تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (١).
وقد كانت المرأة في طليعة المؤمنين ومن الذين استعذبوا العذاب في سبيل العقيدة الإسلامية ولنا في قصة سمية أم عمار بن ياسر أكبر دليل على ما نقول.
هي بنت خباط ، كانت امة لأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي وكان ياسر حليفاً لأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي ، فزوجه سمية. فولدت له عماراً فاعتقه.
هذه المرأة التي سجلها التاريخ ، وسجل لها جهادها وشجاعتها وثباتها على عقيدتها ، لقد صبرت سمية على العذاب والهوان ، وظلت متمسكة بعقيدتها وإيمانها حتى أصبحت في مصاف المجاهدين الذين قال الله تعالى فيهم : ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ ) (٢).
وذكر ابن هشام في سيرته : كانت سمية سابع سبعة في الإسلام ، وكانت ممن يعذب في الله عز وجل أشد العذاب ، وهي أول شهيدة في الإسلام ، قال مجاهد :
__________________
(١) سورة التوبة ـ آية ـ ١٠٠ ـ.
وقد ذكر صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن ما نصه : وفي هذه الآية ، دلالة على فضل السابقين ومزيتهم على غيرهم لما لحقهم من أنواع المشقة في نصرة الدين. فمنهما مفارقة العشائر والأقربين ـ ومنها مباينة المالوف من الدين ـ ومنها نصرة الإسلام مع قلة العدد وكثرة العدو ـ ومنها السبق الى الإيمان والدعاء اليه.
(٢) سورة الحج ـ آية : ٣٥.