المخضرة عند مناقلة الكلام ومساجلة الخصوم بالموزون المقفى والمنثور الذي لم يقف ، وبالارجاز عن الممتدح وعند مجافاة الخصم وساعة المشاولة .
وفي نفس المجادلة والمجاولة . وكذلك الإسجاع عند المنافرة والمفاخرة واستعمال المنثور في خطب الحمالة وفي مقامات الصلح وسل السخيمة .
والقول عند المعاقدة ، والاتكاء على أطراف القسى وخد وجه الأرض بها ، واعتمادها عليها إذا اسحنفرت في كلامها وأفنت يوم الحفل في مذاهبها . ولزومها العمائم في أيام الجموع ، وأخذها المحاضر في كل حال ، وجلوسها في خطب النكاح وقيامها في خطب الصلح . .
وخطبهم على رواحلهم في المواسم العظام والمجامع الكبار .
والتماسح بالأكف والتحالف على النار . والتعاقد على الملح ، وأخذ المؤكد واليمين الغموس (١)
وقالت الشعوبية : القضيب للإيقاع والقناة للغار والعصا للقتال والقوس للرمي . وليس بين الكلام وبين العصا سبب ، ولا بينه وبين القوس نسب . وهما إلى أن يشغلا العقل ويصرفا الخواطر ويعترضا الذهن أشبه .
وليس في حملها ما يشحذ الذهن ولا في الإشارة بها ما يجلب اللفظ .
والخطابة شيء في جميع الأمم وبكل الأجيال إليه أعظم الحاجة . ولكنكم
__________________
١ ـ المخضرة : العصا . المتح : السقي من البئر بالدلاء . المجاثاة : هي أن يجثو الخصمان على الركب أمام بعضهما ثم يأخذان في صنوف الجدل . المشاولة : تفرق الكلمة وأن يتعرض كل خصم لخصمه بالسب . الحمالة : الدية يحملها القاتل إلى أهل المقتول سهل السخيمة : نزع الضغينة الخد : الشق . اسحنفر مضى مسرعا في قوله . افتنت أخذت في فنون القول .