الأجرام السماوية ، والقرآن يعبر عن هذا الانتظام بكلمة « دأب » وهي في النص على شكل اسم فاعل لفعل معناه الأول العمل بهمة وبلانقطاع. وقد أعطى هنا المعنى التالي : « الاجتهاد في عمل شيء ما بعناية ، وبشكل دائم لايتغير ، وبحسب عادة ثابتة » (١).
( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) (٢).
هذه إشارة إلى تقوس عرجون النخل الذي يتخذ شكل الهلال عندما يجف. وسنكمل التفسير فيما بعد.
( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (٣).
ويشير القرآن إلى النتيجة العملية للبنية السماوية مع التأكيد على أهميتها في تسهيل انتقالات الإنسان على الأرض وفي البحر وفي حساب الزمن. وتتضح هذه الملاحظة عندما نتذكر أن القرآن في الأصل كان رسالة موجهة إلى أناس لم يكن في مقدورهم أن يفهموا إلا اللغة السهلة ، لغتهم اليومية. وذلك هو سبب وجود تأملات كالتالية.
( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) (٤).
_______________________
(١) انظر : الكشاف للزمخشري ٢ : ٣٠٣.
(٢) سورة يس : ٣٦ / ٣٩.
(٣) سورة النحل : ١٦ / ١٢.
(٤) سورة الأنعام : ٦ / ٩٧.