والروحي كله ، في مواقع الحياة كلها ، وفي خطوط المسؤولية كلها.
وقال الذهبي : « الإمام ، القدوة ، السيد أبو الحسن العلوي ، والد الإمام علي بن موسى الرضا ، مدني نزل بغداد وحدث بأحاديث عن أبيه... له عند الترمذي وابن ماجة حديثان. غير أنه قال : روايته يسيرة لأنه مات قبل أوان الرواية » (١). ويفند ذلك ما تقدم من المصادر التي نقلت عنه عليهالسلام وعدد الرواة الذين استقوا منه العلم ، والروايات الواردة عنه في أبواب الفقه المختلفة والتي جمعت وطبعت أخيراً في كتاب مستقل كبير (٢).
ثم أنه ليس ثمة زمن معين للرواية في مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، بل ان التدوين والرواية لم يُمنع عندهم منذ فجر الإسلام حتى آخر الغيبة الصغرى للإمام المهدي عليهالسلام وذلك سنة ( ٣٢٩ ه ) ، أما في مدرسة الخلافة فقد حظر تدوين الحديث الشريف منذ رحيل المصطفى صلىاللهعليهوآله إلى زمان عمر بن عبد العزيز ، وإذا سلمنا أن الذهبي يريد بأوان الرواية ما بعد مدة الحظر ، فإن عهد الإمام موسى الكاظم عليهالسلام خارج عن دائرة الحظر الزمنية.
تميز الإمام الكاظم عليهالسلام بنبوغه المبكر منذ نعومة أظفاره ، وقد توسم فيه أبو حنيفة هذا النبوغ وعلو الهمة ، وأذعن بتفوقه العلمي وسبقه المعرفي ولما يزل غلاماً صغيراً في الكتّاب ، ذلك لأن علمه إلهامياً كعلم سائر الأنبياء والأوصياء ، وليس كسبياً كعلم بقية الناس.
روي عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت ، قال : « دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهالسلام فسلمت عليه ، وخرجت من عنده فرأيت ابنه موسى
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٦ : ٢٧٠.
(٢) هو مسند الإمام الكاظم عليهالسلام للشيخ العطاردي.