ومما تجدر الاشارة إليه في هذا الصدد هو أن بعض أحفاد أمية بن عبد شمس قد هرب « من اضطهاد العباسيين » إلى الأندلس فأسس حكماً أموياً هناك استمر زهاء ثلاثة قرون . وبما أن أولئك الأمويين قد ساروا ـ من حيث الاساس ـ على نهج أسلافهم في الشام فسوف لا نستشهد بسيرتهم المجافية لروح الاسلام ، لأن سيرة أجدادهم في الشام قد أغنتنا عن ذلك .
وهناك أمر آخر لا بد من الالماع إليه في هذه المناسبة هو أننا سوف ندخل ضمن الامويين ـ لا من حيث وحدة النسب بالطبع بل من حيث وحدة الاتجاه وتوافق السيرة والخلق ـ أشهر الولاة الذين تعاونوا مع الأمويين في تثبيت أركان حكمهم البثيض ؛ وفي مقدمتهم عمرو بن العاص ، وزياد به أبيه ، والحجاج بن يوسف الثقفي .
وجريا مع هذا المنطق نفسه يمكننا أن لا نعتبر عمر بن عبد العزيز « أموياً » من حيث الطبع .
ولا بد لمن يتصدى للبحث في تاريخ الامويين أن يشير إلى حقدهم على أبناء عمومتهم الهاشميين ـ في الجاهلية وفي صدر الاسلام ـ وقد لخص الجاحظ (١) . طبيعة ذلك الحقد وعوامله حين قال :
« إن أشرف خصال قريش ـ في الجاهلية ـ اللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة .
وهذه الخصال مقسومة لبني هاشم وعبد الدار وعبد العزى دون بني عبد شمس على أن معظم ذلك صار شرفه بعد الاسلام إلى بني هاشم (٢) . وليس لعبد شمس
__________________
١ ـ رسائل الجاحظ ٦٧ ـ ٧٥ .
٢ ـ وكان اسم هاشم عمرواً . وإلى هذا المعنى يشير ابن الزعبري :
عمرو العلى هشم الثرية لقومه |
|
ورجال مكة مسنتون عجاف |
وقد روى البيت بشكل آخر :
عمرو الذي هشم الثريد لقومه |
|
قوم بمكة مسنتين عجاف |