ـ من شهواته الّتي
قد ينجرف معها ، وتتحكم في سلوكه ، وتفوّت عليه ما يندم عليه من ساعات استقراره
وهدوئه . ويكون الدين سبباً في تعديل هذا الخوف والرعب ، والتخفيف منه » .
مناقشة
النظرية :
نعلق ـ أولاً ـ على كلام « اك برن وليم
كف » الذي شبه الدين بالسحر ، وجعل المتدين كالساحر ، يعملان معاً لارضاء الطبيعة
الساخطة.
فنقول : إنّ من الواضح جداً أنّ هناك
فرقاً كبيراً بين ما يعتقده المتدين ويتوجه إليه ، وبين ما يعتقده الساحر ويعمل
فيه ، وذلك لأنّ « القوى السرية الّتي يدعوها الساحر والكاهن أو مُناجي الأرواح ،
لا تقع صورتها في أخيلتهم على أنها شيء يعلوهم فيتطاولون إليه ، بل على أنّها قرن
ينازلونه ، أو قرين يخاذلونه ، وقد يرون لاَنفسهم من العلو والسلطان على تلك القوى
بوسائلهم الخاصة ، ما يستطيعون به أن يقتنصوها ، ويخضعوها لأوامرهم ، ويسخروها
لرغباتهم ، كما يسخر الكيمياوي عناصر الطبيعة المادية لمآربه . أما العابد ، فإنّه
يقف من معبوده موقف الخاضع المتواضع ، الساعي في إرضاء سيده المشفق من غضبه وسخطه.
فالفاصل الأخير الّذي يتم به تصوير
القوة التي يؤمن بها المتدين ، أنها قوة علوية قاهرة ، غير مقهورة ، يخضع هو لها
ولا تخضع له ) .
ولكي نسلط الضوء أكثر على الموضوع ينبغي
توضيح معنى السحر :
__________________