بعض الروايات من تأخير النبي إبلاغ الوحي لا يعني
تقصيره في إبلاغ ما أمره الله به ، وكما يقول الشيخ المفيد حول هذا الأمر أيضاً : كان قد تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له ، فأخّره لحضور وقت يأمن فيه الاختلاف منهم عليه ، وعندما وصلوا غدير خمٍّ نزلت آية التبليغ .
إنّ قضية نزول الوحي على النبي سابقاً وإيكال
إبلاغ ذلك إلى وقتٍ مناسبٍ يمكن فهمها بوضوحٍ من آية التبليغ نفسها ؛ وذلك لأن الآية تقول : (
يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
) ثم تهدّد ( وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
) , إذن لابد من نزول شيء على النبي يتطلب أن تقول الآية : (
بَلِّغْ
مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ). ويتراءَىٰ من التهديد في الآية أنّ النبي أجّل ذلك إلىٰ وقتٍ آخر لأسبابٍ ودوافع ، وتقول الآية أيضاً : ( وَاللهُ يَعْصِمُكَ
مِنَ النَّاسِ ).
إنّ التدقيق في الآية وطريقة النبي في
إبلاغ الوحي يدعوان إلى هذا السؤال : ماذا كان يجري في المجتمع الإسلامي آنذاك ؟ وما هو الوضع الحاكم بين المسلمين ، والذي كان يفرض تأخير إبلاغ الوحي من قبل النبي ؟
__________________