ثم سكتوا ، فقالت أنا والله قائلة ما قالوا . وما خفى عليك مني أكثر فضحك وقال ليس يمنعنا ذلك من برك . أذكري حاجتك . قالت . أما الآن فلا (١) .
وكتب معاوية إلى عامله في الكوفة أن يوفد إليه الزرقاء بنت عدي بن قيس الهمدانية ، وكانت شهدت ـ مع قومها ـ صفين . فلما دخلت عليه قال « ألست الراكبة الجمل الأحمر والواقفة بين الصفين تحظين على القتال وتوقدين الحرب ؟ . والله ـ يا زرقاء ـ لقد شركت علياً في كل دم سفكة .
قالت . أحسن الله بشارتك . فمثلك من يبشر بخير . فضحك وقال : والله لوفاؤكم له بعد موته أعجب من حبكم له في حياته . أذكري حاجتك . قالت : آليت على نفسي أن لا أسأل أميرا أعنت عليه أبدا (٢) .
ودخلت أم سنان بنت جشمة بن خرشة المذحجية على معاوية تكلمه في غلام من بني ليث حبسه مروان . « فقال لها معاوية كيف قولك .
عزب الرقاد فمقلتي لا ترقد |
|
والليل يصدر بالهموم ويورد |
يا آل مذجح لا مقام فشمروا |
|
أن العدو لآل أحمد يقصد |
هذا علي كالهلال تحفه |
|
وسط السماء من الكواكب أسعد |
خير الخلائق وابن عم محمد |
|
أن يهدكم بالنور منه تهتدوا |
فقال رجل من جلسائه وهي القائلة :
أما هلكت ـ أبا الحسين ـ فلم تزل |
|
بالحق تعرف هاديا مهديا |
فأذهب عليك صلاة ربك ما دعت |
|
ـ فوق الغصون ـ حمامة قمريا |
قد كنت ـ بعد محمد ـ خلفا كما |
|
أوصى إليك بنا فكنت وفيا |
__________________
١ ـ العقد الفريد ١ / ٢١٢ ـ ٢١٣ .
٢ ـ المصدر نفسه ص ٢١٣ ـ ٢١٤ .