« ... ويحك يا قتادة إن كنت إنّما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت » (١).
ومنها : ما رواه في الخصال بسند متصل عن عبد الرحمن بن سمرة « ... ومن فسّر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب » (٢).
ومنها : حديث الريّان بن الصلت عن الرضا عليهالسلام عن آبائه عليهمالسلام قال :
قال الله عزّ وجلّ ـ في حديث قدسي ـ : « ما آمن بي من فسّر القرآن برأيه .. » (٣) الحديث.
والجواب عن هذه الطائفة :
وقد أورد على الاستدلال بهذه الطائفة على نفي الحجيّة عن ظواهر الكتاب بما حاصله :
إنّ فهم القرآن على أساس ما هو مقتضى الظهور العرفي لا يعدّ تفسيرا ؛ وذلك لأنّ التفسير يعني التوضيح والكشف عمّا خفي ورفع الستار عمّا أبهم من مراد ، وهذا إنّما يناسب المجمل من الألفاظ والمركبات اللّفظيّة والتي تكون المعاني المحتملة فيه متكافئة من حيث احتمال إرادتها.
أمّا فهم المعنى على أساس ما هو المتفاهم العرفي عند أهل المحاورة والذي يعتمد ضوابط مطّردة وملتزم بها عند كل من أراد أن يتكلّم بهذه اللغة فهذا ليس من التفسير في شيء ، إذ أن كل من اطّلع على تلك الضوابط وأنس بها فإنّه يفهم مرادات المتكلّمين بواسطة تلك الألفاظ والتراكيب
__________________
(١) الوسائل باب ١٣ من أبواب صفات القاضي ح ٢٥
(٢) الوسائل باب ١٣ من أبواب صفات القاضي ح ٣٧
(٣) الوسائل باب ١٣ من أبواب صفات القاضي ح ٢٨