انظر إلى قول الإمام عليهالسلام « ليستأدوهم ميثاق فطرته » فالأنبياء
لم يأتوا بشيءٍ جديدٍ عن الفطرة ، وكلما في الأمر أنهم أثاروا أشياء موجودةً فعلاً
، فهنا وظيفة الأنبياء عليهمالسلام
الإثارة ، وهي الوظيفة الثانية لهم.
جاء في ( أُصول الكافي ) عن عبدالله بن
سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام
قال: سألته عن قول الله عزَّ وجلّ (
فِطْرَتَ اللهِ
الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
) ما تلك الفطرة ؟ قال : « هي الإسلام ،
فطرهم الله حيث أخذ ميثاقهم على التوحيد. قال : ألستُ بربكم ؟ وفيه المؤمن والكافر
» .
وعن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سألته عن قول الله عزَّ وجلَّ ( حُنَفَاءَ للهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ
) قال : « الحنيفية هي الفطرة التي فطر
الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله » قال : « فطرهم على المعرفة به ».
وفي حديث آخر له قال عليهالسلام : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كل مولود يولد على الفطرة ، يعني
المعرفة بأن الله عزَّ وجلَّ خالقه ، وكذلك قوله : (
وَلَئِن
سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ
) .
وهكذا نرى أن الروايات طافحة في هذا
المعنى ، ولولا مخافة الإطالة ، لكان لنا مع هذه الروايات وقفة ، نستوحي منها
معاني عظيمة.
الثالث : « ويذكّروهم منسي نعمته » :
وهذه هي الوظيفة الثالثة للأنبياء عليهمالسلام
، فإن هذا النصّ يؤكّد بأنّ الوظيفة النبوية هي التذكير بالنعمة
__________________