم من السحر نفسه (٢).
وفي تفسير القمي في قوله تعالى : ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ) (٣) ، عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : « فهي الكرامات » (٤).
إنّ للروح الإنسانية منازلَ عديدة أشرفها منزلة عين اليقين ومتى ما وصل الإنسان إلى تلك المنزلة كانت له قدرة من الله عزّوجلّ على أفعال غريبة وآثار
________________
(١) تعليقات الواعظ الجرندابي على أوائل المقالات : ١٧٦.
(٢) انظر : إرشاد السائل / السيد الكلبايكاني : ١٨٤ مسألة (٦٧٦) ، ونحوه في هداية العباد / له أيضاً ١ : ٣٤٢ مسألة (١٧٠٣).
(٣) سورة النبأ : ٧٨ / ٣١.
(٤) تفسير القمّي ٢ : ٤٠٢ ، وعنه في بحار الأنوار ٨ : ١٣٤ ، و ٦٧ : ٢٨٢.