٣ ـ كما أن والد زوجته ، النعمان بن
بشير ، والي الكوفة كان قد عُزل من قبل يزيد بن معاوية ، وبذلك فقد المختار جانبا
مهما من المساندة والنفوذ السياسي ، وجدير بنا أن ننوِّه ، بأن المختار لم يطلب من
مسلم عليهالسلام أن يغادر
داره إلى بيت هاني بن عروة ، بل خرج مسلم عليهالسلام
من تلقاء نفسه ، ولو طال بقاء مسلم عليهالسلام
عنده لكان مصيره مثل مصير المختار وبذلك نهاية حياته ، ومن ثم الحيلولة دون قيامه
بالفعل التاريخي العظيم.
ولما علمت أُخت المختار وهي زوجة عبد
اللّه بن عمر بن الخطاب بسجن أخيها ، طلبت من زوجها أن يعمل على الإفراج عنه ، فكتب
ابن عمر إلى يزيد بن معاوية يشفع في المختار.
واستجاب يزيد لطلبه ، وكتب إلى ابن زياد
يأمره بالإفراج عن المختار ، واضطر ابن زياد إلى طاعة أمر يزيد ، فأطلق سراح
المختار ، ولكنه قرر نفيه خارج العراق وأمهله أن يغادره خلال ثلاثة أيام ، وإلاّ
ضرب عنقه بعدها ، وخرج المختار من العراق إلى الحجاز وهو يقول : «واللّه لأقطعن
أنامل عبيد اللّه بن زياد ولأقتلن بالحسين بن علي عدد من قتل بدم يحيى بن زكريا» .
وبرّ المختار بقسمه ، فقد لقى ابن زياد
مصرعه على يد المختار ، كما نجح المختار فيما بعد بقتل كل من اشترك في قتل الإمام
الحسين بن علي عليهماالسلام
في كربلاء.
__________________