ويمكن أن يستدل
أيضاً على مدعي التركيب بوضوح تعدد وضع الهيئة والمادة في المشتقات أي لا إشكال في
اللغة العربية على الاستفادة من وضع الهيئات والمواد بالوضع النوعي لمعانيها
المختلفة ، وهذا لا يناسب القول بالبساطة بل لازمه التركيب ووجود ثلاث مداليل ـ ولو
تحليلية كما في الحروف ـ وهي المبدأ والنسبة والذات ، ويضيف السيد الشهيد قدسسره في ذيل هذا البحث
: انّ المشتق الاصولي ـ لا النحوي ـ كالسيف والزوج والحر أيضاً معناه مركب ، إلاّ
انّ المأخوذ فيه مصداق الشيء لا مفهومه ، أي الطبيعة الخاصة ، فالسيف للحديد
المجعول بنحو خاص ، والزوج أو الحر للانسان المتصف بالوصف الخاص ، وهكذا.
إلاّ انّ هذا
الوجدان المدعى من قبلهم يقابله الوجدان الذي يدعيه الخراساني على البساطة ، بمعنى
الفرق بين قولنا : ( عالم ) و ( ذات لها علم ) فإنّهما يختلفان حتى بلحاظ المرئي
والمحكي والمتصوّر ، وإن كان وجودهما في الذهن واحداً ، فإنّ ( عالم ) ليس في
محكيه إلاّعنوان ومحكي واحد ، بخلاف ذات لها العلم فإنّها محكيّات ثلاثة ولو ضمن
صورة ذهنية واحدة.
بل وهناك أمر آخر
لا يمكن تفسيره على القول بالتركيب ، وحاصله : أنّه لو كان معنى ( عالم ) ( من له
العلم ) وكانت المادة دالّة على المبدأ والهيئة على النسبة فأين الدال على الذات؟
وهذه نقطة هامّة سنحلّلها عند بيان قول الخراساني قدسسره فانتظر.
كما أنّ دعوى
التركيب في مثل الزوج والحر والسيف غير قابل للقبول ، فإنّها كأسماء الجوامد
الاخرى ، بل لو كان كما ذكر السيد الشهيد كان لابدّ من