يُحْكِمُ اللهُ آيَاتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (١) ، قال فسمع من كان من المهاجرين بأرض الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا كلّهم فرجعوا إلى عشائرهم وقالوا : هم أحب إلينا فوجدوا قد ارتكسوا حين نسخ الله ما ألقى الشيطان » (٢).
وقد حام مفسرو العامة حول تلك الآيات الشريفة ولم يأتوا بشيء جديد على ما رواه لهم سلفهم من تخطئة الأنبياء عليهمالسلام وجواز السهو ووسوسة الشيطان الرجيم عليهم (٣).
والعجب ممن يدّعي أنّه من ( أهل السنّة ) كيف يثق بسنّة ألقى الشيطان على من سنّها ـ فيما هو أعظم منها ـ ما ألقى ؟ فكيف بها إذن ؟!
إن عبث الشيطان في أعظم رسالة سماوية بمعتقد أولئك يجعل منها رسالة مهددة لا ثقة بها أصلاً ، ولا جرم أن أصبحوا بفعل ما أسسوه أهلاً لتلك السنة ! السنة التي اشترك بجريمة وضعها حثالات كثيرة من الصحابة ـ كأبي هريرة وأمثاله ـ والتابعين.
ومن هنا نرى وقفة الإمامية الجادة عبر التاريخ إزاء تلك الأكاذيب وتفنيدها واحدة تلو الأخرى ومنها فرية الغرانيق المتناقضة مع أسس العقيدة والتشريع فضلاً عن منافاتها لأدلّة العقل السليم على عصمة الأنبياء والرسل عليهمالسلام.
___________
(١) سورة الحجّ : ٢٢ / ٥٢.
(٢) تفسير الطبري ١٧ : ١٣١.
(٣) راجع : تفسير الكشاف / الزمخشري ٣ : ١٦٧ ، والتفسير الكبير / الفخر الرازي ٢٣ : ٤٨ ، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي المالكي ٦ : ٥٨ ، ومختصر تفسير ابن كثير ٢ : ٥٦٢ ، وغيرها كثير من تفاسيرهم المشحونة بثقافة تخطئة الأنبياء والرسل عليهمالسلام.