يرى محمد بن أبي بكر الرازي (١).
٣ ـ يرى السيد المرتضى أن هذا النوع من الوحي يلقى بطريقتين : فإما بأن يخطر في قلوب البشر ، وإما أن يكون بالدلالة على المراد ، بحيث يكون تعالى من حيث نصبه الدلالة على ما يريد ، والإرشاد إليه مخاطباً ومكلّماً للعباد بما يدل عليه (٢).
ويذهب الباقلاني القاضي أبوبكر بن الطيب البصري ( ت ٤٠٣ هـ ، ١٠١٢ م ) إلى أن المقصود بهذا الوحي هو ما كان من وحي مباشر بين الله تعالى والرسول صلىاللهعليهوآله انعدمت فيه الوسائط ، حيث ( أسمعه الله كلامه ليلة المعراج من غير واسطة ولا حجاب ) ، لأنّه تعالى في تلك الليلة قال : ( فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ). (٣)
وانفرد الشيخ الطوسي بذهابه إلى أن المراد بهذا النوع من الوحي هو تبليغ الأنبياء للبشر ، فقوله تعالى ( وَحْيًا ) معناه عنده : بتأدية الرسول أوامره تعالى إلى المكلفين من الناس (٤).
ويكاد السيد الطباطبائي أن يجمع بين هذه الوجوه العديدة في التعبير عن الوحي بهذه الصورة مع تفريقها عن الصور الأخرى في الآية ، وهو الرأي الذي
________________
(١) مختار الصحاح : ٢٦٣ ، دار الكتاب العربي ـ بيروت ط١ ، ( ١٩٦٧م ).
(٢) أمالي المرتضى ٢ : ٢٠٧.
(٣) الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به : ٩٥ ، تحقيق محمد زاهر الكوثري ، مطبعة السنة المحمدية ـ القاهرة ط ٢ ، ( ١٣٨٢ هـ ، ١٩٦٣م ). والآية من سورة النجم : ٥٣ / ١٠.
(٤) التبيان ٩ : ١٧٧.