( إني لأرى رؤوساً قد
أينعت وقد حان قطافها . إني لأنظر الدماء بين العمائم اللحى . . . ثم قرأ قوله تعالى : وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا
قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ
فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ . وأنتم أولئك . . .
إنكم أهل بغى وخلاف
وشقاق ونفاق . فإنكم طالما أوضعتم في الشر وسننتم سنن البغي . . . فوالله لأذيقنكم الهوان . . . ولألحونكم لحو العود ولأعصبنكم عصب السلمة حتى تذلوا . ولأضربنكم ضرب غرائب الابل حتى تذروا العصيان وتنقادوا ) .
فالمسلم ـ بنظر
الحجاج ـ هو الذي يستسيغ موبقات الأمويين ويرتاح لاستهتار الحجاج ، ويفوض أمره لله . وإلا فهو معرض ـ في كل لحظة ـ لشتى صنوف العقاب . أما أن يبحث الحجاج ـ ( أمير ) المسلمين ـ عن عوامل التذمر ، ويسعى إلى إزالتها بالمعاملة الحسنة والسير وفق مستلزمات الشريعة الاسلامية فشيء لم يخطر
بباله . وسبب ذلك أنه ـ وأسياده الأمويين ـ كانوا من الآمرين بالمعروف التاركين له .
وحج عبد الملك بن
مروان بالناس في عام ( ٧٥ هـ ) ـ على ما يذكر ابن الاثير فقال ( لست بالخليفة المستضعف ـ يعني عثمان ـ ولا بالخليفة
المداهن ـ يعني معاوية ـ ولا بالخليفة المأفون ـ يعني يزيد ـ .
ألا وإني لا أداري
هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم . . . والله لا يأمرني أحد بتقوى الله ـ بعد مقالي هذا ـ إلا ضربت عنقه . ثم نزل . ) أي إن حفيد طريد رسول الله يريدها جاهلية صرفة مبنية على القوة الغاشمة وإراقة الدماء .
أما المسلم الذي ينبه
( الخليفة ) نحو تقوى الله فسوف ينال حتفه ـ وهو أمر
__________________