الله ما هو ، فقد
كثر عليّ المجادلون وحيروني ؟ فقال أبو عبدالله عليهالسلام
: « هل ركبت سفينة قط ؟ » قال : نعم . قال « فهل كُسِر بك حيث لا سفينة تنجيك ؟ »
قال : نعم . قال : « فهل تعلّق قلبك هنالك ، أنّ شيئاً من الأشياء قادر على أن
يخلّصك من ورطتك ؟ » قال : نعم . قال الإمام الصادق عليهالسلام
: « فذلك الشيء هو الله ، القادر على الانجاء حيث لا منجي ، وعلى الاغاثة حيث لا
مغيث » .
ثمّ إن الالتجاء إلى الله تعالى في
حالات الخوف لا يكون دليلاً على أن وجود الواعز الديني عند الإنسان هو نفس الخوف ،
وإنما يكون ذلك السلوك من الإنسان دليلاً على أنه لو لم يكن الإنسان قد آمن بهذا
الخالق العظيم في طيات نفسه وضميره ، واعتقد ذلك بما لا يقبل الشك ، لما كان قد
تعلق قلبه في وقت الشدة والخوف به ، حيث لا منجي إلاّ هو لأن الإنسان قد يعتريه
التكبّر والجحود ، لا لكونه ليس مؤمناً في واقع فطرته ، وإنما بسبب نزعة التمرد
عنده ، وهذا ما يشير إليه القرآن صريحاً بقوله : (
وَجَحَدُوا بِهَا
وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا
) . وقوله : (
وَكَانَ
الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً
) .
إذن فالإنسان الذي يلتجئ في حالات الخوف
إلى الله ( إنما يكون تصور الخوف سبباً للانتباه إلى وجود الإله الخالق عبر ذلك
الإذعان الفطري ، وذلك البرهان العقلي ، لا سبباً موجداً له في الذهن ، وكم فرق
بين
__________________